مهرجان كان يستعيد عمالقة السينما العالمية في دورته الـ72

لقطة من فيلم "ألم ومجد لألمودوفار لقطة من فيلم "ألم ومجد لألمودوفار

قبل الإعلان الرسمي في 19 من أبريل الجاري عن قائمة الأفلام التي ستشارك في “البرنامج الرسمي” لمهرجان كان السينمائي، تكثر عادة التوقعات وتتسابق المجلات السينمائية المتخصصة في نشر توقعاتها الخاصة التي تستند إلى متابعة جادة لمسار إنتاج الأفلام الجديدة في العالم بعد انتهاء موسم الشتاء الذي يحفل عادة بعرض الأفلام التجارية من سينما “التيار العريض”.

خلاصة الاطلاع عما نشرته تلك المجلات وبعض المواقع السينمائية التي تهتم بالمهرجان العريق الذي ستفتتح دورته الـ72 في الـ14 من مايو القادم، تشير إلى مشاركة كبيرة بارزة من جانب عدد من أهم الأسماء في عالم “سينما الفن” من بينهم الكثير ممن اعتادوا عرض أفلامهم الجديدة في المهرجان الكبير.

أول هذه الأسماء المخرج الإسباني الشهير بيدرو ألمودوفار الذي انتهى من إخراج فيلمه الجديد “ألم ومجد” بل وبدأت عروضه الإسبانية مؤخرا، وهو يصوّر مخرجا سينمائيا متقدما في العمر يتأمل مسار حياته ومسيرته في عالم الإخراج السينمائي، وربما يكون في الفيلم نوع من الإسقاط الذاتي، والفيلم من بطولة بنيلوب كروز وأنطونيو بانديراس.

ومن السينما الأميركية ينتظر عرض الفيلم الجديد للمخرج الشهير كوينتين تارانتينو “حدث ذات مرة في هوليوود” الذي يروي قصة قتل الممثلة شارون تيت (زوجة المخرج رومان بولانسكي) في ضواحي لوس أنجلس عام 1969 على أيدي أفراد عصابة (زعيم الهيبيز) تشارلز مانسون الذي لا يزال يقضي عقوبة السجن مدى الحياة.

ويجمع الفيلم بين ثلاثة من كبار الممثلين وهم آل باتشينو ورونالدو دي كابريو وبراد بيت مع الممثلة الأسترالية روبي مارغو التي سبق أن تألقت أمام دي كابريو في فيلم سكورسيزي “ذئب في وولف ستريت”.

ومن المتوقع عودة المخرج تيرنس ماليك بفيلمه الجديد الذي يعكف حاليا على وضع اللمسات الأخيرة عليه، وهو بعنوان “حياة خفية” ويشارك في بطولته الممثل السويسري برونو غانز الذي رحل مؤخرا، وقد أعلن المهرجان أن فيلم “الموتى لا يموتون” للمخرج جيم جارموش، بطولة تيلدا سوينتون وبيل موراي وآدم درايفر، سيكون فيلم افتتاح الدورة الجديدة.

أما فيلم سكورسيزي الجديد “الأيرلندي” الذي يجمع فيه روبرت دي نيرو وآل باتشينو وجون بيشي، فأغلب الظن أنه لن يعرض كونه من إنتاج شبكة “نتفليكس” مع استمرار المشكلة القائمة بين المهرجان والشبكة بسبب إصرار الموزعين الفرنسيين واتحاد أصحاب دور العرض الفرنسية على ضرورة عرض أفلام “نتفليكس” على الشاشة الكبيرة قبل بثها للمشتركين عبر شبكة الإنترنت، وهو ما ترفضه الشبكة الأميركية.

ولكن الأنباء تشير إلى استمرار المحاولات بين الطرفين للتوصل إلى حل وسط، وإن لم يعرض الفيلم فقد يذهب إلى مهرجان فينيسيا الذي أصبح قادرا خلال السنوات الأخيرة على جذب الأفلام الأميركية الجديدة بل وتفوق على مهرجان كان في هذا المجال وأصبح البوتقة التي تخرج منها معظم الأفلام التي تمضي للترشح لجوائز الأوسكار الرئيسية.

المخرج البريطاني كن لوتش (82 سنة) الحاصل على “السعفة الذهبية” مرتين سيشارك بفيلمه الجديد “عفوا.. لقد نسيناكم” عن والدين يقاسيان شظف العيش في بريطانيا المعاصرة بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية وسياسة إهمال الفقراء، وكان فيلم لوتش الأخير “أنا دانييل بليك” يتناول أيضا موضوعا اجتماعيا يدور في أوساط الطبقة العاملة والمهمشة في المجتمع البريطاني.

ومن كبار المخرجين أيضا ينتظر أن يشارك المخرج الفرنسي كلود ليلوش (81 سنة) بفيلمه الجديد “أجمل سنوات الحياة” الذي يجمع فيه مجددا بين آنوك إيميه وجان لوي ترانتنيان، بطلي فيلمه “رجل وامرأة”، وذلك بعد 53 سنة من ظهور هذا الفيلم الذي كان سبب شهرة مخرجه في العالم.

ومن فرنسا أيضا يُتوقع مشاركة المخرج التونسي الأصل عبداللطيف كشيش بفيلم “مكتوب يا حبي: اللحن الفاصل” وهو الجزء الثاني من ثلاثية جديدة بدأها قبل عامين بفيلم “مكتوب يا حبي” الفصل الأول دون أي نجاح يذكر.

ومن الأفلام المنتظرة فيلم “عن اللانهاية” للمخرج السويدي المرموق روي أندرسون الفائز بجائزة “الأسد الذهبي” في مهرجان فينيسيا عن “الحمامة التي جلست تتأمل في الوجود”، وكان خاتمة ثلاثية سينمائية له، ومن بلجيكا يشارك غالبا الثنائي السينمائي الشهير الأخوان درادان بفيلمهما الجديد “أحمد” الذي يصوّر كيف يخطط طالب لقتل أستاذه مدفوعا بفهمه الخاص لما جاء في القرآن.

وسيكون من ضمن المفاجآت الجيدة ما تشير إليه الأنباء من احتمال أن يعرض مهرجان كان فيلم “ثانية واحدة” للمخرج الصيني الشهير جانغ ييمو (يكتبه الكثيرون خطأ زانغ)، وهو الفيلم الذي تردد أن السلطات الصينية حظرت عرضه في مهرجان برلين في فبراير الماضي بعد أن كان قد أدرج بالفعل في مسابقة المهرجان.

Visited 34 times, 1 visit(s) today