هل حان وقت صالات السينما في السعودية؟
قال مدير جسر الملك فهد الأستاذ بدر العطيشان في تصريح نشرته الرياض أن حوالي 70 ألف مسافر يعبرون الجسر يومياً متنقلين بين السعودية والبحرين، وهذا رقم مُخيف يعطي إشارة واضحة لحجم الخلل الذي تعانيه السياحة الداخلية، لكون أغلب الذين يسافرون خلال أيام العيد إنما يذهبون بصحبة “عائلاتهم“بحثاً عن ترفيه بريء كان بالإمكان توفيره بسهولة داخل بلادنا.
لو تأملنا في متوسط المبلغ الذي يصرفه هؤلاء يومياً لأدركنا حجم الجناية التي نرتكبها بحق اقتصادنا الوطني عندما نُصرّ على منع مجالات ترفيهية ضرورية مثل صالات السينما والمسارح لأسباب واهية ومخاوف تجاوزها الزمن، فلو افترضنا أن متوسط المصروف اليومي للشخص الواحد هو 150 ريال فإن مجموع ما يصرفه السعوديون في البحرين يومياً يتجاوز ال 10 ملايين ريال يومياً، أي قرابة 50 مليون ريال خلال عطلة العيد فقط، وهذا رقم كبير نخسره ببساطة لأننا أهملنا الجانب الترفيهي في سياحتنا الداخلية.
توجّه إلى أي ربّ أسرة واسأله عن سبب سفره إلى مملكة البحرين خلال الإجازات وسيُجيبك مباشرة بأن خيارات الترفيه العائلي هناك أكثر، فللأطفال مدن الألعاب، وللكبار صالات السينما، إلى جانب المطاعم والأسواق ستجد أن صالة السينما خيار مشترك عند أغلب المسافرين وبسببها نخسر يومياً مثل هذا المبلغ الكبير.
متى يدرك المسؤولون عن السياحة أهمية الجانب الترفيهي في عملية الترويج السياحي، ومتى يعلمون أن صالة السينما ليست مكاناً لعرض الأفلام فحسب، بل أصبحت عامل جذب سياحيا وصناعيا واقتصاديا لا يستهان به.
إذا كنا جادين في تطوير السياحة الداخلية وإبقاء العائلة السعودية داخل البلاد فلابد أن نعيد فتح ملف صالات السينما من جديد لأن وقتها قد حان فعلاً والحاجة لها ازدادت.