افتتاح باهت لمهرجان طنجة للفيلم المغربي
لم يرتق حفل افتتاح الدورة الواحدة والعشرين للمهرجان الوطني للفيلم، الذي انطلقت فعالياته، مساء الجمعة، بطنجة، إلى مستوى تطلعات عشاق ومتتبعي الفن السابع بالمدينة، الذين تعودوا الحضور بأعداد غفيرة لتتبع فقرات الحفل واغتنام الفرصة لالتقاط صور تذكارية مع أهرامات السينما والتلفزيون المغربي، الذين لطالما تباهى المنظمون بجلبهم لمواكبة أيام المهرجان.
ولم يقتصر الوجه الباهت للمهرجان على الحضور الضعيف للفنانين المغاربة، بل سجلت النسخة الحالية، ولأول مرة منذ الدورة الأولى سنة 1989، غياب الجهات الرسمية ورؤساء المؤسسات الداعمة، بمن فيهم الوزير الوصي على قطاع الثقافة ووالي الجهة وعمدة المدينة، الذين اكتفوا بإرسال ممثليهم لإلقاء كلماتهم بالنيابة عنهم، وهو ما خلف ارتباكا لدى المنظمين وفسرته بعض الفعاليات الثقافية والفنية المهتمة، في تعليقات متفرقة على شبكات التواصل الاجتماعي بـ “تراجع قوة المهرجان وفقدانه الثقة لدى عدد كبير من المدعمين”.
وطغى على فقرات حفل افتتاح هذه التظاهرة، التي ينظمها المركز السينمائي المغربي ما بين 28 فبراير الماضي إلى غاية 7 مارس الجاري، أجواء من الحزن والأسى، التي بدت على وجوه كل الشخصيات الحاضرة حينما تم استحضار أرواح عدد من الفنانان والمهنيين، الذين غيبهم الموت ورحلوا إلى دار البقاء خلال السنة الماضية، ومن بينهم أمينة رشيد وعبد الله العمراني وعزيز موهوب والمحجوب الراجي ومحمد خدي ومحمد بوغابة وأحمد الصعري وآخرون
وامتزجت هذه الأجواء الحزينة، بلحظات احتفالية حينما تم الإعلان عن لحظة تكريم اسمين بارزين في عالم السينما المغربية، بصما مجالي الإخراج والنقد السينمائي على مدى عقود من الزمن بأعمالهما المتميزة، ويتعلق الأمر بالمخرجين عبد المجيد ارشيش والراحل محمد التازي بن عبد الواحد، الذي غيبه الموت في دجنبر 2019 بالرباط، وكرمه المهرجان بعرض فيلمه الطويل “أمينة”، الذي أنجزه في 1980.
وعملت مقدمة المهرجان الوطني للفيلم، الذي يشكل مناسبة سنوية لعرض حصيلة الإنتاج السينمائي الوطني، على تقديم العروض التي تم انتقاؤها للمشاركة في المسابقات الثلاث الرسمية، وبلغ عددها 42 فيلما موزعة بين الأفلام الروائية الطويلة (15 فيلما)، والأفلام القصيرة (15 فيلما)، والأفلام الطويلة الوثائقية (12 شريطا)، وتتنافس على جوائز تفوق قيمتها الإجمالية 37 مليون سنتيم.
كما قدم للجمهور الحاضر أعضاء لجنة تحكيم الفيلم الطويل، التي تترأسها المنتجة الفرنسية، ماري بالدوشي، وكذا لجنة التحكيم الخاصة بالفيلم القصير، التي حظي برئاستها فانسون ميليلي، مدير المدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش، فيما منحت رئاسة لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة الفيلم الطويل الوثائقي، المدرجة لأول مرة في فعاليات هذه الدورة، للمخرجة المغربية هند بن صاري، التي فازت بالجائزة الكبرى لمهرجان الفيلم الوطني في دورته السابقة (2019).
وعرفت فعاليات المهرجان الوطني للفيلم، أول أمس (السبت)، عقد أول مائدة مستديرة حول موضوع “إلى أين تسير السينما المغربية: إشكالية الإبداع”، وشارك فيها بعض المخرجين والنقاد السينمائيين، إذ تم للمناسبة تقديم وتوقيع كتاب “شذارت من ذاكرة سينمائية” للمخرج سعد الشرايبي، فيما شهدت قاعة سينما “الروكسي”، المخصصة لأفلام المسابقة الرسمية، عرض فيلمين طويلين “رهائن” لمخرجه المهدي الخودي، و”سيد المجهول” للمخرج الشاب علاء الدين الجم، بالإضافة إلى فيلمين قصيرين “الفيلسوف” لعبد اللطيف أفضيل، و”يون” لفضيل الشراد.
عن جريدة “الصباح” المغربية