تطبيع سينمائي بين طهران والقاهرة يثير الخلافات

Print Friendly, PDF & Email

نشرت صحيفة “الراية” القطرية بتاريخ الخميس 4 أغسطس 2011 تحقيقا حول التطورات الأخيرة بين مصر وايران في مجال التطبيع السينمائي، وما أثارته من خلافات وصلت الى حد أن وصف الناقد سمير فريد قبول الوفد السينمائي المصري الذي قبل دعوة طهران بأنه بمثابة “عار” على من قبلوه…

هنا نص مقال “الراية”:

حين يجري الحديث عن مراكز لصناعة السينما في الشرق الأوسط وفق المعايير التقليدية العالمية للبنية الأساسية لهذه الصناعة فان أهم مركزين هما بالقطع مصر وإيران أو القاهرة وطهران ورغم ذلك فالعلاقات بين المركزين ظلت علاقة فاترة اقرب إلى القطيعة خصوصاً منذ الثورة الإسلامية في إيران ..

ومن النادر جداً ان تسمع في القاهرة او طهران عن عرض جماهيري او حتى خاص لفيلم من البلد الاخر،ورغم ذلك فالسينمائيون في كلا البلدين يظهرون اهتماماً كبيراً بأفلام البلد الاخر وصناعها خصوصاً مع ما حققته السينما الإيرانية من مكانة وشهرة عالمية وتواجد ملموس في المهرجانات العالمية بأفلامها وصناعها ومشاكلها مع السلطة التي أوصلت إلى حد الحكم بالسجن والمنع من الإخراج والنفي الاختياري.

واعتبرت السلطة في إيران ان غياب السينما الإيرانية وعروضها عن القاهرة هو نتاج للقطيعة السياسية والدبلوماسية والثقافية بين البلدين…

لذلك وما ان قامت ثورة 25 يناير في مصر ونجحت في الإطاحة برأس النظام وجزء من سياساته حتى بادرت إيران إلى دعوة اكثر من وفد شعبي مصري لزيارة طهران كان بين أعضائها الممثل عبدالعزيز مخيون ثم بادرت قناة (أي فيلم) بالاتفاق مع احد الجمعيات الثقافية بالإعلان عن أسبوع سينمائي إيراني في القاهرة…

لكن وزارة الثقافة المصرية رفضت اعطاء الموافقة الرسمية على تنظيم هذا الأسبوع على أساس ان قناة ( أي فيلم) هي قناة تليفزيونية حكومية موجهة للمنطقة العربية وتقوم بدبلجة الاعمال الإيرانية وعرضها بالعربية.

وبعد فترة من المفاوضات في الكواليس الدبلوماسية سمحت وزارة الثقافة بتنظيم أسبوع الفيلم الإيراني تحت رعاية الجمعية المصرية للفنون والموسيقى وبالفعل تم تنظيم الأسبوع وعرض 10 أفلام إيرانية مدبلجة للغة العربية في فندق الفورسيزون الشهير في القاهرة.

وفي افتتاح المهرجان قال حسين مرتضى المذيع بقناة العالم الرسمية ان “أسبوع الأفلام هو محاولة للتعاون بين مصر وإيران للوقوف في وجه الغزو الثقافي الغربي) وضمت قائمة الأفلام التي تم عرضها في المهرجان عددا من الأفلام الإيرانية الشهيرة مثل فيلم (صبغة الله) للمخرج مجيد مجيدي وفيلم ( الرجل المتبدل) للمخرج محمد رضا هزمند… وأفلام حديثة مثل ( حلم التأشيرة ) ( واللص الظريف) وغيرها… وقالت بعض التقارير الصحفية ان المهرجان لم يحظ بحضور كثيف كما كان متوقعا.

وفي تلك الأثناء قامت وزارة الثقافة الإيرانية بدعوة عدد من السينمائيين المصريين وصناع الأفلام لزيارة طهران كان على رأسهم المخرج محمد خان وعلي بدرخان وبشير الديك والناقد كمال رمزي وغيرهم ومع الإعلان عن هذه الدعوة وقبول وترحيب البعض بها ورفض عدد اخر من المدعوين لفكرة الزيارة من أساسها تفجرت الخلافات بين وجهات النظر المختلفة في الوسط السينمائي.

فقال المخرج محمد خان الذي تحمس للزيـارة (ان القطيعة مع إيران كانت بسبب إسرائيل وأمريكا ومصالحها التي تهددها إيران لذلك كان من الطبيعي ان تعود العلاقات بعد الثورة) ورداً على سؤال على ما اذا كان من الممكن استغلال الزيارة وتقديم طلب للحكومة الإيرانية للإفراج عن المخرج المعتقل جعفر بناهي استبعد محمد خان القيام بذلك في حين كان رد الناقد كمال رمزي على أسباب رفضه للزيارة هو ببساطة (وماذا أقول لصديقي المعتقل جعفر بناهي وصديقي المنفي محسن مخملياف).

اما الناقد سمير فريد فقد كتب في جريدة “المصري اليوم”عموداً تحت عنوان حاد هو (العار) قال فيه(ان كل سينمائي او ناقد حتى لو كان من صناع الثورة يلبي دعوة طهران يساهم في سرقة الإسلام السياسي للثورة…عار عليكم ان تذهبوا الى بلد يقتل نظامه المعارضين منذ 2009 وحكم على المخرج السينمائي جعفر بناهي والمخرج محمد راسو لوف بالسجن 6 سنوات والمنع من الإخراج 20 سنة لأنهما يؤيدان ثورة 2009) ومن بين الأسماء المعروفة التي رفضت تلبية الدعوة المخرج علي بدرخان والناقد محمود قاسم والمخرج احمد ماهر.

واجمعت آراء السينمائيين الرافضين للدعوة وللتطبيع السينمائي بين مصر وطهران على ان الاهتمام بالسينما الإيرانية في مصر هو اهتمام حقيقي ومن المطلوب ان تتاح للجمهور المصري الفرصة لمشاهدة افلامها ولكن المشكلة هي أن هذا يأتي عبر قنوات رسمية سياسية وموجهة تختار هي ما تسمح بعرضه وتستبعد الكثير من الأفلام المعارضة او التي تقدم وجهة نظر مختلفة مع النظام.

Visited 5 times, 1 visit(s) today