ديفيد لين: ساحر السينما البريطانية


ولد المخرج البريطانى ذائع الصيت دبفيد لين فى كوريدون عام 1908،  ثم انتقل للعيش فى مقاطعة كواكر مع عائلته . ومن المفارقات انه كان ممنوعا عليه ان يذهب الى السينما. وفى العشرينيات كان يحضر نفسه لكى يكون محاسبا مثل والده قبل ان يجد وظيفة فى استوديو سينمائى فى عام 1927، عمل فى هذا الاستوديو لتحضير الشاى  واعمال اخرى ذات صلة بعيدة عن السينما , حتى واتته الفرصة ليعمل مونتيرا في افلام روائية.

 حقق ديفيد لين شهرة كمونتير فى الثلاثينيات طبقا لآراء شخصيا ت موثوق بها مثل انتونى اسكويث وبول زينر ومايكل باول .

فى عام 1942 منحه نويل كوارد الفرصة للعمل معه كمخرج مشارك فى فيلمه الحربى ( لمن نخدم ) . بعد ذلك بفترة قصيرة شارك ديفيد لين فى افتتاح شركة سينمائية مع نويل كوارد والمصور السينمائى رولاند بيم و المنتج انتونى هافلوك ألان , وكانت هذه الشركة تحمل اسم (سين جيلد ) ولقد اخرج ديفيد لين اول افلامه لهذه الشركة وكان عبارة عن اعداد لثلاثة مسرحيات من تأليف  نويل كوارد وكان يحمل اسم وقائع (هذه الذرية السعيدة ) فى عام 1944 , وفيلم (بليث سبنت) 1945 وهو قصة عن شبح تم تقديمها بروع الدعابة . وفيلم ( لقاء مريح ) فى نفس العام وهو دراما عاطفية.

 ورغم ان هذا الفيلم فشل فى شباك التذاكر فى بريطانيا , الا انه حقق انجازا كبيرا فى مهرجان كان , حيث نال العديد من الجوائز من بينها الجائزة الكبرى عام 1946 .

تحول ديفيد لين من اعتماده على نصوص نويل كوارد الى اعمال تشارلز ديكنز , حيث اخرج فيلمين تم اعدادهما بجودة هما ( التمنيات العظيمة ) عام 1946 , وفيلم ( اولفر تويست ) عام 1948 , والفيلم الاخير من بطولة اليك جينيس فى اول بطولاته السينمائية , ثم اخرج ديقيد لين فيلمين آخرين لشركة ( سين جيلد ) وهما ( الاصدقاء العاشقون ) فى عام 1948 عن رواية ل اتش جى ويلز , وفيلم ( مادالين) 1950  وهو عن جريمة حقيقة , لكن هذا الفيلم ام يحصل على نجاح جماهيرى او نقدى .

انتهت شراكة ديفيد لين فى شركة ( سين جيلد ) اثر مشادة بينه وبين رولاند نيم .

وكان اول افلام لين بعد شركة  (سين جيلد ) هو فيلم ( حاجز الصوت ) فى عام 1952 , وهو دراما ابحار جوى تم له النجاح الجماهيرى الكبير  فى انجلترا , وهو اكثر افلام لين نجاحا .

بعد ذلك اخرج فيلمين كوميديين معقدين وكلاهما يعتمدان على مسرحية , الاول بعنوان ( اختيار هوبسن ) 1954 والثانى هو فيلم ( وقت الصيف ) وهو انتاج بريطانى امريكى مشترك فى عام 1955 , والفيلمين حققا نجاحا  وحقق فيلم ( اختيار هوبسن ) على الدب الذهبى فى مهرجان برلين السينمائى عام 1954 .

الفيلم التالى هو فيم ( جسر نهر كيوى ) عام 1957  الذى يعد اول افلامه الملحمية التى اشتهر وتميز بها , وهو عن رواية لبيير باول اعدها للسينما كلا من مايكل ويلسن وكارل فورمان , كان الفيلم من انتاج سام سبيجل . وتم تصوير الفيلم فى ( سيلون ) فى ظروف شديدة الصعوبة , ولقد حقق هذا الفيلم نجاحا غير مسبوق , ونال سبع جوائز اوسكار من بينها احسن فيلم واحسن اخراج .

استمر لين وسبيجل وقدما فيلم ( لورانس العرب ) ( وارجو تعديل هذه الترجمة فالاصح ان نسميه ) ( لورانس السعودى ) , وهو من انتاج عام 1962 معتمدا على كتاب الاعمدة السبعة لويلسن , الذى يحكى قصة تى اى لورانس , ومن بطولة بيتر اوتول.

 وكان هذا الفيلم هو التعاون الاول بين لين وبين السينارست روبرت بوت والمصور السينمائى فريدى يانج , والمؤلف الموسيقى موريس جار , وتم تصوير الفيلم على مدى عشرين شهرا فى كل من اسبانيا والمغرب والاردن . وحصل هذا الفيلم على سبع جوائز اوسكار ايضا من بينها احسن فيلم واحسن مخرج .

ومع نفس فريق العمل , روبرت بوت وموريس جار وفريدى يانج , قام لين باخراج فيلم ( دكتور زيفاجو ) فى عام 1965 من انتاج كارلو بونتى , ونجح الفيلم نجاحا كبيرا كما ذاع صيت المؤلف الموسيقى موريس جار , وتم ترشيح الفيلم لعشر جوائز اوسكار , لكن فيلم ( صوت الموسيقى ) حصل على الاوسكار .

فيلم لين التالى كان ( ابنة ريان )  كان بين عامى 1970  و1971 , ولم يحقق نفس النجاحات التى تحققت فى افلام لين السابقة , الفيلمه كتبه الى السينما مباشرة روبرت بوت , واختار لين لفريق الفيلم مرة اخرى موريس جار لمؤلف موسيقى , وفريدى يانج مديرا للتصوير , وتم تصوير الفيلم فى ايرلندا وقد استغرق نحو العام , وحصل الفيلم على جائزتى اوسكار لكنه لم يحقق النجاح الجماهيرى المأمول .

ربما كان الاخفاق الجماهيرى لفيلم ( ابنة ريان ) احد اسباب تأخر ديفيد لين فى مواصلة اخراجه للسينما طوال السبعينات  لكنه فى نهاية السبعينيات عاد مرة اخرى للسينما بمشروع مع السيناريست روبرت بوت فى فيلم طموح من جزئين وهو ( تمرد باونتى ) . لكن المشروع لم يتحقق , بعد ذلك عرض المنتجين جون برابون وريتشارد جودوين , على ديفيد لين اعدادا لرواية ممر الى الهند للكاتب البريطانى  اى ام فوستر. وهى الرواية التى كان لين متعلقا بها لنحو عشرين عاما , ولاول مرة فى تاريخه الفنى يقوم هو نفسه باعداد الرواية للسينما , مستعينا نوعا ما بالاعداد المسرحى للرواية الذى قامت به سانثا راما بو  , وفى هذا الفيم ايضا عمل لين مونتيرا للفيلم , وتم افتتاح الفيلم فى عام 1984 وحقق نجاحا كبيرا , ولقد ضرب رقما قياسيا فى عدد الترشيحات للاوسكار , فقد تم ترشيحه لاحدى عشر جائزة , حصل منها على جائزتين , ولم يحصل على احسن فيلم فقد حصل عليها فيلم ( اماديوس ) لميلوس فورمان .

بعد ذلك عكف ديقيد لين لسنواته التالية فى التحضير لاعداد سينمائى لرواية المغامرات ( نوسترومو ) لجوزيف كونراد . وحصل لين فى عام 1990 على جائزة معهد الفيلم المريكى عن كامل اعماله , ولقد توفى متأثرا بمرض السرطان فى ابريل عام 1990 , بعد وقت قليل من تصويره لآخر افلامه ( نوسترومو ) الذى كان فى بداية عرضه على الجمهور .

ملحوظة الممترجم :- اعتمدت فى هذا المقال  بشكل اساسى على ما كتبه فرنسوا ليكلير المنشور باللغة الانجليزية على الرابط التالى .

http://www.imdb.com/name/nm0000180/bio

ويمكن مشاهدة فيلم ( ممر الى الهند ) من خلال قناتى على اليوتيوب ضمن المفضلات على الرابط التالى .

http://www.youtube.com/mamdoughshalaby#p/f/14/3SzpXKLhEqs
Visited 81 times, 1 visit(s) today