“كازابلانكا” حبكة مصممة على مقاس جمهور الممثل النجم أمير كرارة
يعد مسلسل (المواطن إكس) الذي عرض عام 2012من أهم وأفضل المسلسلات في العشرين عاما الأخيرة. وكان للمسلسل الفضل في ظهور جيل من الممثلين ينتمون لمدرسة يمكن أن نطلق عليها أصحاب الأداء الواحد (يوسف الشريف – عمرو يوسف – أمير كرارة – محمود عبد المغنى – شيرى عادل – ريهام أيمن).
ورغم تنوع أعمال وأدوار هؤلاء الفنانين يظل أداؤهم ثابتا متشابها لا يتغير في التعبير أو حتى على مستوى التحضير كأنهم قالب زجاجي صُب بنفس الشكل في كل عمل يشاركون فيه.
الوحيد الذي خرج عن تلك المدرسة كان نبيل عيسى رغم أنه لم يحقق نفس نجوميتهم لكنه بلا شك أكثرهم موهبة ونفس الحال بالنسبة لمحمد فراج وإن كانت مساحة دوره في المسلسل وقتها صغيرة.
يعتبر أمير كرارة أهم تلميذ في هذه المدرسة (مدرسة الأداء الواحد) بعد أن أصبح أكثرهم شهرة ونجومية لدى الجماهير كما أصبح مؤخرا أحد فرسان الرهان سواء في التليفزيون بمسلسل (كلبش) بأجزائه، أو في السينما بحكم الإيرادات الكبيرة التي حققها فيلمه السابق “حرب كرموز” ومن قبله مشاركته في النجاح الجماهيري لفيلم “هروب اضطراري” مع أحمد السقا وإن كان كرارة يتفوق على زملائه في المدرسة فيما يتعلق بتكرار نفسه مستغلا النجاح الجماهيري لدور سليم الأنصاري فقدم “كلبش 2” ثم “كلبش3” وأغرم بدور الضابط فأطلق على نفسه لقب “باشا مصر” وقدم دور الضابط في فيلم “حرب كرموز” بعد أن عثر على ضالته في المخرج بيتر ميمي ليقدما معا مؤخرا فيلم “كازابلانكا”.
خلطة سينمائية
يدخل الثنائى كرارة- ميمى تجربتهما الثانية في السينما بنفس الخلطة السابقة التي نجحت “جماهيريا” فقط في حرب كرموز (مشاهد الأكشن– لمسة كوميدية– نجم عالمي) الفارق فقط في البعد الزمنى حيث ان “حرب كرموز” تدور أحداثه في الأربعينيات بينما تدور أحداث “كازابلانكا” فى الوقت الحاضر، كما يقوم كرارة فيه ليس بدور ضابط بل لص. والجديد بالفعل في الحبكة أنه من لصوص البحر، وهى تركيبة لم تقترب منها السينما المصرية كثيرا.
لى مستوى السرد نحن أمام (عمر المر) الذي ينتمى لتيمة (اللص الشريف) الذى يدخل السجن بعد فشله في إحدى العمليات بسبب خيانة صديقه عرابي (عمرو عبد الجليل) وخطفه لشقيق عمر الأصغر والسفر الى المغرب، فيقرر المر السفر الى المغرب مع شريكهم الثالث رشيد (إياد نصار).
خلطة سينمائية مقبولة وعلى مقاس جمهور أمير كرارة خصوصا وأن الحوار يتخلله بعض الجمل التي يطلق عليها المصطلح الشعبي الدراج (بؤ) حيث يكون عبارة عن جملة بها مزيج من الحكمة والموعظة والتهديد والعبرة على غرار الجملة الرئيسية فى الفيلم (لو العركة لو ابتدت هتزعل)، (تعويرة الوشم فيهاش معلش)، (منظرها كده باين قطع زور).. وهكذا.
ولضمان المزيد من النجاح الجماهيري لخلطة “كرارة- ميمى” لم يتولى الثاني كتابة السيناريو كما كان الأمر في أعمالهما السابقة، وترك المهمة للسيناريست هشام هلال الذي نجح في تقديم حبكة، صحيح أنها مصطنعة لكنها تتمتع ببعض المنطقية، ومحبوكة مقارنة بأفلام الثنائي السابقة خصوصا وان الحبكة اعتمدت على الغموض والمفاجآت الغير متوقعة التي تأتى في الربع الأخير من الفيلم. ويحسب لبيتر ميمي إجادته في تنفيذ مشاهد الأكشن والمعارك ومن هذه الزاوية يعد الفيلم نقلة مصرية في إخراج هذه النوعية من المشاهد ومن الممكن أن يكون نواة لتيار أو نوع من هذه الأفلام ولكن شريطة الاهتمام بالجانب الأهم في صناعة الفيلم أي السيناريو.
الأفضل
توظيف مشاهد الأكشن كان جيدا جدا فاعتمد بيتر ميمى على حركة الكاميرا السريعة طوال الوقت كما جاءت مناسبة على مستوى التتابع والتصاعد الدرامي فى الأحداث. وبالفعل يعد “كازابلانكا” أفضل أفلام الثنائي كرارة- ميمي، مقارنة بفيلمهما السابق (الهرم الرابع) و(القرد بيتكلم) فقد اعتمد فيهما ميمي على تقليد مشاهد من مجموعة أفلام أجنبية لكن في “كازابلانكا” يظهر تحسنا واضح وخصوصا أن خيوط وأبعاد الشخصيات كانت أعقد ومفاجآت السيناريو متتابعة.
جاء مستوى أداء الممثلين متفاوتا بين المميز، وهنا نتحدث عن إياد نصار فى دور (رشيد) خصوصا بعد لمسات إياد الخاصة التي أضافت وأثرت الدور خصوصا على المستويين الشكلي والحركى، وبين أداء جيد جدا من الممثل التركي خالد أرغنتش الذي اشتهر بدور السلطان سليمان في مسلسل “حريم السلطان”، بينما كان أداء عمرو عبد الجليل شديد التقليدية معتمدا على “إفيهاته” المعهودة في أفلامه. أما غادة عادل (في دور فيفا) فقد كان دورها مقحما بلا تأثير يذكر في الأحداث لكنه ضمن فقط وجود عنصر نسائي في العمل. ويبقى أمير كرارة صاحب الأداء الثابت دون تغيير أو إضافات أو اجتهادات، لكنه مع ذلك يظل بطلا جماهيرىا شعبيا وأحد فرسان الرهان في شباك التذاكر.