سينما الفرنجة والذكاء الاصطناعي: انهم يتبعون دينا جديدا!

Print Friendly, PDF & Email

د. صفاء زهير

كانت أولي محاضراتي بأكاديمية الفيلم بلندن عام 2022 (London film academy) عن الآلات والصناعة والابتكارات المنزلية الصغيرة التي تساعد في تيسيير الحياة (كحامل موبايل لربة البيت اثناء طهيها للطعام) ـ او (جهاز يسهل فتح الزجاجات المستعصية) او (نظام يتحكم في اشارات المرور يعلق برقبه الكلب) وهكذا.

وحينها ظننت انني ربما اخطأت المكان، وزاد ترسخ اعتقادي نظراً لاختلاف اللغة وبخاصه اللكنة القوية للبريطانيين، واخذت افكر في كيفيه الاستئذان دون احراج وارتب الجملة حتي اقولها بشكل صحيح مرة واحدة تنهي معها هذا الموقف في غضون ثوانـ وبمجرد ان استجمعت شجاعتي وهممت بالوقوف للاستئذان، حتي وجدت المحاضر يعرض مشهد من الفيلم الامريكي (Jumanji: The Next Level ) عام 2019 اخراج :. Jake Kasdan، وهنا بدأ الحديث يقترب اكثر فاكثر من صميم فن السينماـ حتي تعمق اكثر بالمشاهد واللقطات السينمائية وطريقه صناعتها وكيف بالأرقام ستختلف صناعه السينما كليةً في خلال بضع سنوات قادمة ـوهكذا بدأ المحاضر استهلالاته لبدأ محاضره هامه عن (الذكاء الاصطناعي وعلاقته بالسينما).

ولكن ماذا يعني ذلك الذكاء الاصطناعي؟ وما علاقته بالفن السينمائي؟

الذكاء الاصطناعي (AI) هو ذكاء – إدراك المعلومات وتوليفها واستنتاجها – تظهره الآلاتـ على عكس الذكاء الذي يظهره البشر أو الحيوانات الأخرى.

وتتضح اشكال الذكاء الاصطناعي وبرامجه مثلا في الترجمة بين اللغات (الطبيعية)ـ ومحركات بحث الويب (مثل بحث Google) وفهم الكلام البشري (مثل Siri و Alexa) والسيارات ذاتية القيادة (Waymo) وبرامج مثل (ChatGPT)ـ وغير ذلك.

والـ ( AI) ليس وليد الان فقد تأسس باعتباره تخصصًا أكاديميًا في عام 1956  ولكنه شهد عدة موجات من  خيبة أمل وفقدان التمويل والتي عرفت بفتره “شتاء الذكاء الاصطناعي” AI winter كادت ان تعصف بوجودهـ ولكن شيئا فشيئا عاد للظهور مره اخري وتطور بشكل سريع خاصه بحلول الخمسينيات من القرن الماضي ـحيث  ظهرت رؤيتان لكيفية تحقيق الذكاء الاصطناعي.

كانت الرؤيه الاولي والمعروفة باسم Symbolic AI أو GOFAIـ هي استخدام أجهزة الكمبيوتر لإنشاء تمثيل رمزي للعالم والأنظمة التي يمكن أن تفكر في العالم.

ومن بين المؤيدين كل من Allen Newell Herbert A. SimonMarvin Minsky   يرتبط هذا النهج بنهج “البحث عن مجريات الأمور”ـ والذي شبه الذكاء بمشكلة استكشاف مساحة من الاحتمالات للإجابات.

اما الرؤية الثانية ـ والمعروفة باسم النهج الوصلي connectionist approachـ سعت إلى تحقيق الذكاء من خلال التعلم سعى مؤيدو هذا النهجـ وأبرزهم  Frank Rosenblatt ـ إلى ربط AI  بطرق مستوحاة من اتصالات الخلايا العصبيةـ بينما قارن James Manyika وآخرون بين (الذكاء الاصطناعي) والعقل البشري.

وبذلك أصبح AI أكثر اقترابا من صميم العمل السينمائي فقد شاهدنا ثوره التسعينات علي اجهزة ومعدات السينما القديمة واستخدام اجهزه الكمبيوتر بمراحل الصناعة بدلا منهاـ وقد عاصرت تلك الفترة وتحسست الرفض التام لأجهزة الكمبيوتر وبرامج المونتاج من قبل المونتيريين أنفسهم والمخرجين بتلك الفترة وكان ادعاءهم حينها انهم لا يستشعرون الفيلم، وان التعامل مع الفيلم بطريقة يدوية تجعلهم اكثر قربا للفيلم واحساسا بهـ ولكن الان وبعد مرور أعوام كثيرة.. لا يتم مونتاج فيلم مصري الا عن طريق الكمبيوتر وبرامج المونتاج اللا خطي Non-Leaner Editing system .

والآن تعاد الكره مره اخري، ويتم رفض الذكاء الاصطناعي AI  بشدة باعتباره بديلا للجنس البشري، وان دوره الاساسي حل محل البشر والقيام بأعمالهم. نعم من الصعب اعتقاد أن وظيفتك قد لا تكون آمنة، وان جهاز كمبيوتر هو من سيقوم بهذه المهمة.

بالفعل لا يُمكننا تجاهل هذا التخوف حتي وان كان به الكثير من المبالغة التي تنم علي عدم فهم ماهيه AI ـ ولاحقا بهذا المقال سنتناول كيف ان AI  من المستحيل حل محل البشر.

ولكننا الان  شئنا ام ابينا لابد وان نعترف بوجوده فقد أصبح له دور شديد الاهمية بمجال صناعه الفيلم بل ويُدرس بكل معاهد السينما الاجنبية لذا من الافضل تناوله بالدراسة بدلا من رفضهـ وذلك لفهم كيفيه الاستفادة منه.

الذكاء الاصطناعي ودوره في صناعه السينما

يعمل الذكاء الاصطناعي (AI) على تغيير العالم كما نعرفه، وصناعة الأفلام ليست استثناءً. تستخدم هوليوود، بصفتها لاعبًا رئيسيًا في الصناعة، الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد كأداة لتعزيز العملية الإبداعية، وتبسيط الإنتاج، وتحسين عملية صنع القرار.

من الكتابة والتوجيه إلى الإنتاج والتسويق، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي بطرق مختلفة لجعل هوليوود أكثر كفاءة وفعالية، ومع ذلكـ تأتي مع هذه التطورات مخاطر وتحديات محتملةـ مثل فقدان التحكم الإبداعي وتجانس الإنتاج.

دعونا نلقي نظرة على كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على صناعه السينما ككل وما قد يحمله المستقبل لهذه العلاقة المتطورة بين التكنولوجيا والإبداع.

كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي على صناعه السينما؟

·      يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل البيانات حول تفضيلات المشاهد وتقديم توصيات بناءً على تلك التفضيلات. قد يؤدي ذلك إلى إنتاج محتوى أكثر تخصيصًاـ حيث يمكن للاستوديوهات استخدام الذكاء الاصطناعي لتخصيص أفلامهم لجماهير محددة.

·      يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء تأثيرات خاصة أكثر واقعية ومثيرة للإعجابـ على سبيل المثالـ يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء تعبيرات وجه أكثر واقعية وحركات في الشخصيات التي تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر.

·       يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي اتمام جوانب معينة من عملية صناعة الأفلامـ مثل المونتاج أو تصميم الصوت مما قد يقلل التكاليف ويزيد الكفاءة.

·      يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد الوقائع المنظورة ونقاط الحبكةـ والتي يمكن أن تساعد صانعي الأفلام على تطوير أفكار جديدة وإنشاء روايات أكثر إقناعًا.

·      يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات من مبيعات شباك التذاكر وتعليقات المشاهدين لمساعدة الاستوديوهات على اتخاذ قرارات أكثر استنارة حول أنواع الأفلام التي سيتم إنتاجها وكيفية تسويقها.

كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي كُتاب السينما؟

يؤثر الذكاء الاصطناعي بالفعل على صناعة السينما ومن المرجح أن يستمر في ذلك في المستقبل، من حيث الكتاب في هوليوودـ من المحتمل أن يكون للذكاء الاصطناعي تأثيرات إيجابية وسلبية.

على الجانب الإيجابيـ يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة لمساعدة الكتاب في مهام مثل توليد الأفكار وتطوير الشخصيات وحتى كتابة الحوار، على سبيل المثال تستخدم بعض الشركات بالفعل الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الجمهور وتقديم توصيات حول نوع الأفلام أو البرامج التلفزيونية التي من المحتمل أن تكون ناجحة، يمكن أيضًا استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء عمليات كتابة أكثر كفاءة وفعاليةـ مما يسمح للكتاب بالتركيز أكثر على الجوانب الإبداعية لعملهم.

ومع ذلكـ هناك أيضًا آثار سلبية محتملة للذكاء الاصطناعي على الكتاب في هوليوود.

يتمثل أحد المخاوف في إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي ليحل محل الكتاب البشريين تمامًاـ مما يؤدي إلى فقدان الوظائف وفقدان الإبداع في الصناعة

كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي على المخرجين؟

لن يكون الكتاب وحدهم المتأثرين بهذا الاتجاه الجديد، المخرجين ومديري التصوير أيضا يجب أن يكون لديهم بعض المخاوف. على الجانب الإيجابي يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة لمساعدة المديرين في مهام مثل التصور المسبق وتخطيط اللقطات وما بعد الإنتاج.

على سبيل المثال يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء مجموعات افتراضيةـ والتي يمكن أن تساعد المخرجين على تصور مشاهدهم واتخاذ قرارات بشأن زوايا الكاميرا والإضاءة قبل بدء التصوير. يمكن أيضًا استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل اللقطات ومونتاجها، مما يجعل عملية ما بعد الإنتاج أكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة.

ومع ذلك هناك أيضًا تأثيرات سلبية محتملة للذكاء الاصطناعي على المخرجين في هوليوود.

أحد المخاوف هو أنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي ليحل محل المخرجين البشريين تمامًاـ بدلاً من ذلكـ سيكون لدينا أجهزة كمبيوتر تحاول إخبارنا بالتجربة البشرية أو تقدير المشاعر التي ليست معقدة بما يكفي للشعور بها. قد يؤدي هذا إلى الاعتماد المفرط على المجازات أو وجهات نظر الأشخاص الذين أنشأوا الذكاء الاصطناعيـ والتي قد لا تكون انعكاسية ككل.

كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي على المنتجين؟

عندما يتعلق الأمر بالإنتاج يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة لمساعدة المنتجين في مهام مثل توقع استجابة الجمهورـ وتحسين استراتيجيات التسويقـ وحتى تحديد فرص الاستثمار المحتملة.

على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل بيانات الجمهور للتنبؤ بأنواع الأفلام أو البرامج التلفزيونية التي من المرجح أن تكون ناجحةـ مما يساعد المنتجين على اتخاذ قرارات أكثر استنارة بشأن المشاريع التي يجب متابعتها. يمكن أيضًا استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات التسويق وتقديم توصيات حول كيفية الوصول إلى الجماهير وإشراكهم بشكل أكثر فعالية.

كيف سيؤثر الذكاء الاصطناعي على المونتيرين؟

وهنا لن اسرد مميزات الذكاء الاصطناعي في اختيار وترتيب اللقطات وتركيب الاصوات بل سأتناول بهذا المقال برنامج من برامج AI قد أثر بشكل كبير في مجال مونتاج الافلام  يسمي  (Runway AI)ـ وهو دليل لبدء استخدام تقنيه ثوريه جديده للذكاء الاصطناعي.

فعالم الذكاء الاصطناعي يتحرك بسرعة. وبشكل مخيف وبالتحديد في مجال مونتاج الافلامـ فمن نواح كثيرةـ ويعد Runway من أحد أكثر الخيارات شيوعًا وبخاصه لأولئك الذين يتطلعون إلى الغوص في عالم مونتاج الذكاء الاصطناعي اليوم.

لذلكـ دعنا نلقي نظرة على برنامج مونتاج الفيديو هذا لاستكشاف كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في مجموعة متنوعة من الميزاتـ بما في ذلك تنسيق الكادرات  frame interpolationوإزالة الخلفية وتمويه التأثيرات effects blur والأدوات الأخرى لتنظيف الصوت وتتبع الحركة.

برنامج Runway   

تم إطلاق برنامج Runway في عام 2018ـ وقد حقق Runway نجاحات في عالم مونتاج الفيديو للهواة والمحترفين لعدة سنوات حتى الآن.

في الواقعـ تم استخدام أدوات Runway في الأفلام الحائزة على جائزة الأوسكار مثل (Everywhere All at One)ـ عام 2022 اخراج : Daniel Kwan كأحد الأدوات التي يستخدمها فريق المؤثرات المرئية للفيلم.

بالنسبة للعديد من مونتيري الفيديو فهناك عدد وميزات لا تحصى من أدوات المونتاج الموجودة في برنامج Runway ـ ويمكن لهذه الأدوات أن تفعل كل شيء بدءًا من تنسيق الكادرات إلى إنشاء حركة بطيئة للغاية وحتى إنشاء النصوص والترجمات.

فيما يلي بعض الأدوات والميزات تحققه هذا البرنامج:

  • Expand Image
  • Frame Interpolation
  • Erase and Replace
  • Background Remix
  • Image Variation
  • Text to 3D Texture
  • Text to Color Grade (LUT)
  • Inpainting
  • Super-Slow Motion
  • Blur Faces
  • Add Bokeh
  • Scene Detection
  • Extract Depth
  • Clean Audio
  • Remove Silence
  • Generate Transcript
  • Generate Subtitles
  • Colorize
  • Upscale Image
  • Replace Background
  • Blur Background
  • Export Alpha Matte
  • Add Green Background
  • Motion Tracking

وخاتمة القول ان الطريقة التي يتحدث بها الناس عن الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في هوليوودـ وانه سيأخذ الوظائف من الفنانين والأشخاص ذوي الذوق الرفيع طريقه تبعد كل البعد عن الحقيقة، وهي حجه من يخشى التطورـ هناك اسباب كثيره تمنع حدوث هذا مطلقاـ وعلى كافة مستويات الصناعة لكن لا يسع هذا المقال سردها جميعاـ لذا وسأتناول خمسه اسباب خاصه بفن المونتاج تؤكد تفرد العنصر البشريـ الذي لن يضاهيه الذكاء الاصطناعي يوما ما.

خمسه أسباب توضح ان الذكاء الاصطناعي لن يحل محل مونتيريين الفيديو البشريين.

من المؤكد أن عام 2023 أصبح بالفعل عام الذكاء الاصطناعي من المنتجات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي والتحديثات من NAB إلى الأفلام القصيرة الجديدة وغيرها من المشاريع التي يتم إنتاجها بواسطة الذكاء الاصطناعي والتي تصل إلى الإنترنت.

على الرغم من أنني أزعم شخصيًا أنه من المرجح أن يتم استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر لتسريع سير العمل وتقليل العمل الشاق في معظم دروب صناعه الفيلم السينمائي، وأن هناك تهديدًا يلوح في الأفق يتمثل في الاستبدال للذكاء الاصطناعي في بعض اعمال محترفي الأفلام حيث تعد مهنه المونتاج أحد المجالات الأولى التي يتطلع الذكاء الاصطناعي إلى الانتقال إليها.

ولكن.. أري ان الذكاء الاصطناعي لم يجئ مطلقا ليحل محل البشرـ لأنه ببساطه لم يجاري العقل البشري حتى هذه اللحظة ولن يجاريه مستقبلاـ وهناك بعض الأبحاث التي تثبت أن الذكاء الاصطناعي قد لا يحل محل المونتيرين البشريين بشكل كامل؟ واهم ما ذكرته هذه الابحاث خمسه اسباب وهي

1.   العاطفة الإنسانية الحقيقية

وفقًا لمقال نشره معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا  article published by MIT في مارس 2019، يحاول الذكاء الاصطناعي معالجة المشاعر الإنسانية أثناء حديثناـ كما تقول المجلةـ “بينما قد يكون للبشر حاليًا اليد العليا في قراءة المشاعرـ فإن الآلات تكتسب الأرض باستخدام نقاط قوتها.”

ومع ذلك، على عكس الأشكال الأخرى للذكاء الاصطناعي حيث يمكن جمع الكثير من المعلومات بسرعة كبيرةـ فإن الذكاء الاصطناعي يكافح لمواكبة المشاعر ببساطة بسبب نقص كميات كبيرة من البيانات – وعلى الأخص فيما يتعلق بالتعلم الآلي لصوت الإنسان وإشارات الوجه التي هي بعض المؤشرات الوحيدة على المشاعر البشرية التي يمكن للآلات أن تحاول تتبعها.

وجادل آخرون بأنه “على الرغم من كل هذه التطورات من المهم ملاحظة أن أنظمة الذكاء الاصطناعي لا تزال بعيدة عن القدرة على الشعور بالعواطف بنفس الطريقة التي يشعر بها البشر. في حين أنهم قد يكونون قادرين على التعرف على المشاعر والاستجابة لهاـ إلا أنهم لا يمتلكون نفس الاستجابات النفسية والفسيولوجية المعقدة التي يمتلكها البشر “.

هذا يعني أنه في الوقت الحاضرـ وربما لبعض الوقت في المستقبل ـ فإن فكرة قدرة الذكاء الاصطناعي على تكرار المشاعر الإنسانية الحقيقية وبالتالي القدرة على استخدام هذه المعلومات لاتخاذ قرارات معقدة في عملية مونتاج الفيديو لنقل هذه المشاعر.

2.   إيقاع درامي وكوميدي

باستخدام بعض المنطق نفسه السابقـ بدون نفس الإحساس بالمشاعر الإنسانية الحقيقيةـ لن ينجح الذكاء الاصطناعي دائما في إنشاء هذه المشاعر البشرية لتعديل اللحظات الدرامية والكوميدية، على وجه الخصوص بالأعمال الكوميدية فالكوميديا ​​صعبة وذاتية للغاية وتختلف من شخص لآخرـ وتأتي الفكاهة من الفهم العميق للتجربة الإنسانية وتتطلب تحكمًا دقيقًا لهدم التوقعات وتحدي الأعراف الاجتماعية.

3. اللحظات الأيونية

إلى جانب الكوميديا ​​، قد يكون من الصعب شرح المفارقة لإنسان آخر أثناء تعلمه عنها لأول مرة ـ ناهيك عن شرحها لآلة ـ والمفارقةـ على وجه الخصوص مرتبطة بالتجربة البشرية وقد يكون من الصعب جدًا (إن لم يكن من المستحيل) الاتصال بإشارة وجه معينة أو أي نقطة بيانات أخرى يمكن للذكاء الاصطناعي تتبعها.

ومع المونتاج البشري يكون الصعب جدًا إنشاء المفارقةـ لكن المونتيرين المخضرمين يتخذون قرارات كوميدية أو دراماتيكية طوال الوقت مما يساعد في سرد ​​قصة بهذه العناصر التي قد لا يتمكن الذكاء الاصطناعي من إنشائها بمفرده في أي وقت قريبًا.

4. الارتباط الحر والارتقاء

ايضا من الصعوبة وجود مهاره التحسين والفكر الحر لدي الات الذكاء الاصطناعي فهي مهاره اختص بها العنصر البسري لاتها قائمه على الارتجالـ حيث تأتي من خلال التجارب الإنسانية والخبرات ويتم تغييره بناءً على هويته وعملية الإبداع الخاصة به.

بالنسبة لمونتيري الفيديوـ هناك الكثير من عناصر الارتباط الحر والتحسين وحسن التصرف حيث لا يوجد مسار واحد يجب اتباعه عند التقاط اللقطات وبخاصه في مجال صناعه الافلام المصرية ـ فإن مقدار الارتجال الفضفاض الذي يجب على المونتير القيام به لا حصر لهـ بينما يمكن للذكاء الاصطناعي اتخاذ العديد من القرارات المماثلةـ والتي تم برمجتها له مسبقا.

5. التوقيت الطبيعي

أخيرًاـ قد يكون هذا الأمر مثيرًا للجدل بعض الشيءـ فالتوقيت الطبيعي هو شيء من المرجح أن يعاني منه الذكاء الاصطناعي دائمًاـ والتوقيت جزء كبير من مونتاج الفيديو. ومع ذلك إذا كان عليك أن تصف لشخص آخر يتعلم المونتاج للمرة الأولى فسيكون من الصعب شرح ماهية “النغمة” وكيف يجب أن يختاروا إنشاء واحدة في التعديل.

هناك قواعد معينة صارمة بشأن عدد الكادرات قبل أو بعد القطع التي يجب مراعاتهاـ ولكن حتى أكثر برامج المونتاج صرامة قد تخبرك أن كل هذه القواعد يمكن دائمًا تغييرها بناءً على شعور المونتيرين تجاه التوقيت الطبيعي للقطعة.

من العبث بالكثير من المشاهد ذات التوقيت المعقد في تسلسل يمكن للاختلافات بين ثانية أو ثانيتين في كل مرة أن تغير بشكل كبير الشعور بالمشهد وكيف يمكن أن تجعل يصل الي الجمهور.

وخاتمة القول انهم بالفعل يتبعون فنا سينمائيا غير معهود بالسينما المصرية نهج يدركون معه اين تكمن الاستفادة وايضا يدركون حدوده وقدرات العقل البشري فلا يخشون الجديد بل يوظفوه بالشكل الذي يجعل ابداعهم يرقي الي حد الكمال اما على الجانب المصري فقد كان كل ما عهدنا اليه هو لفظ اي تطور قبل حتى ان ندرك ماهيته وطرق الاستفادة منه.

نعم.. اننا نري فقط وهم ضياء النجوم التي خبأت منذ ملايين السنين وندرك ماهيتها بعد فوات الاوان وهكذا فأصبحنا نري صناعه الافلام الاجنبية بالمقارنة بالأفلام المصرية (كمن يتبع دينا جديدا) ـ ويسلك نهج بعيدا عما نصنعه ونظن كل الظن اننا نحن العارفون بمفاتيح الصناعة.

Visited 3 times, 1 visit(s) today