افتتاح مهرجان العين السينمائي بفيلم فنلندي
افتتح مهرجان العين السينمائي دورته الرابعة مساء الأحد بعرض الفيلم الفنلندي “الرجل الذي لم يرغب بمشاهدة تيتانيك” من تأليف وإخراج تيمو نيكي وبطولة بيتري بويكولاينين وماريانا ميجالا وسامولي جاسكيو.
ويعد هذا العرض الخليجي الأول للفيلم الذي يتناول قصة رجل كفيف ومُقعد على كرسي متحرك يعيش قصة حب ويتواصل مع حبيبته يوميا بالهاتف وحين يقرر أن يلتقي بها يجد نفسه بحاجة إلى مساعدة خمسة أشخاص للوصول إليها.
والفيلم ذو أسلوب استثنائي في متابعته لشخصية تيمو نيكي الكفيف المقيّد في كرسي متحرّك، والذي يودّ مقابلة حبيبته سيربا التي تقطن بعيدا، ورغم إعاقته الشديدة وعدم مغادرته المنزل دون مساعدة، إلاّ أنه يقرّر قبول المخاطرة لتتحوّل رحلة قد تبدو عادية إلى فيلم طريق استثنائي، الأمر الذي جعله يفوز بجائزة الجمهور في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الأخير كما فاز في أكتوبر المنقضي بجائزة النجمة الذهبية لأفضل فيلم روائي طويل في مهرجان الجونة السينمائي.
وتتضمن فعاليات المهرجان باقة من أبرز الأفلام المحلية والخليجية والعربية والعالمية المتميزة، ومنها عروض أولى وحصرية على شاشات “العين السينمائي”.
ويعرض المهرجان الفيلم ضمن برنامج “سينما العالم” الذي يشمل سبعة أفلام من ليتوانيا ولاتفيا وبولندا والسودان ومصر وفلسطين.
وقال مؤسس ومدير المهرجان عامر سالمين المري في كلمة الافتتاح الذي أقيم في قلعة الجاهلي الأثرية في مدينة العين بإمارة أبوظبي إن “دورة هذا العام تم تحضيرها وتنفيذها بتحد كبير بسبب الظروف الصعبة، واستطعنا إطلاقها في موعدها المحدد مع الالتزام الكامل بالإجراءات الاحترازية والوقائية، وأفضل شروط السلامة المعتمدة لدى الدولة”.
وأضاف أنه “رغم قلة الإنتاجات في عالم السينما إلا أن المهرجان استطاع استقطاب 58 فيلما في هذه الدورة، كما ستشهد الدورة إبرام اتفاقية جديدة مع مهرجان كراكوف السينمائي البولندي، بهدف انتشار الفيلم المحلي ونشر الثقافة الإماراتية في الخارج، إلى جانب إقامة فعاليات متنوعة وزاخرة من ندوات ومحاضرات وورش عمل”.
وأوضح المري أن “العين السينمائي” سيظل المنصة الأبرز للاحتفاء بمنتجي السينما في المنطقة من المخضرمين والمواهب الشابة، إذ سيعيش محبو وعشاق “الفن السابع” 5 أيام في حب السينما، وذلك بعد النجاح اللافت الذي حققه المهرجان خلال السنوات الثلاث الماضية، وخصوصاً العامين الماضيين.
وتابع أنه رغم أزمة جائحة كورونا وتأثيرها الكبير على الحركة الفنية في العالم أجمع، إلا أن المهرجان استطاع أن يثبت حضوره واستمراريته وأن يستقطب أهم وأميز الأفلام العربية والأوروبية، منها أفلام رُشح بعضها إلى جوائز الأوسكار 2021، منها الجزائري “هيليوبوليس” والمصري “لما بنتولد” والتونسي “الرجل الذي باع ظهره”، إلى جانب الاتفاقات والمبادرات الفنية التي تهدف إلى دعم السينما وصناعها والكفاءات والمواهب الإماراتية، الأمر الذي أسهم في إدراج اسم مهرجان العين على خارطة المهرجانات السينمائية في المنطقة.
ويشمل برنامج المهرجان الذي يتواصل حتى السابع والعشرين من يناير تحت شعار “سينما المستقبل” ندوة عن “فن صناعة الفيلم القصير” ومحاضرة عن “النقد السينمائي”.
وتقدم هذه الدورة العديد من المبادرات الجديدة والبرامج المختلفة واتفاقيات في خدمة الفن السينمائي في الإمارات، ما يجعل المهرجان المنصة الأبرز لدعم منتجي السينما والمواهب الإبداعية المحلية، وتقديم أفضل إنتاجات السينما في المنطقة.
ومن المبادرات التي ستشهدها هذه الدورة “موسوعة السينما الإماراتية”، وهي عبارة عن كتاب أرشيفي يتضمن تاريخ ومراحل تطور السينما في الإمارات ومسيرتها وإنجازاتها خلال الأعوام الخمسين الماضية.
ويخصص المهرجان برنامجا لأفلام الطلبة وآخر لأفلام المقيمين إضافة إلى “الركن الكلاسيكي” الذي يعرض أربعة أفلام إماراتية قصيرة شكلت الانطلاقة الحقيقية لمنتجيها من المخرجين وحصدت جوائز عديدة.
ويكرم المهرجان في هذه الدورة كلا من الممثل والمنتج الإماراتي سلطان النيادي والناقد المصري طارق الشناوي واسم المخرج الكويتي الراحل خالد الصديق.