كيف ساعدت أوليفيا كولمان في إحياء “إمبراطورية النور”

Print Friendly, PDF & Email

حوار: جينيل رايلي

ترجمة: رشا كمال

التقى النجمان المشاركان في فيلم “إمبراطورية النور”-Empire of the light، مايكل ورد، وأوليفيا كولمان لأول مرة في احتفال الأخيرة بفيلمها “الابنة المفقودة”- The lost daughter عام 2021.

النجم الحائز على جائزة “بافتا” البريطانية لأفضل ممثل صاعد عام 2020 أقترب من الممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار في لحظة تبدو شبيهة بالأفلام تتذكرها كولمان: “أتى هذا الشاب الوسيم إلي الحفل، وكنت بصحبة بقية صديقاتي من نفس مرحلتي العمرية، وقال: “أنا وأنتِ ستكون بيننا علاقة غرامية”، تضحك كولمان وهي تتذكر، “كما لو أن موسيقى الحفل توقفت، ثم قال: “في الفيلم، في إمبراطورية النور”.

وعن كلماته الأولى يعترف وارد صراحة: “كنت متوترا، ولم أعرف ماذا أقول لها أيضا، لكنها كانت البداية لشراكة مليئة بالإعجاب والاحترام المتبادل والقدرة على الاستمتاع حتى أثناء التعامل مع أصعب المواقف.

تدور الأحداث في مدينة ساحلية في إنجلترا في الثمانينيات، و”إمبراطورية النور” من بطولة كولمان في دور هيلاري سمول، امرأة تصارع مشكلاتها النفسية، وتعمل في دور سينما محلية، تجد نفسها تشكل صداقة وعلاقة عاطفية مع موظف جديد شاب أسمر البشرة يدعى ستيفن يلعب دوره ورد.

وباعتبار أن جميع الأفلام تمثل نوعاً من السيرة الذاتية لمبدعيها، اعتمد المخرج سام ميندز إلى حد كبير، على ماضيه الخاص من أجل الفيلم الذي يعد تجربته الفردية الأولى في الكتابة.

ويقول المخرج الحائز على الأوسكار: “أثناء الجائحة كان أمامي الكثير من الوقت المتاح مثل حال الجميع، وفترة من التأمل والانعكاس الذاتي، وفكرت في ظروف نشأتي، فقد ربيت كطفل وحيد لأم عزباء تكافح من أجل تدبر العيش، وتصارع أيضا مشكلاتها النفسية، وفي نفس الوقت أردت أن أحكي حكاية أخرى موازية، فكانت سنوات مراهقتي والموسيقى والأفلام لتلك الفترة، وأيضا الساحة السياسية لسنوات تاتشر والاضطرابات العرقية وارتفاع معدلات البطالة، يوجد صراع داخلي متمثل في صراع هيلاري، وهناك أيضا صراع خارجي خاص بتلك الأمور، والتصادم فيما بينهم.”

سام في أي مرحلة أدركت أنك تكتب هذا الدور من أجل أوليفيا، وأوليفيا في أي مرحلة أدركت أنه كان يكتب لك هذا الدور؟

ميندز: بعد حوالي عشرين صفحة، بدأت في الكتابة دون التفكير حتى بضرورة إنهائه، حاسوبي ممتلئ بمشاريع غير مكتملة. ثم شاهدت مسلسل “العائلة المالكة”- The Crown، وكانت هناك. وفكرت: “إنها هيلاري بكل تأكيد”، لذا بدأت بكتابة الدور من أجلها، وعندما اقتربت من منتصف المسافة تعثرت قليلاً، ثم فكرت أن أهاتفها على الرغم من أنني لم أتحدث معها من قبل.

اتصلت بها عبر برنامج “زووم” وكانت على طاولة مطبخها، أخبرتها أنني أكتب شيئا من أجلها لتجربته، ولكي تلهمني ببعض الأفكار لإنهائه، وانهمكنا في الثرثرة لساعة تقريبا، كانت متحمسة ومنفتحة في الحقيقة. لذا ساعدتني على إنهائه، وتحمست مرة أخرى لقص الحكاية. وفي النهاية كان الفيلم لها تماما، ولو كانت أبدت رفضها لتملكني الغضب حَقًّا.

أوليفيا كولمان: عرفت بالأمر لأول مرة في جلسة الزووم تلك، قال: “أنا أكتب هذا الفيلم وأنتِ في مخيلتي”. وأنا كنت ممتنة جدا لظهور هذا النص، وحمدا لله لأنه كان رائعًا.

أعتقد أنكِ قلتِ أنكِ لم تسأليه أي شيء عن الدور وقتها وتحدثتما فقط عن أمور أخرى

كولمان: اعتقد أننا تحدثنا عن الإصابات، عندي إصابة في الركبة، وأنت لديك إصابة خطيرة في الكاحل، ثرثرنا حول ذلك الأمر…

ميندز: السن

كولمان: نعم، السن

ميندز: لم أرغب في أن أحكي لها الحكاية، كنت أرغب أن تقرأها لأول مرة فور انتهائي منها. أفترض أنني كنت أريد الحصول على إحساس منها، لذلك تحدثنا فقط حول الأمراض.

أوليفيا كولمان

ماذا كان رد فعلك عندما حصلتِ أخيرا على النص؟

كولمان: شعرت بالارتياح لإبداء الموافقة على شيء اتضح أنه جيدا. ولكن كنت متحمسة أيضا لأن سام عهد لي بهذا الدور. للقيام بدور لم أقم به من قبل، وارتياد أماكن لم أذهب إليها قط من قبل. ووترني الأمر قليلا، وهذا ما أحبه. أعتقد أن أكثر ما أرعبني كانت المشاهد الجنسية مع شخص يصغرني بكثير. ومايكل كان الشخص الأكثر نضجا من بيننا، وساعدني كثيراً، لأني كنت أتوسل لسام لكي يحذف المشاهد الجنسية.

ميندز: ليس صحيحاً

كولمان: كان الأمر محرجا، ولكن مايكل جعله هينًا، وكان معنا منسق للعلاقات الحميمية.

مايكل، اعلم أن لديك تجربة مغايرة للانضمام للفيلم، هل بإمكانك أن تخبرنا عن عملية قراءة النص وحصولك على الدور؟

ورد: لحسن الحظ، أنا وسام في نفس الوكالة الإعلانية. قرأ وكيل أعمالي السيناريو وقال لي: “أتعلم، لا أستطيع إبعادك عن تفكيري لهذه الشخصية”. وعندما قرأته تواصلت مع النص المكتوب، ولكن لم أكن واثقا من تواصلي هذا كان مع أي شيء تحديدا، حتى بدأنا في استكمال العملية. وساعدني كثيرًا حديثي مع سام، وسؤاله أسئلة حول شعوري تجاه النص في فهم رغبتي في أن أكون جزءا من هذا الأمر أكثر مما كنت أدرك. أردت استحضار الإحساس بالضعف لدى ستيفن ولكن لإيصال الحب والأمل الذي يملؤه تجاه كل شيء، ولكل من حوله، وخصوصا لهذه المرأة الأكبر سنا التي لا نملك الفرصة لرؤية مثلها كثيرًا على الشاشة.

أعلم أنكم لم تتمكنوا من تجربة التناغم بين الممثلين أثناء القراءة التحضيرية، كيف تمكنتم من معرفة إن كانت تلك العلاقة ستنجح، أم هل كانت ضربة حظ نوعا ما؟

مينديز: بخصوص هذا الشأن، شعرت بأنهما متشابهان جدا، كل منهم متفتح، وهم ودودين مع المتواجدين حولهم. وشعرت بالنور المنبعث منهم. لذا اعتقدت أنها سيتفقان سَوِيًّا، وهذا كل ما في الأمر، ولكنك لا تعلم، عليك أن تتمنى فقط أن يتواصل الممثلون، وينظرون إلى بعضهم البعض وليس فقط في اتجاهاتهم العامة، وأعتقد أن هذا قد سبق ورآيناه جميعا، لكن الأمر كان واضحا على الفور، وفكرت حسنا، نحن على ما يرام.

ولكن أتعلم ما الغريب في الأمر؟ هناك الكثير من الأمور المبهمة في أي فيلم، وأنت لست بحاجة بها على الشاشة مثل حاجتك إليها على المسرح، لذا عليك أن تمضي قدما رغم ذلك، فالأفلام شيء محير وغامض.

ورد: كنت في روما لتصوير فيلم آخر عندما هاتفني سام وتفاجأت بعدم وجود قراءة تحضيرية مع أوليفيا، ولكن كنت أدرك في نفس الوقت أن سام يعرف روحي ويدرك أن الأمر سينجح وكل شيء سيكون على ما يرام. كنت متحمسا جدا للأمر كله، خوض تجارب الأداء والعمل مع سام، شعرت بأنني ربحت، والفيلم كان مجرد ربح إضافي على العملية كلها.

تتعاملون مع قصة درامية وبعض المسائل الجادة، ولكن ينبعث من الفيلم كثير من البهجة، كيف كانت الأجواء في موقع التصوير؟

كولمان: كان مرحا جدا، طاقم العمل كان رائعا، وكذلك جميع العاملين في السينما، ارتحلنا جميعا إلى هذا المكان بجانب البحر، والجميع كانوا رائعين، كنا نجلس سوية، ونلعب بعض الألعاب، ونرسل لعبة تخمين الكلمات ووردل لبعضنا البعض.

مينديز: كان غريبا، لأن الوباء كان في مراحله الأخيرة لذا اضطررنا للعيش في أشبه ما يكون بفقاعة. وهذه طبيعة موقع تصوير أي فيلم على أي حال، ولكننا كنا في مدينة ساحلية بعيدة جدا في منتصف فصل الشتاء. ولم يكن مسموحًا أن نتواجد برفقة أي أحد آخر. وبالتالي تواجد هناك الحس الطبيعي للعائلة والذي يشبه كثيرا أجواء الفيلم .

والتجربة كانت مساعدة حقا لأن عملية صنع الفيلم تعتبر انعزالية بالنسبة لي. لأن المخرجين يعتادون على أمر منذ البداية، يجب ان تكون اول من يخرج من الحانة بعد نصف ساعة حتى يتحدثوا عنك من وراء ظهرك. ما أعنيه ويكاد يكون أمرا ضروريا هو أنه لا يمكنك أن تصادق الجميع، الأمر لا يسير على هذا النحو. لكن عليك أن تتواجد هناك، وتكون عائلة ايضا ثم تبتعد عنها نوعا ما.

سام ميندز

 لذا كان فريق العمل، ودفء الممثلين، والعائلة التي ولدت في تلك السينما بمثابة قارب النجاة بالنسبة لي. وكنت أدرك تماما أنهم يستمتعون بوقتهم، وهو ما كان مهمًا بالنسبة لي.

ورد: كان علينا أن نقضي كثيرا من الوقت سَوِيًّا، وأتذكر أن سام كان يلقي علينا نكاته السخيفة ولكنها طريفة جدا، وكنا نستعد للتصوير ولكن سام لم يكن ليتوقف قبل أن ينتهي من إلقاء نكاته.

ميندز: مزحاتي سيئة!

ورد: لم يكونوا سيئين حقا.

كولمان: كانوا كذلك.

ميندز: صحيح.

ورد: حسن، بعضهم، ولكن المقصود هو أنني كنت دائما أضحك في طريقي إلى الكاميرا. لذلك بالنسبة لي كان باستطاعتنا قضاء وقت طيب، وان نقص أيضا تلك الحكاية الرائعة.

ميندز: كان المقصود من وراء كل هذا تنحية الوعي، وإدراك الذات بعيدا، حتى عندما تدور الكاميرا لا يصبح الأمر مهما أو له تأثير، كان جزءا من ضمن العملية. ومكنتنا آلات التصوير الرقمية من تصوير اللقطات معا، وإمكانية إعادتها مرارا وتكرارا. ليس عليك أن تتحدث وتصف الأشياء، وهذا يساعد في المضي مع التيار، ويسمح للناس بتنحية العين الثالثة، عين الرقيب الذي يوجه إليك الانتقادات.

أريد أن أعرف من كان أفضل لاعب ووردل؟

كولمان: يؤلمني قول هذا حق، ولكن أعتقد أنه كان سام.

ميندز: أقدمت على الغش مرة واحدة، قمت بحل الكلمات من أول محاولة، ولكن بعد أن بحثت عنها أولا، لم أحتملها أكثر من خمس دقائق، أرسلتها إليها وكان لسان حالها يقول: أنت وغد حقا

إذا أنت غير مؤهل

ميندز: أنت محقة، أنا كذلك، دائما وأبدا.

المصدر: مجلة فارايتي

Visited 1 times, 1 visit(s) today