وفاة أكبر مخرج سينمائي عرفه العالم عن 106 أعوام

Print Friendly, PDF & Email

توفي يوم الثاني من أبريل 2015 المخرج السينمائي البرتغالي الكبير مانويل دي أوليفيرا عن 106 عاما، أي أنه ظل المخرج الأقدم والأكبر في تاريخ السينما في العالم، وبوفاته أسدل الستار على مرحلة حافلة من تاريخ السينما في بلده والعالم، بعد ان ظل يواصل إخراج الأفلام منذ عام 1931 حتى قبل ثلاث سنوات من وفاته، فقد أخرج آخر أفلامه وهو فيلم “غيبو وظله” Gebo and the Shadowعام 2012 وعرض هذا الفيلم خارج المسابقة في مهرجان فينيسيا السينمائي في ذلك العام.

 أوليفيرا من مواليد 1908. وقد أخرج أول أفلامه عام 1931، وكان فيلما تسجيليا صامتا عن عمال النهر القريب من مسكنه في مدينة بورتو البرتغالية التي ولد ونشأ وتوفي أيضا فيها.

وقد أخرج دي أوليفيرا فيلمه الروائي الطويل الأول عام 1942 إبان الحرب العالمية الثانية، إلا أن شهرته العالمية لم تتحقق سوى في الثمانينيات بعد ان كان قد تجاوز السبعين من عمره برصيد لا يزيد عن ستة افلام قصيرة وثمانية أفلام روائية طويلة. ومنذ منتصف الثنانينيات وهو يخرج بمعدل فيلم واحد تقريبا سنويا.

مانويل دي أوليفيرا يحمل جائزة الأسد الذهبي التي منحه إياها مهرجان فينيسيا

وقد أصبح منذ ذلك الوقت ضيفا دائما على معظم مهرجانات السينما العالمية الكبرى، وأقام له مهرجان فينيسيا السينمائي تكريما ومنحه مرتين جائزة الأسد الذهب عن مجمل مسيرته الطويلة في العمل السينمائي، ككاتب سيناريو ومخرج للأفلام الفنية، والمدهش أنه أصبح أكثر غزارة في الانتاج بعد أن بلغ الثمانين من عمره.

في الستينات من القرن الماضي عاش أوليفيرا أوقاتا صعبة ولم يلق الاعتراف والتقدير خلال حكم الديكتاتور سالازار للبرتغال  كما اضطر للتوقف عن الاخراج بسبب تعنت الرقابة وتزمت النظرة الى السينما، وبعد وفاة سالازار عام 1970 وتغير نظام الحكم في البلاد، واجه أيضا اتهامات بالميل الى النخبوية وصنع الافلام المتعالية على الجمهور العام، من جانب الاشتراكيين الذين تولوا الحكم. وكان دي أوليفيرا يلقى تقديرا خاصا من جانب نقاد السينما الفرنسيين، وأصبح يخرج أفلامه من الانتاج الفرنسي وارتبط ببعض المثلين الفرنسيين الذين كان يعمل معهم باستمرار، على رأسهم كاترين دينيف وميشيل بيكولي.

لم تكن تبدو على دي أوليفيرا آثار التقدم في العمر، وكان حريصا على حضور عرض أفلامه في المهرجانات السينمائية الدولية، وكان آخرها مهرجان فينيسيا 2012. وقد بلغت الأفلام التي أخرجها 30 فيلما، وكان آخرها الفيلم القصير “رجل عجوز من بيلم” الذي عرض بمهرجان فينيسيا الأخير 2014، في الدورة التي لم تشهد حضور أوليفيرا. ولكنه صرح في آخر مقابلة تليفزيونية أجريت معه قبل خمسة أشهر من وفاته بأنه يخطط لإخراج فيلم روائي طويل جديد.

أفلام أوليفيرا تطرح تساؤلات أخلاقية وسياسية، كما تتميز بايقاعها البطيء وبنائها المسرحي، وتعتمد كثيرا على أعمال أدبية أو أصول مسرحية,

Visited 45 times, 1 visit(s) today