“رجل الخطة” الشفاء من المرض بالحب

Print Friendly, PDF & Email

  رجل الخطة” The Plan Man فيلم دراما كوميدي رومانسي انتاج كوريا الجنوبية عام 2014 شارك في كتابة السيناريو واخرجة سي هيوب سيونغ بطولة جونغ جاي يانغ وجي مين هان.

قصة الفيلم تدور حول موظف يعمل امين مكتبة لدية وسواس قهري يقع في حب فتاة فتطلب منه ان يُعالج من مرضة لتقوم فتاة أخرى على النقيض منه في الشخصية بمساعدته في التغيُر بشكل غير مباشر.

الخطة الاخيرة

مفتاح الفيلم هو العاطفة والمشاعر فهي سر ارتباطنا الحقيقي بالأخرين هذا ما اراده سي هيوب سيونغ في تقديمة للمتفرج- علاقة البطل بالفتاة والام والفتاة الاخرى- الذي سيستنتج ذلك من تتابع الاحداث التي تنتهي بمفاجأة من البطل (جونغ جاي يانغ) في النهاية من خلال الكشف عن سبب مرضة.


فكيف يمكن لشخص أن يتعايش مع الوسواس القهري بهذه الدرجة المتطورة من الهوس بالمواعيد والنظافة وترتيب الاغراض ويقوم بذلك على طريقة الخطط وهو سعيد ولا يرى اي مشكلة من ذلك ولا يريد ان يتغير؟ وهذا ما قاله للفتاة التي أحبها والتي هي ايضاً مريضة بنفس المرض وتحاول العلاج منه ولا تريد الارتباط بشخص يعاني نفس المشكلة.

أما هو فعلى العكس منها، فهو يرى انها مناسبة له لتشابهها معه فيبدأ من هنا الصراع الداخلي من اجل ان يتغير ليرضي حبيبته ويضع خطة تكفل له تحقيق ذلك.

ولكن يظل السؤال ما هو سر حُبة لمرضه وهو السؤال الذي يلازم المتفرج، وسر سبب غموض تلك الشخصية التي تعمل على جذب المتفرج اليها.

في النصف الأول من الفيلم يعتمد السيناريو على ابراز الصراع الداخلي للبطل بحيث يجعله قادرا على جذب تعاطف المتفرج، وهو يجعل توجه البطل في البداية إيجابيا قبل أن يتحول الى سلبي. ولكن معالجة الموضوع درامياً من خلال  العلاقة الرومانسية والكوميديا ساهمت في  تشكيل إطار جديد للشخصية وكيفية تحولها من خلال استخدام شخصية فتاة تعمل بنفس المتجر الذي تعمل به حبيبة البطل.

 التناقض بين شخصيتها وشخصية البطل كان مجسدا، فبينما هو دقيق ومنظم، تبدو هي فتاة عشوائية – أي انهما مثل قطبي المغناطيس يجب ان ينجذبا لبعضهما وان كان يوجد في بداية العلاقة بعض الشد والجذب لكنها بعد ذلك هي من تساهم في تحويل شخصيته تدريجياً بمغامراتها التي يشاركها بفيا من خلال الاغاني التي تؤلفها وتغنيها ويشاركها هو العزف فتسير الامور في اتجاه تحسن حالته الى ان يظهر المذيع ليأتي ومعه حكاية من الماضي ليقلب الموازين فهو صراع خارجي يضغط على صراع البطل الداخلي.  

سأفعل كل ما تُريدينه يا أمي

ظهور المذيع عمل على دفع القصة للأمام في وقت ساعد على تسريع الإيقاع بشكل تدريجي بجانب تطور شخصية البطل التي اتت إيجابية احياناً وسلبية احياناً أخرى من خلال محاولاته التي أتت بنجاحات وانتكاسات مع الفتاة.


 شخصية المذيع أتت بتساؤلات لدى المتفرج زادت من الغموض والتشويق هل ظهوره هو صراع اخر وان كان خارجيا أم انه سيساعد في حل ازمة البطل تدريجياً ليتضح بعد ذلك انه اتى للعودة بنا الى الماضي لكشف الاسرار التي تعمل على تقديم معلومات في سياق الفيلم وكشف سر غموض شخصية البطل وحل اللغز كما ادي الى توليد توتر بشكل ايجابي للمتفرج من خلال رد فعل البطل على المذيع بالصراخ علية في المكتبة على غير المعتاد منه في تصرفاته.

 عمل المذيع بعد ذلك على التعاطف مع الشخصية عند كشف سره القديم وكيف انه كان في طفولته أكثر الأطفال ذكاء في كوريا وساهم في مسابقة تؤهله للسفر لأمريكا ليستكمل حياته وتعليمه هناك ولكن دون والدته التي كانت تضغط عليه نفسياً لكي يحقق الفوز في تلك المسابقة، وذلك من اجل مصلحته التي كانت عكس رغبته فهو يريد البقاء مع والدته فتعمد ان يخسر ليأتي القدر ويتسبب في وفاة والدته نتيجة اتهام الجمهور لها بالغش.

 
تأنيب الضمير ظل يلاحق البطل طول عمره وكان يرضيه أن يفعل ما كانت تأمره به والدته من ترتيب وتنظيف ولكن اتى ذلك عليه بشكل مرضي ادى الى وسواس قهري فهو لا يريد التغير لأنه بذلك سينسى والدته.

يأتي مشهد البطل على المسرح وكأنه ينفض ما بداخلة من حزن والم وتأنيب للضمير دام لسنوات. هذا المشهد كان مؤثراً ولمس القلوب من خلال أداء مذهل للبطل.

هذا صراع بين رغبته في الارتباط بمن أحب وبين حبه لامه الذي تحول ارتباطه بها بعد وفاتها بأن أصبح يفعل كل ما تريده منه: النظافة والدقة في المواعيد، وغير ذلك.

المخرج والممثل

قصة الفيلم مثيرة وبسيطة في فكرتها وفي نفس الوقت يصعب أن تجعل المتفرج يتعاطف مع البطل ولكن ما جعل الصعب يتحقق الاخراج وأداء الممثلين.

فهذه النوعية من الافلام تعتمد عليهم بشكل اساسي فتوصيل المشاعر والعاطفة يأتي من توجيه المخرج وأداء الممثل في المقام الاول ويأتي بعدها تطور القصة من احداث، في البداية التمهيد للأحداث الرئيسية بشكل غير مباشر بجانب الطريقة المباشرة ايضاً التي تمنح احساسا بالمتعة كما تعمل على تأسيس للحدث المهم القادم في اللاوعي لدى المتفرج.
تعليقات القراء

Visited 72 times, 1 visit(s) today