“تساؤلات وانطباعات حول فيلم “ديكــــــور

صور فيلم “ديكور” للمخرج المصري أحمد عبد الله، حياة مها (حوريه فرغلي) في عالمين مختلفين، بين زوجين أحدهما من صنع خيالها، فهي في عالم شريف (خالد ابو النجا) تعمل مهندسه ديكور، وفي عالم مصطفى (ماجد الكدواني) تعمل مدرسه، تتنقل بين العالمين لسبب ما، وتقرر في النهايه تحديد  مصيرها.

أحلام يقظة أم مرض نفسي؟

لم يُظهر السيناريو مشكله مها فعليا، فأحيانا تظهر انها تعيش أحلام يقظه كما نرى في مشهد يجمعها مع شريف في سيارته عندما يخبرها بأنها طلبت منه في صباح هذا اليوم أن يأتيها بأقراص الفلافل، بينما كانت هي مع مصطفى في هذا التوقيت.. واحيانا تظهر كأنها تعاني من مرض نفسي كما نرى عند  ذهابها الى الطبيب النفسي، والنتيجه ان حديث الطبيب غير مجدٍ في تشخيص حالتها.

من الممكن ان  يكون ذلك متعمدا لاظهار شيء آخر مهم من وجهه نظر الكاتبين، فاهتمامهما منصب على عمل اكثر من نقلة في السيناريو تجعل المتفرج مشدودا ينتظر النهاية التي تكشف السر أو تفسيرا لحالة مها، وكان في مشهد المستشفى الذي اتى بشكل تويست ايضا ولكن بدون اي نتيجه جديده ، ومشهد الفصل عندما رأت مها صوره الممثله مع الطالبه، ماهو سبب اندهاش مها من الصوره لتذهب لترى الخبر المنشور في المجله! لتذهب بعد ذلك لشريف في موقع التصوير ثم تذهب له في المنزل ليأتي مصطفى.. هل هو لخلق مشهد مماثل في منزل مصطفى ليأتي شريف؟ الشخصيه تذهب حسب ما يريد الكاتب ولا يدعها تسير من تلقاء نفسها و قيامه بذلك  لدفع القصه للأمام من خلال احداث المشهدين بشكل غير منطقي.

دافع الشخصيه للانتقال

ما هو سبب انتقال مها  من عالم شريف لعالم مصطفى والعكس في كل مرة؟بمعنى ما السبب النفسي للهروب إلى العالم الثاني؟ فمثلا مشهد زياره مها لقبر والدتها بالصدفه يجعلها تنتقل الى عالم مصطفى لتجد والدتها على قيد الحياة، هنا دافع نفسي للهروب لعالم آخر لتجد والدتها المتوفية على قيد الحياة لكن باقي انتقالات مها ليس لها مبرر قوي.

ولم يكن هناك تمهيد وعمق  للشخصيه لمعرفه اسباب العالم الثاني الذي تعيشه مها سواء في بدايه الفيلم أو من خلاله أو حتى في نهايته!

عالم مصطفى

من المشهد قبل الأخير في المستشفى نصل الى أن مها زوجه شريف، وان مصطفى ليس زوجها وبالتالي لم تنجب منه. اذن لماذا تتخيل مها عالم مصطفى الذي تكرهه ولا تطيق العيش معه؟ في احد المشاهد وهي مع مصطفى في احد المطاعم يخبرها انها تريده ان يصبح مثل شريف من خلال اختيارها لملابسه وطلبها نبيذا له وهو لا يشرب اصلا، فاذا افترض المشاهد انها لا تشعر بالعالمين معا، ينهار هذا الاعتقاد، ففي احد المشاهد وهي تعيش في عالم مصطفى، تخبر زميلتها في المدرسه انها متزوجه من شريف بينما زميلتها تعلم انها متزوجه من مصطفى. وأيضا في مشهد اخر في عالم شريف تخبر مدير التصوير انها تتخيل عالما اخر؟ ولكن أيضا هي لا تشعر بالعالميين معا فهي لا تعرف ماذا تعمل في بدايه عالم مصطفى!

اذا افترضنا انها تهرب الى فكرة الانجاب (لأن شريف لا يريد الانجاب) لكن لم يظهر أي تعاطف بشكل ملحوظ  عن الطبيعي بين مها وبين ابنتها هيا.

واذا افترضنا كما قالت مها انها متأثرة بشخصيه البطله (شهيره) في الفيلم التي تعمل فيه، إلا أننا سنجد أن شخصيه البطله في الفيلم على النقيض من شخصيه مها في عالم مصطفى، ففي اول مشهد تصوير في الفيلم تظهر الممثله كشخصيه قوية وعصبيه وهذا على العكس من شخصيه مها مع مصطفى. وفي احد المشاهد لا تعرف مها ما هي مهنتها فكيف تأثرت مها بتلك الشخصيه المكتوبه التي تعمل مدرسة؟ هل هذا هو تمهيد لذهاب الشخصيه لعالم ثان!؟

اذا افترضنا انها متأثره بأفلام الأبيض والأسود التي تتابعها دوما فالفيلم الذي تعمل به كمهندسه ديكور، ليس ابيض واسود، ومن الواضح من خلال احداث الفيلم انه فيلم ردئ اذا لماذا تأثرت به؟

اذا افترضنا من اسم الفيلم “ديكور” وقيامها بحرق الديكور فيما بعد  وأنه السبب في مشكلتها،  لماذا هو مشكله بالنسبه لها؟

ملاحظات

من المشاهد غير الموفقه فنيا ودراميا مشهد الحادث الذي لم يظهر بالشكل الطبيعي أو المنطقي من حيث الدراما ومن الناحية الفنية، فقد ذهبت مها للمستشفى مثلا، دون أي خدش بعد حادث قطار!

المشهد الأخير في  قاعه السينما وقبله مشهد المستشفى عندما تقول مها انها تريد حياه اخرى، أتى بفكرة ان الحياة ليست ابيض واسود فقط، وان هناك خيارات كثيرة  لتوصيل الفكره المطروحة في نهايه الفيلم وهي أن الاهم هو الاستمتاع بالمشاهدة،  وليس مهما أن يصل المشاهد الى مغزى العمل.

Visited 133 times, 1 visit(s) today