وودي ألين ينفي مجددا مزاعم التحرش الجنسي: أنا بريء تماما

بقلم: كيت آرثر

ترجمة: رشا كمال

في أول حديث له مع التليفزيون الأمريكي منذ ما يقرب من ثلاثين عاما، لا يزال المخرج وودي ألين يتمسك بإدعاءاته القديمة بعدم وقوع حادثة التحرش المنسوبة إليه مع ابنته ديلان فارو. وأجريت هذه المقابلة معه في شهر يوليو الماضي، وعرضت يوم الأحد على منصة بارامونت للعرض الرقمي.

أجرى معه هذا الحوار مراسل قناة سي بي اس، لي كوان، لبرنامج صباح الأحد سي بي اس، وفيه أزاح الغبار عن الجدل والاتهامات القديمة ضد المخرج. ورغم إجراء المقابلة في الصيف الماضي إلا أن بثها تأجل، ثم أذيعت في أعقاب صدور المسلسل الوثائقي لشبكة اتش بي أوه، والمكون من أربع حلقات بعنوان “آلان ضد فارو” Allen vs Farrow. وفيه يسلط الضوء على الاتهامات الموجهة من الممثلة ميا فارو، ولم يشارك فيه المخرج.

تبلغ مدة البرنامج خمس وثلاثين دقيقة، ويتضمن مقابلة أجرتها المذيعة غايل كينج مع ديلان فارو في عام 2018 لبرنامج سي بي اس هذا الصباح، بالإضافة إلى مقطع جديد من برنامج صباح الأحد للمراسلة إرين موريارتي، وموضوعه كيف يمكن تقييم الأعمال الفنية عند توجيه اتهامات لأصحابها بارتكاب أفعال مشينة.

وجوهر المقابلة مع المخرج الذي يبلغ من العمر حالياً خمسة وثمانين عاما، هي ما سبق أن قاله بشأن نفي الاتهامات والادعاءات ضده التي خرجت إلى العلن عندما كانت ديلان طفلة في السابعة من عمرها.

وفي صباح يوم الأحد، تحدثت مجلة فارايتي مع المتحدثة الإعلامية وشقيقة المخرج المنتجة ليتي ارونسون، عما إذا ما كانت قناة سي بي اس الاخبارية قد نوهت فريق عمل المخرج بأن تلك المقابلة المؤجلة سوف تعرض إلى جانب الحوار مع ديلان فارو، وعرضها على منصة بارامونت بلس.

وكان جوابها: “لا، كان تصرفا خبيثا ومشينا، ويجب على الناس في المستقبل أخذ حذرهم قبل أن يثقوا في هذا البرنامج.”

وبعد عدة ساعات، ارسلت أرونسون رسالة ثانية عبر البريد الاليكتروني وفيها التوضيح التالي:

“يجب أن أوضح أن تصريحي كان يخص الفترة الزمنية المعنية، عندما قامت قناة سي بي اس بإجراء وتسجيل حوار معه، زعمت أنه يتناول مشواره الفني ومذكراته التي صدرت حديثاً، ولم يذكروا أي شيء حينئذ عن برنامج يتم فيه التناوب في المقاطع بشأن الاتهامات السخيفة. وعلى هذا الأساس وافقنا على إجراء تلك المقابلة، ولكننا اكتشفنا مؤخرا إضافة الحوار مع ديلان عندما عرضت المقابلة على منصة بارامونت”.

وفي هذه المقابلة ينكر المخرج كعادته دائما، الاتهامات الموجهة إليه من قبل ديلان فارو، مشددا على أن تلك الاتهامات ما هي إلا بناء على تحريض من والدتها ميا فارو بسبب غضبها من انفصاله عنها بعد علاقة استمرت اثنتي عشرة سنة. وقد خاض الطرفان انفصالا مريرا بعد اكتشاف الممثلة ان المخرج كان على علاقة غرامية مع ابنتها بالتبني سو- يي بريفين والمتزوجة منه حالياً منذ عام 1997.

ويقول وودي ألين للمحاور: “أنه أمر عار تماماً من الصحة، ولا تزال حملة التشويه ضدي مستمرة، ويفضلون التعلق بها، وإذا لم تكن كذلك، يتعلقون بفكرة تحرشي بديلان أو احتمالية وقوع ذلك.” مستكملاً كلامه ” لم أفعل أي شيء في حياتي مع ديلان يمكن أن يُؤخذ على هذا المحمل”.

ويستهل المذيع الحوار بقوله: كان يُحتفى بالمخرج وودي آلان فيما مضى، أما الآن فالجميع يكيل إليه الاتهامات.

وبعد أن ينوه بندرة اللقاءات التي يجريها المخرج يضيف المذيع “أصدر وودي آلن منذ بضعة أشهر مذكراته، وسنحت لنا الفرصة لاجراء مقابلة معه في باحة منزله في مانهاتن، وللأمانة كان الجدال الدائر وزوبعة الآراء المتراشقة، سلاحا ذا حدين. وقد فكرنا مليا قبل إجراء هذه المقابلة. ولكنكم على وشك مشاهدته سواء اذا ما كنتم تصدقونه أم لا، يروق لكم أم لا، نحن نأمل فقط أنكم على الأقل سترغبون في سماع ما يرغب في قوله.

وتأتي الحجة الدفاعية للمخرج في مواجهة ادعاءات ديلان فارو، وأصل علاقته مع سون- يي قاسية وغير مبالية.

يقول المخرج عن اتهامات ديلان فارو “ليس أمر منطقياً”. ويرد باستهانة عن علاقته مع الممثلة ميا فارو “لم أعش مع ميا، ولم أنم في منزلها طوال السنوات التي تواعدنا فيها. كانت بيننا علاقة، ولكنها لم تكن لتتحول أبداً إلى علاقة زواج رسمي”.

وودي ألين وميا فارو في الزمن الماضي

أما الوثائقي “آلان ضد فارو” Allen vs Farrow، فهو يدحض تلك التوكيدات التي تشبث بها المخرج طوال اعوام، ويعرض بالصور ومن خلال المقابلات مع أبناء ميا فارو كم كان المخرج في منزلة والدهم.

وعندما ضغط المذيع على مسألة أصل علاقته مع سون- يي بريفين قال ألن: “لقد أنتشر الخبر قبل أن نستعد لإعلانه”‘، مشيرا الى عثور ميا على صور فاضحة لابنتها بريفين في منزل آلن.

ويقدم الوثائقي “آلن ضد فارو”Allen vs Farrow ادلة لتأكيد أن العلاقة الجنسية بين بريفين وألين بدأت وهي لا تزال في الثانوية وليس أثناء دراستها الجامعية. ولكن منذ هذا اللقاء في شهر يوليو الماضي لم يتمكن المحاور من الاستفسار عن هذه الأمر.

 وأشار المذيع إلى أن المخرج لم يبدِ أي ندم أو اعتذار عن هذا الموقف في مذكراته الصادرة حديثا، ويقول ألين: “لا، لم أشعر أبدا – نعم، كنت أشعر- أن آخر شيء قد يريده أي شخص في العالم هو التسبب بالإيذاء لمشاعر شخص آخر”.

وسأله كوان ما إذا كانت مواعدة ابنة فارو أمرا ملائما، فكان جوابه:

“لا، لم تكن هناك أبدا أي لحظة لم يكن فيها هذا الأمر غير مناسب، ولم يساورني الشك ولو للحظة. وعلاقتي مع سون- يي كانت طبيعية جدا”. وقدم أيضا حجة على براءته بحقيقة انه وزوجته سون- يي قد سُمِح لهما بتبني طفلتين أصبحتا الأن بالغتين، معللاً كلامه:

“إنهم لا يمنحون طفلتين لشخص يعتقدون انه متحرش بالأطفال”.

وعند حديثه عن ديلان فارو وصفها بأنها فتاة طيبة، مصراً على أنه قد تم اقناعها بتخيل واقعة التحرش.

“كانت طفلة جيدة، انا أصدق أنها تؤمن بما تقوله، لا اعتقد انها تختلق الأمر، فهي لا تكذب، وإنما هي تصدق تصديقها لتلك الحكاية”.

أما في المسلسل الوثائقي فيشهد العديد من افراد عائلة وأصدقاء فارو على وقوع احداث مشينة بين المخرج وديلان، والتي وصفتها الفتاة في حوارها مع كينج، وكم كان متعلقا بها طوال الوقت ويطلب منها النوم إلى جواره وهو مرتدياً ملابسه الداخلية فقط.

وسأله المذيع عن رأيه بشأن الممثلين الذين اعربوا عن ندمهم عن العمل معه، فقال: “اعتقد أنهم حمقى ومغفلين، نيتهم حسنة، ولكنهم حمقى، فهم بذلك يضطهدون شخصا بريئا تماما، ويشجعون على السماح باستمرار تلك الأكذوبة”.

ويتغاضى البرنامج عن حقيقة أن مسيرة وودي آلان المهنية قد انتهت في الولايات المتحدة، بعد أن نبذت شركة أمازون المنتجة لأخر أفلامه “يوم مطير في نيويورك”  A Rainy Day in New York. عام 2018 هذا الفيلم. وذلك أثناء صحوة حركة #مي-تو، وتم عرضه لأول مرة في أوروبا عام 2019، ثم برض عروضا محدودة في الولايات المتحدة العام الماضي.

من فيلم “يوم مطير في نيويورك”

ويقول كوان أن المخرج قد أنهى العمل على فيلمه القادم “مهرجان ريفكين” Rifkin’s Festival. والذي ربما لن يحصل بدوره على فرصة للعرض في أمريكا.

 وقد صرح ألين بأنه لا يبالي بهذا الأمر:

“هل اهتم حقاً بشخص جالس في منزله يقول “لا يهمني قول المحققين، ولا زلت اعتقد انه متحرش بالأطفال”. فهذا يتساوى تماما عندى مع شخص جالس في منزله يقول “أنا أصدقه، إنه شخص رائع، يتعرض لظلم مبين”.

لا هذا وذاك يدفع لي حق تذكرة قطار الأنفاق.

عن مجلة “فارايتي” بتاريخ 28 مارس 2021

Visited 33 times, 1 visit(s) today