وفاة المخرج البريطاني آلان باركر عن 76 عاما
توفي في لندن، المخرج البريطاني آلان باركر الذي قدم عددا من أهم الأفلام البريطانية مثل “قطار منتصف الليل السريع: و”بيردي” و”بيغسي مالون” و”التعهدات”، عن عمر يناهز 76 عامًا، وبعد معاناة طويلة مع المرض.
ولد باركر في لندن عام 1944، وعمل في البداية في إخراج الإعلانات التليفزيونية. ومن بين الإعلانات التجارية التلفزيونية الأكثر شهرة كان إعلان Cinzano ، الذي اشتركت فيه جوان كولينز وليونارد روسيتر، وقد اشتهر باركر بلمساته الكوميدية الذكية. ومع ذلك، إلى جانب مجموعة من معاصريه، مثل أدريان لين، وريدلي سكوت، وتوني سكوت، كان يراوده الطموح لاخراج الأفلام للشاشة الكبيرة، وبعد الفيلم التلفزيوني The Evacuees الذي كتبه جاك روزنثال، أخرج فيلمه السينمائي الأول “بيغسي مالون” الذي قامت ببطولته جودي فوستر، الذي لفت أنظار هوليوود الى موهبته فأسندت إليه اخراج فيلم “قطار منتصف الليل السريع” Midnight Express الذي رشح عنه لنيل جائزة الأوسكار، وهو يصور معاناة أمريكي قبض عليه بتهمة تهريب المخدرات، في السجو التركية.
بعد ذلك أخرج عددا من الأفلام الناجحة، منها الفيلم الموسيقى “شهرة” (1980) ثم “اطلق الرصاص على القمر” (1982)، وهو عبارة عن دراما عن الانهيار الزوجي بطولة ألبرت فيني وديان كيتون، وفي نفس العام، 1982، أخرج باركر “بينك فلويد.. الحائط” Pink Floyd – The Wall، الذي تألق فيه بوب غيلدوف.
عاد باركر إلى هوليوود ليقدم فيلم الدراما الحربية عن حرب فيتنام “بيردي” (1984)، الذي تألق فيه ماثيو مودين ونيكولاس كي. وبعد ذلك جاء فيلم الإثارة “أنجيل هارت” أو “قلب ملاك” من بطولة روبرت دي نيرو في دور لويس شيفر الشيطاني)، ثم فيلم الحقوق المدنية “المسيسيبي يحترق” (1988) التي حصل فيه على ثاني جائزة أوسكار لأفضل مخرج أوسكار.
في نهاية التسعينيات برز باركر بشكل غير متوقع كشخصية رائدة في مجال السينما البريطانية فقد تم تعيينه رئيسًا لمعهد الأفلام البريطاني (BFI) في عام 1998 وبعد ذلك بعامين أصبح أول رئيس لمجلس الأفلام البريطاني المشكل حديثًا، وهي المؤسسة التي تتولى توزيع أموال اليانصيب لدعم صناعة السينما البريطانية والأفلام الحديثة، ثم قد حصل على لقب فارس في عام 2002. وأدى إلغاء مجلس الأفلام في عام 2010 إلى إنزعاجه الشديد: وقال وقتها: “كنت غاضبًا جدًا من قيام الحكومة بإلغائه. لقد كان هذا عملا سياسيا “.
وقد توقفت مسيرته المنهية في صناعة الأفلام عمليًا بعد فيلم “حياة ديفيد غيل” في عام 2003. وقال باركر في وقت لاحق: “الحقيقة، أنني كلما تقدمت في العمر أصبحت أشعر بقدر أقل فأقل، أن غرق حتى ركبتي في طين المسيسيبي. إن صناعة السينما مهمة صعبة جسديا. عندي ابن يبلغ من العمر ثماني سنوات وأراه الآن كل يومبعد أن لم أكن هناك أبداً مع أبنائي الأربعة الكبار؛ لأنني كنت دائما في مكان ما. هذا ليس نوع الحياة الذي أريده الآن.
“ورغم هذا فأنا أفتقد كثيرا مواقع التصوير حيث أتمتع بالحركة والنشاط وصحبة الفريق على العكس من كثير من المخرجين الذين يرون أن العزلة داخل غرفة المونتاج أفضل لهم.
في سنواته الأخيرة، لجأ باركر إلى الرسم، قائلاً: “كنت محظوظًا جدًا للعثور على منفذ إبداعي في وقت متأخر جدًا من الحياة ومنفصل تمامًا عن عملي اليومي كمخرج. كنت أقوم بالاخراج منذ أن كان عمري 24 عامًا وقد أصبح أمرا جميلا أن أقوم بشيء إبداعي وحدي، دون مساعدة 100 شخص آخر. يمكنني القول بصدق أنه منذ أن ركزت على الرسم بدوام كامل، كانت السنوات الثلاث الأخيرة أكثر متعة في حياتي “.