جوائز مهرجان القاهرة السينمائي: صفعة على وجه السلطة!


وجهت لجنة التحكيم الدولية لمسابقة الدورة الـ 36 من مهرجان القاهرة السينمائي صفعة تاريخية على وجه الحكومة المصرية التي تحشد إعلاميا منذ سنوات، ضد إيران وتحظر السينما الإيرانية وتمنع حضور سينمائيين من إيران إلى القاهرة في المهرجانات التي تقام في مصر مثل الاسكندرية والاسماعيلية والقاهرة.

فعند إعلان نتائج المسابقة حصل الفيلم الإيراني “ميلبورن” (عرض في مهرجان فينيسيا الماضي) على الجائزة الذهبية للمهرجان. وقد وجدت الممثلة يسرا المعروفة بتطرفها في تأييد النظام والسلطة الحاكمة في مصر الآن، حرجا شديدا وهي تعلن إسم الفيلم الفائز، وارتبك وزير الثقافة المصري جابر عصفور عند إعلان فوز الفيلم الإيراني وحاول أن يغطي على ارتباكه بكلمة طويلة أخذ يعيد ويزيد فيها مرارا، مؤكدا أنه سعيد بفوز الفيلم الإيراني وان فوزه دليل على أن السياسة لا تتدخل في الفن وأن القيمة الفنية هي الأساس، ولكنه اعترف بوضوح بوجود مشاكل سياسية بين بلاده وايران هي التي حالت بين مخرج الفيلم والحضور الى القاهرة، علما بأن ايران تستقبل السينمائيين والنقاد المصريين ولا تحظر عرض أي أفلام مصرية في مهرجاناتها!

وكان مما لفت الأنظار أيضا غياب أي ممثل عن الفيلم الايراني لاستلام الجائزة الكبرى للمهرجان أي الهرم الذهبي، بما في ذلك أي مسؤول في السفارة الايرانية التي لديها قائم بالأعمال في القاهرة!

الجائزة الأخرى التي سببت حرجا كبيرا سواء لرئيسة لجنة التحكيم الممثلة يسرا أو لوزير الثقافة ولرئيس المهرجان أيضا، فوز الممثل خالد أبو النجا بجائزة أحسن ممثل عن دوره في الفيلم الفلسطيني “عيومن الحرامية” اخراج نجوى النجار.

وقوبل اعلان فوز أبو النجا بالجائزة بصفير استهجان من جانب بعض الحاضرين الذين استاءوا من حصوله على الجائزة بعد تصريحاته التي وجه خلالها قبل أيام، انتقادات شديدة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالتضييق على الحريات الذي تشهده مصر حاليا بدعوى محاربة الارهاب، بل وصلت انتقادات  أبو النجا الى حد أن قال إن السيسي اذا استمر في سياساته هذه فيجب أن يرحل عن السلطة. وقد أطلقت السلطات المصرية على إثر ذلك حملة اعلامية ضخمة ضد خالد أبو النجا ترمي الى تشويه سمعته بل وتهديده والمطالبة برحيله عن البلاد إذا لم يكن راضيا عن المشير السيسي!!

ولاشك أن فوز أبو النجا بالجائزة أمر لا يرضي لا الوزير ولا الحكومة بل ولا السيدة يسرا التي تتطرف في ابداء ولائها للنظام القائم هي ومعظم جماعة المشتغلين بالفن في مصر، فالمسألة تتعلق بمصيرهم العملي. وليس معروفا ما إذا كان أبو النجا بالتالي سيواجه مزيدا من التضييق عليه في العمل.

وفي الطريق فيلم جديد من بولة أبو النجا، يتوقع أن تكون له أصداء إيجابية، هو فيلم المخرج داود عبد السيد أحد أفضل المخرجين المصريين وهو بعنوان “قدرات غيرعادية” الذي سيعرض في مسابقة مهرجان دبي السينمائي القادم الذي سيقام بعد نحو ثلاثة أسابيع.

وتتردد في القاهرة الآن بعض الأقاويل عن إصرار كل من كاتبة السيناريو الشابة مريم نعوم وزميلتها في لجنة التحكيم بمهرجان القاهرة المصورة نانسي عبد الفتاح على ضرورة منح الجائزة الى خالد أبو النجا، وكان معهما الناقد اللبناني ابراهيم العريس وعدد آخر من أعضاء اللجنة بينهم غالبا العضو الصيني الذي شعر بالتعاطف مع الفيلم الفلسطيني، الأمر الذي سبب احراجا ليسرا، فهي من ناحية لم تكن راضية عن الجائزة التي يمكن أن تنال من ثقة النظام والأجهزة المصرية فيها، لكنها في الوقت نفسه، لم تكن تجرؤ على المجاهرة برفض منح ممثل “مصري” جائزة التمثيل. ومن المتوقع أن تشهد الأيام القادمة بروز التفاصيل الخفية الى السطح!

جدير بالذكر أيضا أن جائزة أحسن إسهام فنى نالها مدير التصوير المصري زكى عارف عن فيلم “باب الوداع”، وذهبت جائزة الهرم الفضى لأحسن ممثلة إلى الفرنسية اديل هينيل عن فيلم “الحب من أول صراع”.

ونال فيلم “ذيب” من الأردن جائزة لجنة التحكيم الخاصة لمسابقة آفاق السينما العربية، بينما ذهبت جائزة سعد الدين وهبة لأفضل إسهام فنى إلى المخرج كمال الكمال من المغرب، وحصل الفيلم اللبناني “يوميات شهر زاد” على جائزة أحسن فيلم (جائزة صلاح ابو سيف) في هذه المسابقة الاقليمية الخاصة، أما جائزة اتحاد النقاد الدولي  “الفيبرسى” فحصل عليها فيلم ” دولارات من الرمال” من الدومنيكان.

Visited 20 times, 1 visit(s) today