فيلم “قدرات غير عادية”.. البحث عن إنسان مختلف
يقدم المخرج المصرى داود عبد السيد فى فيلمه الجديد “قدرات غير عادية”، الذى بدأ عرضه مؤخرا فى الصالات المصرية، إحدى أنضج وأفضل تجاربه، وواحدا من أفضل أفلام موسم 2015 السينمائى.
لا يتخلى داود، الذى كتب سيناريوهات أفلامه الروائية الطويلة الهامة كلها ما عدا فيلم “أرض الأحلام”، عن فكرة البحث عن إنسان أفضل، لديه القدرة على اكتشاف نفسه والآخرين، ولديه القوة الداخلية التى تجعله حرا وقويا ومستطيعا أن يكسر القيود التى تحاصره، سواء فى الداخل أو فى الخارج.
أبطال أفلامه مختلفون، ليسوا مثاليين على الإطلاق، ولكن ما يميزهم رحلة البحث التى يقومون بها، والتى تنتهى الى اكتشاف وتغير ولو بسيط وهزيل، ما يميزهم أنهم لا يستسلمون أبدا لشعورهم بالعجز، يتعثرون كثيرا، ولكنهم لا يتوقفون عن السؤال بالأصالة عن أنفسهم، وبالنيابة عنا: هكذا كان الشيخ حسنى فى فيلم “الكيت كات”، وهكذا كانت نرجس المتلعثمة فى فيلم “أرض الأحلام”، وهكذا كان يوسف المراقب لتجارب الآخرين فى “البحث عن سيد مرزوق”، وهكذا أيضا فعل يحيى الذى صمم أن يعرف حقيقة ما كلّف به فى “أرض الخوف”، وهكذا شاهدنا يحيى الذى يتعثر فى النطق فى “رسائل البحر”. كلهم يكتشفون أنفسهم وقدراتهم عبر رحلة، وكلهم يريدون المعرفة، التى ستجلب القدرة. لعل هذا الخط إذا امتد الى نهايته سيوصلنا حتما الى يحيى آخر هو بطل فيلم “قدرات غير عادية”، يحيى جديد يريده داود أن “يحيا” بما يليق بإنسان، لا أن “يحيا” كيفما اتفق، مثل ريشة فى مهب الريح.
قدرة الداخل والخارج
نحن إذن أمام تنويعة جديدة فى “قدرات غير عادية” على مشروع داود بأكمله، محوره تأمل الفرد واختباره فى علاقته مع آخرين وسط مجتمع يكره المختلف، ويكاد يقدس العادى، والأقل من العادى.
أهمية أبطال أفلام داود ليست فى قدرتهم على الإجابة، ولكن فى أنهم يسألون رغم ضعفهم وتلعثمهم.
بطل “قدرات غير عادية” إنسان عادى تماما، ولكنه يبحث عن أشخاص مختلفين، رجال ونساء وأطفال لهم قدرات غير عادية، ومثل معظم أبطاله سيقوم برحلة للإكتشاف، فينتهى الى لحظة تنوير: لا يوجد شخص عادى، وإنما يوجد شخص لايريد أو لايرغب فى أن يكتشف ما يكمن داخله من قدرات غير عادية، بدون هذا الإكتشاف لا يمكن أن تتحرر.
ينتصر داود بلا مواربة لإنسان مختلف وجديد، ليس من باب التفاؤل الساذج، وإنما لأننا خلقنا كذلك بالفعل. نحن صنعنا قيودنا، ثم أضاف المجتمع قيوده، نحن قهرنا قدراتنا غير العادية، فأصبحنا أرقاما فى مجتمع عادى. يحيى بطل “قدرات غير عادية” يقدم تقريبا خلاصة بحث ورحلة كل أبطال السابقين الشاقة والمؤلمة: ابحث تجد. اطلب القدرة فى داخلك لأن أحدا لن يحققها لك. أنت إنسان غير عادى ولكنك اخترت أن تكون عاديا.
لا يختار داود اسم بطله (يحيى) من فراغ، ولكنه فيما أعتقد يلفت نظر مشاهده الى أن هذه الإحالة لأبطال سابقين يحملون نفس الاسم فى أعماله، يعنى، بشكل أو بآخر، أن جميع هؤلاء تضمهم رحلة بحث واحدة، وأنهم جميعا أجزاء من نفس اللوحة، وأنهم أيضا مشغولون بالأسئلة والإكتشاف رغم المسافة الواسعة بين قدرتهم واستطاعتهم.
بطلة الفيلم أيضا اسمها حياة ( نجلاء بدر)، وهو اسم بطلة فيلم “مواطن ومخبر وحرامى” التى لعبت دورها هند صبرى، و يحيى وحياة فى “قدرات غير عادية” يبحثان أيضا عن طريق مثل أبطال سابقين يحملون نفس الأسماء، بل إن طفلة حياة فى “قدرات غير عادية” اسمها فريدة، وهى أيضا تحمل صفة التفرد التى حملتها شخصية فريدة (فرح) فى فيلم “أرض الخوف”.
الشاهد هنا أننا أمام مؤلف يتعامل مع أفكار تترجمها عدة أفلام بطرق متنوعة، مما يجعل سينما داود أٌقرب بالفعل الى اللوحة الكبيرة المتكاملة، وكأنه يرتدى قناعا جديدا فى كل مرة، دون أن يتنازل عن أسئلته، التى تؤرقه هو أولا، ثم تؤرق أبطاله، ويفترض أن تؤرقنا نحن أيضا.
أسئلة “قدرات غير عادية” مربكة للغاية: لماذا نتنازل بسهولة عن قدرتنا الداخلية؟ لماذا نراها فى الآخر الذى نفترض فيه القوة بينما نحن أقوى وأقدر ولكننا لا ندرى؟ هل الآخر قادر وخارق لأنه كذلك بالفعل أم لأننا نكتفى بدور “المراقب” القانع بالمشاهدة والذى يعتقد فى نفسه العجز دون اختبار؟ لماذا يقنع البشر بأن يكونوا عاديين فيما هم ولدوا مختلفين ولديهم قوة وإرادة استثنائية داخل كل واحد فيهم؟
تجد هذه الأسئلة ترجمتها الدرامية فى بناء قد يبدو بسيطا، ولكنه ليس كذلك على الإطلاق. هناك شخصيات وحكاية مشوقة، ولكنك لو تأملت قليلا لوجدت أننا أمام سرد يقف فى المنتصف بين الواقعى والخيالى، وأقرب نموذج سابق له هو فيلم داود الهام “البحث عن سيد مرزوق” ، بل إن بطلنا “المراقب والمتأمل” لقدرات الطفلة فريدة الخارقة، يذكرنا بقوة بمراقبة يوسف (نور الشريف)، بعد استيقاظه فى يوم إجازته، لنقيضه الكامل سيد مرزوق (على حسنين) فى فيلم “البحث عن سيد مرزوق”. رحلة يحيى بأكملها، والتى ستقوده الى بنسيون قريب من الأسكندرية، ستكون بعد حصوله فعلا على أجازة من المشرف على رسالة يحيى الذى يريد من خلالها اكتشاف أصحاب القدرات الخارقة، منحه شهرا ليكتشف هؤلاء فى مكان آخر بخلاف القاهرة.
الشك واليقين
يحى (خالد ابو النجا) طبيب عادى قرر أن يعوض هذه العادية بأن يبحث عن نقيضها، لم يتوقف عند الجهة الغامضة التى تمول مشروعه، بل إنه لم يتأكد أصلا من فرضية وجود أشخاص خارقين، ولكن لديه شبه يقين من وجودهم، وكأنه يرى أنه “بضدها تتميز الأشياء”، فوجود شخص عادى جدا مثله، يعنى، بالضرورة وبمفهوم المخالفة، وجود آخرين قادرين وخارقين.
نعود من جديد الى لعبة داود الأشهر:” رحلة البحث”. يتعرف يحيى فى البنسيون على نماذج إنسانية متنوعة: عامل البنسيون النوبى المتبرم حبيب الله (إيهاب أيوب فى دور مميز جدا)، ومطرب الأوبرا رامز (حسن كامى)، ومنافسه ومشاكسه فى البنسيون المنشد الدينى الشيخ رجب (محمود الجندى بحضوره الفائق)، وأنطونيو (أكرم الشرقاوى) المخرج الذى يصور فيلما وثائقيا عن عاهرات موانىء البحر المتوسط، والفنان التشكيلى راجى (أحمد كمال)، وتلميذته حياة ( نجلاء بدر التى اعتبرها اكتشاف الفيلم الأهم وأفضل ممثليه) التى تمارس أيضا رسم اللوحات، أخيرا فريدة ( الموهبة الرائعة مريم تامر) ابنة حياة، والتى سيكتشف فيها يحى قدرات خارقة استثنائية مثل تحريك الأشياء والتحكم فيها، والقدرة على التنبؤ، سواء بسقوط الأمطار، أو بتحديد الخيول الرابحة، التى يراهن عليها حبيب الله فى سباقات الخيل، ويكسب من ورائها أموالا كثيرة.
ينتمى يحيى الى البنسيون وأهله، ولكنه يعثر على حياة فى الأسكندرية، يتكرر ذلك، فتظهر له فى المقهى، وفى السينما، وفى كل مرة يراها خائفة من أن يعرف سكان البنسيون علاقتهما، إنها تبكى بالدموع فى لقائهما الحميم، وتريد أن تضع علاقتها مع يحيى فى إطار امرأة أرادت رجلا، لأنه لم يلمسها أحد منذ ابتعادها عن زوجها السابق.
يتيقن يحيى من قدرات فريدة الخارقة عندما يراها تتلاعب بأدوات لاعبى الأكروبات فى السيرك، وتنقل أدواتهم الى الهواء، وبسبب هذه القدرات تصبح فريدة وأمها مطاردين من الشرطة، هناك من أبلغ عن فتاة تمتلك قدرات تنتمى الى عالم الجن والشياطين، أما يحيى فإن اليقين الذى وصل إليه تهدمه حياة عندما تنتزع منه صوت السارد، فتؤكد لنا أن فريدة ورثت قدراتها عن حياة نفسها، التى كانت تتمتع بقدرات خارقة، ولكن محنة حياة كانت مع زوجها علاء، الذى كان فنانا تشكيليا تحول الى التشدد وتحريم الفن. توقفت حياة عن الرسم، تركها زوجها وسافر، ولم تعد من جديد الى رسم اللوحات إلا عندما التقت أستاذها راجى فى البنسيون . تستطيع الآن أن ترسم، ولكنها فقدت قدراتها الخارقة.
يتلاعب الفيلم بفكرتى الشك واليقين مع ظهور عمر البنهاوى (عباس أبو الحسن) رجل الأمن/ رمز السلطة/ وعنوان القدرة، الرجل يبدو غريبا بهيئته ومظهره عن الشكل التقليدى لرجال الأمن، وهو الذى سيكشف ليحيى أن الأجهزة الأمنية هى التى تمول بحث اكتشاف أصحاب القدرات الخارقة. ول ايهدأ البنهاوى إلا عندما ينجح فى الزواج من حياة، من أجل امتلاك فريدة، وتوظيفها كوسيط للكشف عن معلومات من أشخاص تحت التحقيق.
ينهار اليقين تماما عندما يكتشف يحيى إثر حادث ألزمه المستشفى أن لديه قدرات خارقة تتيح له تحريك الأشياء مثل فريدة، بل إنه أصبح يعتقد الآن أنه هو الذى كان يحرك الأشياء لا هى، وأنه هو الذى كان يستدعى وجود حياة فى الإسكندرية فتحضر فعلا، وليست هى التى أرادت ذلك، ثم يقوده البحث الى دائرة أوسع، يذهب الى المولد ليكتشف هؤلاء الذين يؤمنون بقوة غير مرئية، ولكنه يكتشف أن شيخ الطريقة يخشى إغضاب البوليس والحكومة.
نعود من جديد الى لعبة الشك واليقين: البنهاوى يستدعى يحيى لعلاج فريدة التى فقدت قدرتها، وأصيبت باكتئاب، ثم بعد فترة يقوم البنهاوى بطلاق حياة لإعتقاده أن فريدة وراء الحرائق المتكررة فى البيوت التى أقاموا فيها.
الآن لم يعد أمام يحيى سوى أن يعود الى البنسيون، حيث يجد الجميع معا بمن فيهم حياة وفريدة. تنغلق الدائرة بالعودة الى نقطة البداية، يطرح يحيى اكتشافه الأهم بأن القدرات غير العادية قد لا تكون عند حياة أو فريدة وحدهما، ولكنها موجودة عند الجميع، هنا فقط تحلق الكاميرا فوق المكان بأكمله، لنكتشف عودة فريق السيرك من جديد، بعد أن تعرضوا للرجم بالحجارة من المتعصبين. ينفتح الكادر على بحر ليس كالبحار، وسماء بلا حدود.
المعنى والمغزى
أتاحت هذه الطريقة الحرة فى السرد، والتى نسمع فيها تعليق يحيى أو حياة فى بعض المشاهد، أن نتأمل (ونحن على جسر يمتد من الواقع الى الخيال) لعبة البحث عن القدرة فى نماذجها المختلفة: يحيى الذى يبحث عما يفتقد فى نفسه، وحياة التى تفقد قدرتها عندما يكبلها زوجها بتحريم الرسم، فترى القدرة الخارقة فى ابنتها، والبنهاوى الذى يحلم بمعرفة أسطورية تمنحه قدرة بلا حدود، ويجد فى معلومات فريدة الأمنية تحقيقا لحلم قديم، هو حلم السلطة فى كل مكان بأن تمتلك المعرفة والقدرة، ولدينا أيضا فريدة التى نرى بأعيننا قدراتها على تحريك الأشياء، ولكننا سرعان ما نتشكك فى ذلك سواء برواية حبيب الله الذى لا يجزم بنجاح تخمينات فريدة فى تحديد الحصان الرابح فى كل مرة، أو فى رأى يحيى بأنه قد يكون هو الذى يحرك الأشياء وليست فريدة، كما أن البنهاوى أصبح يرى فريدة فى النهاية كطاقة شر، وكابنة للشيطان شخصيا، بسبب حرائق يعتقد هو أنها تسببت فيها.
الكل يبحث عن القدرة: المواطن العادى يحيى، ورجل الأمن البنهاوى، والأم الخائفة حياة التى فقدت قدرتها، وفريدة هى حلم التعويض للجميع، ولكنها ببراءتها وظرفها ونظراتها الخبيثة تحتمل أن تكون كل شىء. كل واحد يبحث عن القدرة لدى الآخر، ولا يفكر لحظة فى أنها موجودة عند الجميع، وأنها قبل كل شىء موجودة فى داخله هو.
لكن القدرة التى يقصدها داود ليست معرفة ما يفكر فيه الآخر، ولا تحريك الأشياء، ولا حتى تلك الدروشة التى تعزلك عن العالم. القدرة المقصودة هى القدرة على الإختيار والفعل، هى معرفة الذات والآخر، هى أن تمارس حريتك مثل تلك النوارس التى يتكرر اختراقها للكادر، أن تتغلب على عجزك، وأن تعرف أنك ولدت كشخص غير عادى، ولكنك اخترت أن تقنع بأن تكون عاديا.
مشكلة فريدة فى أن الآخرين اكتشفوا أنها غير عادية، وأنها مختلفة، بينما المجتمع يكره المختلفين، ويراهم أبناء للشياطين وللجان، وجماعات التشدد ترجم فنانى السيرك (معادل فنى آخر لأصحاب القدرات غير العادية)، والسلطة تخاف من أصحاب القدرات الخارقة، تخشى أن يكشفوا عجزها وجهلها، وتطمع فى أن تستخدمهم لصالحها، تريد بشرا عاديين، لا تريد أسودا طليقة، تريدهم فى قفص مثل ذلك الذى نراه فى السيرك، ويظل الحمار خائفا دوما من الأسد حتى لو كان محبوسا.
لا يريد الفيلم أن تسأل نفسك: هل فريدة خارقة القدرة بالفعل أم أنها ليست كذلك، إنما يريدك أن تتساءل: ولماذا الآخرون ليسوا كذلك؟ لماذا اختار يحيى أن يكون “مراقبا” فحسب؟ ولماذا صمتت حياة أمام تشدد وانقلاب زوجها الفنان على الفن؟؟ ولماذا تفرج الجميع على رجم فنانى السيرك بالحجارة؟
ربما لو عملت شخصيات البنسيون فى إطار فكرة البحث عن القدرة لكان ذلك أفضل من مرورها العابر، أو مجرد استخدام تعليقات الشيخ رجب كعنصر تلطيف، كان يمكن تعميق هذه الشخصيات فى رأيى بطريقة أفضل، وخصوصا أن رامز مطرب الأوبرا يمتلك فى صوته قدرات غير عادية، وحبيب الله يعتمد على قدرات فريدة الخاصة، وأنطونيو يبحث فى فيلمه الوثائقى عن نساء مختلفات/ عاهرات، ولكن ظلت الشخصيات مثل ظلال عابرة، نراها ولكن لا نشعر بتأثيرها.
لوحات
داود يحقق لفيلمه كالمعتاد أفضل مستوى تقنى: يلفت نظرى بشدة اعتماده على مدير تصوير شاب هو مروان صابر الذى ترجم أجواء الفيلم المتنوعة، والذى منح البنسيون طابع الراحة والبهجة، كما قدم لوحات لا تنسى للبحر والسماء، وظهرت حياة أمام البحر كما لو كانت جزءا من لوحة أسطورية تحركت فجأة.
ما زال أنسى أبو سيف مهندسا للمناظر ومشرفا فنيا، وراجح داود مؤلفا للموسيقى التصويرية جزءا أساسيا فى ترجمة رؤية داود عبد السيد فى أفلامه، لقد صار التفاهم بين داود وبينهما أقرب الى الإمتزاج الكامل. لا يلجأ داود الى تحريك الكاميرا إلا عند الضرورة، إنه يتيح لك تأملا ضروريا لاستيعاب محتوى اللقطة، ويزيد من ذلك استخدام الإختفاء التدريجى بصورة لافتة. لا أعتقد أن ذلك مجرد تعبير عن مرور الوقت، ولكنه فيما أظن أشبه بفاصل إضافى للتأمل والتفكير، لأن العمل يحتاج الى أقصى درجات التركيز، وإن كنت أفضّل ألا يسرف فى استخدام الإختفاء التدريجى بمثل هذه الكثرة اللافتة.
“قدرات غير عادية” عمل كبير لا يحكى عن شخصياته مثل يحيى وحياة وفريدة والبنهاوى فحسب، ولكنه يحكى عن العاجزين الذين لا يرون القدرة إلا فى الآخرين، يصفعهم بقسوة، يوقظهم من نومهم، ويسخر من قيامهم بدور “المراقب”.
رحلة يحيى تقدم لنا أخيرا الإجابة: حلم القدرة يقبع داخلك، يمكنك أن تحققه، أن تكتشفه، أن تراه هنا وليس هناك، عندها فقط يمكن أن تكون حرا مثل نوارس السماء.