“عين على السينما”: 6 سنوات من العطاء

Print Friendly, PDF & Email

تمر اليوم  6 سنوات من عمل وجهد وعرق واجتهاد العاملين والمشرفين على هذه المجلة الالكترونية السينمائية المتخصصة دون أن تتقاعس يوما واحدا عن القيام بالمهمة التي أخذتها على عاتقها، ودون أن ينقطع جهد وعمل وإبداع الذين يكتبون لها خصيصا من شتى أرجاء العالم العربي.

قبل ست سنوات بالضبط، انطلق إلى الوجود موقع “عين على السينما” الذي تأسس بجهود أصحابه دون أن يتلقى مليما واحدا من أحد، ودون أن يقبل بوصاية أي طرف إعلاني، وقد آلى على عاتقه من البداية ألا ينحاز لمخرج، أو لمنتج، أو ينحاز لشركة أو حتى لتيار سينمائي معين، بل ظل دائما يحافظ على استقلاليته وحياديته في التعامل النقدي الجاد مع كل الأعمال السينمائية، سلبا أو إيجابا.

لم يعرض هذا الموقع نفسه لكي يصبح “رهينة” لأي مصدر إعلاني، وآثر أن يستمر بالجهود الذاتية مهما كانت محدودة، رغم ظهور من أرادوا تطويع الموقع لخدمة أغراضهم، فلما فشلوا اتجهوا إلى من كانوا من البداية على استعداد للبيع وتقديم الخدمات المطلوبة.

لم يتراجع موقعنا رغم كل ما بذل من جهود لإفشاله طرف  الكثيرين من أعداء للثقافة المستقلة الذين يشجعون الارتزاق والتهليل والصحافة المرتشية، والذين حاولوا بكل الطرق اللا أخلاقية، سرقة الكتاب والنقاد الذين يكتبون لموقع “عين على السينما” تارة بالإغراءات المالية التافهة التي لا تقيم كتابا ولا تنشئ نقادا، ةتارة أخرى باغراءات أكثر تدنيا وتحذيرات مضحكة دافعها الحقد وتصفية الخسابات الشخصية.  

 
ظهر كثير من المواقع منذ اطلاق موقعنا قبل ست سنوات، استمر بعضها واختفى البعض الآخر وذهب إلى طي النسيان، قليل مما بقي أخذ يتشدق بالكلمات الكبيرة وبإقامة حفلات إطفاء الشموع والتقاط الصور المزيفة، مع وعود كبيرة بأن يصبحوا جزءا عضويا من مهرجانات عربية محددة ومحدودة، وبالصدور في عشرات الآلاف من النسخ، وتلميع المسؤولين عن بعض المهرجانات السينمائية الصغيرة عنها وقرع الطبول لهم، ولكن سرعان من انكشف النقاب حتى أمام الواهمين ممن هرولوا لعرض خدماتهم وبيع بضاعتهم طمعا في حفنة من القروش القليلة التي لم تأت في نهاية المطاف. فسرعان ما انطفأت الشموع، وانكشف الغطاء عن خواء، وتفرق الجمع الذي كان يحتفل بانجازاته الوهمية، بينما استمر موقع “عين على السينما” بجديته والتزامه، بإرادة الذين تصدوا لإصداره وأصروا على المضي قدما في مهمتهم مهما كانت المصاعب والتحديات.

يحق لنا أن نفخر ونحن نحتفل بالمنجز الذي تحقق عبر 6 سنوات وظل يقدم خدمة مجانية لهواة السينما وعشاقها، ليس بغرض المتاجرة أو شن الحملات الوهمية على من لا يساوون شيئا، ولا من أجل تحقيق أمجاد شخصية. لم ننزعج حينما غضب علينا شخص أو مؤسسة، بسبب ما نكتبه  دون أدنى اعتبار للحسابات الشخصية الضيقة، بل أخذنا نواصل كتابة ما نراه الحق والصواب، دون أن نجامل أحدا، وكنا نعرف من البداية، أن هذه الكتابات التي لا تنافق أحدا، ستزعج الكثيرين، وتقلق مضاجعهم، ولكن لا بأس، فوظيفتنا ليست نفاقهم ودغدغة حواسهم فلسنا جزءا من صحافة دغدغة الحواس وإرضاء الأحباء والأصدقاء ومن يمكنهم أن “يشتروا” وأن “يدفعوا”، ولم نحاول بأي وسيلة ارضاء “شلة المنتفعين” والمنافقين الذين يملأون الساحة.

لقد ابتعدنا تماما عن هذا المناخ الفاسد، وآثرنا أن نواصل العمل بجدية وفي صمت، من أجل ترسيخ النقد السينمائي كثقافة وليس كمادة من مواد التسلية الصحفية السريعة الاستهلاكية. فنحن لا ننشر أخبار النجوم، ولا نهتم بما يأكلونه ويلبسونه ويفعلونه في الحياة، بل نركز على الفيلم وقضايا السينما وما يشغل المثقف السينمائي من هموم. وقد عرضنا لكل ما يحدث في العالم من نشاط سينمائي، ولم نتوقف أمام المحلي والعربي والعروبي بدعوى أن هذا هو ما يريده جمهور القراء، فنحن لا نتوجه أصلا إلى هذا النوع من القراء.

وعندما كان يختار أحد كتاب الموقع ونقاده أن يغادرنا بعد أن تكون مساهمته في “عين على السينما” قد فتحت أمامه سبلا أخرى للنشر، لم نيأس أو نشكو، رغم ما كان يمثله ذلك من “صدمة” في بعض “الأقلام” التي كنا نعتز كثيرا بوجودها بيننا، فقد كنا نرى أن هذه هي طبيعة الأمور، أي أن يولد كاتب جديد ينمو ثم يستقل ويمضي لكي يولد مولود جديد جدير بالاحتفاء والرعاية، ولكن دون أدنى نوع من الوصاية الفكرية الأبوية التي أفسدت الكثير من المجلات والمطبوعات والمواقع في العالم.

كنا ومازلنا، نفتح الباب الفرصة أمام نقاد جدد كثيرين، يثرون الموقع بأفكارهم وكتاباتهم. ويحق لنا أن نفخر بأننا ساهمنا، خلال ست سنوات في اكتشاف عشرات الأقلام الجديدة في مجال النقد من سائر أرجاء العالم العربي، وأتحنا الفرصة أمامهم للنشر بحرية كاملة دون أي وصاية أو رقابة على كتاباتهم، وزودناهم بملاحظاتنا لكي ندفع بهم إلى الأمام. وظل موقع “عين على السينما” يرحب دائما بالنشر في “المسكوت عنه” ثقافيا وفكريا، والمحظور بحكم الرقابة المشددة المفروضة على الصحف في الداخل العربي، أي ما لا يمكن نشره في مواقع ومطبوعات أخرى.

لنا أن نفخر أيضا بأن الغالبية العظمى مما ننشره من المقالات يكتبها أصحابها خصيصا لموقعنا، رغم أننا لا ندفع مكافآت مالية لأننا لا نحصل على أي عائد من الإعلانات فكل ما ينشر هنا من اعلانات خاصة بموقع “جوجل” هي اعلانات رمزية. وقد عرضت علينا جهات مختلفة، نشر إعلاناتها بمقابل مالي ولكن مقابل تطويع ما ننشره لخدمة أغراضها التي لا نتفق معها، فرفضنا بل وقد نشرنا بوضوح أكثر من مرة على صفحة “عين على السينما” على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي إعلانا يقول إننا “لا نقبل الإعلانات”!

كل عام وجميع أصدقائنا وقراؤنا ونقادنا بخير.. وأجمل تحية لعشاق السينما من “عين على السينما” ونعدكم أن “العين” ستظل دائما مفتوحة يقظة.

Visited 40 times, 1 visit(s) today