أيام قرطاج السينمائية والسجاد الأحمر: الكذبة الكبرى

(عن جريدة الشروق التونسية- 30 أكتوبر 2022)

في ايام قرطاج السينمائية تتهم السجادة الحمراء، ومنذ تركيزها في المهرجان بالتسبب قي الفوضى وسوء التنظيم الذي يتكرر كل سنة.

غير أن المتمعن في أصل الفوضى والمهازل التنظيمية المتكررة في كل دورة

جديدة من ايام قرطاج السينمائية يدرك أن المسؤولية جماعية حيث أن تقليد المشيء والتقاط الصور على السجاد الأحمر هو تقليد وافد على المهرجان الذي يعدّ اقدم مهرجان سينمائي جنوب المتوسط، فمنذ تأسيسه سنة 1966 تحتفي أيام قرطاج السينمائية بصناع السينما من ممثلين ومخرجين ومنتجين وتقنيين عبر مجموعة من الأنشطة تشكّل عروض الأفلام عنصرها الاساسي ويكون الجمهور الشغوف بالسينما العلامة البارزة فيها.

ومنذ بضع سنوات تم ادخال تقليد السجاد الأحمر الذي عادة ما يخصص لصناع السينما من ضيوف المهرجان في الأصل كما يمكّن البعض من نجوم الاعلام والسياسة وحتى الرياضة من المشي فوق السجاد الأحمر من أجل التقاط الصور التي تقدّم ما يرتديه الضيوف من ازياء و”اكسسوارات” بصرف النظر عن جمالية المشهد بشكل عام.

غير أن ما نشهده كل سنة من سوء تنظيم وفوضى على السجادة الحمراء خلّف حالة من الاستياء لدى عموم الصحفيين والمصورين وقلّص من حق الضيوف المحتفى بهم في تقديمهم في ابهى صورة.

فكعادتها توزع هيئة التنظيم ممثلة في مكتبها الاعلامي مجموعة من الدعوات والشارات منها المخصص فقط للتغطية الصحفية على السجاد الأحمر ومنها المخصص للدخول الى قاعة الاوبرا بمدينة الثقافة لحضور حفل الافتتاح.

وقد تغيّر مكان دخول الضيوف هذه السنة ليتحوّل الى الباب الرئيسي لمدينة الثقافة عبر شارع محمد الخامس بالعاصمة.

ينزل الضيوف تباعا من السيارات التي تقلهم من نزل الإقامة لتنطلق حرب الحصول على التصريحات والصور بشكل افقد المهرجان بريقه وازعج البعض من الضيوف.

في البداية كانت الأمور تسير بشكل عادي ينتظر المصورون قدوم الضيوف من أجل التقاط الصور أو الحصول على تصريحات صحفية، شيءا فشيءا بدأت المسائل التنظيمية في الاختلال وتعالت الأصوات من أجل اخلاء فضاء السجادة الحمراء من الدخلاء، تصر الأولى على الوقوف امام المصورين لمدة طويلة وتعيد أخريات الكرة مرارا، قدوم الفنانة منى واصف ادخل نوع من الفوضى التنظيمية بسبب عدم تخصيص فضاء لأخذ التصريحات والاخلال هنا يعود الى لجنة التنظيم بدوره لم ينجو دخول الفنان القدير عيسى حراث من الفوضى حيث اصرت احداهن على صورة سلفي لأطفالها مع الفنان عيسى حراث في تحدي صارخ لنواميس العمل الصحفي ليتحوّل فضاء التقاط الصور الى فضاء يشبه السوق الاسبوعية تم تسجيله حتى عبر كاميرا القناة الوطنية الأولى التي بثت الحفل بشكل مباشر.

ورغم أن تقليد المرور على السجاد الأحمر واجه انتقاد شديد منذ تركيزه في ايام قرطاج السينمائية حيث فشلت كل الهيئات المتعاقبة على تنظيم أيام قرطاج السينمائية في السيطرة على مختلف جوانبه وهو ما دفع العديد من المتابعين الى التمسك بالتخلي عنه كليا غير أن ما تقدمه مهرجانات مماثلة في مصر أو في المغرب أو في دول الخليج يدفع الى التفكير العميق في الأساليب المعتمدة في التنظيم من أساسها.

ولئن كان فشل حفل الافتتاح، شكليا على الأقل، في تحقيق انطلاقة جيّدة للمهرجان فإن الأمر يبقى على عاتق العروض والندوات وورشات التدريب وحفل الاختتام من أجل اعادة البريق لأيام قرطاج السينمائية العريقة.

Visited 15 times, 1 visit(s) today