قالت صحيفة “هندوستان تايمز الهندية إن المخرج الصربي (البوسني سابقا!) أمير كوستوريتشا الحائز على “السعفة الذهبية مرتين، وجه انتقادات قاسية غير مسبوقة إلى إدارة مهرجان كان واتهمها برفض إدراج فيلمه الجديد “في الطريق اللبني” في المسابقة أو قسم “نظرة ما” بسبب تأييده لسياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال كوستوريكا لوكالة الأبناء الهندية إنه خلال الآونة الأخيرة، أصبحت السياسة أكثر وأكثر تتدخل في في طريقة عمل مهرجان كان السينمائي واخيتراته، وأضاف إن لديه شكوكا بأن هناك من أصدر أمرا بعدم قبول فيلمه”.

ويعد هذا النوع من إبداء الاستياء – من قبل حائز على السعفة الذهبية مثل كوستوريكا – أمرا غير عادي بالنسبة لمهرجان كان. وقد حرص المهرجان دائما على الالتزام بمبدأ عدم الحديث عن الأفلام التي رفض قبولها.

وقد حدث ذات مرة، في عام 2004 أن اثار منح لجنة التحكيم التي ترأسها المخرج الأمريكي كوينتين ترانتينو، السعفة الذهبية إلى الفيلم الوثائقي “نهرنهايت 9/11” استياء الكثير من النقاد، فقد بدا لهم أن هذا القرار كان قرارا سياسيا خالصا من قبل تارانتينو المعروف بكراهية للرئيس جورج بوش الإبن.

ورغم اعتراف كوستوريتشا بأنه قدم فيلمه بعد يوم واحد من الموعد النهائي إلا أنه جزم بأن هذه الزلة لا يمكن أن تكون السبب وراء رفض فيلمه الجديد “في الطريق اللبني”.  وقال إن “هذا التأخر لم يمثل أبدا مشكلة من قبل في مهرجان كان .. لا أحد حتى شاهد فيلمي”.

وكان كوستوريتشا قد فاز بالسعفة الذهبية في عام 1985 عن فيلمه الأول “عندما كان أبي بعيدا في رحلة عمل”، وبعد مرور 10 سنوات حصل عليها مرة ثانية عن فيلم “تحت الأرض”.

وكان كوسوتوريتشا وهو أيضا مغن، قد منع من الغناء العام الماضي في أوكرانيا وأرغم على مغادرة البلاد هو والفرقة التي كانت معه، بعد تصريحات صدرت منه في أورانيا بتأييد الرئيس الروسي بوتين.   

وكانت أوكرانيا جزءا من الاتحاد السوفياتي السابق، ولكنها أصبحت الآن دولة مستقلة لديها نزاع إقليمي مع روسيا حول شبه جزيرة القرم. وقامت روسيا عام 2014 بضم شبه الجزيرة، التي لا تعترف بها كجزء من أوكرانيا رغم احتجاجات من قبل المجتمع الدولي.

كان من المتوقع أن يصبح فيلم كوستوريتشا أحد الأفلام التي تشارك في مهرجان كان سواء داخل أو خارج المسابقة. وكان هو قد ترأس لجنة التحكيم الدولية لأفلام المسابقة في عام 2005، ثم ترأس لجنة تحكيم قسم “نظرة ما” عام 2011.

يقوم كوستوريتشا في فيلم “في الطريق اللبني” بالدور الرئيسي أمام نجمة الشاشة الايطالية مونيكا بيلوتشي. ويركز الفيلم على ثلاثة مراحل أساسية في حياة رجل: تجربته في الحرب، قصة حبه لامرأة يأمل أن تنقذه، وأخيرا وجوده كراهب منعزل يراجع مسار حياته المضطربه.