توقعات “هوليوود ريبورتر” لأفلام مهرجان “كان” القادم
الناقد السينمائي الأمريكي، تيد ماكارثي، يكتب في “هوليوود ريبورتر” مقدما عرضا شاملا لما يتوقع أن يعرض من أفلام جديدة في مهرجان كان السينمائي القادم (13- 24 مايو) رغم أن الوقت لايزال مبكرا.
يقول ماكارثي إن مدير مهرجان كان، تيري فريمو، وأعضاء لجنة الاختيار، مشغولون كثيرا وسيظلون مشغولين خلال الأسابيع القادمة، في مشاهدة مئات الأفلام. وليست هناك وسيلة للتأكد حاليا من الأفلام التي سيقع اختيارهم عليها للعرض في “قصر المهرجان” خلال الفترة من 13 إلى 24 مايو. ورغم ذلك يرى مكارثي أن من الممكن المغامرة بتوقع عرض بعض الأفلام قياسا على توجهات اللجنة والمهرجان وكذلك في ضوء جاهزية بعض الأفلام المهمة للعرض في وقت الدورة القادمة من مهرجان كان.
يقول ماكارثي “على الورق تبدو هذه السنة سنة جيدة بالنسبة للمخرجين المبدعين من أوروبا وآسيا، ولكن ربما أقل منها جودة بالنسبة للأسماء الأمريكية. ومع ذلك هناك فيلمان من الافلام الكبيرة الهوليوودية، يمكن أن تجد لها مكانا في عروض المهرجان. الفيلم الأول هو “ماكس المجنون: الطريق” للمخرج جورج ميللر، وفيلم “أرض الغد” Tomorrowland الذي أخرجه براد بيرد. ويبدو الفيلم الأول أكثر حظا ربما للعرض في الافتتاح طالما أن عروضه الفرنسية ستبدأ في الثالث عشر من مايو. أما فيلم “أرض الغد” فستبدأ عروضه في عموم فرنسا، في العشرين من مايو، أي قبل يومين من بدء عروضه في الولايات المتحدة. وهو من بطولة جورج كلوني وبريت روبرتسون.
ومن الممكن – حسبما يقول ماكارث أن تتوفر الفرصة لمشاركة فيلمين في مسابقة “كان” وهما من اخراج اثنين من المخرجين المفضلين لدى القائمين على مهرجان كان: الأول فيلم “البحر والأشجار” The Sea and the Trees لجس فون سانت، والثاني “الوجه الأخير” The Last Face لشون بن. الفيلم الأول من بطولة ماتيو ماكوي الذي يقوم بدور أمريكي لديه نزعة للانتحار يفقد طريقه في غابة قرب جبل فوجي في اليابان وهناك يقابل رجلا يابانيا يساعده على الخروج من تلك المتاهة. وتشارك نعومي واكس أيضا في بطولة الفيلم. أما فيلم شون بن “الوجه الأخير” فهو من بطولة تشارليز ثيرون وخافيير بارديم، ويقومان بدوري طبيبين في دولة أفريقية تشتعل بالحرب الأهلية.
والمسألة الأفريقية موجودة أيضا في فيلم أمريكي آخر يحتمل أن يقبل في مسابقة كان هو فيلم “وحوش لا أمة لهم” Beasts of No Nation للمخرج كاري فوكوناجا، وهو عن طفل يرغم على أن يصبح جنديا يقاتل في قوات أحد أمراء الحرب (يقوم بالدور ادريس ألبا). ويمكن أن يعود المخرج جيف نيكولز الى كان أيضا بفيلمه الجديد “خاص لمنتصف الليل” Midnight Special وهو من نوع الخيال العلمي عن رحلة يقطعها أب وابنه الذي تبين أنه يملك قوى أسطورية غامضة. الفيلم من بطولة مايكل شانون وكريستين دانسيت وجويل إدجرتون.
هناك أيضا فيلم “كارول” بطولة كيت بلانشيت وروني مارا، ومن اخراج تود هاينز، ويروي قصة حب مثلية بين امرأتين تدور في الخمسينات.
يقول ماكارثي إن قسمي “نظرة ما” و”نصف شهر المخرجين” يعرضان عادة أفلاما مهمة مأخوذة من مهرجان “صندانس” وقد يعرضان فيلم “انا وإيرل والفتاة التي تموت” لألفونسو غوميز، الفائز بالجائزة الكبرى، كما حدث مع فيلم “ويبلاش” العام الماضي، أو فيلم “يوميات فتاة مراهقة” لمرييل هيللر.
السينما الآسيوية
وقد تعود السينما الآسيوية لكي تنتقم لعدم نجاحها في السنوات الأخيرة، ويتوقع ان تتركز التكهنات حول مشاركة فيلم “المغتالة” لهو هتسياو- هتسين، وهو أول فيلم يخرجه منذ ثماني سنوات. والفيلم يصور بطلته القاتلة التي عرفها عهد الأسرة الحاكمة في الصين قبل 1300 سنة. وكان انتاج الفيلم قد بدأ عام 1989 لكنه توقف ثم استؤنف عام 2010. واستغرق تصويره 15 شهرا، بين الصين وتايوان واليابان، وشاركت الصين بنصف ميزانيته.
وربما يعود المخرج التايلندي أبيشاتبونج الذي حصل فيلمه “العم بونمي الذي يمكنه تذكر حياته الماضية” بالسعفة الذهبية عام 2010، إلى المسابقة بفيلمه الجديد “حب في خون كين” الذي يدور ربة منزل في منتصف العمر تقع في حب جندي شاب يعاني من الأرق.
وقد يعود المخرج الياباني هيروكازو كوريدا الذدي سبق أن حصل على جائزة لجنة التحكيم عن فيلمه السابق “الإبن مثل أبيه” (2013) بفيلمه الجديد “أختنا الصغيرة” حول ثلاث شقيقات يعلمن بعد وفات والدهن أن لديهن أخت صغيرة من أم أخرى.
ومن المخرجين المحتمل مشاركتهم من الصين المخرج جوني تو بفيلمه الموسيقي المقتبس عن مسرحية لنويل كاوراد بعنوان “تصميم فني من أجل العيش” Design for living وكان المخرج قد حصل على جائزة افضل سيناريو عن فيلمه “لمسة خطيئة” الذي عرض قبل عامين في مسابقة كان، وكان عضوا في لجنة التحكيم العام الماضي.
من بريطانيا
بريطانيا قد تشارك بفيلم تيرنس ديفيز الجديد “أغنية الغروب” Sunset Song الذي يروي قصة إبنة مزارع اسكتلندي تنتقل من الطفولة الى الأنوثة في أوائل القرن العشرين، وهو مقتبس من رواية ذائعة الصيت، والفيلم من بطولة بيتر مولان وأجينيس دين. والاحتمال القوي الثاني هو مشاركة فيلم المخرج ستيفن فريرز الجديد “الأيقونة” Icon الذي يدور حول صحفي أيرلندي يصر على كشف تعاطي متسابق الدراجات لانس ارمسترونج، مواد محظورة لتنشيط العضلات. وهو من بطولة لي بيرس وداستين هوفمان وبن فوستر في دور أرمسترونج. ومن المتوقع بقوة أن يشارك الفيلم البوليسي High- Rise للمخرج بن ويتلي في أي قسم من أقسام مهرجان كان، والفيلم معد عن رواية جي. جيه بالارد، ويتناول الصراع الطبقي العنيف الذي يدور بين سكان بناية سكنية، وهو من بطولة توم هيدلستون وجيرمي غيرونز وسيينا ميللر ولوك إيفانز.
ومن المحتمل أيضا ان يشارك الفيلم اليوناني الناطق بالانجليزية The Lobste للمخرج يوجوس لانتيموس، وهو من بطولة لي سيدو وراشيل ويز وكولن فوريل وبن ويشو وجون ريلي، وأحداثه تدور في المستقبل القريب حيث يرغم الأشخاص غير المتزوجين على العثور على رفيقة خلال 45 يوما وإلا يتحولون الى حيوانات ويُرسلون للعيش في الغابات!
وتلعب الممثلة راشيل ويز (أجورا Agora) أيضا بطولة ثاني فيلم ناطق بالانجليزي للمخرج الايطالي باولو سورينتينو الكبير (مخرج الجمال الايطالي) الذي يحتمل أن يشارك في المسابقة، وهو بعنوان “الشباب” Youth ويشاركها البطولة مايكل كين وجين فوندا وهارفي كايتل وبول دانو، وتدور احداثه في جبال الالب. كما هناك احتمال مشاركة الفيلم الايطالي “رشاش ماء أكبر” للمخرج لوكا جواديجنينو، وهو أيضا ناطق بالانجليزية ومن بطولة داكوتا جونسون (50 ظلا لجراي) ورالف فينيس وتيلدا سوينتون.
أثناء تصوير الفيلم البرتغالي “ليالي عربية”
الإيطاليون قادمون
ويقول ماكارثي ان من المؤكد أن يشارك فيلم ناني مورتي الجديد Mia Madre في المهرجان، وستبدأ عروضه في ايطاليا في 16 أبريل، وهو من بطولة جون تورتورو ومرجريتا باي وموريتي نفسه. ومن الأفلام الايطالية الأخرى المنتظرة فيلم ماتيو جاروني “حكاية الحكايات”، الذي يوصف بأنه “قصة خيالية تاريخية” ويقوم ببطولته فنسنت كاسيل وسلما حايك، والفيلم الجديد “مصاص الدماء الرهيب” للمخرج المخضرم ماركو بيللوكيو، الذي يشارك باستمرار في مهرجان كان.
ومن المتوقع أيضا حسب ماكارثي، أن يشارك المخرج الاسباني اليخاندرو أمينبار (صاحب أجورا) في مسابقة كان بفيلمه الجديد الناطق بالانجليزية “تراجع” وهو فيلم بوليسي بطولة إيما واطسون وايثنان هوك وديفيد ثيولز.
وعادة ما يعرض كان فيلما طويلا يختبر من خلاله قدرة المشاهدين على التحمل، ومن المحتمل أن يكون هذا الفيلم هو البرتغالي “ليالي عربية” (أو ألف ليلة وليلة” للمخرج ميجيل غوميز (مخرج فيلم تابو). وينقسم الفيلم الى ثلاثة أقسام هي “القلق” و”اليائس” و”المستمتع”. ويقال إنه يبلغ 6 ساعات و37 دقيقة.
وعادة ما تؤجل لجنة الاختيار في كان اختيارها للأفلام الفرنسية التي ستشارك في المسابقة الرسمية حتى اللحظة الأخيرة. ومن بين المخرجين المرشحين للعودة إلى كان، حسبما يرى ماكارثي، المخرج الفرنسي المخضرم جان يول رابينو (82 سنة) الذي قد يعود بأول فيلم يخرجه منذ 12 عاما وهو فيلم “عائلات جميلة” من بطولة ماتيو أمالريك وكارين فيار ونيكول غارسيا وأرنو ديشبلشلان.
عبد اللطيف كشيش
علواش وكشيش
ويعكف المخرج جاك أوديار على العمل للانتهاء من فيلمه الجديد “إيرين” Erran الذي يدور حول مقاتل في النمور (التاميل) بسيريلانكا. وجدير الذكر أن أوديار شارك من قبل بنجاح بفيلميه “نبي” و”صدأ وعظم” في مسابقة مهرجان كان. ومن المحتمل عرض الفيلم الجديد “الأم شجاعة” للمخرج الجزائري الأصل مرزاق علواش، وهو ليس مقتبسا من مسرحية بريخت الشهيرة. ومن الممكن أن يعود الى المسابقة المخرج التونسي الاصل عبد اللطيف كشيش الذي إنتهى مؤخرا من فيلمه الجديد “الجرح الحقيقي” وكان قد فاز بالسعفة الذهبية عن “حياة أديل” قبل عامين.
من أوروبا الشرقية قد يشارك الفيلم البوليسي “11 دقيقة” للمخرج البولندي الكبير يرجي سكوليموفسكي، ومن رومانيا غالبا سيأتي الفيلم الجديد للمخرج كريس بيو “سييرا نيفادا”، وكان فيلمه الشهير “موت السيد لازاريسكو” قد حصل على 47 جائزة دولية، منها جائزة أحسن فيلم في قسم “نظرةما” في مهرجان كان.