أداء الممثل أهم ما يبرز في “سيلما” المرشح للأوسكار
من بين كل ما يثار حول المرشحين لجائزة أحسن ممثل هذا العام من الجميل أن نرى ديفيد أويلو من بينهم. فبعد دوره الممتاز في فيلم “الخادم” كناشط سياسي (إبن فورست ويتيكر)- خادم البيت الأبيض، كانت مسألة وقت قبل أن يعثر الممثل الذي ولد في أكسفورد، على دور يليق به وها هو يعود ليلعب الدور الرئيسي قي فيلم “سيلما” Selma للمخرجة دي فيرني القوي الذي تدور أحداثه في قلب حركة الحقوق المدنية الأمريكية في الستينات، والذي يقوم أويلو فيه بدور مارتن لوثر كنج.
وقد استطاع أويلو أن يتفوق في هذا الدور الذي يعتبر تحديا لأي ممثل، في فيلم تقليدي من أفلام السيرة الشخصية. لا توجد بالفيلم مشاهد من طفولة لوثر كنج ولا مشهد اغتياله عام 1968، ولكن الفيلم يتركز حول لحظة حاسمة في حياته قبل أربع سنوات من اغتيااله، عندما ذهب يلتمس من الرئيس ليندون جونسون، حصول السود في الجنوب على حق التصويت بدلا من مواجهة الاهانة في مراكز الاقتراع.
هناك تركيز خاص على آلاباما، تحت قيادة حاكمها جورج والاس (يقوم بدوره تيم روث)، وبلدة سيلما التي تبرز باعتبارها ميدان المعركة التي يخوضها كنج حيث يقود جيوشه من هناك. وهو يقدم مع أنصاره على تنظيم مسيرة كان من المقرر أن تقطع خمسين ميلا، وتستغرق خمسة أيام، بين سيلما ومونتجومري، لكن عندما تتعرض الشرطة للمسيرة السلمية على جسر إدموند بيتوس، تكون النتيجة مزعجة. تقدم دي فيرني فيلما يتمتع بالحيوية لكنه يفتقر للتألق والتحكم في مشاهد التوتر والعنف.
حرص أويلو والمخرجة دي فيرني وكاتب السيناريو البريطاني بول ويب، على تقديم شخصية مارتن لوثر كنج بحيث ليس كشخصية أيقونية. إننا نشاهد هنا شخصية كنج الانسان وراء الأسطورة، وهو يدبر شؤون حياته غير المستقرة مع زوجته كوريتا، وبنفس القدر نشاهد عمله الجماهيري. صحيح ان هناك أكثر مما ينبغي من الخطب التحريضية التي نستمع إليها طوال الفيلم، إلا أن من الصعب ألا نتأثر بقوة إلقاء أويلو لها.
(من مقال بقلم جيمس موتران، نشر في مجلة “توتال فيلم”).