مطالبة بهدم دور السينما التي ستعرض فيلم “نوح” في مصر!

كتب لؤى على في جريدة “اليوم السابع” المصرية تحقيقا حول ردات الفعل على اعلان عدد من دور العرض المصرية، عرض الفيلم الأمريكي “نوح ” الذى يرصد قصة سيدنا نوح عليه السلام، ويقوم ببطولته راسل كرو، وإيما واطسون، وجنيفر كونوللى، ومن إخراج دارين أرونوفسكى، ابتداء من الأربعاء 26 مارس ورصد في التحقيق المنشور الأربعاء 5 مارس، غضب علماء الأزهر الشريف الذين أكدوا أنهم سيتصدون لعرض هذا الفيلم بمنتهى القوة.

وجاء بالتحقيق المنشور أن الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، والأمين العام لهيئة كبار العلماء، قال إن تجسيد الأنبياء فى الأعمال السينمائية، هو أمر محرم شرعا، مؤكدا أنه سيكون للأزهر موقف حازم حال عرض هذا الفيلم فى دور السينما بمصر.

وأشار شومان إلى أن هناك كثيرا من الفتاوى فى العالم الإسلامى ترفض تجسيد الصحابة والأنبياء، وأن الحكمة من منع تجسيد الأنبياء والصحابة والعشرة المبشرين بالجنة وآل البيت هى أن الممثل مهما أتقن دوره ومهما كان العمل الفنى يتميز بأعلى درجة من الجودة والإتقان، فلا يستطيع أن يظهر هذا الممثل بالصورة نفسها التى كان عليها أحد الأنبياء أو العشرة المبشرين بالجنة أو أى شخصية من آل البيت.

وأضاف أن تجسيد الأنبياء حرام شرعا، وقد حرم العلماء من قبل هذا العمل التشخيصى، سواء من الممثلين أو المنتجين للفيلم أو المصورين, وكل هؤلاء آثمين شرعا, بالإضافة إلى أن الترويج والدعاية لهذه الأفلام معصية لا يرضى الله عنها, وأيضا سيقع هذا الإثم على كل من يشاهد مثل هذه الأفلام, ومن سيقوم بعرضها.

أما الدكتور محمود مهنى، عضو هيئة كبار العلماء، فقال إن هذا كفر صريح مطالبا “المشير السيسى” والرئيس عدلى منصور، بهدم دور السينما التى ستذيع ذلك الفيلم، لا إغلاقها بل هدمها وتحويل القائمين عليها للتحقيق وإنزال أشد العقاب عليهم.

وأضاف أنه سيطالب هيئة كبار العلماء بعقد جلسة طارئة لبحث ذلك الأمر ومقاضاة دور السينما التى ستذيع هذا الفيلم، مؤكدا على حرمة هذا الفيلم “النتن” بحسب وصفه، لأن الأنبياء لا يمثلون ولا تحاكى أصواتهم ولا ترى خيالاتهم وإنهم لعندنا من المصطفين الأخيار فمن غير المعقول أن يأتى ممثل فاسد وأن يقوم بتجسيد شخصية سيدنا نوح أبو البشرية الثانى ولا يجوز تمثيله ولا العشرة المبشرين وأصحاب رسول الله صل الله عليه وسلم، وآل البيت الأطهار.

كما أكدت دار الإفتاء المصرية حرمة تجسيد الأنبياء والصحابة فى الأعمال الفنية، وأكدت أمانة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على حرمة ما تقوم به بعض شركات الإنتاج السينمائى من إخراج أفلام ومسلسلات يجسد فيها شخصيات الأنبياء فى أى فترة زمنية من عمرهم المبارك, مراعاة لعصمتهم ومكانتهم; فهم أفضل البشر على الإطلاق, ومن كان بهذه المنزلة فهو أعز من أن يمثل أو يتمثل به إنسان، بل إن الشرع نزه صورهم أن يتمثل بها حتى الشيطان فى المنام.

وأضافت اللجنة أن مما يؤكد حرمة هذا العمل أنه ينطوى على مجموعة من المفاسد: مثل كونه ليس مطابقا لواقع حياة الأنبياء من أن أفعالهم تشريع, وأن التمثيل يعتمد على الحبكة الدرامية مما يدخل فى سيرتهم ما ليس منها, والمقرر أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.

ويعد ذلك هو ما ذهبت إليه المجامع والهيئات العلمية المعتبرة كمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف ومجمع الفقه الإسلامى الدولى التابع لمنظمة التعاون الإسلامى وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية والمجمع الفقهى الإسلامى بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامى.

واستطردت ” إن هذا كله يتسق مع كوننا نربأ بالشخصيات الدينية التى لها من الإجلال والاحترام أن تقع أسيرة رؤية فنية لشخصية الكاتب يفرضها فرضا على المتلقى لها, بما يغير حتما من تخيل المتلقى لهذه الشخصيات والصورة الذهنية القائمة عنده حولها, ويستبدلها بالصورة الفنية المقدمة, مما يكون له أثره البالغ فى تغيير صورة هذه الشخصيات، وفرض رؤية الكاتب فرضا.

ورأت اللجنة أن من يحاولون نزع القداسة عن الأنبياء والشخصيات الدينية الأخرى ذات الإجلال والتقدير, تقليدا منهم لمسار الفكر الذى نزع القداسة عن كل شىء تقريبا- بناء على نموذجه المعرفى- يرون بناء على ذلك أن عدم نزع تلك القداسة يجعل الكاتب ناقص الرؤية ومجانبا للحقيقة, وفكرة نزع القداسة هذه مرفوضة تماما فى الإسلام, سواء فى منطلقاتها الفكرية, أو فى تطبيقاتها العملية.

Visited 68 times, 1 visit(s) today