“عدوى” فيلم النبوءة بالوباء الكبير

Print Friendly, PDF & Email

ظاهرة سينمائية غير تقليدية متمثلة في فيلم عدوى Contagion الصادر عام 2011 والذي لم ينل إقبالا جماهيريا واسعا حينها ثم عاد بقوة بشكل غير متوقع مع مجريات الأحداث الحالية التي تغيم بظلالها لتطبق بسواد على العالم كله وليصير الفيلم من أكثر الأفلام مشاهدة في 2020 بعد تسعة سنوات من صدوره.

حمى فيروسية تندلع بقدرة عالية على الإنتشار وقدرة على التحور تتخطى أي علاج لتضع البشر أمام تهديدات الموت والفناء في سباق البحث عن علاج.

ويعرض الفيلم بتتابع شبه يومي خلال عدة أشهر تطورات انتشار المرض بدئا من الظهور ومرورا بمعدلات الوفاة العالية وما يترتب عليها من أحداث ثم وصولا إلى إيجاد العلاج. وانعكاس هذه الأحداث على الشخصيات الرئيسية التي تمثل الجهات الأساسية في التعامل مع هذا الوباء وردود أفعالهم وهم الناس والحكومة والإعلام والعلماء.

ويتطور الصراع ويتفرع ما بين النصاب الذي يحتال على متابعيه بعلاج فورسيتيا الذي يدّعي قدرته على شفاء المصابين بالمرض ودوره الفعال في إعمال الفوضى لمكاسبه الشخصية. وما بين تدخل الجيش في محاولات عنيفة لفرض النظام واحتواء الفوضى وتوزيع المساعدات المتمثلة في الحجر الطبي والأطعمة الغير ملوثة. ومظاهر أخرى تمثل محاكاة الفيلم للواقع الحادث حاليا والذي لم يكن منذ تسعة سنوات أكثر من مجرد رؤية مستقبلية محتملة الحدوث ويحتمل لا.

وفي خضم كل هذه المظاهر المخيفة يسلط الضوء على السيناريو المحتمل لكيفية التعامل مع هذه الأزمة سواء بشكل سلبي أو إيجابي من قبل عدة جهات مختلفة تمثلها الشخصيات الرئيسية كما وضحنا.

الإيقاع

مقدمة تشويقية تبدأ باسم الفيلم والعرض الدعائي له ليكون المشاهد على معرفة مسبقة بأن الفيلم يتحدث عن كارثة مقبلة ثم يبدأ عرض الفيلم بعناوين تحدد الأيام الأولى من الكارثة الوبائية.

الدراما

الطبيب الذي أخبر مات ديمون بوفاة زوجته بدا أن المخرج تعمد أن يظهره بارد المشاعر مستفزا في إلقاءه لخبر موت الزوجة، والذي أعده نوع من أنواع الإستفزاز العاطفي للمشاهد من النوع الحميد الذي يفضل وصفه باستحضار عاطفي قصده عرض أبعاد المشكلة التي وضعت الزوج في حواجز من الحزن لا يدركها ذلك الطبيب الأبله الذي نصحه بمعالج لحزنه. وتم التأكيد على هذه الحواجز مع توضيح العلاقة الأسرية بين الأب وأبنائه حيث أن لديه إبن من زوجة (حتى ولو لم يكن طفله) وإبنة من زوجة أخرى. والإبنة لا تبكي إلا على أبيها لأن ليس لها أخ لتبكيه حيث يقعد الأب وحيدا خلف جدران الحجر الصحي باكيا على أسرته الضائعة. ويضاف حاجز نفسي آخر حين يكتشف أن زوجته كانت تخونه قبيل موتها.

مشهد إنساني آخر يراه المشاهد متمثل في الفعل النبيل للطبيبة ميرز قبيل موتها بسويعات.

ومشهد ثالث يتمثل في عودة الطبيبة ليونورا لخاطفيها.

والفيلم مليء بالمشاهد الإنسانية التي قدمت نماذج أخلاقية مختلفة تعبر عن قيمة خيرة أو شريرة.

الرعب

مؤخرا صارت سينما الأوبئة هي الفرع الأكثر رعبا من الخيال العلمي، وفي ظل الظروف التي نعانيها مع أزمة كورونا المنتشرة في العالم كله ومعدلات الإصابة التي تتزايد يوما بعد يوم أصبح هذا الفيلم من أكثر الأفلام انتشارا في عدد المشاهدات، كما أنه من أكثرها رعبا في تأثيره على المشاهد لأنه يقدم رعبا نلمسه في واقعنا فعلا لا خيالا. خاصة والفيلم يعرض جرعة من التفاصيل التي تقشعر الأبدان لدقتها ومطابقتها مع مجريات الأحداث حاليا.

الإثارة

احتوى الفيلم جرعة عالية من الإثارة المتكونة من ثلاثة أنواع، وهي

الإثارة العلمية

المبنية على المصداقية العلمية الدقيقة والأمينة للغاية في عرض تصوراتها طبقا للمعطيات العلمية، حيث تناولت الأزمة من كافة الجوانب العلمية مثل

1-التخوف الوبائي

2-مراحل انتشار العدوى

3-أعراض المرض

4-مراحل تصنيع اللقاح

5-ردود الفعل

5-إحالة للإنفلونزا الإسبانية ومقارنة مع الآن

فقد استشار بيرنز فريقا من علماء الفيروسات والأوبئة أثناء كتابته لسيناريو الفيلم، ومن هؤلاء العلماء خبراء من منظمة الصحة العالمية، بحسب ما وضحه في حوار ستجدونه محتواه في الآتي.

الإثارة البوليسية تتمثل في عدة عناصر:

التحقيق الجاري من قبل إحدى المنظمات الطبية غايته الوصول إلى مصدر العدوى وسرعة انتشارها وتحديد ما إذا كانت وباء أو لا.

العامل الآخر كان في توزيع ردود الفعل المتباينة بين الجهات المعنية بالتعامل مع الأزمة، الحكومة والجيش، الأطباء والعلماء، الإعلام والمحتالين، الشعب والأفراد.

العامل الثالث تمثل في سرد الحكاية من خلال الجمع بين عدة حبكات متفرعة تشكل جزءا من الحبكة الكبرى للفيلم، وهو متآلف تماما مع العنصرين السابقين. وكل ذلك ساهم في إعطاء صورة واقعية تمثل نموذج “العالم كقرية صغيرة”(1) حيث لا يلتقي بعض الأبطال ببعض رغم أنهم يشكلون جزءا من ذات العالم وذات القصة.

الإثارة الرعبية

كما وضحنا بالأعلى الفيلم مليء بالإثارة الرعبية ونزيد بالإشارة إلى أربعة أمور

الأول أن الفيلم تحول من تصنيفه كخيال علمي إلى إثارة علمية بعد ما تحققت الرؤية المقدمة به، حتى تم تداول العبارات الساخرة على الشبكات الإجتماعية حول أن فيلم الخيال العلمي صار مأخوذا عن قصة حقيقية الآن. فقد تحول العمل من فيلم سينمائي يتنبأ بما سيحدث إلى فيلم يوثق ما حدث.

الثاني أن ضحايا الكارثة في الفيلم بلغت 26 مليونا خلال شهر واحد، ورغم أن ذلك لم يحدث بعد إلى الآن نظرا لكون نسبة الوفيات هي من 2 إلى 3% بعكس الفيلم الذي كانت فيه بنسبة 25%، ولكن لا يزال التخوف قائما بأن يقفز معدل الوفيات من آلاف إلى ملايين.

الثالث أن الفيلم قدم تصورا عن فوضى مخيفة قد تعم البلاد ولا تقل هولا عن المرض نفسه.

الرابع إفتتاحية الفيلم المخيفة والمغرقة في الإعتيادية الممزقة للقلب والمبتدئة بصوت سعال يصدر عن إحدى الشخصيات الرئيسية بالعمل.

الخامس أن الفيلم يلقي تخوفا في نهايته حول أنه إذا تعافينا من هذه الكارثة قد تعقبها كارثة أسوأ من نفس النوع، حيث كان لخاتمة الفيلم غرضان، الأول هو الوصول لنهاية التحقيق بتوضيح سبب الوباء، والثاني هو أن النهاية تصلح كبداية لكارثة أسوأ.

وفي النهاية نذكر أن إيقاع الفيلم كان سريعا عدا في بعض الأجزاء الوسطية بالفيلم.

الخطاب

العامل الأساسي الذي صعد بهذا العمل على قمة التيار السائد إعلاميا (الصيحة Trend) هو التشابه المخيف مع أزمة فيروس كورونا على ثلاثة جوانب، الأولى تتمثل في الصفات بالمرتبطة بالعدوى مثل:

1-سرعة الإنتشار الهائلة

2-يهاجم الجهاز التنفسي

3-مصدره من الحيوانات (الخفافيش والخنازير)

4-ينتشر بواسطة ملامسة المسطحات المسماة بـ أدوات العدوى

5-قدرته على التحور والتطور

6-مميت ولا علاج له أو لقاح

7-الفيروس آت من الصين

8-البعض يصنع مناعة ضد الفيروس

9-البعض ينقلون العدوى دون أن تظهر الأعراض عليهم

10-أعراض الإصابة بالعدوى

الجانب الآخر يتمثل في ردود الفعل تجاه هذه الأزمة مثل:

1-محاولة شراء أي دواء محتمل لاستغلاله تجاريا

2-وضع إحتمالية أن يكون هجوم بيولوجي

3-تطبيق العزل الصحي على السكان بالقوة

4-ظاهرة مدن الأشباح الخالية من سكانها

5-التحقيق في كيفية انتشار العدوى ومصدرها الأصلي

6-محاولة البعض استغلال الأزمة من خلال الاحتيال والترويج لعلاجات وهمية

7-قطع وإيقاف خطوط الطيران

8-ظهور العلاجات الوهمية

9-طرح نظريات المؤامرة

10-مشاهد سقوط الأشخاص فاقدين الوعي في الأماكن العامة

11-تزايد معدلات متابعة الفضاء الإفتراضي المسمى بـ الإنترنت

النبوءة

كاتب السيناريو هو سكوت بيرنز Scott Burns الذي يؤكد بحسب حوار أجراه مع صحيفة هوليود ريبورتر Hollywood Reporter (2) على أن الفكرة الأصلية للفيلم هي إظهار أن المجتمع الحديث عرضة لمثل هذه الأمراض. ويقول:

“إن أوجه التشابه بين عدوى فيروس كورونا غير مقصودة، لكن الأكثر أهمية وحساسية هو استجابة المجتمع وانتشار الخوف والآثار الجانبية لذلك”.

ومن الطريف والمخيف أن بيرنز يروي أنه عندما تحدث إلى خبراء في هذا المجال، قالوا له جميعا إن تفشي المرض ليس مسألة ماذا لو؟ بل مسألة متى؟

ونطرح السؤال: هل تنبأ هذا الفيلم وغيره من الأعمال التي ركبت التريند مؤخرا بفيروس كورونا؟

للإجابة يجب توضيح أن مفهوم التنبؤ في الخيال العلمي وعلم المستقبليات لا يُقصد به العلم بالغيب كما في الدجل والعرافة. بل هو نشاط فكري يصل من خلال الاحتمالات إلى توقعات عديدة قد لا يتحقق منها إلا حدث واحد، وقد لا يتحقق منها شيء. فمن المحتمل أن يضربنا نيزك مدمر يسبب هلاك دولة كاملة، فلو وضعنا هذا التصور في رواية خيالية وتحقق الحدث بعد سنوات فذلك لا يكون إلا من العبقرية التخيلية لكاتب الرواية، ولا يعني أنه مطلع على ما وراء جدار الغيب. المسألة الأخرى التي يجب أن نلفت نظر القارئ إليها هو تحوير وإلصاق الأحداث الحالية على نصوص من الأيام الخالية، أو تفسير الأحداث الجارية بما يتناسب مع تلك النصوص الماضية، والحيلة الثالثة هي تعديل النصوص الفائتة لتتناسب مع الأحداث الآتية بعد مرور سنوات على هذه النصوص. وكل هذا يتم صنعه لعدة أغراض منها دعائية لتسويق بعض الأعمال في ظل الظروف الآنية. أو لأغراض أيديولوجية لتوصيل أفكار معينة مثلما يحدث مع نبوءات نوستراداموس Nostradamus. ومن أبرز الأعمال التي التحقت بفيلم العدوى في ظهورها مرة أخرى على الساحة بسبب تشابه ما ورد فيها مع ما يحدث حاليا وأزمة كورونا، نذكر:

1-رواية الحرافيش لـ نجيب محفوظ

2-رواية يوتوبيا لـ أحمد خالد توفيق

3-رواية عيون الظلام The Eyes of Darkness لـ دين كونتز Dean Koontz

4-مسلسل آل سيمبسون The Simpsons

5-النبوءات The Prophecies لـ ميشيل دي نوسترادام Michel de Nostredame

6-كتاب نهاية الأيام End of Days لـ سيليفيا براون Sylvia Browne

7-مسلسل تيريوس سري My Secret Terrius

8-أغنية لا تلمس لا لا لا لـ ياسر العظمة

9-فيلم وباءPandemic   لـ جون سويتس John Suits

10-فيلم اندلاع Outbreak لـ ولفغانغ بيترسن

11-كتاب ساعتنا الأخيرة Our Final Hour لـ مارتن ريس Martin Rees

12-مسلسل لالة فاطمة

ويقول الناقد إميل شاهين في تفسيره للتشابه بين أحداث الفيلم ومجريات الواقع (3):

“السيناريست، كما المحلل السياسي، ينجح أحياناً في توقع أحداث ستحدث ويفشل أحياناً في كلّ توقعاته. الصدفة تلعب دوراً. الحظ يلعب دوراً. وبعض التوغل في العلم وفي الواقع قد يُقرّب السيناريو من الواقع المرتقب.”

أي أنه في تفسيره لظاهرة فيلم سولدبيرغ يحلل الرؤية / النبوءة إلى عدة عناصر طبقا لمفهوم أدب الخيال العلمي وعلم المستقبليات. وهي:

1-الخيال التصوري

2-التوقع المبني على معطيات علمية وتحليلات أدبية / سينمائية / سياسية

3-الصدفة والحظ

أي أن توقع بيرنز متكون من تأثر لما فات وتخوف مما آت.

كما يحذر الناقد مشاهدي الفيلم من الانسياق تجاه تخوفات خاطئة قد يبثها العمل بدون قصد، مثل اضطرابات المصابين والفوضى التي هدمت البنيان الحضاري، وهو ما لم يحدث فلا زلنا تحت سطورة القانون. ومثل الأعداد المليونية من الوفيات خلال شهر واحد وهي حالة لم نصل إليها قط، ونأمل أن لا نصل إلى المليون الأولى مطلقا.

الواقع

من خلال عدة عوامل نجح المخرج في رفع درجات التماهي لدى المشاهد إلى سقفها، ومن تلك العوامل؛ لقطات الفيديو المبتعدة عن سينمائية التصوير، والرواية متعددة الأطراف وسرد الحكاية على أجزاء منفصلة متصلة، وأخيرا التخوفات الفيروسية التي لها سوابق مروعة في تاريخ البشرية الحديث ولازلنا نتخوف مما هو أسوأ من الكارثة الحاضرة المتمثلة في كورونا، خاصة مع التشابه الذي يكاد يصل إلى حد التطابق بين الفيلم المتخيل والواقع المعاش.

الصيحة

الفيلم الذي لم يلقى انتشارا كبيرا وقت صدوره عاد مرة أخرى للظهور بقوة ليصير واحدا من أكثر الأفلام مشاهدة في العالم طبقا للعديد من التسجيلات، حتى أن أبطال الفيلم استغلوا الفرصة وقاموا بحملة توعية بمخاطر الوباء، وبالإرشادات التي تساعد على إحتواء الأزمة (4).

الشخصيات

توزعت أدوار الشخصيات على عدد كبير من نجوم الصف الأول ذوي المنجزات اللامعة، فمنهم ممثلين حاصلين على جائزة الأوسكار، وقد قدموا أداءات متقنة بالرغم من صغر المساحة التي نالها كل منهم على الشاشة.

وهنا ننتقل إلى التميز الثاني في شخصيات الفيلم، والمتمثل في موت الشخصيات الرئيسية بالعمل بصورة تُعلي من درجات الترقب لدى المشاهد إلى مستوى يتصور فيه موت أي شخصية بلا إستثناء.

وذلك ينقلنا إلى التميز الثالث، وهو كون العمل لا يحتوي على أي بطل للفيلم، فالجميع معرضون لخطر الموت، وهو ما ينقل الصورة الواقعية لخطر الوباء الفيروسي الذي لا يعرف بطلا للقصة، حيث لا يتعامل مع الأجساد البشرية إلا في كونها غذاء له، والطريف أنه انتقل لنا من خلال جشع يدفع الصينين لتناول أطعمة غريبة وإتخاذها غذاء لنا فأتخذنا الفيروس غذاء له في الفيلم وفي الواقع. هذه النقطة يفسدها للأسف الميل قليلا لجعل مات ديمون يحظى ببطولة الفيلم المعلن عنها من خلال اكتشافه مبكرا أنه محصن من المرض بسبب مناعته المضادة للفيروس.

بيث إيمهوف

بيث إيمهوف Beth Emhoff هي أولى الضحايا المصابة بالعدوى والتي نسمع صوت سعالها في إفتتاحية الفيلم التي تستمر بعرض مظاهر الإعياء في الشخصية التي جسدتها الجميلة غوينيث بالترو Gwyneth Paltrow، وتستمر حالتها بالتدهور وصولا إلى لحظة موتها لتستمر الشخصية مع المشاهدين من خلال لقطات استرجاعية أثناء التحقيق في كيفية اصابتها ونقلها للعدوى.

إيرين ميرز

د. إيرين ميرز Dr. Erin Mears المسؤولة عن التحري الوبائي، وموقعها هذا يجعلها ثاني أكثر الشخصيات أهمية بعد إيمهوف، فبالإضافة إلى الأداء العالي من الجميلة كيت وينسلت Kate Winslet هي الطبيبة المكلفة بالتحقيق في كيفية إنتقال العدوى ومصدرها ومحاولة الحد من انتشارها واحتوائها، إلا أنها تموت بالمرض في صورة مؤلمة قبل تحقيق أي من ذلك.

ميتش إيمهوف

ميتش إيمهوف Mitch Emhoff بطل الفيلم الذي قام بتجسيده مات ديمون Matt Damon بأداء أقل من مستواه المعهود، وشخصيته في الفيلم تعكس منظور الشعب في ظل تفشي الوباء.

إليس تشيفر

دكتور إليس تشيفر Dr. Ellis Cheever وتجسيد الرائع لورنس فيشبورن في تمثيله للقطاع الطبي.

آلان كرومويد

أداء جيد -مع بعض الافتعال- من جود لو Jude Law في دور آلان كرومويد Alan Krumwiede الذي يمثل قطاع الإعلام وقطاع الأعمال الفاسدان في إستغلال الأزمة من أجل جني أرباح مليونية.

ليونورا أورانتس

د. ليونورا أورانتس Dr. Leonora Orantes هي ممثل آخر للقطاع الطبي التي جسدتها الجميلة ماريون كوتيارد Marion Cotillard صاحبة النصيب الأقل في الفيلم بين شخصياته الأساسية من حيث الظهور والأهمية.

آلي هيكستيل

عنصر آخر يؤكد الصورة التي يبغ العمل إيصالها في النهاية وهي التحذير وليس التخويف حيث أعطى مساحة كبيرة للقطاع الطبي عبر شخصياته الأساسية حتى وصلت آلي هيكستيل Ally Hextall إلى مصل للفيروس جربته على نفسها لتجاوز الإجراءات اللازمة لعمل التجارب السريرية.

الإخراج

صانع الفيلم هو المخرج الكبير ستيفن سودربرغ Steven Soderbergh الذي أخرج أعمالا سينمائية مهمة  من أبرزها أوشن 11 Ocean 11 2001 وإتجار Traffic 2000، وإيرين بروكوفيتش Erin Brockovich 2000.

ورغم ثقل المخرج سينمائيا إلا أن الإخراج أتى متوسطا على الصعيد الفني والتقني عدا من بعض العناصر التي تميز المخرج في أسلوبه السينمائي. ومنها نذكر هنا:

إفتتاحية الفيلم وخاتمته، فالأولى تجذب المشاهد إلى متابعة بقية الأحداث، والثانية تجعل الفيلم يعلق في الذهن بعد نهايته.

توظيف التصوير على طريقة مقاطع الفيديو في بعض المشاهد لنقل أجواء الأزمة إلى المشاهد بعيدا عن التصوير السينمائي وقريبا من المشهد الواقعي.

موسيقى الفيلم التي تعكس التوتر المتفشي في الأجواء مثل الوباء، وتعبر كذلك عن السرعة التي ينتشر بها الإثنان مترافقان، أي الخوف والمرض.

هوامش

1-هي ملاحظة سجلها شريف ثابت في مقاله المدرج في الرابط أدناه

2-أنظر إلى هذا التقرير هنا

https://www.bbc.com/arabic/science-and-tech-51804778

3-أنظر إلى مقال “بين مخيّلات كتّاب السيناريو وواقعية فيروس كورونا”

https://www.nidaalwatan.com/article/16791-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%85%D8%AE%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D9%88-%D9%88%D9%88%D8%A7%D9%82%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%B3-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D9%87%D8%AF%D9%88%D8%A7-%D9%83%D9%88%D9%86%D8%AA%D8%A7%D8%AC%D9%8A%D9%8A%D9%86

4-أنظر إلى هذا التقرير

https://www.bbc.com/arabic/art-and-culture-52110944

Visited 93 times, 1 visit(s) today