مخرج أول فيلم مصري عن المثلية الجنسية يتعرض لضغوط رقابية
مراسل صحيفة “الجارديان” البريطانية في القاهرة باتريك كنجسلي، يكتب عن المشاكل الرقابية التي تواجه فيلم “أسرار عائلية” للمخرج هاني فوزي الذي يتناول موضوع المثلية الجنسية أو ما يعرف في الثقافة العربية السائدة بـ”الشذوذ الجنسي”.
المقال نشر بتاريخ 5 يناير وفيه يكتب باتريك: “عندما إنتهى هاني فوزي من عمل المونتاج لفيلمه “أسرار عائلية” كان يعتقد أنه أنجز أول فيلم يتناول المثلية الجنسية في السينما المصرية. ثم شاهده المسؤولون في الرقابة وطالبوه يعمل 13 تعديلا في الفيلم الأمرالذي جعله يخشى أن تصبح العلاقة في الفيلم بين بطله وشاب آخر، إلى علاقة عادية صداقة بعيدة عن الجنس.
يقول كاتب مقال الجارديان إن أسامة فوزي- كاتب السيناريو الذي اتجه للاخراج في هذا الفيلم يخشى أن يصبح الفيلم في هذه الحالة غير مفهوم من جانب الجمهور، الذي لن يصبح بمقدوره فهم الأزمة النفسية التي يعاني منها بطله مروان، وستصبح علاقته بالشاب الآخر علاقة عادية.
“ويروي الفيلم قصة مروان الذي يتردد على خمس عيادات نفسية لكي يعثر على علاج لمشكلته التي أراده المجتمع أن يفهم أنها مشكلة مرضية”.
ويمضي الكاتب فيقول انه- طبقا لما قاله فوزي- ليست هناك مشاهد جنسية صريحة في الفيلم لكن الرقباء يريدون استبعاد 13 لقطة منها لقطة لمروان وهو يسند رأسه على كتف صديقه في دار للسينما، ولقطة أخرى لهما معا في الفراش، كما أن المسؤولين في الرقابة غير راضين أيضا عن حوار حول المثلية الجنسية يدور بين طبيب نفسي ومروان يسأله خلاله الطبيب ما اذا كان يشعر بالرغبة في اقامة علاقة جنسية مع أحد زملائه الرجال.
ويقول الكاتب إن موضوع الرقابة ليست المشكلة الوحيدة بل ان 15 ممثلا رفضوا القيام بدور مروان بسبب موضوع الفيلم قبل أن يقبل محمد مهران القيام به. ويقول ان اثنين من الممثلين غيرا رأيهما بعد أن وقعا العقد وقال فوزي إن أحدهما تراجع بعد ان هدده والده بأنه سيتوقف عن دفع نفقات دراسته!
ويقول كاتب المقال إن هناك رقابة مشددة على الأفلام في مصر من مرحلة السيناريو الذي يجب أن يحصل على موافقة رسمية، كما أن كل من يتحدى الحظر على موضوع تصوير المثلية الجنسية يواجه عادة الكثير من الضغوط من جانب أهله كما قد يتعرض للسجن.
ويقول ان الشرطة قامت في اكتوبر الماضي بمداهمة مسكن في ضواحي القاهرة واعتقلت عددا من الأشخاص في “ساونا” (حمام بخار) معروف كمكان للقاء بين عدد من المثليين في القاهرة.
وحسب المقال فإن المثلية الجنسية ليست ممنوعة قانونيا في مصر غير أن من يضبط بهذا الفعل يتهم بارتكاب فعل ينافي الذوق العام.
ويقول باتريك كنجسلي إن الغريب أن قصة الفيلم أثارت استياء عدد من المثليين المصريين لأنه يصور المثلية كشيء يدعو الى الشعور بالعار. وينقل المقال عن رامي يوسف الذي يصفه بأنه أول مصري يعلن عبر موقع تويتر الاجتماعي أنه “مثلي” قوله إن الفيلم يجعل الناس يعتقدون أن المثلية مرض يجب العلاج منه.
ولكن البعض يرحب بالفيلم كونه قد ينجح في اثارة نقاش حول موضوع المثلية. إلا أن أحد المثليين (يكتفي المقال بتسميته “محمد”) يرى أن الفيلم- على العكس- قد يدفع إلى حملة هجومية على المثلية الجنسية في مصر من جانب القوى المحافظة اجتماعيا.