دراسة جديدة: الهولوغرام والأفلام ثلاثية الأبعاد
الهولوغرام صورة ثلاثية الأبعاد ، إزاء سحرها كان سيرفس في قبره دهشة وحيرة الفرنسي (جوزيف نيبس 1765- 1833) مخترع التصوير الفوتوغرافي.
الهولوغرام (Hologram) ليس صورة فوتوغرافية بالمعنى المادي للكلمة بل ربما يكون ذلك بمعناها الوصفي من حيث التقاط صورة ساكنة وبكافة الوضعيات بزوايا مختلفة وأبعاد مختلفة وليس صورة سينمائية بالمعنى ألإسقاطي أيضا على شاشة كبيرة بيضاء بل صورة سينمائية ( ممسرحة ) بالمعنى الحركي أيضا من حيث خلق جو متحرك مليء بغبطة المَشاهد وواقعيتها أو قربها من الواقعية.
الطبيعة الهولوغرامية هي المسقط – المنفى لأي ظاهرة فيزيائية حتى بتنا نعتقد أن الكون كله منطوٍ في في هولوغرام كلي يؤسس لنظير كوني آخر ربما لنا فيه كائنات تشبهنا أو أنه حقيقة عالم موازٍ لعالمنا تنمو فيه نظائرنا بانفعالات مختلفة ووعي مختلف أو بدرجة أقل هو صورة عن نظيرنا في هذا الكون ولكنه لفرط جماله أصبح في متناول اليد.
ولا غرابة من أن ينسجم معنى هذه الكلمة “هولوغرام” مع تصورنا عن هذا النظير الذي هو رؤية شاملة مسجلة لدينا ، فالكلمة ” هولو ” تعني ” الرؤية الشاملة ” و ” غرام ” يعني ” الكتابة ” والكلمة هي اشتقاق لاتيني كمعظم المصطلحات الفلسفية والعلمية التي يمكن إحالتها إلى معنى فلسفي.
يسجّل الهولوغرام على فيلم حساس خاص بهذا النوع من التصوير وعلى الأغلب يكون مصنوعا من مادة حساسة للانكسارات الضوئية تلك الصفة التي تحتاجها الصورة الهولوغرامية لتحيا وتنمو. وبالطبع يتم تقدير وصنع هذه المادة بإشراف فيزيائيين مختصين.
الايحاء بالواقعية
ويتشكل الهولوغرام على الفيلم الحساس بعد تسليط ضوء الليزر عليه،وهو ضوء أحادي اللون مترابط ذو شدة عالية، ينقسم الى حزمتين بوساطة عدسات الانكسار، إحدى الحزمتين تمر على الجسم المراد تصويره فتحمل معها معلومات عن الجسم (وهي هنا نفسها معلومات الصورة الفوتوغرافية) والحزمة الأخرى تذهب مباشرة الى الفيلم الحساس لتعطينا الإحساس بعمق الصورة أو ما نسميه البعد الثالث والذي يوحي بواقعية الصورة وحيويتها.
وبتداخل هاتين الموجتين (لأنه لهما توقيت انطلاق واحد) على الفيلم الحساس تُسجّل الصورة أي يتشكّل الهولوغرام، طبعا دون أن ننسى وجود الأدوات الأخرى لتحقيق هذه الصورة من طاولة ثابتة وعدسات تؤمن انعراج الحزمة الضوئية وغيرها من الأدوات التي يحتاجها المصور والتي ستبقى ثابتة أصلا من معدات الاستديو، تماما كتلك الموجودة في استوديوهات التصوير العادية من فلاشات وغيرها التي تؤمن شروط رؤية وتصوير فوتوغرافي مثالي.
وحديثا يمكننا التحدث أيضا عن هولوغرام منزلي باستطاعة أي هاوٍ تطبيقه في المنزل والتمتع بسحر الهولوغرام مع روعة الانكسارات الضوئية الساقطة على الأجسام والتي ربما تحقق عوالم مخيلتنا الطفولية.
الفيلم الحساس يكون إما مستويا ويتم استخدامه من اجل تسجيل هولوغرام ثابت أو على شكل مكعب يسجّل هولوغراما متحركا يُمكّننا من استعادة الصورة من جهات وزوايا مختلفة . بحيث يمكن أن تُخزَّن على فيلم هولوغرامي حساس للضوء بحجم مكعب السكر حركةُ كتيبة عسكرية كاملة لمدة أربع وعشرين ساعة كما جاء في تقارير بعض المختبرات الأمريكية في تسعينيات القرن الماضي.
وتتم رؤية الصورة الهولوغرامية بتسليط ضوء الليزر نفسه على الفيلم الحساس ليظهر خلفه صورة في الهواء الطلق بأبعادها الثلاثة لنحس ونرى معها بحبل من الأفكار والرؤى والتصورات فيها استشراف لما يمكن أن يوازي هذا الكون وكأنها نبوءة تحيلنا الى السؤال هل كوننا عالم بلا نظير؟
هذه الصورة ( الهولوغرام ) هي ظل لنا يسبح وينغمر في الهواء، كائن يجرّب الحياة أو تجربة للحياة بانفلات وانثيال كوني مادته الطاقة فقط وليس تجربة للموت كما يذهب رولان بارت من ” أن الصورة تجربة مصغرة للموت ، تكمن في تحويل ذات حية إلى موضوع ميت في جمود أبديومن أن العالم في رأيه أخرس لا يتكلم إلا عبر اللغة فالمادة البصرية لابد من أن تصاحبها مادة لفظية لتحمل قيمة دلالية معبرة “.
الهولوغرام والمشاعر
الهولوغرام كائن يقيس مشاعرنا في لحظات صمت بينية ، يتناول المشاعر ويقيس العاطفة في كل لحظة حركة.. روح خزينتها ملايين العصبونات الحية ، نراها فنتذكر ونشعر وننشد لحظات عود أبدية . صورة مقتطعة منك متجاوزة أبعادها الديكارتية الميتة في الصورة الفوتوغرافية . وهي ليست لحظات زمن مفقود تفتح أبوابا للنسيان، بل هي لحظات إشعاع دائم لا لحظات توقف. صورة معادلها الموضوعي هو ذلك الارتياب أو الشك القائم بين الجسم وظله،بين الجسم والصورة، بين الكتلة والطاقة إلا أنه لابد من أن ترشح الكفة الى قياس أحدهما بدقة على حساب الآخر حسب ما ذهب إليه العالم الفيزيائي هايزنبرغ في مبدأه الارتياب أو الشك فأما الكتلة أو الطاقة ، وإذا كانت الطاقة هنا الصورة الهولوغرامية فهي معادلا حقيقيا لعالمنا المادي(الكتلة) إلا أن الريبة تبقى في مقدار ما تحمله هذه الصورة من إيحاءات بوجودها أو ما تعكسه من رموز تُناغمُ أحاسيسَنا ومشاعرَنا.
والذي يدعونا الى التساؤل بالقول متى سنُدعى الى غاليري ومعارض فنية تكون مادتها الفنية صورة هولوغرامية فقط ، وما هي حدود التجريب في هكذا تصوير . ما الذي يمكن أن يضفيه خيال الفنان التشكيلي إذا ما صحت التسمية عليه لعرض صورة تكون مقبولة فنيا، وليست مستحضرة فقط بآلة هولوغرامية كأن يتلاعب الفنان بصورة هولوغرامية لتركيب خيال جديد فوق خيال أساسي لتحقيق الشرط الفني من غرابة جمالية وإبداع رائد ، على الرغم من معرفتنا وعلمنا بأن التجريب في الفن التشكيلي ذهب الى أبعاد حدية في التصوير المجسم ولا أقصد هنا فن النحت مع أنه لا يستنثى من هذا الشرط ومن هذا الحقل.
الطبيعة الفيزيائية
أجمل ما يمكن أن يقال عن الطبيعة الفيزيائية للهولوغرام هو أن أي جزء من الفيلم الحساس الذي يحتوي على الهولوغرام يمكن أن يحوي الصورة نفسها ، فصورة وردة على سبيل المثال الموجودة على الفيلم الحساس الكامل ستكون نفسها موجودة على أي جزء مقتطع من هذا الفيلم ، كالمرآة تماما إذ أن أي جزء من مرآة مكسورة سيعكس الصورة نفسها. أي جزء من الفيلم الحساس سيعطي الصورة الهولوغرامية نفسها فالجزء مثل الكل وكما أن كل نقطة من الدماغ تعطينا تصورا كاملا عن الأشياء كما لو كان الدماغ نفسه كاملا ، فلا مركزية المعلومات في الدماغ هي نفسها في الهولوغرام مما يحدو بنا الى القول بأن الدماغ هو صيغة هولوغرامية عن الكون .وكما يُسجّل العالمُ هولوغراميا يسجّل في الدماغ.
وهذا يقودنا الى التأكيد على أننا نتكلم على الهولوغرام في شموله على منطقين ، المنطق الفلسفي الذي هو منطق موازٍ للمنطق العلمي ، فالصيغة الفلسفية هي صيغة منطقية تم الأخذ بها لتفسير العالم شفاهيا أداتها اللغة والصيغة العلمية هي صيغة أخرى لتفسير العالم أحد أهم أدواتها التجربة والعنصر الرياضي بشقه الحسابي الهام .
في السينما كانت هناك محاولات عديدة لتحقيق سينما أقرب ما تكون الى الواقع وخرجت أولى المحاولات من رحم الصورة الفوتوغرافية ، حتى أمكننا القول بأن السينما هي نتاج غيرة غير طبيعية من الصورة الفوتوغرافية لأنها تأخذ التزامن والتسلسل السريع للصور الفوتوغرافية والعيون أداة الدماغ هي التي تدمج الصور المنفصلة معا لخلق ما نعتقد انه حركة أو الوهم في الحركة.
فالسينما الصامتة ، سينما اللونين الأسود والأبيض هي سينما الصورة الفوتوغرافية بتسلسل سريع للزمن يفوق القدرة البصرية على إسكان الشيء بحيث يكون الشعور بالصورة لحظات بريق قائمة على الحالات الحدية بين إطار صورة وإطار صورة أخرى .والسينما التي حاولت أن تشق لنا أسلوبا في الحياة هي السينما متعددة الألوان سينما الصورة الملونة بحيث تم عندها إدراك البعد الديكارتي ( البعد الثنائي) بشكل يحاكي الواقع ، هذه السينما فتحت لنا بابا الى خلق طموح وتطلع لرؤية مشهد حقيقي لا يحاكي الواقع فقط وإنما يمكن النظر إليه على أنه رؤية الواقع من زاوية خاصة ، رؤيته بأبعاده الثلاثة بصورة هولوغرامية تجسد الواقع مجردا من مادياته.
في عام 1920 قال المخرج الروسي الشهير سيرجي ايزنشتاين (Sergei Eisenstein) صاحب الفيلم الشهير “المدرعة بوتمكين” 1926) بأن مستقبل التصوير السينمائي هو صورة ثلاثية الأبعاد و كلامه هذا كان تمهيدا لفكرة آمن فيها العديد من مخترعي السينما وصنّاعها، و قاد الأخوة لومير ( Lumière brothers) لتجريب العرض المجسم (stereoscopic)الثلاثي الأبعاد بوضع إطارين لنفس الفيلم بلونين مختلفين الأحمر والأزرق أو الأخضر وتسليط ضوء البليجكتور بتزامن واحد للإطارين على شاشة العرض ، وظهر العرض مجسما باستخدام العدسات (النظارات) وباللونين الأبيض والأسود، والتجربة هذه كانت تشبه الى حد بعيد العرض ألمجسمي الشهير ” قوة الحب 1922″ (Power of Love) للمخرج الأمريكي فيرهول.
التصوير المجسم
وبعدها في الثلاثينيات من القرن الماضي ظهرت سينما التصوير المجسم بحيث استخدمت مبدأ الاستقطاب الضوئي لكن العدسات الخاصة التي تشكل الرؤية المجسمة كانت متعبة للعين وتتطلب صناعة خاصة.
إلا أن الاختراع العظيم في الفيزياء والذي جلب الكثير من التفاؤل والأمل لصناع السينما والذي جاء بالصدفة هو اختراع الهولوغرافيا (holography) 1947 م على يد العالم البريطاني دينيس غابور (هنغاري الأصل) واستحق عليه جائزة نوبل في الفيزياء 1971.
الصورة الهولوغرافية هي صورة ثلاثية الأبعاد يمكن أن تُرى من زوايا مختلفة . لا عدسات بل حقيقة تراها في الهواء ، الهواء سيكون بلازماها وماءها والتربة الذي سيغذيها بشروطه من حرارة وضغط وتآين ذراته ، ستكون هناك حياة للصورة في الهواء باللونين الأبيض والأسود أولا ومن ثم حياة ملونة كما هي عليه في الواقع.
هذا الاختراع سيكون ثورة في السينما التي تطمح لأن تكون حقيقية أي بأبعاد الواقع والرؤية المباشرة.
كان أول فيلم هولوغرافي في عام 1966م في أمريكا من قبل ” ليمين ” (M. Lehmann) واتجه بعدها الكثير من صناع السينما الهولوغرافية لصناعة هكذا أفلام من فرنسيين وبريطانيين ومهندسيين يابانيين وغيرهم .. إلا أن تقانة صناعة السينما الهولوغرامية اصطدمت بقيود كثيرة من حيث صغر شاشة العرض وزمن العرض .. الخ فعلى سبيل المثال كانت الأفلام الهولوغرافية في فرنسا محصورة في حجرة لا تسع لأكثر من شخصين أو ثلاثة مما يفقد متعة الحضور السينمائي وسحر هذا الاختراع .
وبعدها في السبعينيات من القرن الماضي ظهرت أبحاث التصوير السينمائي الهولوغرافي بقوة في الاتحاد السوفياتي إذ كان للبروفسور كومر ( Professor Victor Komar ) وفريقه (NIKFI) تطلعات طموحة في تقديم سينما هولوغرافية عالية الجودة بحيث يشاهدها الكثير من الناس دون إزعاجات تقنية .. وبعد بحوث مكثفة وكثيرة قدم فريق البروفسور كومر1976 م فيلما هولوغرافيا قصيرا بالأسود والأبيض أدهش وحيّر المشاهدين إذ رأوا صورة ثلاثية الأبعاد تتحرك خارج شاشة العرض وربما تستطيع أن تدور من حول الشاشة في أي اتجاه (شاشة العرض هنا بالطبع فسحة من الهواء .. ارض مسرح كأنك ترى عليه ممثلين واقعيين لا خيالات مجسمة لهم).
هذه الانجازات الروسية حيّرت العالم ونبهته الى روعة هكذا اختراع وخصوصا بعد أن حل فريق كومر مشكلة اللون وقدم فيلما ملونا عام 1984.
وهكذا أصبحت فكرة السينما الهولوغرافيا ممكنة وموجودة بانجازاتها وأصبحت شعبية وشائعة لدى صناع السينما وهذا ما جعل المخرج تاركوفسكي( مؤتمر صناع السينما في ايطاليا 1985م) أن يقول :إنه لهام جدا للسينما أن تصبح هولوغرافية وإنه لمن الضرورة أن نسعى إلى هذا الهدف.
وهكذا تتالت تجارب وانجازات السينما الهولوغرافية ففي عام 1986م أطلق فريق “استديو أفلام غوركي” فيلما هولوغرافيا مدته 20 دقيقة في قاعة مسرح تتسع ل 50 مقعدا . وفي عام 1991م قدمت الأكاديمية الأمريكية لفن الصورة المتحركة والعلوم جائزة الأوسكار ل NIKFIمن اجل الانجازات التقنية الرائعة في حقل صناعة الأفلام ثلاثية الأبعاد وهذا الجائزة كانت حقيقة تكريما لفيكتور كومر الذي قدم وطور التصوير السينمائي الثلاثي الأبعاد خلال عدة عقود.
ثورة حقيقية
وما إن بدأ عقد التسعينيات من القرن الماضي حتى كان هناك ثورة حقيقية في مجال الصورة الثلاثية الأبعاد فبتنا نرى شاشات تلفزيون هولوغرامية أي لا تحتاج صناعة التلفزيون شاشات مسطحة بل تكون الشاشة فقط في الهواء فوق او أمام المدفع الإلكتروني الذي يبث العرض ونشاهد أيضا في مجال الدعاية والإعلان صورة ثلاثية الأبعاد لا تحتاج الى عدسات لتعطينا ذلك الشعور بالبعد الثالث هذا عدا عن استخدام أفلام الخيال العلمي هذه الفكرة ضمن سيناريوهاتها . وفي نهاية التسعينيات من القرن الماضي وجدنا صانع الأفلام Roland Bykovرولاند بايكوف قد عمل على بناء مسارح كثيرة لسينما الهولوغرام في العالم.
في عام 2002 منحت الأكاديمية الروسية للفنون والتصوير السينمائي البروفسور كومر جائزة الفيلم الوطني الروسي وهي توازي في أهميتها جائزة الأوسكار. وكتب البروفسور الأمريكي ستيفن بينتون وهو واحد من أهم مطوري الهولوغرافيا في معهد ماسوشستس التقني الى كومر معبرا عن اغتباطه لما حققه من انجازات مذهلة في علم التصوير السينمائي الهولوغرافي ومتفائلا بأن السينما في طريقها لأن تكون سينما هولوغرافية – ثلاثية الأبعاد..
مع سينما الهولوغرام أصبح صنّاع السينما يلتقطون لنا صورة هي لحظة مؤجلة من زمن كلي نلتقطها لنتذكرها بعاطفتها وسياقها وهي لحظة متعددة نلتقطها لا لتنسى بل لنراها من زوايا مختلفة ،و لحظة مقتطعة من زمن كلي لنتكلم فيها على نص بصري في طياته شعر. مع هذه السينما تصبح الصورة خزينة حية لملايين عصبونات الذاكرة فالمغزى الحقيقي يكمن في مسرحة الصورة وتجسيدها بعيوبها وشوائبها لا في استنساخ ميكانيكي لها ، ودون أن تكون هناك معايير تذوق لها أو قوننة لهذه المعايير وفق شرط بشري ثابت.
مع سينما الهولوغرام هل نستطيع أن نقول بأن الصورة أصبحت تحفة فنية تجعلنا نحس بمساقط الصورة مليئة بالعاطفة من حب وبؤس وحرمان(بعيدا من سطوة الكاميرا وطغيانها)، نرى المشاعر الإنسانية مسكوبة في وعاء آلامها الحقيقي وكل ذلك ونحن مأثورين ببهجة الصورة الهولوغرامية ومشدوهين بروعة العلم الذي أوصلنا الى هذه الصورة بحيث كان له أن يخلق لنا ظلالا أشبه ما تكون بأرواحنا متخلصة من جسد مبتلى بطعامه ونزواته.
*كاتب وشاعر من سورية