“فضيحة في القاهرة”: وراء كواليس تصوير فيلم “القاهرة 30”

Print Friendly, PDF & Email

 في فبراير 1959، طالب ثروت عكاشة، وزير الثقافة والإرشاد القومي بالجمهورية العربية المتحدة، الروائي نجيب محفوظ بالحضور إلي مكتبه ليعرض عليه منصب مدير الرقابة علي المصنفات الفنية.

كان محفوظ قد تصدر اسمه أربعة أفلام في العام السابق، أبرزها فيلم “جميلة” ليوسف شاهين، كما أتم كتابة عدد آخر من الأفلام التي لم تعرض بعد وتعاقد علي مجموعة أخري.

قدم نجيب قائمة بأسماء تلك الأفلام إلي الوزير وأبلغه أنه يشعر بتناقض بين منصبه الجديد كرقيب وبين عمله كسيناريست، فكيف يُقيم أعمالا قام هو نفسه بكتابتها، ولذا فقد تعهد للوزير بعدم قبول أي عروض كتابية جديدة، رغم الرواج الذي يعيشه كسيناريست، وسيكتفي بإتمام التعاقدات التي أبرمها بالفعل والمنصوص عليها في القائمة التي سلمها إليه.

  كان فيلم “أنا حرة” الذي كتب له السيناريو نجيب عن قصة إحسان عبد القدوس، قد بدأ عرضه قبل أقل من أربعة أسابيع، وهو الفيلم التاسع الذي يجمع توقيعي نجيب محفوظ وصلاح أبو سيف، كما أن القائمة التي قدمها نجيب لثروت عكاشة غالبا ضمت فيلما آخر لصلاح أبو سيف، وهو “بين السما والأرض” الذي كتب قصته محفوظ دون السيناريو حيث وضعه السيد بدير مع أبو سيف.

كان صلاح أبو سيف من أكثر الفرحين بتعيين نجيب مديرا للرقابة، وذلك بعد أن رفض عدد من الرقباء السابقين المعالجة التي تقدم بها لتقديم رواية “القاهرة الجديدة” كفيلم سينمائي.

في أول لقاء جمع الصديقين بعد خبر التعيين، قال صلاح “بس يا عم، أهي فرجت وجت الفرصة لحد عندنا.. نعمل الفيلم بتاع القاهرة الجديدة بقي.” إلا أن نجيب محفوظ أبدي تحفظه على مقترح صديقه، قال له أنه لا يستطيع أن يقبل معالجة لرواية هو نفسه كاتبها بعد أن رفضها أكثر من رقيب قبله، هذا الأمر سيثير القيل والقال وهو في غني عن هذه الضجة. اعتذر محفوظ عن الفكرة مما أغضب صلاح أبو سيف وأثاره. 

جمعت صداقة طويلة بين المخرج والروائي، حيث كان صلاح أول من عرض علي نجيب كتابة السيناريو، وذلك بعد أن أصدر الأخير روايته “القاهرة الجديدة” والتي أبهرت أبو سيف وسكنت عقله لسنين.

وقتها كان أبو سيف يستعد لتقديم فيلم “مغامرات عنتر وعبلة”، ويشاركه في كتابة السيناريو فؤاد نويرة الذي يعرف نجيب محفوظ شخصيا، توسط نويره لتدبير لقاء بين الاثنين تمهيدا لعرض أبو سيف علي نجيب أن يشارك معهما في صياغة سيناريو الفيلم.

قال له نجيب أنه لا يعرف شيئا عن أصول الكتابة للسينما، فتعهد أبو سيف بتوجيهه واطلاعه علي كيفية كتابة السيناريو، وكانت أول خمسة أفلام يشارك نجيب في كتابتها كلها من إخراج صلاح أبو سيف، وأشهرها “ريا وسكينة” قبل أن يشتهر اسمه في عالم السينما وينفتح علي العمل مع مخرجين آخرين.

 كانت أبرز أحداث عام 1959 هي زيارة عبد الناصر للأقليم الشمالي، سوريا، وحفاوة الاستقبال الذي تلقاه هناك، وزيارة جيفارا، الذي أصبح وزير الصناعة في كوبا بعد نجاح الثورة، إلي مصر في صيف ذلك العام، إنتهاء بأزمة عبد الناصر مع الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم، أما محفوظ فقد كان غارقا لأذنيه في مشاكل الرقابة الغرائبية، كأن يبلغه مراقب الأغاني ذات يوم بضرورة وقف طباعة أسطوانة “ يا مصطفي.. يا مصطفي” لأن المقصود بمصطفي هو زعيم الوفد السابق مصطفي النحاس، والمقصود بجملة “سبع سنين في العطارين” هو الإشارة لمرور سبعة أعوام على ثورة يوليو، وهو التفسير الذي تعجب له نجيب ورفض قرار وقف طباعة الأسطوانة، كما أمر محفوظ بحذف أغنية لصباح من أحد أفلام عز الدين ذو الفقار، أظنه “الرجل الثاني”، لما فيها من خلاعة غير مبررة، مما دفع عز الدين للاستعانة بأصدقائه القدامى في الجيش لتمرير الأغنية ولكن دون جدوي.

 على أية حال لم يستمر نجيب طويلا في الرقابة، فبنهاية العام كانت أزمة نشر “أولاد حارتنا” بالأهرام قد اندلعت، وعلى أثرها هاجم وزير الاقتصاد حسن عباس نظيره للثقافة في إحدى جلسات مجلس الوزراء متهما إياه بإسناد الرقابة لرجل متهم في عقيدته، مما دفع ثروت عكاشة لنقل نجيب محفوظ لمؤسسة دعم السينما، وبذلك انقطع أمل أبو سيف في أن يمرر محفوظ سيناريو “القاهرة الجديدة” رقابيا. ولكنه أستمر في محاولاته، فتقدم به مرة أخري للرقيب التالي، وهو عبد الرحيم سرور، والذي رفضه كسابقيه.

مشاكل الكتابة

كان محفوظ قد أصدر روايته “القاهرة الجديدة” لأول مرة في منتصف الأربعينيات، وكانت أول كتاباته الواقعية المعاصرة بعد أربعة أعمال فرعونية، حيث وضع نجيب في مخططه أن يكتب خمسة وثلاثين رواية تاريخية وأعد قائمة بأفكارها، إلا أن ظروف المجتمع في الأربعينيات غيرت وجهته. أُحيل محفوظ للتحقيق بسبب تلك الرواية مُتهما بمهاجمة الحكومة والوزراء، وقال له المحقق ضمن ما قال “لماذا تكتب عن الباشوات وتجلب لنفسك المشكلات، أكتب عن الحب، هذا أفضل وأكثر أمنا.”

بعد 23 يوليو، أراد إحسان عبد القدوس أن يعيد نشر الرواية مرة أخري في سلسلة “الكتاب الذهبي”، ولكنه ظن أن اسمها، “القاهرة الجديدة”، سيجدد المشاكل القديمة، فقد يُفهم منه أن المقصود بها قاهرة ما بعد الثورة، ولذا طلب من محفوظ تعديل الاسم واتفقا علي نشرها بعنوان “فضيحة في القاهرة”.

في القطاع العام

في مطلع الستينيات، تم تأميم عدد من شركات السينما، وأقيمت المؤسسة المصرية العامة للسينما والمسرح والموسيقي والهندسة الإذاعية والتي ضمت اثنتي عشرة شركة، من بينها شركة “فيلمنتاج” للإنتاج السينمائي، وعُين أبو سيف رئيسا لمجلس إدارة تلك الشركة.

انشغل صلاح أبو سيف بعمله الجديد ولم يقدم في النصف الأول من الستينيات سوي ثلاثة أفلام مقارنة بأكثر من عشرة أفلام في النصف الثاني من الخمسينيات، عطله المركز الجديد عن عمله الإبداعي، ولذا عرض أبو سيف علي الفنان محمود مرسي إخراج فيلم عن رواية “القاهرة الجديدة”. وكان مرسي قد درس الإخراج في فرنسا وأخرج بالفعل للتليفزيون والمسرح، ولكن دون أن يقترب من السينما بعد، إلا أن مرسي تردد، ربما شعر بأنها مسئولية ثقيلة، فاعتذر عن دعوة أبو سيف.

ترك صلاح أبو سيف رئاسة “فيلمنتاج” ليخلفه سعد الدين وهبة، وعاد للتفرغ لمشروعه الإبداعي، وكان أول ما تحمس لإخراجه بعد عودته لموقعه الأثير خلف الكاميرات، هو فيلم “القاهرة 30”، بعدما غيّر اسم الرواية للسبب نفسه الذي دفع إحسان لتعديله من قبل.

بدأ أبو سيف العمل في فيلمه عام 1965، وعرضه علي مسؤولة الرقابة وقتها اعتدال ممتاز التي وافقت عليه أخيرا وبعد محاولات استمرت سنوات عدة. كتب أبو سيف السيناريو مستعينا بوفية خيري، فمحفوظ كما هو معروف يرفض كتابة سيناريوهات لرواياته، وعهد إلي لطفي الخولي بكتابة الحوار، ثم مرره لعلي الزرقاني ليضيف بعض التعديلات على النسخة الأخيرة.

وفي تلك النسخة الأخيرة تم حذف شخصية “مأمون رضوان”، وهي شخصية رئيسية بالرواية، تمثل التيار الديني بين شباب الجامعة في الثلاثينيات، فمع انتشار الإلحاد بين طلاب الجامعة وقتها حتى أنه أصبح أشبه بالموضة كما يصور لنا محفوظ، تمسك مأمون وأقرانه بمعتقداتهم الدينية بل وتشددوا فيها، كما انضم إلي جماعة الشبان المسلمين، والتي كان حسن البنا أحد أعضائها قبل أن يؤسس جماعة الإخوان. رسم محفوظ شخصية مأمون كرجل جامد الأفكار، يُحقر من معتقدات غيره، لا ينصت إلا لصوت عقله وما يؤمن به، عملي، ثقيل الظل إلى حد نفور الزملاء منه، إلا أنه خيّر ومخلص لأفكاره وإيمانه.

كانت شخصية مأمون موجودة في النسخ الأولي من السيناريو إلا أنها اختفت في طبعاته الأخيرة، يقول أبو سيف مبررا “كانت هناك موجة قوية ضد الإخوان المسلمين، لو كنت احتفظت بشخصية مأمون رضوان في الفيلم لتطرق إلي الأذهان أنني أهاجم الإخوان في هذا التوقيت بالذات استغلالا للظروف. تناقشت مع نجيب محفوظ في هذا الأمر، وعرضت عليه أن نقوم بحذف شخصية مأمون من الفيلم فوافق”.

أثناء التحضير للفيلم، في عام 1965، قُبض علي عدد كبير من الإخوان عقب الكشف عن التنظيم السري المسلح التابع للجماعة، والذي هدف – طبقا للتحقيقات – لقتل عبد الناصر وتخريب المنشآت العامة، ومنها القناطر مثلا، هادفين للوصول إلي سدة الحكم، وكان ذلك التنظيم بقيادة سيد قطب، صديق محفوظ القديم وناقد رواياته في زمن سابق، والداعي عبر صفحات الجرائد لشواطئ العراة ولارتداء المايوهات الكاشفة قبل أن يغير واجهته إلي النقيض تماما، مكفرا المجتمع والحكومات مما دفعه أخيرا إلي حبل المشنقة.

اختيار الممثلين

اختار صلاح أبو سيف طاقم تمثيله ورشح شادية للقيام بدور “إحسان شحاته” بعد مشاركتها في ثلاثة من أفلام نجيب محفوظ السابقة وهي علي الترتيب “اللص والكلاب”، “زقاق المدق” و”الطريق”. أبدي محفوظ تخوفا من اختيار كمال الشيخ شادية في دور “نور” في فيلم “اللص والكلاب”، وظن أن شادية تصلح لأدوار الدلوعة المتمايلة، أما دور فتاة الليل المقهورة المحبة فهو غريب علي ما اعتادته. حضر محفوظ أحد أيام التصوير، أرتاح لما رآه وعبر عن إعجابه بما شاهده، ثم قال لاحقا أن شادية كانت الأقرب إلي الشخصيات النسائية التي وصفها في رواياته.

 كانت شادية تطمح للعمل مع صلاح أبو سيف منذ مشاركتها في دور ثانوي في فيلم ”شباب امرأة”، وقد أبدت انبهارها بما صنعه أبو سيف مع تحية كاريوكا، وتمنت أن تسنح لها فرصة ليقدمها بشكل مماثل يبرز إمكانياتها التمثيلية، إلا أن الفرصة لم تواتها إلا لمرة واحدة في فيلم “لوعة الحب”. وكادت أن تتاح لها الفرصة مرة أخري في الدور النسائي الأول بفيلم “القاهرة 30”، لولا تفرغها للراحة حينها حيث كانت في فترة حمل لم يتم.

شخصيات السيناريو

تفاوت رسم الشخصيات سينمائيا من شخصية لأخري، فرسم السيناريو محجوب عبد الدائم ببراعة وتألق حمدي أحمد في تمثيله، ولكن الفيلم لم يعط الجانب الفلسفي في شخصيته حقها الكامل، فقد يتصور أحد المشاهدين أن محجوب مجرد وصولي متسلق تقليدي، إلا أن ما كتبه نجيب محفوظ يصوّر وصوليا لاأخلاقي مثقفا ومتفلسفا، يرتكن إلى فكرة فلسفية، يلخصها في كلمة “طظ”.

يقول محجوب لنفسه في الرواية “قرنان في الرأس يراهما الجاهل عارا، وأراهما حلية نفيسة. قرنان في الرأس لا يؤذيان، أما الجوع… سأكون أي شئ، ولكن لن أكون أحمقا أبدا. أحمق من يرفض وظيفة غضبا لما يسمونه الكرامة. أحمق من يقتل نفسه في سبيل ما يسمونه وطنا. أحمق من يضيع على نفسه لذة لأي وهم من الأوهام التي ابتدعتها الإنسانية. كل هذا حق وجميل، بيد أني منفعل هائج. لماذا؟! ذلك أن العقل لا ينفرد بتوجيه سلوكنا، وبينما يُحدث العقل حكمة، يُخلف الشعور حماقة. فعلي الحكمة أن تمحق الحماقة وليكن لي أسوة حسنة في الاخشيدي، ذلك الأريب. ظفر بوظيفته لأنه خائن، ورقي لأنه قوّاد، فإلى الأمام.. إلى الأمام”.

أما سالم الأخشيدي، بلديات محجوب وأستاذه في الوصولية، فقد برع أحمد توفيق في تجسيده، كما كُتبت الشخصية بشكل مميز ومتكامل، وربما تفوقت صورته في الفيلم عن الأصل الروائي بما أضفاه توفيق من روح علي الشخصية، حتي باتت المشاهد التي جمعته بحمدي أحمد من أفضل ما قدمت لنا السينما المصرية. وعلى العكس، ظهرت شخصية علي طه، الثوري الإشتراكي، والتي أداها عبد العزيز مكيوي، ضعيفة التكوين ومفتقدة للإنسانية، وقد بدا خطيبا أكثر منه إنسانا، حتي أنني أشك أن المشاهدين شعروا بتعاطف مع شخصيته عندما خانته إحسان شحاته.

غيّر أبو سيف ومعاونوه في مصائر كل من إحسان شحاته وعلي طه، فعادت إحسان إلي علي قبيل نهاية أحداث الفيلم لتبدي له ندمها علي الطريق الذي اتخذته معبرة له عن تقديرها لما يقوم به من دور ثوري، تقول له أنها ضاعت ولكن ما يفعله مع رفاقه سيفيد أخواتها البريئات الفقيرات.

لم يكن هذا مصير إحسان عند نجيب محفوظ، فقد بدت مقتنعة بحياتها مع محجوب، وشعر الاثنان بالتوافق وتصورا أنهما قد يعيشان سويا في حياة طويلة مستمرة وسعيدة، يسخران فيها من الباشوات والأثرياء مستفيدين منهم، حتي أنك قد تلمح بوادر عاطفة تنشأ بين الزوجين الفاسدين.

 أضطر أبو سيف أيضا إلى حذف بعض التفاصيل الروائية للحفاظ على قوام الفيلم وطوله، مثل علاقة محجوب بالفرع الغني من عائلته وتحرشه جنسيا بابنتهم، وكذلك حذف جزءا طويلا من الرواية يستعرض فيه محفوظ صداقات محجوب وإحسان الجديدة وارتباطهما بمن يُسمون بصفوة المجتمع.

رسم الروائي لتلك المجموعة صورة منفرة، فهم مجموعة من الأثرياء السفهاء التافهين، دون أفكار أو هموم، يتصرفون كحيوانات شهوانية، ليس في حياتهم سوي العربدة والبحث عن المتعة والجنس، حتي أن أحدهم سعي لاستدراج إحسان، زوجة صديقه، إلي سريره أثناء رحلة ينظمونها إلي القناطر.

ما وصفه محفوظ في هذا الجزء من الرواية شديد الشبه بما سيكتبه بعد أكثر من عشرين عاما عن رحلة مشابهة يخوضها أبطال “ثرثرة فوق النيل”، فمجتمع باشوات الثلاثينيات الذي أهانه محفوظ في “القاهرة الجديدة”، لا يكاد يختلف عما صوره في الستينيات لمجموعة من مدعي الثقافة من ممثلين وصحفيين وحاشية السلطة.

رموز صلاح أبو سيف

استخدم أبو سيف الرموز التي اشتهر بتقديمها، أشهرها مشهد القرنين فوق رأس محجوب، كما قدم مشهدا آخر به بروازان يحملان صورتين لعرابي ومصطفي كامل، وبجوارهما ثالث فارغ، ليس به صورة، إلى أن يتقدم علي طه وتتوسط رأسه البرواز، إضافة إلي مشهد الحفلة الفخمة التي صورها في قصر محمد علي بشبرا، وتم تنفيذ المشهد بالألوان لإبراز الفارق بين حياة السرايات وحياة الفقراء المطحونين.

تنتهي الرواية بحوار يجمع بين علي طه ومأمون رضوان، الاشتراكي والإسلامي، وصديقهما الصحفي أحمد بدير، الذي أدي دوره في الفيلم عبد المنعم إبراهيم. تشتد سخونة النقاش بين الأولين، ويقول مأمون لعلي “تري أنصير في المستقبل عدوين لدودين؟”. يضحك أحمد بدير في نهاية النقاش ويقول “لماذا تتعجلان المعركة ولما يأزف موعدها؟” يبتسم الرفاق، الأصدقاء الأعداء، ويتبادلون نظرة ذات معني وكأنهم يتساءلون معا، ماذا تخبئ لنا أيها الغد.

 أما الفيلم فينتهي بمشهد يصور توزيع طه للمنشورات ونثرها بين الجموع، حتى يسقط أحدها على الشاشة، وقد كُتب عليه “بداية النهاية.” 

تسبب هذا المشهد في أزمة أخيرة للفيلم، حيث استدعي وزير الثقافة د. سليمان حزين منتج الفيلم جمال الليثي ليسأله عن المنشورات التي ينوي توزيعها في باب الحديد، قال له أن المخابرات علي علم بالأمر كله، فأجابه الليثي بأن تلك المنشورات طُبعت في معهد السينما من أجل تصوير المشهد الأخير من فيلم صلاح أبو سيف الجديد، فرفع الوزير سماعة الهاتف وأتصل بصلاح نصر مطمئنا إياه أن الأمر مجرد “شغل سيما”.

Visited 85 times, 1 visit(s) today