فيلم “الشياطين”: الجوائز لا تصنع فيلما جيدا

قدّم فيليب لوزاج فيلمه “الشياطين” في 118 دقيقة ضمن أفلام الدراما النفسية، كما يسوّق الفيلم لنفسه، والتي تتناول بالطفل ومشاكله النفسية وهواجسه، علاقته مع نفسه، علاقته بجسده واكتشافه للمتعة الجسدية في بداياته، علاقته بأسرته وأقرانه والتحديات التي تواجهها هذه العلاقة في مختلف مساراتها.

وجود هذا الانطباع في البداية مع قراءة ملصق الفيلم والملخص المتوفر عنه وأماكن تصويره الأليفة مثل المنزل والمسبح والغابة، الماء والخضرة، الحياة الأقرب إلى الطبيعة، كلها أسباب كانت تدفع لمتابعة الفيلم الذي كتبه لوزاج وشارك في التمثيل فيه كل من إدوارد تريمبلاي- جرينير (فيليكس)، بير لوك (بن) يانيك غوبيل دوغاس (ماثيو) ، فاسيلي شنايدر (فرانسوا)، وسارة موتيه (إيمانويل).

السيناريو يتعرض لموضوع المثلية في بعض أجزائه، كما يتطرق عن مشكلة بين والدي فيليكس قد تصل إلى الطلاق، وعن وكالة الأخبار التي يعمل فيها الأب، وعن دراسة الطفل ومحاولة تحرش بطفل صغير من طرف الشاب في المسبح تنتهي بأخذه في جولة طويلة بالسيارة ومحاولة ضمه ثم دفنه أخيرا في الغابة.

يشير الفيلم أيضا إلى تنمّر يحدث بين فيليكس وصديقيه، وعلاقة حب بين الشاب الذي قام بالتحرش وبين صديقته، وعلاقة جنسية عابرة بين فيليكس مع صديقه الصغير عندما يلبس بصعوبة حمالة ثديين ثم يتكئ في السرير ليضاجعه الآخر لنجده بعدها في الصف وبشكل يكاد يكون مقحما يستمع إلى عرض إحدى زميلاته عن الإيدز فيتعلم منها لحظتها أنّ من أهم أسباب الإصابة بالمرض هي العلاقات المثلية، وهي المعلومة التي تجعله يفزع. لكن الفزع الذي تتمكن أخته من معرفة بعض ملامحه منه لا نجد له أثرا لا منه هو ولا من البنت فكل المشاهد والأفكار تبدو ناقصة وغير مكتملة.

 الفيلم يبدأ خطا دراميا نحاول أن نتابعه إلى نهايته ولكنه يوقفه في منتصفه ويبدأ خطا آخر وهكذا إلى أن ينتهي العمل.

المشاهد الصمّاء الطويلة هي أكثر ما يزعج في هذا الفيلم. العديد من المشاهد لا تقول شيئا. تتوقف كاميرا فيليب لوزاج بثبات عند مشهد ما، مشهد سباحة الأطفال مثلا لأكثر من ثلاثة دقائق ولا تخبرنا بشيء، حاول فقط أن تحذف هذا المشهد من الفيلم فلن يتغير شيء.

حاول أن تختصر من عدة مشاهد يقول فيها فيليكس لشقيقه ليلة هانئة ويخلد للنوم ولن يتغير شيء. نحن نعرف أنّ الناس يقولون لبعضهم ليلة هانئة قبل أن يذهبوا للنوم، لكن من الغريب أن يقول لنا هذا الفيلم كل مرة هذه العبارة دون أن يقول لنا شيئا عبرها أو من ورائها.

الغريب أن هذا الفيلم نال عدة ترشيحات لجوائز هامة في كندا خاصة وحصل على بعضها مثل جائزة جيل كارليس لـ “أفضل فيلم” روائي طويل عام 2016، غير أنّ هذا التتويج لا يمنع من القول بأنه فيلم ضعيف فنيا فليست الجوائز على عكس ما يعتقد الكثير من الهواة- ما يعطي للفيلم قيمة.

إنه فيلم متواضع جدا بل ربما لا نخاطر إن قلنا إنه فيلم رديء وبعض النقاد يقولون إنّ الكتابة عن فيلم رديء أصعب كثيرا من الكتابة عن فيلم جيد. وهذا ما وجدته وأنا أكتب عن “الشياطين”. ربما الشياطين الوحيدة التي وجدتها في هذا العمل هي تلك التي ضربت المخرج على دماغه فأوحت له بتقديم تلك المشاهد لنا.

Visited 68 times, 1 visit(s) today