خيري بشارة في مهرجان الاسماعيلية: توثيق السينما التسجيلية

Print Friendly, PDF & Email

على هامش مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، نظمت إدارة المهرجان مساء الأحد، إحتفالية خاصة للمخرج خيري بشارة، تحت عنوان “الإحتفاء بالبدايات”.
بدأت الاحتفالية بالوقوف دقيقة حداد على روح الفنان الراحل زكي فطين عبد الوهاب الذي رحل في اليوم نفسه .

وتحدث بشارة خلال الندوة، عن الكتاب الذي طبعه مهرجان الإسماعيلية بعنوان ” السينما والواقع”، وقال إنه حرص على كتابته، بعد أن بدأ تصوير فيلمه الروائي الأول، حتى يوثق مرحلة السينما التسجيلية قبل أن ينساها، مشيرا إلى أنه كان حريصا على طباعته مثلما كتبه في وقته، حتى يظل حاملا طزاجة الفكر والشعور بالتجربة.

وعن تأثير العمل في السينما التسجيلية عليه، قال إنه عندما بدأ تصوير فيلمه الأول «الأقدار الدامية»، لم يكن ناجحا في التعامل مع النجوم، لأنه اعتاد العمل مع الشخصيات العادية البسيطة، لذلك انفعل على الفنانة نادية لطفي وهو ما جعلها تنسحب من الفيلم بعدما انهت تصوير اليوم بالكامل قبل أن يشرح لها السبب في عصبيته.

ورد على سؤال لسبب تحوله إلى نهج مختلف عن السينما التي كان يقدمها في البدايات، قال إنه اكتشف إن السينما لا تصنع الثورات، يمكنها فقط المساهمة في تراكم الوعي، لذلك قرر أن يكون ذلك من خلال إسعاد الناس . وأكد بشارة أنه ليس ممثلا جيدا، رغم أنه كان يحلم في البداية بالعمل في مجال التمثيل وليس الإخراج، لكن ذاكرته ضعيفة، مشيرا إلى أن سعاد حسني كانت مؤمنة به كممثل، لكنه هو لا يؤمن بذلك.

وعن فيلم «صائد الدبابات»، قال إن الكاتب جمال الغيطاني المراسل الحربي في حرب أكتوبر 1973، كان قد كتب عنه وعن تحطيمه لثلاث وعشرين دبابة إسرائيلية أثناء الحرب، وأجريت معه عدة لقاءات تلفزيوينة فكان سهل الوصول إليه، رغم وجود آخرين حطموا أيضا عددا كبيرا من الدبابات، لكن الوصول لهم كان صعبا، لذلك كان حريصا أثناء الفيلم، على توضيح وجود أبطال آخرين، كما كان حريصا على الذهاب لقرية عبد العاطي، ومعايشة الحياة التي كان يحياها، ليؤكد على أصالة الجندي المصري، وعلي أهمية القرية المصرية التي تصنع الأبطال.

وأضاف بشارة، إن القرية كانت أيضا مشروع فيلمه الثاني «طبيب في الأرياف»، الذي عرض من خلاله حال القرية المصرية، والإهمال الصحي الذي تعاني منه، مشيرا إلى أن هذا الفيلم رفضته الرقابة في البداية بتهمة الإساءة لسمعة مصر، لكنه عرض بعد ذلك.

أما الفيلم الثالث «طائر النورس»، فكان الفيلم الوحيد، الذي لم تكن فكرته الخالصة، لكنه عرض عليه في إطار مشروع للمركز القومي للسينما التسجيلية، لنوثيق مشاريع التدريب المهني في محافظة الإسماعيلية، كفيلم دعائي، لكنه قرر أن لا يقدم فيلما دعائيا، عن المشروع، بل حرص على مناقشة حياة المتدربين فيه، وخلفياتهم الثقافية والسياسية والاجتماعية، ورفضه المسؤولون في البداية، ثم عادوا وقبلوه. وأكد أنه يقبل انتقاد أعماله، طالما أن الانتقاد بهدف النصيحة وليس بهدف الهدم. وبعد الندوة، قام خيري بشارة بتوقيع كتابه «السينما والواقع»، للحضور، ثم عرض 3 من أفلامه التسجيلية، والذي قام المهرجان بترميمها وهي «طائر النورس – يوميات طبيب في الأرياف – وصائد الدبابات”.

عن صحيفة “القدس العربي” بتاريخ 21 مارس 2022

Visited 1 times, 1 visit(s) today