قتل المخرج الإيراني الكبير داريوش مهرجويي مخرج فيلم “البقرة”
أعلنت الشرطة الإيرانية العثور على جثتي المخرج السينمائي الإيراني الكبير داريوش مهرجويي، وزوجته الناشطة السينمائية وحيدة محمدي فر، في بيتهما الخاص بمدينة كرج. وتقول الشرطة إن دوافع القتل لا تزال مجهولة.
وأضافت الشرطة الإيرانية “وقعت هذه الحادثة لسبب غير معروف على يد شخص أو أشخاص مجهولين، ولا تزال دوافع القتل مجهولة”.
وأضافت: “تشير الأدلة إلى أن جريمة القتل تمت نتيجة إصابات بأسلحة بيضاء في الرقبة وأجزاء من الجسم”.
وبحسب ما ذكره رئيس قضاء محافظة البرز، فإن “منى، ابنة مهرجويي ووحيدة محمدي فر، قرعت جرس باب منزلهم حوالي الساعة 22:25 وبعد أن لم يرد أحد، دخلت المنزل بمفتاحها. لكن بعد دخولها المنزل شاهدت جثتي والديها اللذين قُتلا بالطعن في رقبتيهما بسكين أو شيء حاد آخر”.
وكانت محمدي فر التي نُشر خبر مقتلها مع زوجها، قالت في مقابلة مع صحيفة “اعتماد” نشرت اليوم الأحد، إن منزلهما تعرض للسرقة في وقت سابق وهددها أحد الأشخاص بالسكين. وقد اتصلت بالشرطة في هذا الصدد.
ونشرت وسائل إعلام إيرانية صورة للبيت الخاص بالقتيلين في جهانشهر كرج حيث قُتل داريوش مهرجويي وزوجته وحيدة محمدي فر.
يُعرف داريوش مهرجويي، المولود في ديسمبر 1939، بأنه أحد أبرز المخرجين والكتاب في السينما الإيرانية. ويعتبر الأب الروحي للموجة الجديدة في السينما الإيرانية.
وكان فيلمه “البقرة” (1969) قد منع في زمن الشاه ثم منع بعد الثورة الاسلامية إلا أن الخميني أمر بعرضه باعتباره مناقضا على صعيد رمزي لنظام الشاه.
وفي عام 2014، حصل هذا المخرج السينمائي على جائزة “فارس الفنون والآداب” الفرنسية من السفير الفرنسي لدى إيران. ومن أهم أعماله بالاضافة الى فيلم “البقرة”، أفلام “السيد هولو”، و”ساعي البريد”، و”دائرة مينا”، و”سنتوري”، و”هامون”، و”ليلى”، و”بري”.
كما حصل مهرجيويي على جوائز مهرجان فجر السينمائي الدولي في إيران.
وفي تسجيل غير مسبوق له بتاريخ 6 مارس 2022، وجه المخرج انتقاداً علنياً للقمع الذي تمارسه صناعة الأفلام، وحذر من أنه سيلجأ لتنظيم احتجاج في وزارة الثقافة الايرانية. ففي عام 2019 أصدرت الوزارة تصريحاً بإجازة عرض الفيلم الدرامي “لا ماينور” La Minor آخر افلامه، عن فتاة موسيقية إيرانية شابة.
ولكن في 5 مارس نقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن محمد رضا فراجي، أحد المسؤولين في هيئة السينما الايرانية، أن تصريح عرض الفيلم قد انتهى، وبالتالي لا يمكن عرضه في موسم أعياد النوروز – بداية التقويم الفارسي – الذي يتم الاحتفال به في الـ 21 من شهر مارس. وصرح فراجي بعدم وجود أي مشاكل أمام حصول الفيلم على تصريح جديد للعرض.
لكن قرار المنع أشعل فتيل الغضب عند المخرج، فنشر مقطعا مصورا مشحونا بالغضب على وسائل التواصل الاجتماعي قال فيه وهو ممسك بالتصريح بيده، هذا “هو التصريح بعرض آخر أفلامي، هذا ليس لبناً، أو لحماً لكي تقول انتهت صلاحيته، لقد مُنحت تصريحاً بالعرض، فلماذا حنثت بوعدك؟
وفي إشارة إلى منع أفلامه الأخرى، قال داريوش مهرجويي مخاطباً وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي: “لقد أعطيتموني رخصة العرض، لماذا تخلفون وعدكم؟ من أنتم حتى تحكموا على فيلمي وتصدروا الأحكام خلف الستار مثل الأشباح؟”.
لكنه قال لاحقًا في مقابلة أخرى إنه بعد احتجاجه في الفيديو الأول، ذهب الممثل محمد رضا شريفي نيا إلى منزله دون إبلاغه وطلب منه قراءة رسالة نصية. وقال مهرجويي إن شريفي نيا “محقق حلو اللسان”.