نقاد “عبده موتة”: السينما تدار الآن من “بير السلم”!
نشر هذا التحقيق في جريدة “الوفد” بتاريخ 1 نوفمبر وهو يدور حول الفيلم المصري الجديد المثير للجدل “عبده موتة” الذي شن صانعوه هجوما شديدا ضد النقاد ردا على الهجوم النقدي عليه واتهامه بالابتذال…
تصدر فيلم “عبده موتة” موسم عيد الأضحى؛ بعد أن بلغت إيراداته في اليوم الأول مليونين ونصف، لتكون هذه هى المرة الأولى في تاريخ السينما المصرية التي يحقق فيها فيلم هذا الرقم في اليوم الأول لعرضه.
ولأن نسبة كبيرة من الجمهور أصبحت تستمتع بمشاهدة أفلام الراقصات والبلطجية ومطربى العشوائيات؛ إلى جانب الاستمتاع بسماع التلميحات الجنسية والنكات البذيئة التى يتضمنها أغلب السيناريوهات؛ فيبدو منطقيا أن يحقق هذا الفيلم تلك الإيرادات ويحظى بهذا الاقبال.
بطل الفيلم “محمد رمضان” يقضى حياته بين المخدرات والجنس والبلطجة وفرض الإتاوات، وبالطبع نجده يعشق بنت الحتة المحترمة التى تجسدها “حورية فرغلى”، وعنصر الإثارة والخيانة يتجسد بالراقصة “دينا”، التى نجدها ترقص على أنغام الدى جى مع “أوكا و أورتيجا”.
وقد هاجم عدد من النقاد فيلم “عبده موتة” حيث وصفوه بأنه مليء بالابتذال ومحاولة لابتزاز الشباب، لتحقيق مكاسب مادية بعيدا عن تقديم رسالة هادفة.
الناقد السينمائي نادر عدلى، أكد أن تحقيق الأرباح السينمائية ظاهرة ليست بالجديدة ودائما ما تحدث فى مواسم الأعياد، وكل الأطراف المعنية بصناعة السينما لديها شعور تام بالرضا من تحقيق تلك المكاسب المادية، حتى المؤسسة الأمنية التى تقوم بحماية المشاهدين والزائرين من رواد السينما.
وأشار عدلي إلى أن السينما تعتمد بشكل كبير حاليا على الراقصات والأغانى الشعبية، قائلا: “براعة السبكى جعلت من تركيبة الموالد عملا سينمائيا؛ فمحتوى الفيلم تقليدى كالعادة الأغنية والرقصة والواد الجدع بتاع المناطق الشعبية”، وأوضح عدلى أن حال السينما أصبح شديد الفوضى دون معنى واضح للصناعة السينمائية التى أصبحت تدار من “بير سلم”.
أما الناقد فتحى العشرى فقال: “رغم أن الثورة جاءت لتغيير العقليات القديمة إلى الأفضل، إلا أننا فوجئنا بنتائج عكسية، سواء سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية؛ وأضاف العشرى: “كل ذلك أصاب صناعة السينما والجمهور بالخلل والشلل التام والنتيجة الحتمية لكل هذا الانهيار إنتاج مثل هذه النوعيات التى تعتمد على الإسفاف واللجوء للهلس والعنف من أجل نسيان الحياة البائسة فى الشارع المصرى؛ ودخلنا عصر الفوضى فى الذوق العام”.
وأوضح فتحى العشرى أن فيلم “ساعة ونص” من أفضل المعروض حاليا فى دور العرض السينمائى بموسم عيد الأضحى؛ إلا أنه لم يحقق الإيرادات المرجوة منه مقارنة بما حققه فيلم “عبدة موتة” رغم ان بطله الفنان محمد رمضان حديث العهد بالبطولات المطلقة، وطالب العشرى بوقف الإسفاف فى السينما وعدم الدخول من أبواب الدين لوقف أعمال سينمائية كما يحدث مع فيلم “عبده موتة”.