كن لوتش يدعو إلى طرد نقاد السينما والإستعانة بالجمهور لتقييم الأفلام!

شن المخرج السينمائي البريطاني كن لوتش هجوما شديدا على نقاد السينما خصوصا البريطانيين، ودعا إلى استبعادهم من تقييم الأفلام وإصدار الأحكام عليها ودعا إلى إحلال أناس عاديين محلهم يكونون أكثر قربا من الشارع وما يحدث في الواقع.

وفي تصريحات نشرتها “الجارديان” البريطانية قال لوتش (البالغ من العمر 77 عاما) إن بعض النقاد يجدون أن فكرة وجود وعي سياسي لدى الطبقة العاملة فكرة مزعجة وغير مقبولة.

وقال إن عددا كبيرا من نقاد السينما يعيشون في الغرف المظلمة في عزلة عما يجري في الواقع، فهم لا يلتقون بأناس من الذين يقومون بحملات من أجل انقاذ المستشفيات أو مراكز النشاط الاجتماعي في الأحياء، كما أنهم لا ينخرطون في النضال السياسي والنقابي.

لقطة من فيلم “قاعة جيمي” لكن لوتش

وأوضح كن لوتش، الذي عرض فيلمه الأخير “قاعة جيمي”  Jimmy’s Hall في مسابقة مهرجان كان السابع والستون، أن هؤلاء النقاد إذا خرجوا للمجتمع فسيقابلون أناسا يتحدثون بلغة أخرى حية، ولكنهم لا يلتقون بمثل هؤلاء الأشخاص الذين يرون شخصيات من الطبقة العاملة شخصيات الخيالية!

 وكرر لوتش ما سبق أن قاله في مهرجان كان من أنه يشعر بالاستياء بشأن تردد النقاد في التعامل مع قصص ومواضيع لا تتفق مع قناعاتهم المسبقة ولا مع شخصيات من الطبقة العاملة تبتعد عن القوالب النمطية التي تظهر في الأفلام مثل المجرمين وتجار المخدرات والعاهرات… وقال ان هؤلاء النقاد “ضحايا لمأزقهم بدلا من ان يكونوا في مقدمة العاملين على الخروج من المأزق”.

وأوضح لوتش أنه رغم أن كلامه يظل كلاما عاما إلا أن الكثير من نقاد الأفلام “يعكسون استقبالهم الشخصي للفيلم عبر عدائيتهم”، وأضاف ان الحل هو في “طرد النقاد والاستعانة بأناس من الجمهور، يتمتعون بمعرفة وخبرة في الحياة”!

وكانت المقالات النقدية التي كتبت عن فيلم لوتش الذي يأمل الآن ألا يكون فيلمه الأخير بعد تصريحه منذ أشهر عدة بأنه سيعتزل بعده، قد جاءت ايجابية بشكل عام إلا أن بعض النقاد اعترضوا على ما أطلقوا عليه “الابتزاز العاطفي” في الفيلم الذي يدور في أيرلندا في ثلاثينيات القرن الماضي، وبطله مناضل شيوعي يناضل ضد القساوسة ورجال الشرطة للحظاز على بقاء قاعة عامة يديرها بالتعاون مع أفراد من البلدة جعلها مركزا للنشاط الاجتماعي.

ويرى لوتش أيضا أن المشكلة تبدو متعلقة أساسا بنقاد السينما على العكس من نقاد الادب، الذين يرى أنهم أكثر ميلا الى “تناول جوهر الكتاب”.

ووجه لوتش أيضا انتقادات شديدة الى تغطية أجهزة الاعلام البريطانية للانتخابات التي جرت أخيرا للبرلمان الأوروبي، وبخاصة تركيزها الكبير على فوز احزاب اليمين المتشدد التي تدعو الى طرد المهاجرين. وقال إنهم لم يلتفتوا مثلا الى ما حققه اليسار من تقدم في تلك الانتخابات، وذلك عن عمد، كما أنهم يساعدون اليمين، بتركيزهم على صعود الوجه اليميني العنصري المعادي للأجانب، وضرب أمثلة بتغطية صحف مثل “الصن” وديلي ميل” و”الاكسبريس” للانتخابات الأوروبية.

Visited 15 times, 1 visit(s) today