السينما المصرية وعام الثورة: ترتيب أوراق فى انتظار وضوح الرؤية

Print Friendly, PDF & Email

آخر ما كان يتخيله صنّاع وموزعو السينما المصرية أن يكون عام 2011 لحظة فارقة فى تاريخ مصر الطويل لأنه العام الذى شهد لأول مرة فى التاريخ عملية خلع أحد الفراعنة (التافهين) الذى التصق بمقعده لمدة 30 عاماً متصلة.

الحق أن أحداً لم يتوقع أن يراكم تأثير الغضب المجتمعى والتوتر المتصاعد ثورة شاملة، رغم أن أفلاماً سينمائية فى مواسم سابقة تواترت فيها مشاهد الإنفجار المدمر من ثورة الجياع المباشرة فى فيلم خالد يوسف “دكان شحاتة”، الى انفجار المرجل البخارى العملاق فى أحد أهم أفلام موسم 2010، وهو فيلم “بنتين من مصر” تأليف وإخراج محمد أمين.

فاجأت ثورة يناير صالات العرض وصنّاع الأفلام فى بداية الموسم السينمائى الجديد. كانت دور العرض قد استقبلت لتوّها ثلاثة أفلام روائية طويلة فقط أولها فيلم “الشوق” الفائز بجائزتى الهرم الذهبى لأفضل فيلم في مهرجان القاهرة السينمائي، وجائزة أفضل ممثلة لسوسن بدر من نفس المهرجان فى نهاية 2010، وفيلم “فاصل ونعود”، بطولة كريم عبد العزيز وإخراج أحمد نادر جلال، ثم أحد أفضل وأنضج أفلام السينما المستقلة وهو”ميكروفون” الذى كتبه وأخرجه أحمد عبدالله.

ومن المفارقات أنه إذا كان”فاصل ونعود” مجرد فيلم تقليدى مُتقن الصنع يقوم على التشويق والحركة، فإن “الشوق” و”ميكروفون” كانا من الأفلام الفنية التى تحتمل بسهولة ودون جهد تفسيراً سياسياً ، فقد بدا بوضوح أن الشوق فى الفيلم الأول ينسحب الى التوق الى الحرية والخروج من الإنسحاق والمهانة وإهدار الكرامة الإنسانية، وظهر أيضاً بوضوح أن مشكلة الجيل الشاب فى فيلم “ميكروفون” ليست فى أن يغنى فقط ، وإنما أن “يفرض صوته” على تلك الأجيال التى احتكرت الغناء. وكان التفسير السياسى للفيلم أن الجيل الشاب قرر أن يخطف الميكروفون بنفسه، ودون طلب أو رجاء.

مفارقة غير مقصودة

واستمراراً للمفارقة غير المقصودة بالطبع فقد اندلعت الثورة مع بداية العرض التجارى لفيلم جديد خفيف بعنوان “365 يوم سعادة” من بطولة أحد أكثر النجوم ابتعاداً عن السياسة فى أفلامه وهو أحمد عز، ثم تجمّدت الصورة تماماّ حتى سقط مبارك، مات موسم إجازة نصف العام الدراسى الذى جاء فى قلب الثمانية عشر يوماً العاصفة، وبعد فترة سكون عُرض أول أفلام ما بعد الثورة  بعنوان ““euc، الذى صوّر قبل الثورة، والذى يتعرّض رغم ركاكته الفنية ورغم اقتباسه من فيلم أمريكى، لما يقترب من ثورة شبابية لكى يدرس الطلاب ما يريدون هم أن يدرسوه، لا ما يريد الآباء تلقينه لهم.

كان واضحاً أن كل خطط الموزعين والمنتجين(بافتراض وجودها) قد ارتبكت، كانت المشكلة أيضاً فى تأثير الإنفلات الأمنى وسوء إدارة المرحلة الإنتقالية على إقبال الجمهور على السينما، ونتيجة لذلك تخبطت الأفلام ما بين إضافات قسرية للأفلام من أجل “تثوير” أعمال سبق تصويرها (كما حدث مع فيلمى الفاجومى وصرخة نملة)، أو تصوير وعرض أفلام صنعت بعد الثورة مستلهمة بعض موضوعاتها  بتفاوت واضح فى المستوى الفنى (من تك تك بوم الى أمن دولت وصولاً الى الفيلم الوثائقى تحرير 2011)، أو تطعيم بعض الأفلام بإفيهات كوميدية من وحى الثورة (كما فى أفلام مثل سامى أكسيد الكربون وأنا باضيع ياوديع وشارع الهرم)، بل إن الموسم استوعب إخراج كل ما فى العلب لعرضه لجس نبض الجمهور على اختلاف أذواقه، فعّرض فيلم هزيل الإنتاج مثل “فوكك منى” مع فيلم ضخم الإنتاج من إنتاج وزارة الثقافة مثل “المسافر” مع فيلم مستقل مثل “حاوى” من إخراج وكتابة ابراهيم البطوط.

فرفشة وتيارات معادية

ربما كان موسم عيد الفطر هو الذى جعل الموزعين يستقرون على أن سينما الفرفشة مازالت “شغاّلة”  بسبب رغبة الجمهور فى الهروب من أحداث ما بعد الثورة الكئيبة، وكان مؤشر ذلك النجاح التجارى المدوّى للفيلم المتواضع “شارع الهرم” المصنوع على الطريقة السُبكية المعتادة، ثم تأكدت هذه الفكرة مع النجاح الجماهيرى الأكبر لفيلم كوميدى جيد الصنع مع بعض الملاحظات الأساسية على السيناريو وهو فيلم “إكس لارج”.

لو ابتعدنا فى لقطة بعيدة لمشهد الموسم سنقول إن هناك فيما يبدو محاولة لترتيب الأوراق، ولاكتشاف ذوق وميول جمهور مابعد الثورة، بل وانتظار وترقب ما ستسفر عنه الإنتخابات البرلمانية بصعود تيارات كانت دوماً موضع سخرية الأفلام، وكانت هذه التيارات ومازالت تنظر نظرة تحريمية لفن السينما.

أما لو لجأنا الى النظرة القريبة جداً، فسنحاول معاً أن نرى الصورة بشكل أعمق مستخدمين منهجاً مزدوجاً لا يغفل التحليل الرقمى ولا التحليل الكيفى معاً.

منهج الأرقام

عدد الأفلام  المصرية الطويلة التى عُرضت فى موسم 2011 السينمائى حتى لحظة كتابة هذا التقرير 27 فيلماً، وهى تقلّ بمعدل فيلمين فقط عما عُرض فى موسم 2010 الذى استقبل 29 فيلماً طويلاً بدأت بفيلم “كلمنى شكرا” وانتهت بفيلم”الوتر”.

أفلام موسم 2011 هى: (1) الشوق (2) فاصل ونعود (3) 365 يوم سعادة (4)ميكروفون (5) euc(6) سفارى (7) الفاجومى (8) صرخة نملة (9)سامى أكسيد الكربون (10) حاوى (11)الفيل فى المنديل .. سعيد حركات (12) المركب (13)إذاعة حب (14) فوكك منى (15) تك تك بوم (16) شارع الهرم (17) أنا باضيع ياوديع (18) بيبو وبشير (19) يا أنا يا هوّة (19) المسافر (20) كفّ القمر (21) سيما على بابا (23) إكس لارج (24) أمن دولت (25) أسماء (26) تحرير 2011 .. الطيب والشرس والسياسى (27) “وهلّأ لوين” .. وهو إنتاج فرنسى لبنانى مصرى مشترك.

من أبرز ملامح هذه الخريطة أنها تجمع كما قلنا بين كل الأنواع فى سلة واحدة وكأنها بالونات اختبار لذوق الجمهور بعد الثورة، وكأنها أيضاً إنعكاس لتخبّط مرحلة ما بعد الإطاحة بمبارك، ومن الملامح اللافتة أيضاً عرض فيلم مصرى وثائقى طويل لأول مرة فى عرض تجارى، وهو فيلم “تحرير 2011” الذى عرض فى فينسيا وفى مهرجانات أخرى مُحققاً بعض الجوائز، والكثير من التقدير الجماهيرى المستحق.

لقطة من فيلم “ميكروفون”

يلفت النظر أيضاً أن الفيلم الكوميدى مازال حاضراً بجوار الأنواع الأخرى بعد أن ظل لسنوات محتكراً لمعظم أفلام الموسم، غاب محمد هنيدى وعادل إمام المشغول بمسلسل فرقة ناجى عطا الله، ولكن حضر محمد سعد (تك تك بوم)، وهانى رمزى (سامى أكسيد الكربون)، وأحمد حلمى (إكس لارج)، وطلعت زكريا (الفيل فى المنديل)، وأحمد مكى (سيما على بابا)، وحتى المغنى حمادة هلال قدم فيلما كوميدياً (أمن دولت).

من المؤشرات الإيجابية بالنسبة للفيلم الكوميدى تقديم ثلاثة أفلام جيدة تندرج تحت النوع المنقرض وهو “الكوميديا الرومانسية” التى تعتمد على السيناريو المتماسك ولأبطال لا يُصنّفون عادة كنجوم للكوميديا، أتحدث تحديداً عن ثلاثة أفلام هى:”365 يوم سعادة” من تأليف يوسف معاطى، و”إذاعة حب” من تأليف محمد ناير، و”بيبو وبشير” من تأليف كريم فهمى وهشام ماجد.

تشير الخريطة كذلك الى استمرار السينما المصرية فى تفريخ أسماء جديدة فى كل عناصر الفيلم السينمائى تقريباً، وهو أمر رائع ومدهش.

لدينا ستة مخرجين قدموا أنفسهم لأول مرة كمخرجين لأفلام طويلة هم:

(1)المخرج اللبنانى سعيد الماروق “365 يوم سعادة” (2)محمد شورى “شارع الهرم” (3) مريم أبو عوف “بيبو وبشير” (4) تامر بسيونى “يا أنا ياهوّه” (5)أحمد ماهر “المسافر” (6) آيتن أمين المشاركة فى إخراج الفيلم التسجيلى 2011 .

لدينا أيضاً قائمة من الأسماء الجديدة فى عالم الكتابة للسينما بصرف النظر عن تفاوت المستوى والقدرات مثل سيد رجب (قصة وسيناريو وحوار فيلم الشوق)، وهيثم الدهان وأحمد الدهان (فيلم المركب)، وكريم فهمى (اشترك فى كتابة فيلم بيبو وبشير)، وأحمد حجازى (مؤلف فيلم يا أنا يا هوّة)، وأحمد ماهر

شهد الموسم أيضاً قيام بعض الممثلين بكتابة أفلامهم، وتسجيل ذلك فى العناوين بعد أن كانوا يكتفون بالتدخل فى السيناريو فى الكواليس. لدينا هنا تجربتان فى منتهى الركاكة حيث كتب طلعت زكريا فيلم “الفيل فى المنديل”، وكتب محمد سعد قصة وسيناريو وحوار فيلم “تك تك بوم” عن فكرة لإسعاد يونس، وكان سعد قد اكتفى من قبل بكتابة قصة فيلم سابق بعنوان “اللمبى 8 جيجا”.

اتسعت ساحة الكتاب لمعظم الأجيال من يوسف معاطى (365 يوم حب) وخالد يوسف وناصر عبد الرحمن (كف القمر) الى ابراهيم البطوط وأحمد عبد الله وعمرو سلامة (حاوى وميكروفون وأسماء على التوالى)، ومن الثنائى أحمد فهمى وهشام ماجد (فاصل ونعود) الى الثلاثى سامح سر الختم ومحمد نبوى وعلاء حسن (سامى أكسيد الكربون)، ومن عصام الشماع (الفاجومى) الى عمرجمال  مؤلف فيلم أوقات فراغ (euc).

فى التمثيل أيضاً شاهدنا تنوعاً كبيراً من مختلف الأجيال، فمن عمر الشريف فى “المسافر” الى حمدى أحمد ومحمد أبو الحسن فى “صرخة نملة”، ومن ابراهيم نصر فى “إكس لارج” الى أحمد بدير فى فيلمى “سفارى” و”شارع الهرم”، ومن رغدة فى فيلم “المركب” بعد طول غياب الى يوسف شعبان فى فيلم “الفيل فى المنديل”، وصفية العمرى فى فيلم “بيبو وبشير”، بل إننا رأينا الممثل التليفزيونى إيهاب فهمى فى فيلم “سفارى”.

وفى حين أُسندت أول بطولة لشريف سلامة فى فيلم “إذاعة حب” أمام منّة شلبى، أسندت ثانى بطولة لنضال الشافعى فى فيلم “يا أنا ياهوّة” بعد بطولته الأولى فى فيلم “الطريق الدائرى”، كما عاد هيثم زكى للمشاركة فى البطولة فى فيلم “كفّ القمر”، وأسندت بطولة جديدة لعمرو عبد الجليل فى “صرخة نملة” بعد فيلم “كلمنى شكرا”، واستمرت بطولات آسر ياسين وكان أيضاً هذه المرة فى دور مختلف ومميز (بيبو وبشير).

وجوه جديدة

أما الوجوه السينمائية الجديدة فهى كثيرة فمن أحمد مجدى ومحمد صالح وياسين قبطان فى فيلم ميكروفون الى حنان يوسف ومحمد السيد فى فيلم حاوى، ومن أيمن قنديل وأمجد عابد فى فيلم أنا باضيع يا وديع الى ملك قورة فى فيلم “euc“، ومن الأردنى ياسر المصرى فى فيلم كفّ القمر الى رامز أمير فى فيلمى المركب وسافارى، ومن الكوميديان أحمد سعد فى فيلم المركب الى الكوميديان الظريف محمد ممدوح فى فيلم بيبو وبشير، ومن أطفال فيلم أمن دولت الى الطفلة جنا فى فيلم ثانى أكسيد الكربون، ولاننسى ميرهان شقيقة روبى التى اشتركت معها فى فيلم الشوق.

لقطة من فيلم “شارع الهرم”

أحد ملامح الموسم السينمائى أيضاً تصنيف عدّة أفلام على انها أفلام سياسية صريحة مثل “الفاجومى” الذى يروى محطات فى حياة أشهر شعراء السياسة، و”صرخة نملة” الذى يرصد انهيار الأوضاع فى نهاية عصر المخلوع، و”تحرير 2011″ الذى يسجل من خلال ثلاث وجهات للنظر قصة الثورة المصرية.

يُضاف الى ذلك وجود أبعاد سياسية غير مباشرة فى أفلام مثل كفّ القمر والشوق وميكروفون، وأعتقد أن فيلم مثل ميكروفون أكثر تعبيراً عن فكرة الثورة مثلاً من فيلم مترهّل ومدرسى مثل الفاجومى أو فيلم مشوّش مثل صرخة نملة أضيفت إلى نهايته قسراً مشاهد الثورة مع أن الفيلم يقول بمنتهى الوضوح أن الشعب قد مات بالفعل.

من ملامح الإنتاج فى موسم 2011 هذا التنوع الغريب بين أفلام مستقلة مثل حاوى وميكروفون وفيلم بأكمله من تمويل وزارة الثقافة بعد طول انقطاع عن طريق صندوق التنمية الثقافية هو المسافر، ورغم استمرار أفلام السبكية من خلال أعمال مثل سعيد حركات وفوكك منى وشارع الهرم، إلا أن الموسم شهد أسماءً لمنتجين جدد مثل حسين ماهر منتج الفاجومى، كما واصل محمد حفظى نشاطه الإنتاجى فى أفلام ثلاثة شديدة التميّز هى ميكروفون (بالمشاركة مع خالد ابو النجا)، وأسماء (منتج منفذ)، وتحرير2011 (إنتاج).

حتى بُشرى الممثلة المعروفة قرأنا اسمها كمنتج منفذ على عدة أفلام مثل eucوسامى أكسيد الكربون وبيبو بشير وأمن دولت!

 قائمة الأفضل

شاهدتُ بعون الله كل أفلام الموسم السينمائى سالفة الذكر باستثناء فيلم “فوكّك منى” عملاً بنصحية عنوان الفيلم نفسه الذى يدعوك بالعامية المصرية الشبابية أن تتجاهله، ولا أظننى خسرت شيئاً من عدم مشاهدته، وقد لجأت الى تصفية لاختيار أفضل الأفلام بناء على معيار واحد هو مدى تكامل العناصر الفنية، واخترتُ قائمة قصيرة أراها “الأقرب نسبياً” لتحقيق هذا الشرط أذكر أفلامها “بترتيب العرض” وليس الأفضلية على النحو التالى:

(1)الشوق.. وهوالفيلم المختار لتمثيل مصر فى مسابقة الآوسكارالقادمة (2) ميكروفون (3) حاوى (4) المسافر (5) كف القمر (6) أسماء (7) تحرير2011.

وقد أعددتُ قائمة كاملة لاختيار الأفضل فى فروع الفيلم السينمائى على النحو التالى:

  • أفضل فيلم: أسماء .. لتكامل عناصره الفنية فى تقديم قصة إنسانية مؤثرة تنتقل ببراعة من الخاص الى العام وتمترج بها رائحة الخصوصية المصرية مع النظرة الإنسانية التى تخاطب المشاهد فى كل مكان.
  • أفضل سيناريو: عمرو سلامة عن فيلم أسماء، لنجاحه فى صياغة شخصيات حية نابضة، ولتقديمه نموذجاً نسائياً فريداً، ولنجاحه فى التأثير بفكرته الناضجة التى تحارب الخوف مثلما تحارب الإيدز، والتى تعرض أمراض المجتمع مثلما تنقل مرض الفرد.
  • أفضل إخراج: أحمد عبد الله عن فيلم ميكروفون، لنجاحه فى تقديم معادل بصرى شديد الحيوية والجاذبية لعالم الفرق الموسيقة المستقلة بالإسكندرية، مع تقديم صورة مختلفة تماما للعاصمة الثانية كعاصمة للفن والحرية بل والثورة، ولنجاحه فى تقديم تجربة فنية قوية وناضجة بأقل الإمكانيات المتاحة.
  • أفضل إخراج (عمل أول): أحمد ماهر عن فيلم المسافر. هذا مخرج جيد وواعد بشرط أن يبتعد عن كتابة السيناريو. مشكلة المسافر أن صورته وعناصره الفنية أفضل بمراحل من فكرته والسيناريو المشوش الذى كتبه أيضا أحمد ماهر. لدى هذا المخرج ثقافة بصرية واضحة وأشياء هامة يريد أن يقولها عن بلده والإنسانية، ولذلك أراه جديراً بالتشجيع رغم ملاحظاتنا عن فيلمه الأول.
  • أفضل ممثل :مناصفة بين القدير عمر الشريف عن فيلم المسافر، والرائع ماجد الكدوانى عن فيلم أسماء. الإثنان نجحا بمنتهى البراعة وفى مشاهد محدودة فى التعبير عن مشاعر وصراعات شخصيتين مختلفتين عن المألوف. صعوبة دور عمر الشريف فى تعبيره عن شخصية تعانى من تناقضات متراكمة وتحاول مع ذلك أن تولد من جديد، وصعوبة دور الكدوانى فى أنها رمادية تماماً، لاتكره الناس ولاترفض مساعدتهم ولكنها تريد أيضاً أن تستفيد منهم.

لابد من التنويه بأدوار أولى مميزة جداً مثل دور خالد صالح فى فيلم كفّ القمر ودورخالد الصاوى فى الفاجومى ودور أحمد حلمى فى إكس لارج.

  • أفضل ممثل مساعد: سيد رجب عن دورىّ الأب فى فيلمي الشوق وأسماء. كشف الفيلمان عن موهبة ممثل كبير حقاً كان يقدم مشاهد سريعة عابرة فى أفلام سابقة. أدى سيد رجب الدورين بطريقة مؤثرة معبراً عن شخصيات مسحوقة تذكّرك بأبطال تشيكوف.

وادوار مساعدة كثيرة جيدة مثل دور ابراهيم نصر المميز فى إكس لارج ودور تنويه بأد هانى عادل فى أسماء ودور محمد لطفى فى فاصل ونعود ودورا صبرى فواز وهيثم أحمد زكى فى فيلم كفّ القمر.

  • أفضل ممثلة أولى: مناصفة بين سوسن بدر فى فيلم الشوق وهند صبرى فى فيلم أسماء، الإثنتان قدمتا أفضل أدوارهما حتى الآن، والإثنتان نجحتا ببراعة فى تقديم شخصيتين نسائيتين نادرتين فى رسم ملامحهما بهذه الدرجة من الحيوية والتأثير.والإثنتان بذلتا جهداً واضحاً فى استخدام أدوات الممثلة ولولاهما لانهار الفيلمان لأن الشخصيتين هما عصب الدراما ومحورها.

* تنويه خاص بأدوار أخرى مميزة مثل دور غادة عبد الرازق فى كفّ القمر، وجيهان فاضل فى فيلم الفاجومى، وسيرين عبد النور فى المسافر ، وروبى فى الشوق.

  • أفضل ممثلة مساعدة: منحة زيتون عن دور الصديقة الفقيرة البدينة التى تمتلك تاريخاً مأساوياً فى فيلم الشوق. شخصية مفعمة بالإنسانية والبساطة لعبتها هذه الممثلة المجتهدة ببراعة واقتدار.

* تنويه خاص بدور جُمانة مراد فى فيلم كف القمر.

  • أفضل وجه جديد (رجال) : الممثل الأردنى ياسر المصرى عن دور ضاحى فى فيلم كفّ القمر. ممثل راسخ تشرّب بسلاسة الشخصية الصعيدية ولاشك أنه أحد أجمل اكتشافات الفيلم.

تنويه خاص بالإمكانيات الكوميدية لدى الممثل أيمن قنديل الذى لعب دور المنتج الإنتهازى السوقى تهامى فى فيلم أنا باضيع ياوديع.

* أفضل وجه جديد (نساء): ميرهان عن فيلم الشوق. وجه مصرى معبّر يستحق فرصا أخرى خاصة أنها يمكن أن تؤدى أدوار مرحلة عمرية صغيرة ونادرة فى السينما المصرية.

  • أفضل تصوير: نستور كالفور عن فيلم الشوق، لنجاحه فى تحقيق صورة ملائمة تشعرك بالوحشة وتؤطر الشخصيات باللون الاسود بحيث تقع خارج النور، بالإضافة الى نجاحه فى نقل شخصية المكان ورائحته سواء فى المشاهد الداخلية أو الخارجية.

* تنويه خاص بصورة مميزة جداً لدى رمسيس مرزوق فى كفّ القمر وتجربة طارق حفنى فى تصوير فيلم ميكروفون بكاميرا بدائية وبجودة مدهشة وصورة ماركو انوراتو فى المسافر وأحمد جبر فى أسماء ووائل درويش فى 365 يوم سعادة، ولكن نستور كالفور كان الأكثر تميزاً وإبداعاً.

  • أفضل ديكور: بدون منازع القدير أنسى أبو سيف عن ديكور فيلم المسافر وخاصة بناء السفينة العملاقة التى ستظل طويلاً فى الذاكرة رغم مشاهدها القليلة.

تنويه خاص بديكورات على حسام على المُدهشة لفيلم سيما على بابا، فرغم محدودية الإمكانيات إلا أنه قدّم ديكورات مقنعة لعالم خيالى سواء فى الفضاء أو على الأرض.

  • أفضل مونتاج: مناصفة بين هشام صقر عن فيلم ميكروفون ، وعمرو صلاح عن فيلم أسماء، لنجاحهما فى ضبط السرد والإيقاع رغم تعدد الخيوط والمستويات والأزمنة.

تنويه خاص ببراعة مونتاج الجزء الأول من فيلم تحرير2011 الذى أخرجه تامر عزت وعنوانه “الطيب”.

  • أفضل موسيقى تصويرية: هشام جبر عن فيلم الشوق، لنجاح موسيقاه فى التعبير عن المأساة والإنسحاق مع الشوق للحرية.

تنويه بالموسيقى التصويرية لفيلم كفّ القمر التى وضعها الثنائى أحمد سعد وخالد نبيل.

  • أفضل ملابس: مناصفة بين دينا نديم عن المسافر، وبسمة الغامرى عن سيما على بابا.

* تنويه خاص بجهد ولمسات: منية فتح الباب فى كف القمر وداليا يوسف فى يا أنا ياهوة ومى جلال فى إكس لارج ومايا حداد فى 365 يوم سعادة ورؤى مجدى فى سفارى.

  • أفضل فيلم كوميدى: بيبو وبشير، لتقديمه كوميديا رومانسية متماسكة وجيدة لاتعتمد على النجوم ولكن على قوة المواقف وجودة السيناريو.
  • أفضل ممثل كوميدى: أحمد حلمى عن دوره فى فيلم إكس لارج لنجاحه فى أداء دور صعب لايستخدم فيه وجهه ولاجسده الأصلى ، ومع ذلك نجح فى التواصل مع المتفرج وإضحاكه.
  • أفضل أغنية: جميع أغنيات فيلم كفّ القمر المؤثرة التى كتبها فؤاد حداد وجمال بخيت وغناها أحمد اسماعيل وأحمد سعد وكارمن.
  • أفضل أفيش: فيلم ميكروفون، الذى يجسد ميكروفونا ممتد الجذور داخل باطن الأرض ، وكأنه يرفض مغادرتها، وسط مساحة واسعة من النجيل الأخضر. جيل جديد يفرض صوته برسوخ التحدى. هذا هو الفيلم.

تنويه خاص بتميز أفيشات تحرير2011 وإكس لارج وحاوى.

  • أفضل تريلر:مناصفة بين تريلر فيلم ميكروفون وتريلر فيلم أسماء.

تنويه خاص بتريلر فيلم حاوى.

  • أفضل أخبار عام 2011 : الإصرار على استمرار مهرجان الفيلم الأوربى فى دورته الرابعة رغم ظروف مابعد الثورة. المهرجان أحد أفضل الأنشطة السينمائية السنوية خاصة من حيث مستوى الأفلام المعروضة.
  • أسوأ الأخبار السينمائية : إلغاء مهرجان القاهرة السينمائى، وتغييب الموت لعدد من أشهر نجوم السينما المصرية فى عصرها الذهبى مثل هند رستم وكمال الشناوى وعمر الحريرى.

كل عام والسينما المصرية وجمهورها فى مصر والعالم العربى بألف خير.

Visited 72 times, 1 visit(s) today