احتمال غياب النجوم الأمريكيين عن مهرجان فينيسيا بسبب الإضراب
نشرت مجلة فاريتي الأمريكية تحقيقا يشكك في امكانية أن يتمكن نجوم السينما الأمريكية في أفلام هوليوود التي ينتر عرضها بالمهرجان، من حضور الدورة والسير فوق السجاد الأحمر كما هي العادة للترويج لأفلامهم إعلاميا.
ويرجع السبب على ما يسود أوساط صناعة السينما الأمريكية في الوقت الحالي من تشاؤم في إمكانية التوصل إلى حل للنزاع القائم بين نقابات الممثلين وكتاب السيناريو في هوليوود وشركات الإنتاج السينمائي الكبرى، حيث يطالب الممثلون وكتاب السيناريو الذين بدأوا اضرابا مفتوحا، بتحسين شروط العمل ورفع الأجور واوالحصول على ضمانات بعدم الافراط في استخدام الذكاء الاصطناعي بديلا عن الممثلين وكتاب السيناريو.
ووفقا لمصادر متعددة تحظر قواعد نقابة الممثلين على الأعضاء من ممارسة أي نشاط ترويجي للأفلام السابقة والحالية والمستقبلية، كما يرى بعض المطلعين أن إضراب الممثلين يمكن أن يمتد حتى أوائل الخريف، وبالتالي يلحق الضرر بمهرجان فينيسيا الذي ستقام دورته القادمة في الفترة من 30 أغسطس حتى 9 سبتمبر.
وأوضح أحد المطلعين داخل صناعة السينما الأمريكية للمجلة أنه بالنسبة للنقابات، أن سحب الممثلين الأنشطة الترويجية يمكن أن يؤدي إلى الكثير من الخسائر بالنسبة لشركات الانتاج، خصوصا في الموسم الذي يسبق مباشرة الترشيحات لجوائز الأوسكار.
“ولا تزال خطة الشركات للتعامل مع مهرجانات الخريف غير واضحة، وتشير المصادر إلى وجود مناقشات حالية حول سحب جميع الأفلام من مهرجانات الخريف بالكامل وتغيير تواريخ إطلاقها.
أما في حالة الإبقاء على عرض الأفلام الجديدة عروضا أولى في مهرجان فينيسيا فسيتم ذلك من دون مشاركة النجوم، وهو ما يضر بصورة المهرجان دون شك. حيث اعتاد المصورون التقاط الصور لوصول النجوم الى جزيرة الليدو بواسطة القارب الفينيسية الشهيرة.
مؤسسة بينالي فينيسيا الذي ينظم المهرجان قال في بيان صحفي إنهم يأملون في أن تتوصل الأطراف المتنازعة إلى اتفاق سريع” لصالح الصناعة”.
وكان المدير الفني لمهرجان فينيسيا، ألبرتو باربيرا، قد أكد مرارًا وتكرارًا في السنوات الأخيرة أن المهرجان ليس مجرد سلة لعرض أفلام هوليوود الصاخبة أو حتى الأفلام الأوروبية البارزة، بل هو مهرجان لأفلام العالم الفنية والاكتشافات الجديدة. وفي العام الماضي كان هناك، من بين 73 فيلماً روائياً من 56 دولة في الاختيار الرسمي للمهرجان، ليس أكثر من عشرة أفلام من السينما لأمريكية، هوليوود والسينما المستقلة.
ومع ذلك ليس من الممكن انكار أهمية المهرجان كمنصة تسبق الانطلاق نحو موسم الأوسكار- وبالتالي بعلاقة المهرجان بهوليوود تظل علاقة جوهرية كما ترى المجلة الأمريكية.
في العام الماضي، كان تسعة من أصل 23 فيلما من المسابقة تحمل العلم الأمريكي، وقد خرجت من فينيسيا خلال السنوات الأخيرة عدد كبير من الأفلام التي انطلقت وحققت نجاحا كبيرا وحصدت جوائز الأوسكار، ومن هذه الأفلام “جاذبية”، “بيردمان”، “بقعة ضوء”، لا لا لاند”، “شكل الماء”، “روما”، “نواد لاند”.. و”الحوت”.
ومن الأفلام المتوقع أن يشملها الاختيار الرسمي هذا العام فيلم “فيراري” لمايكل مان من بطولة آدم درايفر وبنيلوب كروز، و”بريسيلا” لصوفي كوبولا، و”المايسترو” لبرادلي كوبر، و”القاتل” لديفيد فينشر. ولكن السؤال الآن ما إذا كانت مثل هذه الأفلام ستبقى في التشكيلة التي سيعلنها ألبرتو باربيرا في الـ25 من الشهر الجاري، أم أن ستديوهات هوليوود ستقوم بتأجيل عرضها وبالتالي سحبها من المهرجان بسبب استمرار اضراب الممثلين الذي يتوقع ان يمتد.
أما بخصوص حضور مخرجي الأفلام دون أبطالها فقد صرح أحد المصادر من داخل الصناعة لمجلة فاريتي بأنه يستبعد حضور المخرجين من دون نجوم أفلامهم. والموضوع متروك حاليا للمناقشة!
ومن الطريف أن البعض يقارنون بين دورة مهرجان فينيسيا القادمة ان تمت بدون الحضور الأمريكي ودورة 2020 التي عرفت بـ “دورة الكورونا”، أي أن من الممكن أن يتقاعس الكثير من الوفود الأمريكية عن الحضور إلى “الليدو”، وإن كان الفرق بالطبع، أن نجوم الأفلام كان باستطاعتهم وقتها، القيام للدعاية لأفلامهم وحضور مناقشاتها عن طريق برنامج “زووم”. الأمر الذي يستبعد بالطبع حدوثه الآن بسبب الإضراب.