أزمة فيلم “آخر أيام المدينة” مع مهرجان القاهرة السينمائي
القاهرة- “عين على السينما”
أصدر صناع فيلم “آخر أيام المدينة” بيانا، تنديدا بتراجع مهرجان القاهرة السينمائي عن اختيار الفيلم للمشاركة في المسابقة الدولية للمهرجان، على الرغم من تلقي صناع الفيلم عروضا للمشاركة في الغالبية العظمى من المهرجانات السينمائية في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وأضاف البيان أن إدارة المهرجان، أرسلت في 13 أكتوبر الجاري، خطابًا تعتذر فيه عن مشاركة الفيلم في المهرجان بعد قبوله، بحجة مشاركة الفيلم في عدد كبير من المهرجانات الدولية قبل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، رغم أن الاتفاق الأساسي مع مهرجان القاهرة يقضي بأن يكون عرض الفيلم في مسابقته الدولية هو العرض الأول له في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فقط، ولم يكن يشترط بأي شكل من الأشكال عدم عرضه أو مشاركته في أي مهرجانات أخرى ما دامت خارج هذا النطاق الجغرافي، والمهرجان كان على علم أن الفيلم عُرِض وسيعرض في مهرجانات دولية أخرى قبله.
وأصرت إدارة المهرجان على أن ىالفيلم عرض قبل ذلك في عدد من المهرجانات الأخرى العالمية، مؤكدة أن هذه العروض ستفسر بأن قيمة مهرجان القاهرة الدولي أقل من نظيراتها، بخلاف الحقيقة كما أضاف البيان
.
وأوضح البيان أن الفيلم شارك في مهراجانت أخرى ولكن خارج حدود النطق الجغرافي لمهرجان القاهرة السينمائي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى أنها عروضا تم الاتفاق عليها قبل اتفاق مع مهرجان القاهرة
.
واعتبر صناع الفيلم أن تلك العروض التي تلقاها الفيلم من المهرجانات الأخرى الدولية والعرض فيها، هي التي أهلته للمشاركة في مسابقة مهرجان القاهرة، وأضافو “من الغريب اعتباره تقليلًا من قيمة المهرجان. وكما تطالبنا إدارة المهرجان أن نحترم اتفاقنا معها، عليها أن تتفهم أن علينا أن نحترم اتفاقاتنا مع الآخرين، خاصة أنها لا تتعارض مع اتفاقنا مع المهرجان”.
وتوصل صناع الفيلم إلى اتفاق وسط مع إدارة المهرجان، بأن يتوقف صناع الفيلم عن قبول أي دعوات جديدة لعرض الفيلم أو مشاركته في أي مهرجانات أخرى قبل مهرجان القاهرة، مع التزامهم بالعروض والمشاركات الدولية التي تم الاتفاق عليها بالفعل قبل الاتفاق مع مهرجان القاهرة، وأضافوا “التزمنا من جانبنا بهذا الحل الوسط على الرغم من عدم اقتناعنا به لأننا أردنا أن ننهي الجدل وأن نستكمل مسيرة الإعداد لإطلاق الفيلم في المهرجان”.
ثم فوجئوا بحسب البيان، وبدون أي إنذار من إدارة المهرجان، بخطاب الاعتذار الذي تمت الإشارة إليه، وحاولوا تذكيرهم بالاتفاق المبرم _الحل الوس_ لكن فشلت تلك المحاولات.
وحرم الفيلم من فرصة العرض والمشاركة هذا العام في أي مهرجانات سينمائية في هذه المنطقة من العالم رغم كونه ينتمي إليها في الأساس، بعد أن نال تقديراً كبيرًا على المستوى الدولي واحتفت به كبرى الأوساط النقدية في مصر والعالم، وبعد أن حصد العديد من الجوائز الدولية. بحسب نص البيان.
واختتم البيان الصادر عن صناع الفيلم بأنه ليس أمامهم إلا مواصلة عرض الفيلم مؤمنين بحق الجمهور في مشاهدته، ومضيفيين “لن نشعر بالقيمة الحقيقية لفيلمنا مهما حقق من نجاح في الخارج إلا حين يُعرَض في بلده ولأهله وجمهوره من المصريين”.
وعادت إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، فأصدرت الخميس، بيانًا للرد على البيان الصادر من فريق فيلم “آخر أيام المدينة”، بشأن خروج الفيلم من برنامج الدورة الثامنة والثلاثين من المهرجان، حيث تضمن البيان بعض المغالطات التى كان من الضرورى أن تقوم إدارة المهرجان بالرد عليها.
وجاء في البيان: “مهرجان القاهرة السينمائى الدولى ليس مهرجاناً إقليمياً، ولا ترتبط عروضه بشرط العرض الأول فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بل تخضع الاختيارات لمعايير يحددها ويشرف عليها الاتحاد الدولى للمنتجين “FIAPF”، والذى يضع المهرجان ضمن 14 مهرجاناً فقط حول العالم ضمن الفئةA للمهرجانات الدولية”.
وأضاف: “شاهد يوسف شريف رزق الله، المدير الفنى للمهرجان، فيلم “آخر أيام المدينة” خلال عرضه مطلع العام ضمن قسم المنتدى بمهرجان برلين السينمائى الدولى، وتابع رحلته الناجحة فى أكثر من مهرجان، وحيث إن الفيلم قد شارك فى عدد كبير من المهرجانات منذ عرضه الأول، فقد رأى المدير الفنى مشاركة الفيلم ضمن برنامج “آفاق السينما العربية”، الذى يضم مجموعة من أفضل إنتاجات السينما العربية الحديثة، واقترح ذلك على مخرج الفيلم تامر السعيد إلا أن المخرج رفض هذا الاقتراح، واشترط أن تكون مشاركته ضمن المسابقة الدولية للمهرجان”.
وتابع: “تمت الموافقة على هذا الشرط نظرًا للإعجاب بمستوى الفيلم والرغبة فى دعم هذا النوع من التجارب المعاصرة والمغايرة فى السينما المصرية، فقط طلب المدير الفنى من المخرج أن يتوقف عن إرسال الفيلم للمهرجانات الأخرى لحين عرضه فى مهرجان القاهرة، وذلك احترامًا لحجم وقيمة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، وكان رد المخرج تامر السعيد هو الموافقة، مع توضيح أنه كان قد اتفق بالفعل على المشاركة فى عدد محدود من المهرجانات “ثلاثة أو أربعة كما ذكر” إلا أنه وبعد هذا الاتفاق فوجئ المهرجان بمشاركة الفيلم فى قرابة العشر مهرجانات، جميعها يسبق تاريخه موعد مهرجان القاهرة السينمائى الدولي، ومنها ما يقل كثيراً فى التاريخ والقيمة، وكأن فريق الفيلم يضع مهرجان القاهرة فى ذيل قائمة اهتمامه”.
واستطرد البيان: “من هنا لم يكن أمام إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى إلا أن أرسلت لمخرج الفيلم اعتذارًا عن المشاركة ضمن المسابقة الدولية للدورة الثامنة والثلاثين وذلك بتاريخ 13 أكتوبر الجاري، هذا مجرد توضيح لحقيقة ما حدث، ولا علاقة له إطلاقاً بالإعجاب بالفيلم، والتمنيات الخالصة لمخرجه وفريق عمله بمواصلة النجاح والتوفيق”.