أزمة بعد إهانة ناقد سينمائي لمخرج فيلم “12 عاما في العبودية”!
لاتزال أصداء طرد الناقد السينمائي أرموند هوايت من جمعية نقاد السينما بنيويورك تتفاعل، فقد رد هوايت على قرار طرده من الجمعية العريقة التي تأسست قبل 79 عاما، في مقابلة نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” حيث قال إن الجمعية أصبحت مجرد “تجمع لصداقات مشبوهة وليس لأناس صنعوا قيمتهم من العمل الصحفي والنقد السينمائي”.
وكانت المشكلة قد بدأت أثناء الحفل الذي أقامته جمعية نقاد نيويورك مؤخرا لتوزيع جوائزها السنوية على أصحاب الأفلام الفائزة، وعلى رأسها فيلم “12 عاما في العبودية” الذي فاز مخرجه البريطاني (الأسود) ستيف ماكوين بجائزة أحسن مخرج. وأثناء صعوده لاستلام الجائزة في الحفل الذي أقامته الجمعية في فندق إديسون بنيويورك، صاح الناقد أرموند هوايت (وهو أسود أيضا!!) بكلمات صارت مسموعة في القاعة وإن لن تصل إلى الصفوف الأولى أو المنصة، ضد المخرج واصفا إياه بأنه “بواب ورجل زبالة.. يثير الحرج..”.. حسب ما جاء في تقرير نشرته مجلة فاريتي الأمريكية كما نشر تقرير مماثل في مجلة “هوليوود ريبورتر”.
وقد اضطرت الجمعية إلى تقديم اعتذار رسمي إلى المخرج البريطاني المرموق، وعقدت بعد ذلك جمعية عمومية طارئة لأعضائها البالغ عددهم 34 عضوا، وإتخذت قرارا بطرد الناقد ارموند هوايت من عضويتها وهو الذي رأس الجمعية ثلاث مرات خلال عضويته التي استمرت منذ عام 1987. وبعد طرده من الجمعية لم يعد هناك بين أعضائها سوى ناقد واحد أسود.
الناقد ارموند هوايت
غير أن مشكلة هوايت مع ستيف ماكوين وأفلامه لم تكن وليدة تلك اللحظة التي شعر فيها بالحنق من فوز ماكوين بجائزة الجمعية التي يعد عضوا أساسيا فيها، بل تعود إلى مقالاته الهجومية العنيفة التي ينشرها بانتظام في مجلة “سيتي أرتس” بنيويورك والتي تناول فيها أكثر من مرة أفلام ماكوين، وشن حملة شديدة ضدها، فقد كتب مثلا عن فيلم “12 عاما في العبودية” يصفه بأنه “أكثر الأفلام الأمريكية إثارة للنفور منذ فيلم وليم فريدكين “طارد الارواح الشريرة” The Exrocistوأنه مثال لأفلام التعذيب الإباحية torture porn”!
وبعد أن ثارت ضجة صحفية كبرى في وسائل الاعلام حول إهانته لماكوين ، نفى هوايت أن يكون قد سب ماكوين بمثل هذه الألفاظ وقال إنه “كان يتحدث بصوت منخفض وسط مجموعة من أصدقائه المتحلقين معه حول مائدة في قاعة الاحتفال.. ولم يكن يتحدث بصوت مرتفع.. ولم يستخدم عبارات سباب”. لكن كان هناك على ما يبدو، الكثير من الشهود على الواقعة الغريبة التي تواجهها هذه الجمعية للمرة الأولى في تاريخها منذ أن تأسيسها.
ويشن هوايت حاليا حملة عدائية ضد قرار طرده من الجمعية، ولكن رئيس الجمعية ستيفن ويتي دافع عن قرار مجلس الادارة وقال إنه “كان ضروريا لعدم تكرار مثل هذه الحادثة”.
وكانت الجمعية قد منحت فيلم “احتيال أمريكي” American Hustleثلاثة جوائز هي أحسن فيلم وأحسن سيناريو وأحسن ممثلة ثانوية لجنيفر لورنس. كما منحت روبرت ريدفورد جائزة أحسن ممثل عن فيلم “كل شيء ضاع”، وحصلت كيت بلانشيت على جائزة أحسن ممثلة عن فيلم “بلو جاسمين”.