من أجل قراءة تأويلية للمخيل السينمائي المغربي
انطلاقا من أواخر ثمانينيات القرن المنصرم حرص مجموعة من المخرجين السينمائيين المغاربة على التدقيق كثيرا في اختياراتهم الفكرية والجمالية حتى تكون منسجمة مع رؤاهم وتصوراتهم ومعتقداتهم، ومساهمة في نحت تميزهم واختلافهم وتفردهم، وقد ظهر ذلك في مجمل أفلامهم الذي عكست بوضوح هذا الحرص. وبالموازاة مع ذلك عرفت الساحة النقدية المغربية بروز جيل جديد من النقاد حرص بدوره على مواكبة هذه الأفلام بالدرس والتحليل مادامت– بحكم اختلافها وتميزها وانسجامها مع اختيارات أصحابها – توفر إمكانيات متعددة للقراءة والتأمل . ومن النقاد المغاربة الذين يمثلون هذا الجيل الجديد محمد البوعيادي الذي صدر له أخيرا كتاب ” السينما المغربية، أسئلة التأويل وبناء المعنى”.
صدر هذا الكتاب سنة 2015 عن دار سليكي أخوين بطنجة، ويقع في مائة وثلاث وخمسين صفحة من القطع المتوسط. وهو عبارة عن مجموعة من المباحث تم توزيعها على فصلين، الأول منهما نظري طرح فيه الناقد مجموعة من الإشكالات المتعلقة بالنقد السينمائي المغربي، ووظائف الصورة في المنجز السينمائي المغربي، وواقع القاعات السينمائية بالمغرب. والثاني تطبيقي خصصه الناقد لمقاربة مجموعة من الأفلام المغربية لكل من فريدة بن اليازيد وسعد الشرايبي وسهيل بن بركة وحكيم بلعباس وفوزي بن سعيدي . وقد صدر هذان الفصلان بتقديم أنجزه الناقد محمد شويكة وعنونه بجمالية النص النقدي، وبمقدمة أنجزها صاحب الكتاب وعنونها بالنقد الموازي.
مشكلات النقد والإبداع والتلقي
في التقديم أشار محمد شويكة إلى أن . وفي المقدمة أكد محمد البوعيادي أن كتابه يسعي لأن يكون امتدادا للأفق التأويلي الذي بدأت ملامحه تظهر في المشهد النقدي السينمائي المغربي ، وأن يكون تجليا لخاصية التعدد المميزة للكتابة النقدية السينمائية المغربية ، وأن يقترح كتابة نقدية مختلفة تعتبر أن النقد السينمائي سياق فكري لمحاورة المنتج الإبداعي .
وخلال الفصل الأول تناول محمد البوعيادي ثلاثة مواضيع بالدرس والتحليل ، يتعلق الأول منها بواقع الممارسة النقدية السينمائية المغربية ، ويتصل الثاني بوظائف الصورة السينمائية بالمغرب ، ويرتبط الثالث بوضعية القاعات السينمائية بالمغرب. فبالنسبة للموضوع الأول أشار الناقد بداية إلى نشأة النقد السينمائي المغربي وتطوره وتحدث عن أنواعه وعن موقعه ضمن المشهد الثقافي المغربي العام . ثم ختم حديثه عن هذا المومحمد البوعيادي يعد من الوجوه القليلة الرصينة والمجدة التي قدمها النقد السينمائي المغربي، وأن كتابه النقد السينمائي أسئلة التأويل وبناء المعنى يشكل إضافة لامعة للمتن النقدي السينمائي المغربي بالوقوف مطولا عند ما أسماه بالنقد التأويلي مركزا بالخصوص على خلفياته المعرفية وأسسه النظرية وأدواته الإجرائية.
وبالنسبة للموضوع الثاني عدد الناقد وظائف الصورة السينمائية بالمغرب وحصرها في خمس هي الوظيفة التواصلية والوظيفة الإيديولوجية والوظيفة الترفيهية والوظيفة التربوية والوظيفة التجارية . وقد أدرج ضمن كل وظيفة من هذه الوظائف ما يعكس مجال تحققها . فالوظيفة التواصلية تظهر من خلال التلاقح الثقافي ورفع الوعي وتحديث المجتمع ، والوظيفة الإيديولوجية تظهر من خلال ترويج الأفكار المنمطة ومنطق الاستفزاز ، والوظيفة الترفيهية تظهر من خلال المتعة واللذة والتطهير ، والوظيفة التربوية تظهر من خلال تصحيح الصورة ومنطق الإرباك . وبخصوص الموضوع الثالث تحدث الناقد عن وضعية القاعات السينمائية بالمغرب خلال مرحلتين مرحلة الاستعمار ومرحلة ما بعد الاستعمار فخلال المرحلة الأولى دعمت السلطات الاستعمارية الاستثمار في قطاع الاستغلال مما أسهم في الانتشار السريع للقاعات السينمائية خصوصا بالمدن الكبرى . وخلال المرحلة الثانية مر قطاع الاستغلال من حقبتين مختلفين : حقبة عرفت فيها وتيرة إنشاء القاعات السينمائية ارتفاعا ملحوظا ، وحقبة انحسرت فيها هذه الوتيرة فتعرضت مجموعة من القاعات السينمائية إلى الهدم والإغلاق .
في الفصل الثاني أنجز محمد البوعيادي مجموعة المقاربات النقدية لجملة من الأفلام السينمائية المغربية من منطلق النقد الـتأويلي وهذه الأفلام هي باب السماء مفتوح لفريدة بن اليازيد ، ونساء ونساء وكذا عطش لسعد الشرايبي ، وعشاق موكادور لسهيل بن بركة ، وخيط الروح لحكيم بلعباس ، وألف شهر لفوزي بن سعيدي . وفي هذه المقاربات وقف محمد البوعيادي عند تجليات حضور المقدس في فيلم باب السماء مفتوح، ورصد ملامح الجماليات الجديدة التي ميزت فيلم نساء ونساء ، وكشف عن مقومات الصورة المثالية التي رسمها فيلم عطش للمستعمر ، وبين مظاهر التماهي مع الآخر المتقدم التي حفل بها فيلم عشاق موكادور ، وجرد بعض مؤشرات مبدأ التعدد الذي تحكم في بنية الحكاية في فيلم خيط الروح ، وأبرز مقومات البنية الرمزية في فيلم ألف شهر.
تعدد في الأطروحات
تنتظم هذا الكتاب أطروحة مركزية مؤداها أن الطفرات التي عرفتها اللحظة التاريخية الراهنة سواء على المستوى التقني أو على مستوى التعبير السينمائي تتطلب أن يتعزز المشهد السينمائي المغربي بخطاب نقدي جديد يواكب هذه التطورات ، وينسجم مع آفاقها، ويعكس ملامحها . ومن مزايا هذا الخطاب قدرته على محاورة الإبداع السينمائي وكشف بنيته الرمزية ، و استكناه معانيه المضمرة . وتظهر هذه الأطروحة في مجمل صفحات الكتاب ، ذلك أن الناقد كان يصر بين الفينة والأخرى على تذكير القارئ بأهمية النقد التأويلي وكفاءته التحليلية وإجرائية أدواته. يبدو هذا الإصرار جليا واضحا مثلا في المبحث المخصص للنقد السينمائي المغربي الذي شكل العمود الفقري للفصل النظري ، كما يبدو أيضا في جل المباحث التطبيقية وبدرجة أخص في المبحث المخصص لمقاربة فيلم ألف شهر لفوزي بن سعيدي.
كما تحضر إلى جانب هذه الأطروحة المركزية مجموعة من الأطروحات الفرعية كالتهميش الذي يطال الكتابة حول السينما بالمغرب من طرف المؤسسات الرسمية ،والنظرة الدونية التي تنظر بها هذه المؤسسات لهذه الكتابة ، وتفاوت القيمة الإبداعية للمنجز السينمائي المغربي بتفاوت المرجعيات الفكرية والسياسية والجمالية للسينمائيين المغاربة ، وتميز الكتابة النقدية السينمائية بالمغرب بالتعدد والتنوع ، والموقف السلبي للسلطات الوصية على القطاع السينمائي المغربي إزاء مسلسل إغلاق القاعات السينمائية ، وربط تحقيق تنمية سينمائية حقيقة بتحقيق التوازن بين قطاعات الإنتاج والتوزيع والاستغلال ، والدور الكبير الذي لعبته سياسة الدعم في الرفع من وتيرة الإنتاج السينمائي المغربي.
تهميش الدال والعناية بالمدلول
يقر محمد البوعيادي سواء في الفصل النظري أو في الفصل التطبيقي أنه يدين بالولاء للمقاربة الـتأويلية ، وأنه سيتخذها قاعدة لاقتحام العوالم الدلالية والجمالية للمنجز السينمائي المغربي . وقد كان وفيا بالفعل لقواعد هذه المقاربة في أكثر من مكان ، من ذلك مثلا وقوفه عند عنوان فيلم عطش لسعد الشرايبي باعتباره دالا معجميا يحيل على مدلولات متعددة تتجاوز المعنى الحرفي المتداول لكلمة عطش ، وإشارته إلى تعددية دلالات العودة في فيلم خيط الروح لحكيم بلعباس ، ورصده لرمزية الكرسي والخيمة وزواج القائد غير المكتمل والنار والاغتصاب والانتظار والكذب والصمت في فيلم ألف شهر لفوزي بن سعيدي . فكل هذه الدوال تحوي في نظره معنيين الأول منهما ظاهر تدركه العين، والثاني خفي يحتاج إلى التأويل.
ومما يميز قراءة محمد البوعيادي للأفلام السينمائية التي اختارها موضوعا لتأمله النقدي أنها تسير وفق خطة منهجية ثابتة الأركان واضحة المعالم ، وتقوم هذه الخطة في أساسها على عنصرين بارزين : عنصر خارجي يتمثل في الحديث عن المخرج وعن تجربته السينمائية ، وعنصر داخلي يتمثل في رصد العلامات الدالة في الفيلم ومحاولة تفسيرها وتأويلها ، والسعي لإنجاز تقويم بشأنها . ففي قراءته لفيلم عشاق موكادور مثلا تحدث بداية عما يميز التجربة السينمائية لسهيل بن بركة من انفتاح واضح على الكوني العالمي ، ومن رؤية إنسانية ، ومن سلاسة في البنية الإخراجية ، ثم انتقل بعد ذلك لإبراز العلامة الدالة في الفيلم والمتمثلة في التصور الذي صاغه بن بركة للعلاقة التي ينبغي أن تجمع بين الأنا المتخلف والآخر المتقدم مفسرا هذا التصور بالتمثل السائد لدى قطاع واسع من المثقفين والذي يقضي بأن الغرب هو المعادل الموضوعي للحضارة والتمدن ، ليخلص في الأخير- وبنفس تقويمي – إلى أن الفيلم أعاد إنتاج بعض الاستعارات التي دأبت السينما الكولونيالية على توظيفها.
ويبدو واضحا أن هذه القراءة كانت مسكونة في عنصرها الأول بهاجس التمجيد والثناء ، فالتجارب التي عرض لها الناقد كانت متميزة ومختلفة ورائدة ، ففريدة بن اليزيد تتمتع برؤية إخراجية عميقة ، وحكي قوي ، وأسلوب متميز ، ومقاربة مختلفة للقضية النسائية ، وفوزي بن سعيدي يتميز بنضج في الرؤية الإبداعية ، وتحكم واضح في اللغة السينمائية ، ويمكن أن نقول الشيء ذاته بخصوص بقية المخرجين . وستخف النبرة التمجيدية قليلا في العنصر الثاني ذلك أن الناقد سيحاول أن يستنطق دلالات الفيلم ويبحر في أعماقه الدفينة بحثا عن المعاني الثاوية خلف ما تدركه العين ، ومقوما في نفس الوقت هذه المعاني وفق رؤية أقرب ما تكون إلى الذاتية ويظهر ذلك بوضوح في سعيه إلى تقويض التصور الذي تبناه كل من سعد الشرابيي وسهيل بن بركة بخصوص علاقة الأنا بالآخر خلال الحقبة الاستعمارية .
ومن الملاحظات الأخرى التي يمكن تسجيلها بصدد المقاربة النقدية التي تبناها محمد العيادي ، ولاؤها شبه التام للتحليل التيماتي . فعلى الرغم من أن الناقد قد أكد أكثر من مرة أن تأمله النقدي سيلامس الجوانب الفنية والجمالية التي تؤسس الفيلم السينمائي على حد سواء ، إلا أنه سقط في آفة تحليل المضمون ذلك أنه كان مهووسا بالبحث عن المدلول وأسقط الدال من حسابه . ففي جل الأفلام التي حللها كان يستحث الخطى بحثا عن موضوعات المقدس و المرأة و التاريخ و السلطة وأسقط من اهتمامه الآليات التي تجسدت من خلالها هذه الموضوعات سينمائيا ، ويمكن أن نستثني من ذلك فيلم خيط الروح الذي قاربه من منظور جمالي فركز على تقنيات التعدد في الأصوات ، وتكسير الكتابة الخطية ، وتواري المخرج إلى الخلف . وهي تقنيات وطفت أول ما وظفت في ميدان السرديات مما يثبت ظاهرة تكاد تكون عامة سائدة في النقد السينمائي المغربي لا تقتصر على محمد البوعيادي لوحده وإنما يمكن سحبها على معظم النقاد السينمائيين المغاربة وهي التعامل مع الإبداع السينمائي وكأنه نسخة طبق الأصل من الإبداع الأدبي ، فيتم الحديث عن المتن الحكائي وما يتضمنه من وقائع وأحداث وشخصيات وزمان ومكان وعن المبنى الحكائي وما يؤسسه من رؤية سردية ومن موقع للسارد ومن مفارقات سردية ، ويتم إغفال دوال الصورة السينمائية وكيفية تكوينها والفلسفة الثاوية وراء هذا التكوين . والحق أنه لا عيب في ذلك ، فهجرة المفاهيم والتقنيات من مجال تداولي إلى مجال آخر أمر مشروع ومستحب ، ولكن العيب في العملية ألا يتم استنبات المفاهيم والتقنيات المهاجرة بشكل يحفظ لأجناس التعبير وفنون القول المستقبلة هويتها وخصوصيتها.
خلفيات منهجية متعددة
يؤكد محمد البوعيادي في المبحث الذي عنونه بالنقد السينمائي المغربي محاولات في التأويل وبناء المعنى أن انصهار أكثر من منهج لمن من شأنه أن يوفر إمكانية مقاربة الظاهرة السينمائية في شموليتها . فما دامت الممارسة السينمائية تتأسس على مبدأ التعقيد، فإنه من الصعب الإحاطة بكل مفاصلها من خلال اعتماد منهج واحد.
وإذا دققنا النظر في صفحات هذا الكتاب نجد إحالات صريحة وضمنية للعديد من من المناهج النقدية التي اعتمدت أساسا في مقاربة الظواهر الأدبية ، ويتعلق الأمر بالبنيوية التكوينية عن غولدمان وزيما ، ونظرية التلقي عند ياوس وإيزر، والنقد التفكيكي عند بارث ودريدا . ومن المفاهيم ذات الصلة بهذه المناهج والتي تحضر بكثافة في هذا الكتاب نذكر : التأويل ، إنتاج المعنى ، البنية الدلالية ، القراءة التفاعلية ، التعدد ، الاختلاف ، السياق الدلالي ، الداخل والخارج ، البنية الداخلية ، البنية الخارجية ، البنية العميقة ، حرية القراءة ، أفق الانتظار ، القارئ المبدع ، الظاهر والباطن، ازدواجية المعنى ، تفكيك البياضات ، ملء الفراغات .
غير أن من عيوب امتطاء صهوة مناهج متعددة في نفس الوقت ، والاستهداء بمقولاتها ومفاهيمها وإجراءاتها بشكل متزامن الوقوع في مطب التلفيق ، والتعسف في إصدار الأحكام ، والذاتية في تأويل العلامات ، ومجانبة الدقة في التحليل ، فيبدو المنتج الإبداعي حينئذ وكأنه مطية لبناء تصورات ورؤى ومواقف ذاتية غير منضبطة أحيانا ، متسيبة أحيانا أخرى ، مطبوعة بالتناقض في الغالب الأعم .
حوار النظرية والتطبيق
في تقديمه لكتاب ” السينما المغربية أسئلة التأويل وبناء المعنى ” يؤكد محمد شويكة أن هذا الكتاب سيقدم مادة منسجمة ، قائمة على أساس التماسك الدلالي بين مفردات الفصل النظري و مفردات الفصل التطبيقي ، ففي الفصل النظري طرح لمسائل ملحة لها صلة وطيدة بما جاء في الفصل الثاني .
والحق أن لهذا التأكيد ما يثبته ويرجح صدقيته ، ذلك أن الناظر المتأمل في مفردات هذا الكتاب سيلاحظ بسهولة كيف أن محمد البوعيادي قد حرص حرصا يكاد يكون شديدا على مد جسور التواصل بين الفصل النظري والفصل التطبيقي . ففي تأملاته النظرية دعوة صريحة لتبني القراءة الـتأويلية ، وفي دراساته التطبيقية استلهام لبعض عناصر هذه القراءة . كما يظهر هذا التواصل أيضا من خلال انتقاء نماذج فيلمية في الفصل التطبيقي تجسد بوضوح مختلف وظائف الصورة السينمائية التي تم الحديث عنها في الفصل النظري.
غير أن ما يبدو لنا نشازا في هذا الكتاب هو المبحث المتعلق بالقاعات السينمائية بالمغرب الوارد في الفصل النظري ، فقد حشره الناقد حشرا ، دون مسوغ فني أو ضرورة منهجية ، فلا امتداد له في الفصل التطبيقي ، ولا حوار له مع مفردات هذا الفصل ، وبالتالي فقد كان من الأفيد طرحه والاستغناء عنه ، والاكتفاء فقط بمبحثي النقد السينمائي المغربي ، ووظائف الصورة السينمائي بالمغرب ، ومحاولة تطويرهما بنفس أكاديمي وذلك بالحرص أكثر على إعمال آليات الحجاج والبرهنة ، وعلى توخي الدقة في الإحالة على مصادر المعلومات ، وعلى تفادي التكرار الذي لا فائدة منه.
الخلاصة أن هذا الكتاب سيساهم لا محالة في ترسيخ وتثبيت قواعد تلك الكتابة النقدية الواعية بموضوعها وبأدوات اشتغالها ، والتي حاول مجموعة من النقاد السينمائيين المغاربة التأسيس لها منذ النصف الثاني من ثمانينيات القرن الماضي . وهي كتابة تسعى لأن تجعل من النقد السينمائي مكونا أساسيا من مكونات الثقافة المغربية ، يشتغل ضمن هذه الثقافة ولا يتحرك على هامشها ، ويحضى بالدعم مثلما تحضى به باقي مكوناتها.