الحضور المغربي في المهرجانات السينمائية الدولية

من فيلم "هم الكلاب" من فيلم "هم الكلاب"
Print Friendly, PDF & Email

اخترت في هذه الدراسة الإحصائية المقارنة أن أشتغل على عينة واسعة من الأفلام السينمائية المغربية لأقوم حضورها الكمي والنوعي في بعض المهرجانات السينمائية الدولية بغض النظر عن مستوى هذه المهرجانات وقيمتها ووزنها. وقد قسمت هذه الأفلام إلى ثلاث فئات استهداء بالأسلوب البصري الذي تبناه أصحابها. ويتعلق الأمر بأفلام التيار السائد التي تعطي الأولوية للحكاية وتعتني بالمتلقي، وتسعى للاستجابة لأفق انتظاره، وأفلام النزعة التجريبية التي تحتفي بالحكي وما يتصل به من تجريب على مستوى الرؤى والأشكال والصيغ، وأفلام التيار الوسط التي توزع اهتمامها بين الحكاية والحكي، وترنو إلى تحقيق معادلة التداول والإبداع في آن معا.

أفلام التيار السائد. 

    قد تأتى لبعض هذه الأفلام أن تشارك في مجموعة من المهرجانات الدولية. ففي سنة 2015 شاركت خمسة أفلام من العينة المدروسة في المسابقة الرسمية هي الوشاح الأحمر، وجيش الإنقاذ، والشعيبية، وخنيفيسة الرماد، ويوم وليلة، وشاركت ستة أفلام خارج المسابقة الرسمية هي خلف الأبواب المغلقة، ونساء ونساء، والطريق إلى كابول، والبايرة، وماجد، ودالاس، بما يصل بحجم المشاركة إلى العدد أربعة عشر. وقد تفاوتت قيمة هذه المشاركة كما ونوعا، ففي الوقت الذي شارك فيه فيلم خلف الأبواب المغلقة وفيلم ماجد مرتين، لم تشارك بقية الأفلام إلا مرة واحدة، في حين لم يسعف الحظ غير فيلم واحد للتتويج وبجائزة واحدة فقط هو جيش الإنقاذ. وعلى العكس من ذلك فإن فيلما مثل البحر من ورائكم الذي ينتمي للتيار التجريبي قد شارك خلال نفس السنة في أربعة عشر مهرجانا سينمائيا  وفاز بثلاثة جوائز. وفي سنة 2016 شاركت أربعة أفلام في المسابقة الرسمية وهي عايدة، وأفراح صغيرة، وفداء، وليلى جزيرة المعدنوس، وفاز الفيلم الأخير بجائزة واحدة. كما شاركت خمسة أفلام خارج المسابقة الرسمية هي خلف الأبواب المغلقة، والوشاح الأحمر، وفين ماشي يا موشي، وعايدة، وأفراح صغيرة، بما يصل بحجم المشاركة إلى العدد أربعة عشر. وقد حضي فيلم أفراح صغيرة بأربع مشاركات، وفيلم ليلى جزيرة المعدنوس بثلاث مشاركات. ومقارنة بأفلام النزعة التوفيفية، فقد شارك فيلم مسافة يوم بحذائي في تسعة مهرجانات وفاز بأربع جوائز.

من فيلم “جوق العميين”

           وفي سنة 2017 شاركت ستة أفلام في المسابقة الرسمية وهي: ليلى جزيرة المعدنوس، أفراح صغيرة، الوشاح الأحمر، عمي، البحث عن زوج امرأتي، دالاس،  وقد حاز كل من  فيلم ليلى جزيرة المعدنوس، وفيلم أفراح صغيرة، وفيلم البحث عن زوج امرأتي جائزة واحدة. كما شارك اثنا عشر فيلما خارج المسابقة الرسمية وهي: دالاس، والمسيرة، وفين ماشي يا موشي، والوشاح الأحمر، وأفراح صغيرة، وعايدة، وليلى جزيرة المعدنوس، وفداء، ويما، والمنسيون، وخلف الأبواب المغلقة، والطريق إلى كابول. والملاحظ من خلال هذه الإحصائيات، أن الأفلام التي تنتمي إلى النزعة التقليدية في الكتابة السينمائية قد بدأت تثير اهتمام المهرجانات السينمائية، وأصبح بمستطاعها أن تشارك في  أكثر من مهرجان، وأن  تعتلي منصة التتويج أيضا. فحجم مشاركة هذه الأفلام تجاوز هذه السنة الرقم أربعين، مع الظفر بثلاث جوائز. 

ومع ذلك فإن هذه الأفلام لازالت لم تستطع بعد  أن تحوز نفس الاهتمام الذي حازته الأفلام التوفيقية، ففيلم حياة مثلا  حصد هذه السنة أي سنة 2017 خمس جوائز، وفيلم البحث عن السلطة المفقودة  حصد أربع جوائز. وفي سنة 2018 شاركت تسعة أفلام من العينة المدروسة في المسابقة الرسمية وهي: عايدة، ليلى جزيرة المعدنوس، في بلاد العجائب، لحاجات، نوح لا يعرف العوم، المليار، دالاس، أفراح صغيرة، وولولة الروح. وقد حضر فيلم في بلاد العجائب في مهرجانين سينمائيين، وفاز بجائزتين. ومقارنة بالأفلام التوفيقية فقد شارك فيلم حياة في سبعة مهرجانات سينمائية، وحصد أربع جوائز. كما شارك خارج المسابقة  الرسمية ثمانية أفلام هي: أفراح صغيرة، عايدة، نوح لا يعرف العوم، الوشاح الأحمر، لحاجات، عمي، دالاس، فين ماشي يا موشي. بما يصل بحجم مشاركة هذه الأفلام خلال المهرجانات المقامة خارج المغرب هذه السنة إلى العدد الواحد والأربعين.

من فيلم “حجاب الحب”

          ومن أفلام النزعة التقليدية التي استطاعت أن تتوج خلال المهرجانات الدولية نذكر أيضا ماجد الذي حصل على ست جوائز خلال سنتي 2011 و 2012، وحجاب الحب ورقم واحد الذي حصل كل واحد منهما على ثلاث جوائز الأول سنة 2009، والثاني سنوات 2008، 2009، 2010، وبامو وموسم لمشاوشة وأحمد كاسيو وزمن الرفاق  ويوم وليلة التي حصد كل واحد منها جائزة واحدة سنوات 1985، 2010، 2011، و2013.  وتأكيدا لما لاحظناه سابقا، فإن هذه النوعية من الأفلام قد أصبحت تجد لها مكانا في المهرجانات الدولية، مما يعني أنها بدأت تعرف بعضا من التطور داخل التيار السينمائي الذي تنتمي إليه، ونقصد بذلك النزعة التقليدية في الكتابة السينمائية.

أفلام النزعة التجريبية.

          وقد شاركت أفلام العينة المدروسة في بعض المهرجانات السينمائية المنظمة خارج المغرب، والتي لا ترقى إلى درجة مهرجان كان أو مهرجان برلين أو مهرجان البندقية أو مهرجان موسكو، باستثناء بعض أفلام هشام العسري التي استقطبت اهتمام المنظمين لمهرجان برلين، فأتاحوا لها المشاركة في فقرة من فقراته. ففي سنة 2015 شارك فيلم البحر من ورائكم في المسابقة الرسمية تسع مرات، وفيلم جوع كلبك مرتين، وفيلم براق وفيلم النهاية مرة واحدة، كما شارك فيلم البحر من ورائكم أيضا  خارج المسابقة  الرسمية خمس مرات، وشارك إلى جانبه، فيلم براق ثلاث مرات، وفيلم النهاية  وفيلم السراب مرة واحدة، بما يعني أن أفلام العينة قد حضيت في المهرجانات الدولية المنظمة هذه السنة باثنتين وعشرين مشاركة. وقد توج فيلم البحر من ورائكم من خلال مشاركاته التسع  بثلاث جوائز. وعلى سبيل المقارنة فقد حصل فيلم جوق العميين الذي ينتسب إلى النزعة التوفيقية على أربع جوائز خلال نفس السنة من خلال سبع مشاركات. وفي سنة 2016 وفي المسابقة الرسمية شارك فيلم جوع كلبك ثلاث مرات، وحصد جائزة واحدة. كما شارك خارج المسابقة الرسمية كل من فيلم جوع كلبك، وفيلم البحر من ورائكم ثلاث مرات، وفيلم براق مرتين، وفيلم أشلاء مرة واحدة، ليصل عدد المشاركات خلال هذه السنة إلى اثنتي عشرة مشاركة. وبالمقارنة مع أفلام النزعة التوفيقية فقد شارك فيلم مسافة ميل بحدائي في خمسة مهرجانات، وحصد أربع جوائز.

           وفي سنة 2017 شارك فيلمان من العينة المدروسة في المسابقة الرسمية، وهما ضربة في الراس الذي شارك في عشرة مهرجانات، وجوع كلبك  وقد شارك في مهرجان واحد. وخارج المسابقة الرسمية شارك ضربة في الراس ثلاث مرات، وبراق، وباب البحر مرتين، والعايل، والطفولة المتمردة، والسراب، وجوع كلبك، والحال مرة واحدة لكل منها، ليصل العدد الإجمالي لمشاركات أفلام العينة في الملتقيات الدولية هذه السنة إلى أربع وعشرين مشاركة. وعلى عكس السنتين السابقتين فقد تراجع الاحتفاء بالأفلام المغربية ذات النزعة التجريبية من قبل لجان التحكيم في المهرجانات الدولية التي شاركت فيها، فقد خاصمها التتويج هذه السنة، وفي مقابل ذلك حازت الأفلام التوفيقية مزيدا من الجوائز.

فقد حاز فيلم حياة خمس جوائز، وحاز فيلم  البحث عن السلطة المفقودة أربع جوائز، وحاز فيلم وليلي جائزتين. وفي سنة 2018 شارك في المسابقة الرسمية فيلم كلام الصحرا خمس مرات، وفيلم الجاهلية مرتين، وفيلم ضربة في الراس، وفيلم رقصة الرتيلاء مرة واحدة، وقد غابت هذه الأفلام مرة أخرى عن منصة التتويج نظرا لمجموعة من العوامل من ضمنها قيمة المهرجان الذي شاركت فيه، إضافة إلى قوة الأفلام المتنافسة. كما شارك خارج المسابقة الرسمية كل من فيلم براق، وفيلم الجاهلية، وفيلم الشركي، وفيلم السراب، وفيلم ضربة في الراس، وفيلم شقوق، ليصل مجموع مشاركات أفلام العينة إلى ثمان عشرة مشاركة.

من فيلم “مسافة ميل بحذائي”

          ومن الأفلام التجريبية الأخرى التي استطاعت أن تتوج في الملتقيات السينمائية المقامة خارج المغرب نذكر: براق لمحمد مفتكر الذي حاز أربع جوائز سنة 2010 و 2011، وتاغونجة لعبد اللطيف عشوبة، وباي باي السويرتي لداوود أولاد السيد الذي حاز كل منهما جائزتين الأول خلال سنة 1980 والثاني سنة 1998، وعود الورد للحسن زينون، وشقوق لهشام عيوش الذي حاز كل منهما جائزة واحدة الأول سنة 2008 والثاني سنة 2010. وعلى الرغم من  حضور هذه الأفلام في التظاهرات الدولية وحصولها على بعض الجوائز، فإنها لم تتمتع بتذكرة دخول إلى الأسواق الأجنبية، فعادت مرة أخرى تكافح نفسها لكي تبقى على قيد الحياة.

أفلام التيار الوسط

           وقد أتيح لهذه الافلام أن تشارك في أكثر من مهرجان سينمائي خارج أرض الوطن، بغض النظر عن قيمة هذا المهرجان ووزنه العالمي. ففي سنة 2015 شارك أربعة عشر فيلما من أفلام العينة المدروسة في المسابقة الرسمية وهي يا خيل الله، زيرو، هم الكلاب، جوق العميين، نصف السماء، كاريان بوليود، حدود، إطار الليل، خوانيتا بنت طنجة، الوتر الخامس، على الحافة، الرحلة الكبرى، ألف شهر، روك القصبة. وشارك ستة عشر فيلما من هذه الأفلام خارج المسابقة الرسمية وهي: خوانيتا بنت طنجة، هم الكلاب، إطار الليل، الوتر الخامس، على الحافة، زيرو، الرحلة الكبرى، يا خيل الله، ألف شهر، روك القصبة، في انتظار بازوليني، الصوت الخفي، حدود، وشمة، علي زاوا، جوق العميين.

من فيلم “ياخيل الله”

وقد تفاوت حجم هذه المشاركة كما ونوعا، ففي الوقت الذي شارك فيه جوق العميين في المسابقة الرسمية سبع مرات، وفاز بأربع جوائز، شارك فيه نصف السماء مرة واحدة وفاز بجائزة واحدة. وقد وصل العدد الإجمالي لمشاركات أفلام العينة في التظاهرات الدولية لهذه السنة إحدى وخمسين مشاركة. وفي سنة 2016 شارك أحد عشر فيلما  في المسابقة الرسمية وهي: الصوت الخفي، جوق العميين، مسافة ميل بحذائي، زينب زهرة أغمات، روك القصبة، كاريان بوليود، إطار الليل، دموع إبليس، نصف السماء، الأوراق الميتة، عرق الشتا. وقد تصدر فيلم مسافة ميل بحذائي هذه الأفلام سواء على مستوى حجم المشاركة أو على مستوى حصد الجوائز. فقد حضر في ستة مهرجانات، وتوج أربع مرات. كما شارك خارج المسابقة الرسمية ستة عشر فيلما هي: جوق العميين، الوتر الخامس، الدار الكبيرة، إطار الليل، روك القصبة، زينب زهرة أغمات، علي زاوا، الصوت الخفي، مسافة ميل بحذائي، زيرو، هم الكلاب، فوق الدار البيضاء الملائكة لا تحلق، عاشقة من الريف، العيون الجافة، المتمردة، دموع إبليس، ليصل حجم مشاركة أفلام العينة هذه السنة في الملتقيات الدولية إلى العدد أربعة وأربعين.

          وفي سنة 2017 شارك اثنا عشر فيلما في المسابقة الرسمية وهي: مسافة ميل بحذائي، البحث عن السلطة المفقودة، جوق العميين، نور في الظلام، حياة، المتمردة، عرق الشتا، وليلي، غزية، إحباط، وشمة، بورن أوت. وقد حصد فيلم حياة خمس جوائز من أصل سبع مشاركات، وحصد فيلم البحث عن السلطة المفقودة أربع جوائز من أصل أربع مشاركات، وحصد فيلم مسافة ميل بحذائي جائزتين من أصل ست مشاركات. كما شارك عشرون فيلما خارج المسابقة الرسمية وهي: طنجاوي، وشمة، حلاق درب الفقراء، روك القصبة، جوق العميين، زيرو، يا خيل الله، موت للبيع، الصوت الخفي، حياة، الدار الكبيرة، مسافة ميل بحذائي، عرق الشتا، كازا نيكرا، وداعا أمهات، فاظمة، غزية، الوتر الخامس، أندرومان من دم وفحم، وليلي.

وهكذا وصل عدد مشاركات أفلام العينة لهذه السنة إلى ثمان وسبعين مشاركة. وفي سنة 2018 شارك اثنا عشر فيلما  في المسابقة الرسمية وهي: فاظمة، بلا موطن، غزية، وليلي، نور في الظلام، كيليكيس دوار البوم، صمت الفراشات، بورن أوت، دموع الرمال، عرق الشتا، حياة، المتمردة. وقد استطاع فيلم حياة أن يظفر بأربع جوائز من أصل خمس مشاركات، كما استطاع فيلم كيليكيس دوار البوم أن يحصد من خلال مشاركاته السبع  ثلاث جوائز. كما شارك عشرون فيلما خارج المسابقة وهي: بورن أوت، زيرو، يا خيل الله، جوق العميين، روك القصبة، أندرومان من دم وفحم، مسافة ميل بحذائي، وداعا أمهات، إطار الليل، وليلي، حياة، غزية، وشمة، حلاق درب الفقراء، بادس، على الحافة، ألف شهر، نور في الظلام، بلا موطن، عرق الشتا. وقد وصل العدد الإجمالي لمشاركات أفلام العينة في الملتقيات الدولية لهذه السنة إلى أربع وسبعين مشاركة.

           وخلال نهاية التسعينيات من القرن الماضي حاز فيلم “مكتوب” لنبيل عيوش مجموعة من الجوائز من ضمنها جائزة أفضل فيلم عربي وجائزة العمل الأول في مهرجان القاهرة السينمائي، كما حاز جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان أوسلو. أما فيلم علي زاوا لنفس المخرج فقد حصد جائزة أفضل ممثل وجائزة لجنة التحكيم الصغرى، في مهرجان نامور، وحصد أيضا جائزة لجنة التحكيم في مهرجان مونتريال وجائزة الحصان البرونزي لأفضل فيلم في مهرجان ستوكهولم، وجائزة الجمهور في مهرجان دول البحر الأبيض المتوسط بروكسيل.

وفي سنة 2004 حصل فيلم فوق الدار البيضاء الملائكة لا تحلق لمحمد العسلي على جائزة معهد العالم العربي للفيلم الروائي الأول في مهرجان السينما العربية بباريس. ومن الأفلام التوفيقية الأخرى التي استطاعت أن تنال رضى لجان التحكيم في الملتقيات السينمائية الدولية نذكر: الراقد لياسمين قصاري الذي فاز بخمس وعشرين جائزة سنتي 2005 و 2006، والرحلة الكبرى لإسماعيل فروخي الذي فاز بثمان جوائز سنتي 2005 و 2006، وأندرومان من دم وفحم لعز العرب العلوي لمحارزي الذي فاز بسبع جوائز سنتي 2012 و 2013، وألف شهر لفوزي بنسعيدي الذي فاز بأربع جوائز سنة 2003، وللا شافية لمحمد التازي بن عبد الواحد الذي فاز بثلاث جوائز سنة 1982، وحلاق درب الفقراء لمحمد الركاب وباب السماء مفتوح لفريدة بن اليزيد الذي فاز كل منهما بجائزتين الأول سنة 1982 وسنة 1983 والثاني سنة 1988 وسنة 1989.

https://www.youtube.com/watch?v=9NpWas84NoE
Visited 65 times, 1 visit(s) today