“طيور الظلام”.. الجزء الثانى: رؤية تخيلية!

سيظل فيلم “طيور الظلام” للكاتب وحيد حامد والمخرج شريف عرفة الذى أنتج عام 1995 من أهم أفلام الثنائى مع النجم عادلإمام وفى ظل التطورات الواقعة الان على الوضع السياسى الحالى أتخيل اذا أراد فريق العمل إنتاج الجزء الثانى من هذا الفيلم فى ظل التغييرات الأخيرة للأربعة أشخاص الذين يمثلون أطراف اللعبة “فتحى نوفل” و “على الزناتى” و”سميرة” و”محسن” و الأخير فى رأى هو أحد أهم أطراف اللعبة حتى وان همشه الفيلم قليلاولكنه جاء فى إطار تهميش النظام السابق للمواطن البسيط و قضاياه و مشاكله ولكن بالتأكيد فى الجزء الثانى من الفيلم سيكون لمحسن دورا مهما جدا.

ففى الجزء الثانى ستتغير الموازين فقد أصبح “على” أو “رياض الخولى”  بديلا لفتحى أو “عادل إمام” ولن أتطرق لما سيفعله “على” عندما يتحول من المعارضة –اذا اعتبرناه معارضة- الى زمام السلطة فقد بدأت المؤشرات منذ الدعوة الى الاستفتاء على “ترقيع” الدستور فى 19 مارس 2011 ولكنى بعد اذن كاتبنا الكبير سوف أتخيل من وجهة نظرى مستقبل الثلاثى “فتحى – سميرة – محسن” فى ظل وجود الزناتى ” .

أبدأ مع المحامى “فتحى نوفل” الذى لم يعد في السلطة وأصبح يمثل النظام السابق فهو بطبيعته الشيطانية لن يستطيع الإبتعاد عن اللعبة و يحب ان يبقى دائما موجودا وفى الصورة فمستقبله يتوقف على خيارين الأول هو ان يتلون بشكل كامل و يستغل صداقته و علاقته مع على و بالتأكيد مع غيره للدخول فى اللعبة مع النظام الجديد و يجاهد معه من بداية الطريق الجديد فى إطار مختلف بعض الشئ .

والخيار الثانى هو أن يتحول لصفوف المعارضة و يصبح من أهم قادتها مستغلا عدم وجوده فى الصورة بشكل كبير من قبل, فقد ظل مستترا فى ظهر الوزير “رشدى الخيال” او جميل راتب و يحاول تقوية نفسه فى هذا المسار الجديد من خلال الظهور الإعلامى المستمر فى الفضائيات و مقالاته فى صحف المعارضة مستغلا الصندوق الأسود الذى يحتفظ به للزناتى ولكنه فى نفس الوقت سيتعامل بحرص لأن الزناتى يملك له صندوقا أسودا أيضا ولن يظهره الا إذا تعدى فتحى الخط الأحمر , كما سيبدأ فتحى فى التقرب من القوى الجديدة المتملثة فى “الثوار” مستغلا عدم معرفة الكثيرين بطبيعة عمله القديم و سيحاول استمالتهم بشتى الطرق.

أما “سميرة” او “المومس” وهى الشخصية التى قدمتها الفنانة “يسرا” سيظهر دورها من جديد و ستستعيد عملها مرة أخرى لأن اى نظام لا يستطيع ان يستغنى عن هذه النوعية , ولكن بالطبع سيتغير نشاطها 360 درجة و أيضا مظهرها و ستكون أقرب لشخصية “الشيخة وفاء المغربى” التى قدمتها الفنانة عايدة عبد العزيز فى فيلم “كشف المستور” للمخرج عاطف الطيب و الذى كتبه أيضا وحيد حامد والذى تنبأ فيه عام 1994 بالدولة الجديدة فى مصر .

ويظل “محسن” او “أحمد راتب” داخل اللعبة بل و أهم أطرافهاوالذى يشغلنى مستقبله عكس فتحى و سميرة لا يهمنى مصيرهما  فمحسن خريج كلية الحقوق والذى له تحفظات على مهنة المحامى و يضطر للعمل كمحاسب و يدور فى عجلة الرزق و قوت اليوم و دوامة الحياة من أجل أسرته وأعتقد انه فى الجزء الثانى لن يحدث عنده تغييرا كبيرا على المستوى الفكرى فهو يرفض فساد “فتحى نوفل” ويختلف معه سياسيا و فكريا ولكن كان يتواصل معه إنسانيا اما على الزناتى لديه مشكلة أيدلوجية معه فهو يختلف معه إنسانيا قبل سياسيا و فكريا.

فلن يبقى محسن فى عمله كثيرا و الذى كان قد حصل عليه من خلال فتحى لأن بمرور الوقت سيبسط على الزناتى سيطرته على كل مؤسسات الدولة القطاع الخاص قبل القطاع العام وبما ان محسن شخص شريف و محافظ على مبادئه و شعاراته فهو سيرفض الإستمرار فى هذا ظل هذا الوضع , فقد ظل محسن صامتا و سلبيا مع انه رافضا لفتحى نوفل ولكنه كان يكتم غضبه بداخله حتى انفجر مع ثورة يناير , فهل سيبقى على نفس موقفه السلبى لسنوات أيضا فى ظل وجود على الزناتى و يجرى فى عجلة الحياة للحفاظ على قوت يومه من أجل أبنائه و يضطر الى كتم غضبه فى حجر الشيشة – هذا إن وجد المعسل – ولم يمنعه على الزناتى ولكن هل عند منع حجر االمعسل سيكون لمحسن دورا إيجابيا؟

Visited 37 times, 1 visit(s) today