مفيدة التلاتلي: عندما يكون الكلام ممنوعا تصبح النظرات هي البديل

Print Friendly, PDF & Email

من الممكن القول بثقة إن فيلم «صمت القصور» (1994)، وهو الفيلم الروائي الأول للمخرجة التونسية الراحلة مفيدة التلاتلي، يمثل مرحلة نمو كبير في السينما التونسية الجديدة. فالآن تحررت هذه السينما من قوالب أفلام النخبة، دون أن تسقط في سطحية الافلام التجارية. وهو تحرر لا يخضع لأي نوع من المعادلات كما قد يرى البعض، فالفن الصادق المعبر الأصيل لا يخضع في الواقع لأية معادلات، بل يكون تعبيرا صادقا عن رؤية الفنان لنفسه، لبيئته، وللعالم. هذا التعبير الذي يصل في «صمت القصور» الى البلاغة الشاعرية دون افتعال، والى البساطة الطبيعية دون الوقوع في التبسيط.

إنه فيلم عن الماضي وعن الحاضر، عن المرأة، ولكن أيضا عن المجتمع ككل في فترة النضال الوطني من أجل الاستقلال في تونس المعاصرة. ورغم كونه عن المرأة، آلامها واحباطاتها في مجتمع واقع تحت السيطرة مرتين: مرة من خلال الاستعمار الأجنبي المباشر، ومرة أخرى من خلال سيطرة طبقة البكوات ذات الأصول التركية على البلاد والعباد معا، الا أنه ليس واحدا من تلك الأفلام المسماة بـ «الوطنية» والتي تصطبغ عادة بصبغة دعائية ديماجوجية ساذجة، لكنه فيلم يمتزج فيه السياسي بالاجتماعي بالأخلاقي بالتعبير الأنثوي عن الواقع. انه بالتأكيد أحد أعمال حجر الزاوية في سينما المرأة اذا جاز استخدام هذا المصطلح.

مفيدة التلاتلي هنا تتحدث بهمس ورقة، وتجسد صورة بليغة لمجتمع الكبت الاجتماعي وتجسده من خلال صور رمزية رقيقة تتمثل في عشق فتاة مراهقة تنتمي الى طبقة الخادمات في قصر من قصور الارستقراطية التونسية الغابرة، للموسيقى والغناء. العود هو رمز للتعبير الحر عن النفس، وهو في الوقت نفسه وسيلتها للهروب من السؤال المرعب الذي يلح عليها: من هو والدها؟ هل هو واحد من أولئك الأمراء الذين تراهم في الطابق العلوي، طابق السادة في القصر؟ وما الذي ترى قد حدث بين أمها وذلك الأرستقراطي الذي تراه يعطف عليها من دون الجميع، ولماذا تبدو امها دائما مهمومة حزينة كسيرة النفس والخاطر؟

ان ما لا تعرفه هي أن الهاجس الذي يسيطر على الأم دوما هو كيف تستطيع أن تجنب ابنتها المصير التعس الذي انتهت هي اليه: مصير الذل والهوان في خدمة السادة والخضوع لنزاوتهم دون أن تملك بحكم وضعيتها الاجتماعية التي فهي أقرب الي العبودية، ردا لها أو قدرة على التمرد عليها.

هذه الأفكار تعبر عنها مفيدة التلاتلي من دون زعيق أو شعارات عن التناقضات الطبقية والنضال الاجتماعي على طريقة سينما الستينات التي اطلق عليها الناقد الفرنسي جي انيبيل «السينما النضالية»، بل تعبر عنها أولا من خلال اسلوب رصين واثق، فهي تعود مجددا الى الشكل الروائي مع استخدام تعدد الأزمنة دون تداخلها، ومن خلال الاستخدام المكثف للاستعارة والمجاز مع التأني الشديد في القطع من لقطة الى أخرى، والاستخدام الفعال الى اقصى درجة للمكان(معظم مشاهد الفيلم تدور داخل ديكور القصر). كل هذا بالطبع مع خلفية مميزة جدا للموسيقى تبرز في لحظات التعبير عن كوامن البطلة الصغيرة التي تنمو مشاعرها تدريجيا، الى الصدارة.

«صمت القصور» هو فيلم عن العلاقة المعقدة بين الرجل والمرأة، لكنه أيضا فيلم عن العلاقة بين المرأة والمرأة من خلال العلاقة المنسوجة ببراعة هنا بين الأم والابنة. وعلى الرغم من العديد من لحظات التعبير الميلودرامي، الا ان الفيلم يصمد بتماسكه الفني للمقارنة مع أفضل انجازات السينما الحديثة في العالم الثالث.

وقد أفردت المجلة السينمائية البريطانية المتخصصة «سايت آند ساوند» (عدد مارس 1995) مساحة لمخرجة الفيلم للحديث عن تجربتها في «صمت القصور». ونقدم هنا ترجمة لأهم ما ورد في الحديث.

** هلا تحدثت أولا عن علاقتك بالسينما العربية؟

*عندما استقلت الدول العربية كان توجهها الأولي نحو بناء سينما مناقضة تماما عن السينما المصرية القائمة التي كانوا ينظرون اليها باعتبارها سينما هروبية ونمطية. لذلك كان الدافع الأولي هو الاعتماد على سينما المؤلف، التي تتعامل مع علاقات وقضايا ذهنية من بينها موضوع المرأة. لكن الناس ملوا هذا النوع من الأفلام لأنهم كانوا معتادين على الأفلام الميلودرامية الهوليوودية والهندية والمصرية. واليوم لدينا توازن أفضل. لقد مرت السينما عندنا بفترة من النقد الذاتي كان من نتيجتها تحقق شئ ايجابي. اننا نعود مرة أخرى الى الميلودراما ولكن بطريقة مختلفة تماما. اننا نحاول الوصول الى جمهور شعبي وأن نتشعب من خلال قصص الحب والكوميديا. ان جمهور السينما العربية يحب الضحك والبكاء. هذه الموجة الجديدة من الأفلام ترتبط بالطبع بالسينما المصرية في الخمسينات التي كانت تتمتع بالغزارة: الكثير من الميلودرامات والكثير من الكوميديات.

** ما هو الدور الذي لعبه موضوع المرأة في هذه السينما؟

*من خلال عملي في المونتاج السينمائي، استطعت دراسة الأفكار المعاصرة المسيطرة على السينما العربية. لقد عملت مع مخرجين ذكور كثيرين واثنتين فقط من النساء، ولاحظت انهم يتفقون جميعهم بالنسبة الى وضع المرأة العربية. كنت دائما اتساءل لماذا ينشغل المخرجون الذكور كثيرا بموضوع المرأة الى أن أدركت أن المرأة بالنسبة اليهم هي رمز لحرية التعبير ولكل أنواع التحرر. لقد كان الأمر بمثابة اختبار معملي بالنسبة الى المجتمع العربي، فاذا كان المرء بوسعه مناقشة حرية المرأة فبوسعه مناقشة الحريات الأخرى. لقد كان من الصعب في معظم الأحيان تناول موضوع الحرية السياسية لكن كان بالامكان مناقشة موضوع المرأة. أعتقد أن كل دولة من دول المغرب العربي اهتمت بمواضيع معينة غير أن موضوع المرأة كان موضوعا خاصا بتونس.

** الى أي حد تعتبر العلاقة بين السينما العربية والاتجاهات العريضة في الثقافة العربية مهمة؟

*أعتقد أن الشعر والثقافة الشفوية مهمة بشكل خاص في الثقافة العربية. يرتبط الشعر بالكلمة المنطوقة، لكن في نفس الوقت، تعرض الشعر للرقابة، ولذا لجأ الشعراء الى الرموز للتعبير عن شئ لا يمكن الحديث عنه. ان الشعر يحقق الحرية الكاملة. عليك فقط أن تتمتع بقدر من التخيل لكي يكون بوسعك تقديم قراءة أخرى للكلمات. ربما كانت السينما تتمتع بذلك ايضا. انها تستخدم كذلك الاستعارات والرموز، كما تستخدم الصورة وثقافة الصورة التي كان علينا أن نتعلمها.

** ربما يجد المعتادون على السينما الأمريكية بإيقاعها المعروف صعوبة في بادئ الأمر، في تقبل اللقطات الطويلة التي تستخدمينها بكثرة في فيلم «صمت القصور»؟

  • لأنني أعمل في المونتاج فقد كنت قلقة من احتمال الا يتقبل الجمهور في الغرب طريقتي في التصوير، فالإيقاع الغربي سريع ويتناقض تماما مع ايقاعنا. اللقطات في السينما الغربية قصيرة للغاية. المرء لا يرى أبدا بابا يغلق بعد أن يفتح، فسرعان ما نشاهد البطل في طائرة أو في سيارة أو في بلد آخر. ان الجغرافيا تتهاوى، ويصبح كل شئ مكثفا. لكنني كنت مهتمة بتصوير كيف تتحرك النسوة وتعملن معا طوال الوقت. أمام كل الخادمات في القصر الوقت طوال النهار للطهي والغسيل والتنظيف وكي الملابس. ولم أكن لأسمح لنفسي بأن أصورهن من خلال مونتاج سريع لأن هذا سيجعل كل شئ يبدو زائفا، فالشكل والمحتوى لن يتوافقا، ولهذا كان ينبغي أن أصورهن في ايقاعهن الحقيقي، في طريقتهن الحقيقية في الحركة والعمل والحياة. وكان يجب أن أصور بطء حياتهن من خلال حركة الكاميرا. ان الشعر قد يستخدم عشرات الكلمات من أجل توصيل معنى واحد. وبالتالي فالكاميرا قد تتحرك حركة طويلة من وجه الى آخر مثلا، وقبل أن تصل الى النقطة التي اريدها أن تستقر عليها، فانها تمر في طريقها بعشرات التفاصيل التي تلعب دورا مهما في تحديد النقطة النهائية.

** تدور معظم اللقطات الطويلة في المطبخ.. لماذا؟

*لأن المطبخ هو بمثابة القلب النابض للفيلم. انه المكان الذي تعيش فيه النساء، يضحكن ويغنين ويرقصن ويأكلن ويتواصلن معا أو لا يتواصلن. انه المكان الذي يتعين على النساء التكيف معه من اجل الاستمرار في الحياة، فعالم الطابق الأول مغلق أمامهن، والأمراء والأميرات يغلقن أبوابهم على أنفسهم في حجراتهم الفردية.

** في المطبخ، أنت تستخدمين أحيانا لقطة واحدة لتصوير سلسلة من الأحداث. أريد أن أسألك عن اللقطة التي تبدأ بامرأتين يتشاجران، ثم يدخل حسين، الشاب الوطني الذي يختبئ في القصر. انها المرة الأولى التي نرى فيها أن القصة تدور في وقت المقاومة الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي. مثل النساء فإننا محبوسون داخل القصر طوال الفيلم لا نعرف ماذا يدور في الخارج، لكن حسن هو فقط الذي يتحرك بين الداخل والخارج. ولذلك فعندما يدخل يتغير كل شئ لكن اللقطة تستمر..

*لقد أردت أن أحافظ على وحدة الأحداث التي تدور في نفس الوقت من خلال وحدة اللقطة الواحدة. انني إذا كنت قد قمت بتقطيع المشهد فن كل لقطة كانت ستصبح زائدة عن الحاجة. ولم تكن هناك أهمية لأن نرى المشاجرة بين المرأتين. لقد كان بوسعي أن أجعل حسين يصل أولا بالأخبار عن ما يجري في الخارج. ولكن بالطريقة التي لجأت اليها قمت بعمل صلة، فقد قال : انكم جميعا تتشاجرون. توقفوا عن ذلك. لقد بدأ القتال في الخارج. وانهيت اللقطة وخديجة الغاضبة تطلب من عالية ان تخرج خارج المطبخ بعيدا عن حديث الكبار. لقد كنت دائما اخشى أن أفقد قصة عالية وسط الاهتمام بالتفاصيل الأخرى في سياق الموضوع العام للفيلم. ولكن باللجوء الى تصوير اللقطات الطويلة استطعت الابقاء على الصلة بين الخيطين.

** ماذا عن الموسيقى في فيلمك؟

*أولا وقبل كل شئ فالموسيقى مهمة جدا في الثقافة العربية. الناس جميعهم يستمعون الى الموسيقى ويغنون كثيرا في حياتهم اليومية، وقد تتحول جلسة تجمع عددا من الأصدقاء الى الغناء والموسيقى والرقص. أحدهم يلتقط العود مثلا والثاني يقوم بالغناء اذا كان من اصحاب الأصوات الحلوة، والثالث يرقص.. وهكذا. في الفيلم، تشكل الموسيقى جزءا من الحياة اليومية، لكنها ايضا ذات قيمة رمزية. ان النسوة(الخادمات) يغنين في الطابق الأسفل أي في المطبخ، ويستمع السادة الى الموسيقى ويعزفون على العود. وقد نشأت بطلة الفيلم «عالية» في هذا الوسط بين العالمين. وعندما تريد هي أن تتحرر من أسر العيش في الأسفل، فإنها تلجأ الى العود الذي ظل دائما يسحرها منذ أن تفتح وعيها على الدنيا. ويصبح العود وسيلتها للتعبير عن النفس، فعندما تفشل في التواصل مع الكبار، تلجأ الى الغرفة الضيقة على السطح، وتعزف على العود. وتصبح تلك نقطة للخلاف مع امها التي تقول لها: «انك لست من الأميرات. يجب أن تبقي في المطبخ وتتعلمين الطهي. أنا لا أستطيع أن أشتري لك عودا».

ولذلك تصبح اللحظة التي تعطيها أمها العود، لحظة غير عادية عندي، لأن معنى هذا ان الأم قد فهمت أخيرا أن الغناء والعزف والموسيقى هي الوسائل التي تكفل انقاذ ابنتها عالية.

** هل هناك صلة بين علاقة الأم بابنتها واللغة السينمائية؟ بالطبع تتحدث الاثنتان الى بعضهما البعض، غير أن علاقتهما ايضا والى حد كبير، هي علاقة تفاهم صامت. «صمت القصور» هو في بعض نواحيه، فيلم صامت. لقد كنت أفكر في المشهد الذي يدور بينهما في المرآة.

*انني أحب هذا المشهد بوجه خاص بسبب صمته واهمية النظرات والايماءات فيه. ان كل شئ يتحول الى الرمزية. لقد تحدثنا عن الشعر في البداية. في هذا المشهد أردت أن أوضح المستويات المختلفة لرواية الأشياء. كان ينبغي أن ينقل المشهد الاحساس بأن مصير عالية يظل معلقا: هل ستتبع هي خطوات أمها وتجد طريقها الى الطابق العلوي كما فعلت خديجة (الأم)؟ هل ستحل محل أمها؟ اننا نشاهد الأم وهي ترى كيف أن ابنتها تأخذ مكانها بشكل حرفي، تجلس أمام المرآة، تستخدم أدوات التجميل الخاصة بأمها، تستخدم نفس الايماءات. وتواجهها عالية كما لو كانت تقول لها: انني سأتبع مثالك. وفي تلك اللحظة، تدرك الأم انها سوف تخسر ابنتها التي هي في طريقها للغناء في الطابق الأعلى(للسادة) وأنها لا تستطيع أن تفعل شيئا لثنيها عن ذلك. انها لا تستطيع أن تقول لها مثلا: كلا لا تذهبي. لأنها بذلك تكون قد خالفت تعليمات السادة. انها عقيمة، وتستغل عالية ذلك بطريقة طفولية بل ومكيافيللية. انها تلعب بالنار.

** وعلى الجمهور قراءة كل ما يحدث من خلال الصور؟

*نعم.. من خلال تبادل النظرات، ومن خلال تبادلهما الأوضاع أمام المرآة، ومن خلال موقعهما داخل الكاد.

** ربما يكون من الصعب تأمل فيلم يستخدم التنوع المحتمل للمعاني التي تنشأ من النظرات كما تفعلين انت في فيلمك؟

*بالنسبة الي، فان صمت النساء هو صمت يتجسد في عدم القدرة على الكلام. ان افواههن مغلقة. ولكن الانسان يريد أن يتحدث، أن يعبر عن نفسه، وإذا ما كان الفم مغلقا فان العينين تتكلمان. لقد أردت أن أجعل عينيهما تتكلمان وأن تقولان الكثير. ان كل النسوة يخضعن لتقليد الصمت، لكن قوة نظراتهن هائلة. لقد اعتدن على التعبير عن أنفسهن من خلال النظرات. لذلك تحولت محاولة عالية معرفة دور أمها الحقيقي في القصر الى تحقيق. انها تنظر من ثقوب المفاتيح في الأبواب. وتبدو في نظرتها كما لو كانت تبحث عم اشياء لا ينبغي لها أن تراها. وعندما تشاهد بعينيها امها تغتصب، فان نظرتها تصبح نظرة انسانة شاهدت ما لم يكن عليها ان تشاهده ابدا. ان هذا أمرا غير محتمل لدرجة انها ترفض بعد ذلك الكلام. بعد ذلك، تصبح نظراتها وسيلتها في التعبير عن مشاعرها، عن خوفها ورعبها. وتختزل علاقتها مع الآخرين الى نصف نظرة.

** في البدية تبدو نظرات عالية نظرات فضولية. انها نظرات بريئة للغاية على الرغم من فضوليتها. الأطفال بطبعهم فضوليون.. أليس كذلك؟

*نعم بالطبع. الأطفال فضوليون حقا. ان اهتمامي هنا يتجاوز كثيرا الحالة الخاصة لعالية. انني على يقين من أن كل الفتيات الصغيرات يحاولن دائما رؤية ما لا يريد الكبار أن يشاهدنه. من الطبيعي أن يصبح الأب والأم الهدف الرئيسي لفضول الطفلة. وفي هذه الحالة فان فضول عالية هو فضول طبيعي وبرئ بالنسبة الى مراهقة في سنها. انها تسرق الصور كلما امكنها ذلك.

** ولكنها عندما تنضج فانها تبدأ في اثارة النظرات الفضولية من جانب الآخرين. هنا فان لدينا نوعا آخر من النظرات؟

*بمجرد نضج عالية وبمجرد أن تبدأ في الغناء، فانها تجذب اليها الأنظار. قبل ذلك مثلا، لم يكن الأمراء في القصر يعيرونها اهتماما باستثناء «سيدي علي» الذي كان دائما ينظر اليها بعطف. وعندما تقوم عالية بالغناء في الطابق العلوي، فان الجميع ينظرون اليها باعتبارها فتاة ناضجة ربما تصلح عشيقة لأحدهم. لقد قمت بتصوير لقطة جميلة وطويلة جدا لكنني لم أستطع ـ لسوء الحظ ـ استخدامها في الفيلم لأسباب معملية. في هذه اللقطة نري كيف ينظر كل من الحاضرين الى عالية ورد فعل كل منهم تجاه نظرات الآخر. من المؤسف حقا انني لم اتمكن من استخدامها.

Visited 67 times, 1 visit(s) today