هل مستقبل السينما الجزائرية هو شاشة سوداء؟
وجه تجمع السينمائيين الجزائريين وعدد من المخرجين الجزائريين، رسالة مفتوحة الى وزيرة الثقافة الجزائرية يحتجون فيهاعلى إغلاق الصندوق الوطني لتكوير الفن وصناعة السينما في الجزائر.. ننشر هما نص الرسالة…
السيدة الوزيرة
نحن، مخرجون جزائريون، كنا قد نشرنا رسالة مفتوحة يوم 2 جوان 2022 ، محذرين من أن السينما الجزائرية أصبحت تحت خطر مباشر بعد الإلغاء المفاجئ للصندوق الوطني لتطوير الفن والتقنية والصناعة السينماتوغرافية “فداتيك” .
وحيث أننا كنا قد طلبنا مقابلتكم، فقد أكدت لنا مصالحكم حينها أنه سيتم ترتيب موعد اللقاء بشكل سريع.
للأسف، وبعد ثلاثة أشهر، ورغم العديد من رسائل التذكير من قبلنا، لم نوفق في مقابلتكم بعد!
نحن المخرجون، نحن هؤلاء الذين يتخيلون، يبدعون، يسردون القصص ويقومون بإخراجها، نطلب أن نكون جزءً من العملية الجماعية التي تحدد معالم السياسة العمومية تجاه السينما، فهل يمكن أن يُكتَب مستقبل السينما الجزائرية بدون سينمائييها؟
لقد سمعنا بالإجراءات التي أعلنتموها يوم 17 أوت 2022. لم يتم إنشاء أي صندوق عمومي لتعويض صندوق “فداتيك”، لكنكم أعلنتم خلالها ضمن إجراءات أخرى: إعادة تنصيب لجنة القراءة الأخيرة عن طريق تمديد عهدتها، فتح الباب لإيداع مشاريع جديدة، ودفع الأقساط الأخيرة من الدعم للأفلام التي لم تتحصل عليها بعد.
إننا نحيي بحماس صادق هذه التصريحات، والعمل الذي تقومون به أنتم ومصالحكم من أجل إنقاذ السينما الجزائرية.
لكن من جهة أخرى، فإن هذه التصريحات لم تجب عن أسئلتنا المفصلة التي تضمنتها رسالتنا المفتوحة الأولى، بل أنها تطرح المزيد من التساؤلات:
– متى تحديدا ستتم معالجة الأفلام التي بقيت عالقة بعد إلغاء صندوق “فداتيك”: تلك التي لازالت تنتظر الأقساط الأخيرة (فيلم “الأخيرة” لداميان أونوري وعديلة بن ديمراد، على سبيل المثال لا الحصر) أو تلك التي حازت على موافقة لجنة القراءة في مارس 2020 دون أن تتم المصادقة على قرار اللجنة بعد (مثل “صبعيات العسل” لكمير عينوز).
– متى تحديدا ستنعقد لجنة القراءة المقبلة لدراسة مشاريع الأفلام المودعة سنة 2021 ، والتي لازالت عالقة تنتظر الرد بسبب إلغاء “فداتيك” (“رقية” ليانيس كوسيم، “بوبيا” لياسين بوعزيز، “داكتيلو” لأسامة الراعي”، على سبيل المثال لا الحصر) ؟
– إلى أي تاريخ ستمدد عهدة لجنة القراءة؟
– متى في الواقع سيتم إنشاء صندوق دعم جديد لتعويض صندوق “فداتيك”؟
– كم ستكون ميزانيته؟
بدون أجوبة ملموسة لهذه الأسئلة، فإن السينما عندنا لن تستطيع النهوض.
إن السينما الجزائرية رغم كل شيء لازالت تمثل وطنها وشعبها على المستوى المحلي والعالمي، فمنذ أسبوع فقط، وفي مهرجان البندقية السينمائي، وهو واحد من أهم الفعاليات السينمائية في العالم، وبعد خمس سنوات من اختيار فيلم “السعداء” لصوفيا جاما، وسنتين بعد اختيار “صبعيات العسل” لكمير عينوز، لازال مخرجونا يكافحون من أجل مواصلة تشريف وطننا وشعبنا: فيلم “الأخيرة” لداميان أونوري وعديلة بن ديمراد تم اختياره ضمن مسابقة « Giornate Degli Autori» . صوفيا جاما تشرفت بتعيينها ضمن لجنة تحكيم مسابقة » Orizzonti » . كما فاز فيلم “ضوء أسود” لكريم بن صالح بخمس جوائز ضمن ورشة « FINAL CUT » .
إن السينما الجزائرية تكافح من أجل أن تبقى حرة وقوية، كما كانت دائما خلال العقود السابقة، من أجل أن تسرد قصصنا، بأسلوبنا، بشخصياتنا، ومن أجل جمهورنا.
لهذا فإننا اليوم، السيدة الوزيرة، ننبهكم مرة أخرى إلى الخطر الذي يتهدد السينما الجزائرية: بعد ثمانية أشهر من إلغاء “فداتيك” ، إن لم يتم إنشاء صندوق عمومي بديل بشكل عاجل، ولم يتم تحديد آجال زمنية ومسؤولين عن تنفيذ الإجراءات المعلن عنها، فإن مستقبل السينما الجزائرية لن يكون سوى شاشة سوداء مظلمة!