الأهرام: هل تصل رياح الثورة إلي السينما المصرية؟

Print Friendly, PDF & Email

 هل تحتاج السينما المصرية إلي ثورة؟ هذا ما يراه شباب السينمائيين الذين لم يجدوا لهم مكانا في ظل النظام المنحل‏..‏ والذين واجهوا سنوات البطالة وجاءتهم الفرصة بشق الأنفس‏,‏ مؤخرا‏.  

أيضا فان السينما تحتاج إلي ثورة ضد الاحتكار.. لأن الصراع بين أباطرة الاحتكار في السنوات الأخيرة أصاب السينما في مقتل حين تحول إلي صراع تسيطر عليه الانانية (أنا ومن بعدي الطوفان).. فقد تمسكت كل شركة بمبدأ الاحتكار لمخرجين وفنانين ولأنها تملك أيضا دور العرض فقد تحول الصراع من صراع مادي إلي صراع شبه دموي, فمن يعمل لتلك الشركة لا يستطيع العمل مع شركة أخري, كما أن أفلامه لا تعرض في دور عرض الشركات الأخري.


أما الأهم فهناك خريجون من معهد السينما والفنون المسرحية علي مستوي عال من الكفاءة والموهبة.. وأغلب هؤلاء اضطروا للعمل في المحطات التليفزيونية باعتبار أن العمل في السينما لا يهتم بهذه الكفاءات.


كما ان السينما المصرية تحتاج إلي ثورة علي موضوعات الأفلام.. وثورة علي الوجوه المتكررة التي ملها الناس حتي قبل ثورة52 يناير.. أي أنها تحتاج إلي دماء جديدة.. تحتاج إلي مخرجين ومخرجات لديهم أفكار وأساليب إخراج مختلفة عما هو سائد حاليا.
والسينما المصرية في حاجة شديدة إلي ثورة في مجال الإنتاج.. لقد ضاع منتجون محترمون حينما أطلت القنوات التليفزيونية برأسها لأنهم رفضوا أن يكونوا مجرد معبئين لعلب من الأفلام ليس لها أي هدف أو معني سوي استغلال المتفرج والعبث والتضليل في خياراته.


إن المنتج الذي يسعي لمساعدة الشباب الموهوبين في كافة المجالات السينمائية لا أظن أنه سيخسر, ربما لن يكسب الملايين التي كانوا يقولون عليها قبل الثورة( وبالمناسبة فليس لدي غرفة صناعة السينما حتي الآن دليل علي هذه الملايين من الايرادات).


لقد تغير الناس.. وتغيرت الدنيا ويجب أن يعترف صناع السينما بهذا التغيير, ويجب أن يسارعوا إلي العمل فالسينما المصرية مازالت تتمتع بمكانة مرموقة بما لديها من الكفاءات والمواهب الشابة والخطوة الأولي تكمن في حماس هؤلاء.


لقد قضي الاحتكار علي الروح الجميلة للسينما المصرية.. فلماذا يظل صناع السينما مصرين علي موقفهم؟


والساحة الآن قد تعطي الفرصة للمنتج المتحمس الذي يعرف قدر السينما المصرية, ولكن هؤلاء المحتكرين هل سيقفون لهم بالمرصاد.


إن الطبيعية البشرية تتابع فيها التغييرات, فالقديم يزول ويحل محله الجديد, والكبير يتواري ليعطي الفرصة للصغير.. ولكن السينما يمكنها أن تستوعب كل الأجيال والشرائح العمرية إذا وظفت السيناريو جيدا وليس لحساب ممثل أو ممثلة أو مخرج أو منتج.


نتمني أن تسطع شمس السينما المصرية بوجوه جديدة.. وأحلام كبيرة.. وحماس وشجاعة.. وأفكار راقية.

Visited 13 times, 1 visit(s) today