“سابينا”.. مرة أخرى النصر حليف الإسرائيليين على الشاشة!

Print Friendly, PDF & Email

تناول صناع السينما الاسرائيلية ومنتجون ومخرجون يهود في العالم منذ سبعينات القرن الماضي، العمليات الفدائية التي نفذها الفلسطينين من خطف طائرات واحتجاز رهائن بهدف اطلاق سراح المعتقلين الفلسطينين في السجون الاسرائيلية وإعلام العالم بقضية فلسطين.

وقد أجاد هؤلاء المخرجين والمنتجين استخدام السينما لصالح وجهة النظر والرواية الصهيونية عن حقيقة الصراع وطبيعته بأفلام روائية هوليوودية واسرائيلية منها: “مفتساع يونتان” (1977) لمناحم جولان، “النصر في انتيبي” (1976) لمارفين تشومسكي، “قوة دلتا” (1986) لمناحم جولان، “ميونيخ” (2005) لستيفين سبيلبرغ، وغيرها من الأفلام التي خدمة تطلعات الحركة الصهيونية وشوهت صورة الفلسطيني.

ويأتي فيلم المخرج راني ساعر “سابينا” ليستكمل سيرورة الافلام التي تظهر الاسرائيلي كضحية، فالفيلم يعود ليروي تفاصيل خطف طائرة الركاب “سابينا 572” في مايو 1974 على يد منظمة ايلول الأسود (علي طه أبو سنينة، تريز هلسه، ريما عيسى، عبد الرؤوف الاطرش) وهي في طريقها من بروكسل الى مطار اللد.

اختار المخرج دمج الأحداث المصورة باسترجاع الضالعين في العملية وعرض ذكرياتهم، فدمج بين الطابع الروائي والوثائقي فنرى تريز هلسه وهي تروي تفاصيل العملية، وهي الوحيدة من الخاطفين الأربعة التي ما زالت على قيد الحياة، أمام شهادات الاسرائيلين ايهود براك الذي قاد عملية اقتحام الطائرة، وبنيامين نتانياهو الذي كان قائد طاقم تابع للوحدة الخاصة باقتحام الطائرة، وشمعون بيريس الذي شغل منصب وزير الاتصالات والمسؤول عن المطارات في حكومة جولدا ماير، بالإضافة لشهادة عضو منظمة التحرير بسام أبو شريف الذي استعرض أهداف وأسباب العملية من وجهة النظر الفلسطينية.

تبدأ الأحداث بصعود خاطفي الطائرة الاربعة بقيادة طه علي ابو سنينة، وهم يدخلون بعد الاقلاع الى مرحاض الطائرة، حيث يخرجون قنبلتين يدويتتين وأحزمة ناسفة ومسدسات ويبلغون الركاب وقائد الطائرة ومساعده انهم مخطوفين واأن هدفهم هو تحرير زملائهم السجناء الفلسطينيين وليس أذيتهم وإذا لم تستجيب الحكومة الاسرائيلية لمطلبهم سوف يفجرون الطائرة، فتبدأ مشادات كلامية بينهم وبين بعض الركاب الذين يتهمونهم بالإرهاب، فيعرض الفيلم وجهة النظر الفلسطينية على لسان تريز هلسه فتقول لهم ان وجودهم جاء على حساب سكان الارض الأصليين الفلسطينيين.

يرفض وزير الدفاع الاسرائيلي انذاك موشية ديان الخضوع لمطالب الخاطفين ويجند وحدة خاصة لاقتحام الطائرة وتبدأ المفاوضات مع قائد الطائرة علي طه علي ابو سنينة من خلال موظف يتكلم اللغة العربية يوهمه بأن طلباتهم سوف تنفذ، ولكن بعد اصلاح العطل الذي سيمكن الطائرة من الاقلاع الى القاهرة مع السجناء الفلسطينيين ويبرز صانعي الفيلم بهذا الجزء من الفيلم سذاجة أبو سنينة امام دهاء الاسرائليين وعلى رأسهم موسي ديان.

يقتحم طاقم الوحدة الاسرائيلية الطائرة ويقتل ابو سنية ومساعده عبد الرؤوف الأطرش،وتعتقل تريز هلسه وريما عيسى، ويقتل ركاب إسرائيلين اثر الاشتباكات والهجوم على يد الوحدة الإسرائيلية.

يخصص الجزء الأخير من الفيلم لسرد عملية “النصر” فيقول شمعون بيريس ان خيطا رفيعا يفصل بين النصر والفشل الذي كان ممكنا ان يؤدي الى كارثة، ويقصد بذلك مقتل عدد كبير من ركاب الطائرة. ويتباهى نتانياهو وباراك بالنتيجة مشيرين الى ان اسرائيل لن ترضخ للارهابين وهذا درس مهم يجب ان تستفيد منه كافة الدول التي تتعامل مع “الإرهاب”.

نجح الممثل جورج اسكندر الذي جسد دور خاطف الطائرة في ترجمة أحاسيس الخاطف وتوتره وأبرز دور الفلسطيني المؤمن بقضيته العادلة.وكان حضور روزين بشارات ورشا جهشان ودريد لداوي موفقا، وقد اثار جورج اسكندر غضب اوساط كبيرة من الاسرائيلين عندما ذكر في احدى المقابلات التي اجريت معه بعد عرض الفيلم في القدس بحضور بنيامين نتانياهو وزوجته وايهود باراك أن خاطف الطائرة ليس مخربا ولا ارهابيا انما محارب، اذ أردف قائلا ان خاطف الطائرة الحقيقي أبو سنينة هو شخص سُلب منه حقه وحارب لاسترداده وقد ذكر ذلك ضمن أحداث الفيلم، الا ان الأمر على ما يبدو لم يكون مقبولا من الاسرائيليين الذين صفقوا للفيلم بعد عرضه لأنهم خرجوا من العرض بشعور ان النصر والحق كان حليفهم وهذا ما سعى صناع الفيلم لإبرازه.

*اعلامي فلسطيني 

Visited 142 times, 1 visit(s) today