“مكتوب، يا حبي: اللحن الفاصل” تمطيط إلى درجة الإنهاك
ترجمة: علي ابن بطوطة
عن “لوموند”
ثلاث ساعات ونصف، منها ثلاث ساعات من الملل الساحق. هذا ما أجبرنا عليه أَحْدَثُ فيلم للمخرج عبد اللطيف كشيش “مكتوب، يا حبي: اللحن الفاصل” (2019) Mektoub, My Love: Intermezzo، الذي لا نقف بتاتا على الأسباب التي أدت إلى اختياره ضمن قائمة مسابقة مهرجان كان الرسمية.
إنه تتمةٌ مطوَّلة حَدَّ المبالغة لفيلم كشيش السابق “مكتوب، يا حبي: الفصل الأول” الذي أخرجه سنة 2008، وهو الجزء الأول من ثلاثية. يستعيد الفيلم الجديد المكانَ والشخصياتِ والممثلينَ كما تركهم في العمل السابق، دون أن يضيف شيئاً جديداً.
كُنَّا اكتشفنا في الجزء الأول الذي يجري خلال صيف 1994، جماعةً من الشباب منشغلين بالسباحة والرقص وحبّ بعضهم البعض. في الجزء الثاني يعودُ المشاهدُ لِيَلتقيَ نفسَ الشبابِ في نهاية العطلة، خلال شهر سبتمبر من نفس العام، على نفس شاطئِ مدينة “سيت” المُشْمِس، ثم في ملهى ليلي حيث يُعَايِن المشاهد لمدة ثلاث ساعات، بالإيقاع المتكرر لموسيقى الإلكترو، إطلاق العِنَانِ لأجسادِ الفتياتِ، والمُدَاعَباتِ والقُبَل، والمحادثات التَّافهة لهذه الشِلَّة.
عبد اللطيف كشيش يَمضي بجمالية الإنهاك، التي طالما رَاقَتْهُ، إلى مُنْتَهَاهَا. العرض الذي يمكن أن يستحق إخضاعنا لتجربة مادية الواقع في أفلامه السابقة، يبدو هنا محض استفزاز. فالخواء لا يَتَحَمَّلُ تمطيطَه إلى ما لا نهاية. كما لا يمكن أن يمنعَ التعلقُ المهووسُ بكاميرا ملتصقة بالأجزاء الحميمية للجسم الأنثوي، شكلاً من أشكال الفُحْش. فإذا بقي هناك شَكٌّ حول الافتتان المرضي للمخرج بأرداف المراهقات والشابات، فإن هذا الفيلم يزيل هذا الشك بصورة نهائية. في فيلم “مكتوب، يا حبي: اللحن الفاصل” يُؤَطِّر عبد اللطيف كشيش هذه الأعضاء من جميع الزوايا: “مهجورة“، وأثناء حركة محمومة، ومن الواجهة، ومن الجانب، ومن زاوية منخفضة.