تصوير الشرق الأوسط سينمائيا: سياسات هوليوود تجاه العالم العربي

“إن الصورة الكاريكاتورية الشائعة لشخصية العربى العادية، صورة أسطورية تماما مثل الصورة القديمة لشخصية اليهودى، رجل يرتدى الجلباب والعمامة، شرير، خطير، مشغول أساسًا باختطاف الطائرات وتفجير البنايات العامة، ويبدو أن الجنس البشرى غير قادر على التمييز بين جماعة من الأشخاص يمكن أنم نرفضها وبين السلالة العرقية التى خرجت منها، فاذا كان الايطاليون لديهم المافيا فليس كل الايطاليين مشتبه فيهم، واذا كان لدى اليهود ممولون ماليون فليس كل اليهود ينتمون إلى مؤامرة دولية، واذا كان بين العرب متعصبون فليس كل العرب يدينون بالعنف”. سيدني هاريس

على الرغم من الدور المعرفي والجمالي الذي تساهم به السينما في واقعنا المعاصر، فإن الدور السلطوي الذي تلعبه وقدرتها على تشكيل الوعي وتزييفه، يفوق بمراحل كافة الأشكال الفنية الأخرى. هذا التأثير غالبًا ما يكون خفيًا، بحيث أنه يمارس عمله بطريقة تراكمية. ليتحول بمرور الوقت إلى جزء من النسق المعرفي الخاص بالإنسان، والذي تظهر تجلياته في واقع الحياة اليومية. والواقع أن هذا الدور قد أثار انتباه الكثيرين منذ نشأة فن السينما. فعندما شاهد هتلر على سبيل المثال  رائعة أيزنشتاين “المدرعة بوتمكين” طلب من مخرجي ألمانيا أن يصنعوا فيلماً على نفس المستوى لا لشيء إلا لأنه فهم المغزى الحقيقي والرسالة الخفية للفيلم، مع إيمانه بما لفن السينما من قدرة على التأثير. جزءٌ كبير من هذا التأثير الذي تتمتع به السينما يعود إلى أنها الفن الأكثر جماهيرية وشعبية، كما أنها فن متاح للجميع، لا يصعب الحصول عليه، بالاضافة إلى وسائل الإبهار والجذب، كل هذا يجعل من السينما آلة جبارة تمتلك كافة مقومات السيطرة والهيمنة، ويجعل من إمكانية تأسيس خطاب مقاوم لسلطويتها أمراً بالغ الصعوبة.

والواقع أن جانبا كبيرا من  الأسلوب السائد اليوم لتلقي المعرفة يتمثل في مشاهدة عروض السينما. وهذا صحيح خصوصاً في العالم الغربي. لذا فإنه يجب أن نولى قدراً كبيراً من الاهتمام لآليات تشكيل الوعي واللاوعي التي ينتهجها هؤلاء الذين ينتجون العروض السينمائية الكبرى. ولا يعني هذاأنهناك شركة كبرى محددة تتحرك وفق مخطط “مؤامراتي” خبيث مرسوم مسبقاً. إنما يعنيأن الغالبية -المجموع أو الكلية الثقافية المهيمنة- هي التي تبث روحها الخاصةعبر الإنتاج السينمائي الحديث بأسره. يتمثل هذا في طريقة اختيار الكتب والروايات أو القصص الواقعية لتأليف المكون “النصي”، وبالتالي المضموني، للعمل الفني الذي سيعرض بالنهاية على شكل صور متحركة وأصوات مسموعة، أي مكون نهائي مرئي. ولما كان الجمهور في أغلب الأحيان منقطعاً عن القراءة الجادة المتعمقة، فإنما يحدث هنا أن “الأخ الأكبر” يقوم بتقديم ملعقة مملوءة بالطعام الجاهز، المعد مسبقاً، للطفل الصغير العاجز عن تغذية نفسه بنفسه. هذا الطعام جهزته “الشركات” الكبرى..العقول المهيمنة على الفكر وصناعة القرار في مختلف الدوائر السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولكن الأهم أنها عقول تبعث نفسها بنفسها من العمقالتاريخي والحضاري الذي تنتمي إليه.تلك نقطة في غاية الأهمية. فإذا كان المخرج أو الكاتب أو السيناريست رجلاً غربيًا يقدم فكرًا فرديً خاصًا،لكن منبعثًا، بسبب التركيبة البيوجرافية – السيكولوجية لصاحبه، من العمق التاريخي الذي عاشت به حضارته عبر السنين السابقة، فإن ما سيتم تقديمه في النهاية للجمهور”اللاواعي” يمكن بسهولة امتصاصه –دون وعي– ليتسرب ويستقر في أسفل القشرة الدماغية للأفراد الذين يشكلون ما يسمى “الرأي العام”، ذلك الكيان المبهم المعالم الذي يعولعليه كثيراً جداً الفكر السياسي الديموقراطي الغربي، بشقيه النظري والعملي.

ما تفعله السينما في النهاية هو إحلال الواقع الافتراضي محل الواقع الفعلي، بحيث يصبح الأول هو النظارة التي ينظر من خلالها المشاهد للثاني، لذا فالواقع نفسه يتشكل من خلال شاشات السينما. لنراجع معاً منظومة القيم التي أرستها السينما مؤخراً، بما فيها اللغة المتداولة، لنلاحظ كيف يتشكل الواقع من خلالها. عندما عرض فيلم “البرتقالة الآلية”1971 A clockwork Orangeللمخرج ستانلي كابريك S.cabruc، ثم منع بعد ذلك بدعوى أنه يحث على العنف، تشكلت مجموعات في بلدان عديدة تطلق على نفسها نفس اسم الفيلم، وترتدي نفس الزي الذي كان يرتديه أبطاله، وتمارس نفس الممارسات التي كان يقوم بها. الجندي الأمريكي نفسه يكتسب صورته وسلوكه، من خلال الأفلام التي تصور الجيش الأمريكي بحيث أن الرائي والملاحظ لأدائه سيجد أن الجزء الأكبر من تصرفاته تشبه أداء نجوم السينما. نفس الأمر أيضاً ينطبق على أداء الرئيس الأمريكي السابق “جورج بوش”، إذ تبدو كل حركاته وإيماءاته “سينمائية” إلى حد كبير. صورة الغرب عندنا..الغرب بكل مفرداته، مستمده بصورة رئيسة من السينما. الأطفال يرفضون الواقع وينسحبون منه لأنه أقل “إبهاراً” من واقع أفلام الرسوم المتحركة. والحقيقة أنه يمكن إعطاء عدد هائل من الأمثلة التي تكشف عن القدرات والامكانات اللامحدودة للسينما.

لعل هذه المقدمة الطويلة نسبيا تشكل ببعدها المنهجي موضوعا لدراسة لينا الخطيب تصوير الشرق الأوسط الحديث سينمائيا: سياسات سينما هوليوود وسينما العالم العربي  Filming the Modern Middle EastPolitics in the Cinemas of Hollywood and the Arab World ويعتبر هذا الكتاب من الأبحاث المقارنة الرائدة في الكيفية التي تجسد بها السينما الأمريكية المعاصرة وسينما العالم العربي السياسة الشرق أوسطية. حيث تدرس لينا الخطيب الطرح السينمائي للقضايا السياسية الرئيسة، بدءاً من الصراع العربي الإسرائيلي وصولاً إلى حرب الخليج ، ومروراً بالأصولية الإسلامية، وتغطي بعرضها أفلاماً أنتجت في الولايات المتحدة، ومصر وتونس والمغرب ولبنان وسوريا وفلسطين. كما أنها تستكشف دور السينما كأداة من أدوات الدولة للقومية في الولايات المتحدة والعالم العربي، وما يمثله دور السينما العربية الحالية من تحديات لطرح هوليوود للسياسة الشرق أوسطية. كما تكشف كذلك عن أوجه تشابه بين هذين الاتجاهين السينمائيين رغم أنهما من المفترض أن يكونا متناقضين. فهي تبين لنا “صورة الشرق لدى الغرب” وكذلك “صورة الشرق التي يصورها لذاته”، وكذلك الكيفية التي يجسد بها “الشرق” في هذين النوعين من السينما ذاته والآخرين، بالإضافة إلى  الصراعات الداخلية والخارجية التي غدت جزءا من تكوينه. ويعتبر هذا الكتاب مساهمة رائعة ومهمة في الدراسات المهتمة بالمدارس السينمائية العالمية، من خلال منظور جديد إلى عالم السياسة في منطقة الشرق الأوسط من خلال عدسات السينما.

       يعتمد الكتاب في أطروحته الرئيسة على دراسة لجاك شاهين كتبها في العام 2001 وخصصها للحديث عن الكيفية التي تقدم بها الأفلام ووسائل الإعلام الأمريكية صورة العرب بطريقه نمطية وداخل قوالب ثابتة. وقد حلل شاهين فى كتابه 200 فيلم من أصل 900 فيلم شوهت جميعها صورة العرب وصورتهم بشكل مشين وشائه فى جميع الجوانب، واعتبرتهم سلبيين ومصدراً دائماً للتهديد ويستحقون القتل، ويبدو أن ثمة استراتيجية متعمدة فى ذلك لأن عدداً قليلاً جداً من الأفلام، 12 فقط، التى تعاملت بشكل يقترب من الموضوعية عند معالجة صورة العربى. هوليوود تتعمد تكرار الصور الكاذبة: “هوليوود على مدى أكثر من قرن وهى تستخدم التكرار كأداة للتعليم، ولتحفيظ رواد السينما بفعل التكرار مرة بعد مرة الصور الشريرة والكريهة للعرب”. تأصلت هذه الصورة المجحفة بعمق فى السينما الأمريكية:

“ظلم مارسته السينما بانتظام وبانتشار ودون اعتذار أو تبرير، وبهدف تحقير شعب وتجريده من إنسانيته”. يكتب شاهين “وصم المخرجون على نحو جماعى كل العرب بتهمة العداء للجماهير وبأنهم متوحشون لا قلوب لهم، همجيون، متعصبون دينياً، مهووسون بالأموال، وعلى المستوى الثقافى يمثلون (الآخر) الذى دأب على إرهاب الغربيين المتحضرين” ويؤكد “فى عدد لا حصر له من الأفلام قدمت هوليوود الإجابة المزعومة- على سؤال من هو العربى- بأن العرب هم برابرة متوحشون مغتصبون حقراء، مستغلون للنساء”.

من فيلم “الشيخ” لفالنتينو

“إنهم العرب: يشبهون بعضهم البعض بالنسبة لى” هكذا تفوهت بطلة فيلم الشيخ يخطو خارجاً (1937)، “كل العرب متشابهون” هكذا قال أيضاً بطل فيلم القائد (1968)، وتوالت المراحل بعد ذلك من دون أن يتغير شىء، ففى فيلم الرهينة (1986) يمزح سفير الولايات المتحدة قائلاً “لا أستطيع التمييز بين عربى وآخر، نصفهم ملفوفون هكذا فى ملاءات الأسرة تلك، يبدون كأنهم جميعاً نفس الشكل بالنسبة لى”. فالقوة التى يُصور بها البعض بوصفهم “آخرون” و”غرباء” وخطرين بالفطرة وباعتبارهم مخلوقات كريهة لا تتشابه مع الباقين، لهى قوة مدمرة مثلها مثل الأسلحة الفتاكة. والصور المنحازة “تحدث نوعاً من العمى وسط الأمريكيين الآخرين، أولئك الذين يستهلكون دون عمد هذه البروباجندا منذ أجيال فى أثناء عملية الترفيه عن أنفسهم”. لقد وصم المخرجون على نحو جماعى كل العرب بتهمة العداء للجماهير وبأنهم متوحشون لا قلوب لهم، همجيون، متعصبون دينياً، مهووسون بالأموال، وعلى المستوى الثقافى يمثلون (الآخر) الذى دأب على إرهاب الغربيين المتحضرين “ففى عدد لا حصر له من الأفلام قدمت هوليوود الإجابة المزعومة- على سؤال من هو العربى- بأن العرب هم برابرة متوحشون مغتصبون حقراء، مستغلون للنساء”.

    غير أن الخطيب توسع النطاق لتشمل أيضا صناعة السينما العربية. وفي حين انتقد شاهين تصوير العرب والإسلام في أفلام هوليوود، عمدت هي إلى التعمق في النقد بعدم قصره على الطرح الهوليوودي لمنطقة الشرق الأوسط، ولكنها أيضا تناولت تصوير العرب لأنفسهم وسياساتهم وأزماتهم في السينما.

      يقوم الكتاب بتحليل 70 فيلم أمريكي وعربي ويغطي الفترة من عام 1980 إلى العام 2005، وقد اختارتها على أساس “اهتمامها بالقضايا السياسية الملحة في ذلك الوقت”. على أنها في أكثر من موضع تؤكد حقيقة أن العديد من أفلام هوليوود التي تقوم بتحليلها في الكتاب لا تدور حول سياسات الشرق الأوسط أو أزماته بطريقة مباشرة، وإنما تفعل ذلك بطريقة ضمنية، أو تكشف من ناحية أخرى عن تورط أمريكا ودورها في مثل هذه الأزمات. وهذا بعكس الأفلام العربية التي ارتبطت حقيقةً بسياسات الشرق الأوسط، ولا تركز بالضرورة على التدخل الأميركي فيها. والحقيقة أن المؤلفة تطرح فى هذا الكتاب تحديات مهمة أمام صناعة الفيلم، فهي تطرح هذه الأسئلة الهامة، لماذا نحن كعرب تدفعنا الرغبة إلى معايشة قصة جديدة إلى ابتلاع صور مشوهة بالغة السلبية؟ ولماذا لا ننضم للعرب الأمريكيين فى احتجاجاتهم ضد ما يحدث لصورتهم؟.

      تبدو المؤلفة في أكثر من موضع متأثرة بالعديد من أفكار إدوارد سعيد حول المقارنة المتبادلة وضرورة الخطاب الشرقي– الغربي، وهي تحاول تطبيقها في تلك المقاربة السينمائية. فتنتقد بمنهجها التحليلى هذا العالم الأسطورى الذى حُفر فى ذاكرة أغلب المخرجين ولم يبذلوا أى مجهود فى تصحيحه واكتفوا به كمرجع يعودون إليه عند معالجة أى موضوع يخص العرب. تسعي لينا لتصحيح الصورة وتعديل زاوية العدسة التى يتعامل بها السينمائيون فى أمريكا مع الشأن العربى. هي لا تقول بداهة إن العرب ملائكة، فهم مثل غيرهم لهم أخطاؤهم لكنها تنتقد فجاجة التناول والمبالغة فى تصوير المساوئ. لا أقول إنه ينبغى تصوير الإنسان العربى بوصفه شخصاً شريراً وإنما ما أقوله هو أن كل العرب تقريباً الذين تصورهم هوليوود فى أفلامها أشرار وأن فى هذا ظلما بيناً، والتكرار المتواصل لصور العرب السلبية فى بكرات الأفلام تمثل فى تحديد قاطع صوراً كريهة ومعادية تنتقل من جيل لآخر. كتاب لينا الخطيب يعتبر بشكل ما وثيقة إدانة لممارسات صناع الأفلام الأمريكية فى حق أهل العرب ولكى تتأكد ليس عليك إلا قراءة تحليلها المتقن لمضمون مجموعة ضخمة من هذه الأفلام وحين تفعل ستشعر وكأنك شاهدتها بالفعل.

 ينقسم الكتاب إلى أربعة فصول:

     الفصل الأول: تحت عنوان “تسييس المناظر”، تتناول فيه دور المكان وتفككه، وتستخلص منه مجموعة من التبيانات، من بينها: الأمكنة الذكورية المفتوحة في هوليوود مقابل الأمكنة المؤنثة في الأفلام العربية؛ سينما الحركة الأميركية مقابل الميلودراما المصرية؛ والكادر الأمريكي الواسع والتصوير من الجو، مقابل الكادر المتوسط واستخدام الزووم ونقاط الرؤية في في الأفلام العربية. وتخلص الخطيب في هذا الفصل إلى أن سينما هوليوود تنفي الشخصية العربية المتفردة، بينما تصور الأفلام العربية هذه الشخصية بالتركيز على تفردها وما تحمله من خبرات.

    الفصل الثاني: يحمل عنوان “أدوات جنسانية للقومية”، وفيه تقول بأن الجنسانية (النوع) استخدمت لأضفاء المشروعية على تصرفات الولايات المتحدة وفي نفس الوقت شيطنة وتشويه صورة العرب. ومجدداً نكون أمام تركيز كبير على الأنثى في الأفلام الميلودرامية العربية مقابل تركيز شديد على العرب الذكور في أفلام الحركة الهوليوودية، بما يمثله هذا من مواقف سياسية وثقافية متداخلة. على أن الخطيب تلقي الضوء على نقاط تقارب توجد بينهما، وخاصة في طريقة توظيفهماا لمفهوم الجنسانية لتعضيد الهوية القومية لكل منهما وترسيخ صورة الغرباء كأعداء يشكلون تهديدا على تلك الهوية. ومن خلال الربط بين مجموعتي الأفلام تبين لنا أن كلاً من أفلام هوليوود والأفلام العربية فاعل في إطار منظور استشراقي عام، حيث تصور هوليوود الرجال العرب باعتبارهم “الآخر الضرورة”، بينما ترى الأفلام العربية أن المرأة هي ذلك “الآخر الضرورة”، وكلاهما يقدم هذا “الآخر” باعتباره نقطة جذب لاهتمام شخصيات الفيلم وكذلك المتفرج.

     الفصل الثالث: “صراعات الداخل والخارج”. تقول الخطيب بأن تناول الصراع العربي الإسرائيلي وحرب الخليج في الأفلام قائم على خطاب الاختلاف، ويدعو إلى تعزيز القومية الذاتية. ويتبين لنا أن هذا الفارق هو وجه التشابه بين هذين التوجهين السينمائيين. وفي هذا الفصل تحليل أكثر عمقاً للأفلام مقارنة بسابقيه. 

      الفصل الرابع: “من الآخر الذي في الخارج إلى الآخر الذي بيننا”. تتناول فيه ظاهرة التطرف، وتعرض للأفلام العربية التي تزودنا برؤية مركبة معقدة للتطرف، بينما تركز هوليوود على الإرهاب من دون أن تتعمق في السيكولوجيا الكامنة وراءه، أو أن تعمد إلى تجاهل التفريق والتمييز بين الدين والتطرف الديني.

     الكتاب بالأساس دراسة مقارنة بين السينما العربية وسينما هوليوود، وهو أمر يحققه من جانب متميز غير مطروح من قبل؛ أي أن يكون الثابت هو الشخصية العربية والمتغير هو السينما العربية والسينما الأمريكية وطريقة طرح وعرض كل منهما لها. والكاتبة تحاول تطبيق  أفكار إدوارد سعيد في كتابه “الاستشراق” ومفهوم الآخر بين الشرق والغرب، والتجريب هنا على الفن السينمائي. ويعتبر الكتاب إسهاماً له قيمته في هذا المجال من ناحية تسليط الضوء على هذه الزاوية الجديدة غير المطروقة كثيراً. كما أن دارسي الفن والنقد السينمائي سيجدون قيمة كبيرة في هذا الكتاب وخاصة في طريقة تبني مقاربة نقدية منطلقها هو السينما العربية.

*مدرس فلسفة الجمال- كلية الآداب- جامعة القاهرة.

Visited 35 times, 1 visit(s) today