كلمة الناشر: “عين على السينما” بعد عشر سنوات

في مايو 2021 مر عشر سنوات على إطلاق موقع “عين على السينما”، هذا الموقع السينمائي المتخصص الذي يهتم بالنقد السينمائي ويؤسس للعلاقة بين النقاد والسينمائيين. ومنذ انطلاقه، فتح الموقع الباب أمام النقاد الشبان، للتعبير عن أفكارهم ورؤاهم. وانفتح الموقع على النقد السينمائي في العالم العربي بأسره، ولم ينغلق على بلد معين، ولا شلة معينة، كما ظل دائما يرحب بالآراء المختلفة حول الأفلام، وينشر أكثر من رؤية لأكثر من ناقد حول الفيلم نفسه، بهدف إثارة حوار حقيقي حول الأفلام وكيف نتعامل معها من منظار النقد.

كتب للموقع أكثر من 100 اسم من سورية والعراق، ومن مصر والمغرب، ومن اليمن وفلسطين، ومن الجزائر والبحرين. نشر الموقع حلال العشر سنوات الأولى، نحو 2500 موضوع، تشمل مقالات النقد والدراسات والمواضيع المترجمة والتقارير والمقابلات، بالإضافة الى 8 آلاف صورة، كما غطى بشكل مكثف الكثير من المهرجانات السينمائي، في العالم العربي والعالم الخارجي. وبالتالي يمكن القول إن “عين على السينما” ليس “مدونة” لمؤسسه ورئيس تحريره، بل موقع كبير شامل يضارع أكبر مواقع السينما في العالم. صحيح أننا لا نمتلك القدرة على متابعة الأخبار بصفة يومية ونكتفي بنشر المهم منها وما يتعلق بثقافتنا، ولكن هذا يرجع إلى عدم وجود طاقم تحريري ثابت يتقاضى أجورا، فالعمل في الموقع تطوعي تماما، بحكم أن الموقع لا يحصل على دعم من أي جهة، ولا على إعلانات. ولعل هذا ما سمح لنا بالتحرر من القيود، ونشر كل ما نراه صحيحا بغض النظر عن جرأته.

وأزعم باعتباري المسؤول الأول عن كل ما نشر في الموقع منذ تأسيسه قبل أكثر من عشر سنوات، أننا فتحنا الباب أمام الكثير مما لا يمكن نشره في الصحف والمجلات التقليدية بل وفي كثير من المواقع الثقافية، ورحبنا بالدراسات التي قد تتجاوز في عدد كلماتها ثلاثة آلاف كلمة، ونشرنا ما يعد من أكثر المقالات جرأة في معالجة الأفلام مما لا يمكن تصور قبول نشره في أي مكان آخر لأسباب تتعلق بالرقابة الذاتية المفروضة على كل ما يتعلق بالمثلث التقليدي الشهير: الدين والجنس والسياسة. ولأن السينما الحديثة لابد وأن تتناول بكل جرأة أضلاع هذا المثلث، كان لابد أن يتناول النقد كيفية معالجة الأفلام لهذه “المحظورات” في كثير من الأفلام، بكل حرية ومن دون فرض أي رقابة..

جاء إلينا الكثير من النقاد المبتدئين الشباب ورحبنا بهم وفتحنا أمامهم الباب لنشر مقالاتهم الأولى التي لم تكن كلها على المستوى الاحترافي. ولكن.. كنا نقول.. لا بأس. كنا نبدي الملاحظات ونرسلها إليهم، لا بغرض التعالي عليهم بل إرشادهم إلى أفضل أدوات الكتابة من واقع خبرتنا الويلة التي تمتد الى نحو خمسين عاما. وكان الجميع يقبلون ملاحظاتنا بود وترحيب، ويرجعون لكي يوروا من كتاباتهم واساليبهم في الكتابة. ونحن لا نزعم أننا نتوجه إلى عموم القراء من مشاهدي الأفلام وبالتالي فالمقالات الانطباعية السريعة الاستهلاكية لا تهمنا، بل إن أساس توجهنا هو إلى القاريء المتخصص، عاشق السينما والفن السينمائي، دارس السينما، والسينمائي، الشاب والكبير، من يريد أن يعرف ويطور معرفته بفن الفيلم وتطوراته، وليس من يستعلي ويتعالى ويعتقد انه أصبح ملما بكل شيء وتوقف عن قراءة النقد.

جاءت فكرة الاحتفال بالعشرية الأولى لهذا الموقع عن طريق إصدار كتاب (في نسخة الكترونية) من جانب الأستاذ عبد المنعم أديب، وهو ناقد شاب ممن نشروا مقالاتهم الأولى على صفحات هذا الموقع، شأن كثيرين غيره أصبحوا فيما بعد من النقاد المعروفين، ثم عزفوا عن الكتابة للموقع واتجهوا للنشر في منصات ومواقع ومطبوعات أخرى. وهذا كله مفهوم لأن الموقع لا يدفع مكافآت مالية لمن يساهمون بالكتابة فيه. لكن الغالبية العظمى ممن بدأوا معنا مازالوا يعتبرون “عين على السينما” بيتهم الأول. ومنهم من يستطيع أن ينشر مقالاته بكل سهولة في أماكن أخرى، لكنه يفضل موقعنا لاحترامه حرية الكاتب في التعبير.

لا تكفي المادة التي توفرت لدينا لكتاب كامل. لذلك قررنا نشر مساهمات الأصدقاء الذين اهتموا بالكتابة عن تجربتهم مع “عين على السينما” عل شكل مقالات تنشر تباعا، قبل جمعها في كتاب بعد أن نضيف عددا من أهم المقالات والدراسات التي نشرت في الموقع منذ تأسيسه. وها نحن نبدأ اليوم في نشر المساهمة الأولى من الناقد الأستاذ محمود عبد الشكور من مصر، الذي كان قطبا أساسيا في الكتابة للموقع عند تأسيسه، على أن نوالي نشر باقي المساهمات الأخرى خلال الأيام القادمة.

Visited 14 times, 1 visit(s) today