أفلام العالم في مسابقات مهرجان لندن السينمائي

Print Friendly, PDF & Email

ينظم مهرجان لندن السينمائي في دورته الـ 59 (7- 18 أكتوبر) أربع مسابقات هي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ومسابقة الأفلام الأولى للمخرجين الجدد، ومسابقة الافلام التسجيلية الطويلة، ومسابقة الأفلام القصيرة.

وقد شكلت لجان تحكيم للمسابقات الثلاث، ولا يشترط المهرجان ألا تكون الأفلام المتسابقة قد شاركت في مسابقات مهرجانات أخرى، لأن مهرجان لندن السينمائي ليس من ضمن المهرجانات التي تخضع للائحة الاتحاد الدولي للمنتجين (الفياف). وبالتالي سنجد أن هناك افلاما سبقت مشاركتها في مهرجانات كان وفينيسيا وبرلين.

مسابقة الأفلام الروائية الطويلة تشمل 13 فيلما هي “11 دقيقة” للمخرج البولندي يرجي سكوليموفسكي، و”وحوش بلا أمة” للمخرج الأمريكي كاري فوكوناجا، و”مقبرة الروعة” Cemetery of Splendour للمخرج التايلاندي أبيشاتبونغ ويراسيثانكول، و”شيفالييه” Chevalier للمخرجة اليونانية أثينا راشيل تسانغاري، و”الإبنة” للمخرج الاسترالي سيمون ستون، و”ديسيرتو” Desierto للمخرج المكسيكي جوناس كوارون، و”المكتب” Office للمخرج جوني تو من هونج كونج، و”غرفة” Room للمخرج الأيرلندي ليني ابراهامسون والفيلم من الانتاج المشترك بين كندا وايرلندا،  و”إبن شاؤول” للمخرج المجري لازلو نيمتش، و”أغنية الغروب” Sunset Song للمخرج البريطاني تيرنس دافيز، و”تانغرين” للمخرج الأمريكي شون بيكر، و”فيلم كتير كبير” للمخرج اللبناني مير- جون بوشعيا. وليس مفهوما كيف يشارك الفيلم اللبناني، وهو أول أفلام مخرجه، في المسابقة الرئيسية للأفلام الروائية الطويلة في حين أنه كان ينبغي أن يشارك في مسابقة الأعمال الأولى. وكذلك الأمر بالنسبة للفيلم المجري “إبن شاؤول” الحاصل على الجائزة الكبرى للجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي، فهو أيضا أول أفلام مخرجه، وكان ينبغي استبعاده اصلا من المسابقة بعد تتويجه بهذا الفوز الكبير في “كان”. ولاشك أن في مشاركة الفيلمين إخلال واضح بقواعد المسابقات من وجه نظر كاتب المقال!!

أما مسابقة الأفلام الروائية الطويلة الأولى لمخرجيها فتشمل 12 فيلما هي “3000 ليلة” للمخرجة الفلسطينية مي مصري (من الانتاج المشترك بين فلسطين ولبنان والامارات وقطر والأردن وفرنسا)، وفيلم “بانغ غانغ- قصة حب حديثة” للمخرجة الفرنسية إيفا هوسون، و”هنا.. وبعد” The Here After للمخرج السويدي ماغنوس فون هورن، و”كريشا” للمخرج الأمريكي تري ادوارد شولتس، و”الجدي” Lamb للمخرج الاثيوبي ياريد زيليكي، و”سنوات مضيئة” للمخرجة البريطانية استر ماي كمبل، و”مقاوم” Partisan للمخرج الاسترالي أرييل كليمان، و”باولا” للمخرج الأرجنتيني ايوجينيو كانافاري، و”تانا” Tanna لأربعة من المخرجين من استراليا وفنزويلا، و”الانتظار” للمخرج الايطالي بييرو ماسينا، و”دمية العرس” The Wedding Doll للمخرج الاسرائيلي نيتزان جيلادي، و”الساحرة” The Witch للمخرج الأمريكي روبرت إيغرز.

وتشمل مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة 12 فيلما هي “الانتماء” للمخرج جو بيدرو بلاسيدو من البرتغال، و”أصوات ممنوعة” للمخرجة الإسرائيلية مور لوشي، و”الخوف من رقم 13″ للمخرج البريطاني ديفيد سنغتون، و”صورة بصورة” للمخرجة الكسندريا بومباش ومو سكاربيللي من أفغانستان، و”فرانكوفونيا” للمخرج الروسي الكسندر سوكوروف، و”في مرتفعات جاكسون” للمخرج الأمريكي فردريك وايزمان، و”جيا تشانغي: شاب من فينيانغ” للمخرج الأمريكي وولتر سالس، و”مستر غاغا” للمخرج الاسرائيلي تومر هيمان، و”زرار اللؤلؤة” The Pearl Button للمخرج التشيلي باتريشيو غوزمان، و”منزل عمومي” Public House للمخرجة البريطانية ساره تيرنر، و”شيربا” Sherpa للمخرجة النيوزيلاندية جنيفر بيدوم، و”شيء أحسن سيأتي” للمخرجة البولندية حنا بولاك (من الانتاج المشترك البولندي- الدنماركي).

وتشمل مسابقة الأفلام القصيرة 12 فيلما.

والملاحظ أن المهرجان يتبع النهج العلمي الواضح الذي يحترم أجناس الأفلام فلا يخلط بينها في مسابقة واحدة، فالفيلم التسجيلي له مسابقته كذلك الفيلم الروائي، ولا توجد افلام تحريك في المسابقات الثلاث. كما يلاحظ غياب مسابقة نجم المستقبل التي اعتاد المهرجان اقامتها بين الأفلام البريطانية المشاركة في المهرجان لمنح جائزة لأحسن موهبة سينمائية في التمثيل من بريطانيا تحديدا. ويمنح المهرجان جائزة واحدة لأحسن فيلم في كل قسم من قبل لجنة تحكيم دولية.

وقد حرصت مديرة المهرجان كلير ستيوارت على تحقيق نوع من التوازن والتنويع بين أفلام المهرجان، ما بين الروائي والتسجيلي، الطويل والقصير والتجريبي والكلاسيكي، كما حرصت على تحقيق التوازن بين أفلام المخرجات إلى جانب أفلام المخرجين، مع تنويع الدول والتجارب والخلفيات الثقافية.

أصوات ممنوعة

من أهم الأفلام التسجيلية الطويلة الفيلم الإسرائيلي “أصوات ممنوعة” Censored Voices الذي يعتمد على تسجيلاتمع عدد من الجنود الإسرائيليين الذين شاركوا في حرب يونيو 1967 بين العرب وإسرائيل، كان المؤرخ الإسرائيلي أبراهام شابيرا، والكاتب عموس عوز، قد سجلاها في عدد من الكيبوتزات الإسرائيلية بعد انتهاء الحرب بأيام قليلة لمعرفة رد فعل الجنود على ذلك النصر الكبير الذي تحقق على الجيوش العربية الثلاثة في مصر وسوريا والأردن، وكيف استقبل الجنود “صدمة” النصر، وكيف ينظرون إلى مشاركتهم في الحرب، وبوجه خاص، ما اكتنفها من أعمال قتل جماعي بلغت ضراوتها في سيناء، حيث قتل عدد كبير من الجنود المصريين ووقع عدد آخر في الأسر.

لقطة من الفيلم الإسرائيلي “أصوات ممنوعة”

ويبتعد الفيلم تماما عن الصورة الشائعة في الوثائقيات الإسرائيلية التي تركز عادة على البطولة والنصر والشجاعة، والقدرات الخاصة على الاقتحام والمناورة وتبرير الحرب، ويركز على ما أحدثته الحرب من صدمة نفسية شديدة للجنود الذين شاركوا فيها وكانوا شبابا يافعين وقتها.

وتسعى المخرجة لاكتشاف كم كانت الحرب – رغم كل مبرراتها من الطرف الاسرائيلي- أمرا بشعا، فهي لم تتسبب فقط في تدمير جيوش “العدو” بل وفي تدمير الروح المعنوية لكثير من الجنود الذين لم يتوانوا عن الحديث عما شاركوا فيه من فظائع بعد أيام قليلة من انتهاء الحرب، وفي الوقت الذي كان الشارع الإسرائيلي يحتفل بالنصر الكبير ويعتبر هؤلاء الجنود “أبطالا قوميين”.

ويحتوي الفيلم على عدد كبير من الوثائق المصورة التي حصلت عليها المخرجة من بريطانيا والولايات المتحدة وأرشيف الجيش الإسرائيلي أيضا، تصاحب التسجيلات الصوتية وتوازيها، ومنها لقطات كثيرة بالأبيض والأسود لم يسبق أن عرضت في إسرائيل نفسها من قبل”. وتتضمن مشاهد لحملة سيناء واقتحام القدس وغزة، وتجميع الفلسطينيين في مجموعات، وإطلاق الرصاص على الرجال وقتل الأسرى المصريين، وتحول الجنود من دورهم الذي لقنوا إياه إلى قوة احتلال تمارس القهر والقمع والقتل يوميا، وما نتج من تأثير نفسي عليهم، وشعور بنوع من المرارة والرفض والتمرد الذي ربما ظل مكتوما حتى اليوم.

Visited 53 times, 1 visit(s) today