مشكلة سكورسيزي مع جوائز الأوسكار قديمة وتاريخية

لم ينل فيلم سكورسيزي الأخير “قتلة قمر الزهور” Killers of the flower Moon على أي جائزة من جوائز الأوسكار التي رشح لها والتي بلغ عددها 10 جوائز . لكن مشكلة سكورسيزي مع المؤسسة التي تمنح جوائز الأوسكار ليست جديدة. وهنا بعض المقتطفات التي وردت في فصول كتاب أمير العمري: “مارتن سكورسيزي”: سينما البطل المأزوم” (2023).

كانت جوائز الأوسكار دائما تخاصم سكورسيزي. كانت أفلامه ترشح للجوائز الرئيسية، لكنها نادرا ما كانت تفوز سوى بأقل القليل. وعلى سبيل المثال، فقد رشح “سائق التاكسي” لأربعة جوائز هي أفضل فيلم، وأفضل ممثل، وأفضل ممثلة مساعدة، وأفضل موسيقى، لكنه لم يفز بأي منها، رغم حصول الفيلم على السعفة الذهبية بمهرجان كان. ورشح “عصابات نيويورك” لعشرة جوائز- كما ذكرت- لكنه خرج أيضا خالي الوفاض. وأصبح راسخا في ذهن سكورسيزي أنه رغم التزامه بالعمل في سينما الإنتاج الكبير بمقاييس هوليوود، وتطويع رؤيته الشخصية للملاحم المثيرة التي يمكن أن تجذب الجمهور، ظلت “هوليوود” الرسمية تميل إلى تهميشه، وتنظر إليه باعتباره أحد “الدخلاء” القادمين من الشرق، من نيويورك، تلاميذ السينما الطليعية، التي كانت تنسب لجون كاسافيتس.

ولعل ما جذب سكورسيزي إلى شخصية جاك لاموتا، وأقنعه خيرا، بالتخلي عن تحفظه، والإقدام على إخراج الفيلم، هو الحالة النفسية القاسية التي كان يمر بها بعد فيلم “سائق التاكسي” الذي لم يحصل على أي من جوائز الأوسكار (ذهبت جائزة أفضل فيلم إلى “روكي”) رغم حصوله على “السعفة الذهبية” في مهرجان كان السينمائي.

وقد استحق دي نيرو عن جدارة الفوز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل، وإن كان الفيلم نفسه لم ينل جائزة أفضل فيلم (التي ذهبت في تلك السنة إلى فيلم “أناس عاديون” لروبرت ريدفورد الذي نال أيضا جائزة أفضل مخرج)، ونال “الثور الهائج” جائزة أفضل مونتاج، ذهبت إلى ثيلما سكونماكر. وقالت هي فيما بعد إن سكورسيزي هو الذي يستحقها، فقد كانت مجرد مساعدة له،

حقق الفيلم نجاحا كبيرا في عروضه الأمريكية والعالمية، وحصد حوالي 47 مليون دولار. ورغم ترشيحه لست من جوائز الأوسكار من بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثلة وأفضل سيناريو وأفضل مونتاج، إلا أنه لم يفز سوى بجائزة واحدة فقط هي جائزة أفضل ممثل ثانوي التي حصل عليها جو بيشي، بينما ذهبت الجوائز الرئيسية في تلك السنة (1991) ومن بينها جائزة أفضل فيلم وجائزة أفضل مخرج إلى فيلم “الرقص مع الذئاب” لكيفن كوستنر، الأمر الذي أغضب سكورسيزي كثيرا.

ورشح الفيلم لعشرة من جوائز الأوسكار من بينها جائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثل (لداني داي لويس)، إلا أن الأكاديمية الأمريكية لعلوم وفنون السينما خذلت سكورسيزي ولم تمنح فيلمه أي جائزة، وذهبت جائزة أفضل فيلم إلى “شيكاغو”، ونال رومان بولانسكي جائزة أفضل إخراج عن “عازف البيانو”.

. لكن على الرغم من حصول الفيلم على 11 ترشيحا لجوائز الأوسكار، إلا أنه- مرة أخرى- لم يفز سوى بخمس جوائز من بينها جائزة أفضل ممثلة مساعدة (كيت بلانشيت)، وأفضل تصوير سينمائي وأفضل مونتاج. ولم يحصل سكورسيزي على جائزة أفضل إخراج. وحقق الفيلم في عروضه الداخلية في السوق الأمريكية، والأسواق العالمية نحو 313 مليون دولار.

رشح الفيلم لخمس من جوائز الأوسكار، هي أفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل سيناريو وأفضل ممثل (دي كابريو) وأفضل ممثل مساعد. ولكنه لم يحصل على أي من تلك الجوائز.

رشح “الأيرلندي” لعشرة من جوائز الأوسكار. إلا أنه لم ينل أي جائزة منها. كذلك الأمر بالنسبة لترشيحات الفيلم العشرة، لجوائز مسابقة “بافتا” البريطانية حث لم ينل شيئا، وفسر الأمر على أنه موقف من أفلام نتفليكس، التي تُعرض أساسا، للمشتركين من جمهور البث الرقمي، يشاهدونها في المنازل.

Visited 5 times, 1 visit(s) today