وفاة البطل الحقيقي لفيلم”سينما باراديزو”
توفي البطل الحقيقي الذي كان وراء استلهام المخرج الإيطالي جوزيبي تورناتوري لقصة فيلمه الأشهر “سينما باراديزو” أي عارض الأفلام السينمائية الذي يتفتح وعي البطل الصغير (الذي يعادل تورناتوري نفسه) على حب السينما كفن. وكان الرجل ويدعى ميمو بينتاكودا الذي قام بدوره في الفيلم الممثل الفرنسي فيليب نواريه يبلغ من العمرعن 86 عاما.
وكانت الحياة الثرية للعارض السينمائي بكل ما تحتويه من قصص وحكايات هي الزاد الذي نهل منه تورناتوري وصنع حول شخصيته- أي الشخصية التي أطلق عليها الفريدو في الفيلم- موضوع فيلمه الذي أنتج عام 1988 وحصل على أوسكار احسن فيلم أجنبي في العام التالي.
وقد توفي بينتاكودا يوم الجمعة الماضية في بلدة اسبرا، وهي قرية صغيرة من قرى جزيرة صقلية التي ينتمي إليها تورناتوري نفسه.
وكان بينتاكودا هو الذي قام بتعليم تورناتوري كيف يستخدم جهاز العرض السينمائي (في الواقع) عندما كان المخرج الإيطالي الشهير لايزال طفلا صغيرا تماما كما علم ألفريدو الطفل سلفاتوري (الذي حمل إسم توتو في الفيلم) كل اسرار الفيلم والضوء في “سينما باراديزو”. وكان العارض الراحل قد عمل لفترة طويلة في دار “سينما فيتوريو” التي تقع في بلدة باغيريا التي تعد موطن تورناتوري، و فيها ولد ونشأ.
وكان بيتاكودا قد صرح خلال إحدى المقابلات الصحفية التي أجريت معه بقوله “عندما يسألنني أحدهم ما إذا كنت أنا ألفريدو يمكنني أن أقول نعم. إنني أتذكر تورناتوري جيدا. لقد كان يقظا ولديه حب استطلاع كبير وأراد ان يعرف كل شيء عن التصوير والسينما. وكنت سعيدا بان أعلمه كل ما كنت أعرفه، وذات مرة أعطيته كاميرا كهدية”.
وكان بينتاكودا يحتفظ بصورة لتورناتوري في بيته. لقد كان مصورا فوتوغرافيا شهيرا عرف باهتمامه بحياة الايطاليين الذين هاجروا الى الولايات المتحدة. ولدى أرشيف فلورنسا للصور نحو 13 الف صورة من تلك التي التقطها عن هذا الموضوع.
وقد اصدر بينتاكودا عددا من الكتب عن فن التصوير الفوتوغرافي، ونقل ولعه بالسينما، ليس فقط إلى تورناتوري، بل إلى ولده باولو أيضا الذي أصبح كاتبا للسيناريو.
ويعكف تورناتوري البالغ من العمر حاليا 57 عاما حاليا على العمل في فيلم جديد، وكان يعتزم القيام بزيارة خاصة إلى أسرة بينتاكودا يوم الأحد ثم العودة مساء اليوم نفسه.
ورغم فشل فيلم “سينما باراديزو” في عروضه الجماهيرية في ايطاليا إلا أنه سرعان ما حقق نجاحا كبيرا في عروضه العالمية ونال الأوسكار لأحسن فيلم أجنبي كما ذكرنا عام 1989، وعادة ما يعتبر بمثابة الفيلم الذي أعاد الروح إلى صناعة السينما الإيطالية في ذلك الوقت.
(عن الجارديان البريطانية بتاريخ 23 ديسمبر)