وزير الثقافة المصري: نراجع وضع المهرجانات السينمائية في مصر
فى ظروف بالغه الأهمية والحساسية، وبعدإقالة فاروق حسنى، عميد وزراء الحقبة السابقة واستقالة د. جابر عصفور بعد لوم عنيف من المثقفين لقبوله الحقيبة الوزارية أثناء الثورة وعدم قبول الوسط الثقافى بمحمد الصاوى وزيرا، جاء عماد ابوغازى وزيرا جديدا للثقافة ليقابل بترحيب حذر من الوسط الثقافى تجاه اختياره.
وكان كثير من الشخصيات العامة قد رفض حمل هذه الحقيبة وغيرها فى حكومة توصف بأنها “حكومة تسيير أعمال” أي ذاهبة لا محالة قريبا.
بين ذلك كله ووسط ركام من المشاكل والمطالب بالتغيير يقف عماد أبوغازى حتى الآن صامدا بل ومتفائلا بمستقبل مصر على الصعيد الثقافى بل وعلى الصعيد العام.
والسؤال الصعب الذى نطرحه هو: كيف ينظر وزير الثقافة لحال ومستقبل السينما المصرية التى تمر بمنعطف خطير وسط ركام من مشكلات سابقة ومشكلات جديدة تمخضت عنها التغييرات التى جرت فى مياه الحياة فى مصر.
ومن أجل اكتشاف كيف يفكر الوزير الجديد في التعامل مع مشاكل السينما المصرية، والتعرف على ملامح استراتيجيته في مواجهة الكم الكبير من المشاكل الموروثة كان هذا الحديث معه:
** د. عماد ابوغازي.. توليت الوزارة بعد وزير الثقافة فاروق حسنى الذى لقب بسبب طول مدة بقائه فى السلطة بـ”الوزير المحنك” خاصة وقد ظل في منصبه أكثر من 25 سنة رغم الانتقادات الكثيرة التى وجهت إليه، فهل شعرت أنك أمام مأزق ما وأنت تتولى هذه الحقيبة الوزارية؟
* كلا لم أشعر بهذا على الاطلاق!
** على الرغم من أن من قبلك شعروا بهذا ومنهم من قدم استقالته؟
* د. جابر عصفور كانت لديه اسبابه السياسية.. فقد تولى الوزارة وقت اشتعال الثورة وكان لديه، كما قال فى خطاب استقالته، تصور واضح لسبل الإصلاح والتغيير، ولكن بعد أول اجتماع لمجلس الوزراء اكتشف أنه لا توجد نية حقيقية للإصلاح، وقد صرح بهذا فى جريدة “الوفد” التى نشرت الاستقالة، أما أنا فقد توليت الوزراة بعد أن كانت الثورة قد حققت نجاحات بشكل ما، وبالتالى أصبحت الصعوبات والتحديات مختلفة.
** يعتبرك البعض أحد أركان النظام القديم بشكل ما، لكنهمم يرون أنك تتصف بالنزاهة والكفاءة الادارية، ويأخذون عليك في الوقت نفسه، غياب الفكر الثورى لديك لمواجهة المرحلة القادمة؟
* دعينا نرى.. أنا لست أحد أركان النظام القديم طبعا، لكنى قضيت أحد عشر عاما فى العمل بوزارة الثقافة، وكنت مقتنعا بما أقدمه وأفعله، ولو لم أكن مقتنعا لكنت قد غادرت مكاني. إنني أساسا، عضو في هيئة التدريس بجامعة القاهرة، وكنت منتدبا للعمل في وزارة الثقافة. ولو كنت أشعر ان هناك شىئا أقوم به دون أي اقتناع من جانبي لكنت قد تركت مكاني، لكن القول بأنني من أركان النظام القديم، كلمة كبيرة ،وانا مواقفى واضحة من قبل الثورة فى كتاباتى فى الصحف، ومن لديه أى شىء عكس ذلك عليه مواجهتى به.
** هل كان لديك أي ملاحظات على أسلوب عمل الوزير السابق فاروق حسنى؟
* عندما كنت أعمل تحت رئاسته كان كل ما أطلبه يتحقق، ولم تكن تواجهنى أى مشاكل فى عملى معه فى المجلس الأعلى للثقافة، سواء كمسؤول عن لجان المجلس او كأمين عام للمجلس فيما بعد.
** بما تفسر إذن أن الثقافه المصرية طوال فترة وجود فاروق حسنى وعلى مدار خمسة وعشرين عاما، لم تحقق أيا من التأثيرات المطلوبة أو المرجوة منها؟
* الحقيقه كان هناك وضع سياسى عام يقيد أى نشاط حقيقى من الممكن أن تقوم به أى مؤسسة من مؤسسات وزارة الثقافة.
الحظيرة
* فى تحقيق لبوابة جريدة “الأهرام” الالكترونية ذكرت انك لم تسمع وزير الثقافة السابق يستخدم تعبير الحظيرة الثقافية.. وانه كان يقصد منه اتساع مساحه استيعاب المثقفين من خلال مؤسسة الوزارة.. اسمح لى ألم يجد سوى تعبير الحظيرة؟
* انا لم اسمعه وهو يستخدم هذا التعبير أساسا ولكن لا اجد ضيرا من استعماله لمفردة أو تعبير الحظيرة، لقد فسر الموضوع على أنه يقصد معنى ليس اصطلاحى أي مكان تجمع الحيوانات، وهذه قضايا ليس لها أهمية على الأقل فى التوقيت الحالى.
** لكن قبول الفكر ورفضه ياسيادة الوزير يعتبر مؤشرا على كيفية نظركم وتعاملكم مع الأشياء بشكل عام؟
* من يقبل أن يبقى فى حظيرة هو حر.
الاهتمام بالسينما
** كان يقال دائما أن فاروق حسنى كان أقل اهتماما بالسينما مقارنة بالفنون الأخرى الرفيعة مثل الفن التشكيلي الذى كان يوليه اهتماما خاصا .. فكيف ترى السينما ضمن المنظومة الثقافية التى تضطلع بها؟
* اولا أريد أن أصحح معلومة هامة عما يقال عن عدم اهتمام الفنان فاروق حسنى بالسينما فى عهده لأن السينما سٌحبت من وزارة الثقافة فى مطلع التسعينيات مع مشروعات الخصخصة والتغيير ونقلت شركة السينما من تبعية وزاره الثقافة إلى وزارة قطاع الأعمال، ثم إلى وزارة الاستثمار، وبالتالى لم تعد دور العرض ولا الاستوديوهات ولا النيجاتيف مملوكه للوزارة، لكنها تتبع وتدار من جانب وزارة أخرى هى وزارة الاستثمار أى أن الوزارة أبعدت قصرا عن السينما بانتهاء تبعية شركة مصر للصوت والضوء والاستوديوهات لوزارة الثقافة، ولم يبق فى الوزاره كيان يختص بالسينما سوى المركز القومى للسينما وهو كيان ينصب اهتمامه الاساسى على الافلام التسجيلية، ومشروع الأرشيف القومى الذى تأخر كثيرا، والسينماتيك والمتحف. وهناك أيضا المهرجان القومى للسينما المصرية.
فى السنوات الأخيره كان هناك مشروع من خلال وزارة المالية، لدعم الأفلام أنتج من خلاله فيلم “المسافر”. أما فيما يتعلق بالرؤية الحالية للسينما فأنا أرى أن السينما صناعة مهمة جدا ولها دورها الثقافى الذي يدعم الاقتصاد القومى، وهى صناعه يقوم عليها انتاج خاص ولكن للدولة دور ايضا يتعلق بضرورة تقديم الدعم والحماية للصناعة، واتاحه الحرية. وأول ما يجب أن يتحقق ان تعود تبعية شركة مصر للاستوديوهات والصوت الضوء إلى وزارة الثقافة، وهى خطوة لتصحيح وضع خاطىء ولتطوير دور العرض وخلق مساحات أوسع لدور العرض من خلال قاعات تابعة لوزارة الثقافة لتنشيط الاهتمام بالعروض السينمائية.
** هل لديكم كوزارة للثقافة رصد لحال ومشكلات السينما المصرية الان بشكل واضح ؟
* الحقيقه انا اجتمعت مع غرفة صناعة السينما التي أعدت تقريرا مفصلا عن المشكلات التى تواجه صناعه السينما، وتم تشكيل لجنة من الوزارة لدراسة المشكلات مع الغرفة لمحاولة الوصول إلى حلول للمشكلات القائمه فعلا.. مشكلات خاصة بأوضاع مثل أنتقال ملكية الافلام، مشكلة تراخيص، مشكلة مع الرقابة، التطبيق الصارم لقانون الملكية الفكرية ومشكلة قرصنة الأفلام الجديدة بل وحتى القديمة، الفهم الخاطىء لملكية الأفلام لدى اتحاد الاذاعة والتليفزيون، وكلها امور ستحل من خلال اللجنة، وهناك مشاكل أخرى تجرى محاولات لحلها، كثيره ومتعدده، ومشاكل معلقة مع وزارات اخرى.
** اذن انتم أمام مجموعة من الملفات المفتوحة التى تمثل كل مشكلات السينما.. لكن أى من هذه الملفات له الأولوية فى الاهتمام؟
* لدي مجموعة أولويات بعضها يختص بالصناعة فى حالة من الترقب وعدم الفهم لحال السوق وجزء من المساهمة احياء موضوع الدعم لان الصناعة بها عناصر كثيرة تعيش من وراءها بيوت كثيرة.
القضيه الأخرى هى الأرشيف القومى وقد تم تخصيص مكان بالفعل لعمل الارشيف. وكان قد تردد منذ فترة أن المكان المخصص لعمل الارشيف هو جزء من مبنى سوق تجارى (مول) ومجموعة من دور العرض بداخله سينضم اليها مشروع الأرشيف، وهو تفكير اعتقد أنه غير مقبول بالمرة.
كان هذا مشروعا مطروحا لكن ما حدث بالفعل ان المركز القومى اتفق مع الارشيف الفرنسى على خطة لإنشاء السينماتيك المصرى والارشيف والمتحف، وتم تخصيص قصر الأمير عمر طوسون بشبرا كموقع للسينماتيك والمتحف، وتم عمل التوزيع الداخلى للمكان وأرسلت الخطة إلى فرنسا وحصلما من فرنسا على منحة لارسال عدد من الشباب للتدريب على سبل ادارة الارشيف والسينماتيك، لكن المشروع توقف قليلا بعد الثورة، لكننا نعمل حاليا على اعادته للحياة وتفعيله ونخاطب د. زاهى حواس وزير الآثار، لتخصيص القصر بالفعل لبدء عمل الدراسات التنفيذية للمشروع.
مؤسسات الماضي
** هناك مؤسسات لا تلعب دورا حقيقيا فى الحياة السينمائية مثل المركز القومى للسينما ولجنة السينما وجهاز الرقابة، وكلها تابعة للوزارة، فهل هناك تفكير في الاستغناء عنها او إعاده هيكلتها أو دمجها مثلا خاصه وأن مؤسسات العمل المدنى يمكن أن تكون قد تجاوزتها بنشاطها؟
* أنا أرى ان هنا خلطا بين اشياء مختلفة وزارة الثقافة بشكل عام لا تحتكر المؤسسات العاملة فى صناعة السينما، ولو نرجع للستينيات سنجد ان المؤسسة العامة للسينما كانت تحتكر بشكل كبير الانتاج السينمائي وكانت تتبع وزارة الثقاف، ومع السبعينيات بدأ يقل دورها، هضوضا بعد إلغاء الوزارة وانشاء المجلس الأعلى للثقافة واقتصرت التبعية للوزارة على المركز القومى للسينما، وانتزعت ملكية أصول الافلام بعد ذلك من الوزارة وذهبت الى شركة مصر للصوت والضوء ثم انتقلت ملكية الأصول الى وزارة الاستثمار. أما ادارة السينما بقصور الثقافة فدورها مختلف، صحيح أنه تراجع لكن هناك قصورا تقوم بدور، وطموحى ان يجدد عملها ويصبح لها دور حقيقى فعلا وليس شكليا، لكننا خارجون من نظام شمولى ظل قائما لمدة 60 عاما، والأمر يحتاج إلى وقت لتهيئة المناخ الثقافي للتغيير والتحريك. جهاز الرقابه على المصنفات يحتاج من وجهة نظرى فى قوانينه وتشريعاته، للتغيير لكن انا اعتقد انها قضيه مجتمع وليست قضيتي وحدي ولا قضية صناع السينما ولا المتعاملين مع الرقابة، وبالتالى الأمر اننا نحاول إدارة حوار مع نهاية الشهر الحالى للوصول إلى صيغة يتم عرضها فعلا على مجلس نيابى لما يصبح عندنا فى البلد فعلا مجلس نيابى.
** هل نستطيع القول ان وزارة الثقافة تطمح إلى ترتيب أوراق وملفات بعض هذه المؤسسات من جديد لتمارس دورا فعلىا ام سيكتفى بطبيعة ما تقدمه الآن وهو ما يلقى الكثير من التحفظات؟
* ما يمكن أن يعود من مؤسسات لسلطة وزارة الثقافة سيلعب دورا حقيقيا فى الاستفاده من العوائد المالية لهذه الأصول خاصه دور العرض السينمائي. المؤسسات الحالية التابعة تحتاج إلى تطوير وهيكله بدأنا بالفعل مع المركز القومى بعمل مجلس اداره للتخلص من الادارة الفردية لصالح الادارة الجماعية من خلال ما يمكن تسميته ديمقراطيه العمل الادارى بعد الثورة. هذا المجلس احد اولوياته اعادة هيكلة المركز القومى للسينما. أما الرقابة فالأمين العام للمجلس سيدعو لسلسله لقاءات نقاشية للوصول إلى صيغ تخص الرقابة وتخص قوانين حماية الملكية الفكرية وتعديلها. لجنة السينما فى المجلس لا يمكنني اعتبارها كيانا حكومىا فتشكيلها يتم من شخصيات مستقلة غير حكومية. واللجنة تتغير كل سنتين، فيخرج ثلث الاعضاء طبقا للائحة الخاصة بتشكيل اللجنة. لكن المجلس كله يعاد النظر حاليا فى آلياته وعمله لا فى وجوده من عدمه، على ان يتم التكوين من اسفل لاعلى ودوره اقتراح سياسات ومراقبة الاداء، على أن ينفصل عن وزارة الثقافة فى تمويله وله استقلاليته. عامة دورة عمل لجان المجلس الاعلى للثقافة تنتهى هذا الشهر وستعاد بالانتخاب لكل لجنة على تعددها عكس ماكان يتم من اختيار رئيس اللجنة.
السينما في الذيل
** السينمائيون يرون أن الدوله لا تهتم بالسينما، وفى خضم المشكلات التى تمر بها البلد الآن أصبحت السينما فى ذيل القائمة وان الدور الوحيد الذى يمكن فعله من قبل الدولة هو سن تشريعات لحماية الصناعه؟
* السؤال هو هل نريد دولة ديمقراطية أم شمولية، دولة وصية علينا أم دولة تفتح مجالات للابداع والحرية. لقد اعتدنا على أن الدولة هي الأب والأم، وأنت فى كلامك فى البداية ذكرت أهمية تسيد المجتمع المدنى في عملية الثقافة وليس المؤسسات الموروثة من الدولة الشمولية، إذن ماذا يريد السينمائيون بالضبط. إن دور الدولة هو الحماية والرعاية وسن تشريعات تدعم الصناعة ودعم والمساهمة فى الانتاج لكن لو كنا نتكلم عن دولة ديمقراطية فليس من المفروض ان تتدخل الدولة فى صناعة السينما بل لابد أن تكون الرؤيه واضحة عندنا.. الدعم وسيلة دفع للصناعة اتمنى استمراره لعدة سنوات، وهو شكل موجود فى دول ديمقراطية كثيرة، لكنه لايعنى أن تصبح الدولة هى المنتج الرئيسى للأفلام.
** فىما يتعلق بموضوع الدعم هناك الكثير من اللغط حول الدعم بسبب رفض كل السيناريوهات من قبل اللجنة المشكلة للنظر فيها بحجة سوء مستواها الى جانب تاريخ سابق من التحيز؟
* الأفلام الخمسة التى حصلت على الدعم تم انتاج أربعة منها، وحاليا تتم دراسة موضوع الدعم ووضع تصور سيتم الاعلان عنه، وسيتم قبول المشروعات الجيدة. والمبلغ الكلى للدعم هو 20 مليون جنيه، ولو تكلمنا بهذا الحساب يكون هناك دعم لستة افلام ولا أحد يعلم ظروف السنوات القادمة. لكني اتحدث عما هو موجود الان فعليا.
** هل هناك نية لفتح ملف فيلم الأزمة “المسافر”؟ وما الذى يمنع من عرضه؟
* انا شخصيا أستغرب من أنه حتى الآن لم يتم تسليم الفيلم، وهذا التأخير غير المفهوم من جانب صندوق التنمية الثقافية. لقد طلبت ردا واضحا من المنتج المنفذ والمخرج.
** يشاع أن الفيلم شوه فى عملية مونتاجه الثانية وأصبح غير صالح للعرض.. هل شاهدت الفيلم؟
* الحقيقه لم اكن معنيا بقضيته وقتها ولم أشاهده… ولم اكن طرفا فى الموضوع.
أزمة نقابة السينمائيين
** سيادة الوزير: اسمح لى بالانتقال معك الى أزمة نقابة السينمائيين التي وصلت إلى مرحلة الخطورة فى اطار تمسك جانبى الصراع، كل بوجهة نظره، واصرار المجلس السابق على اجراء الانتخابات بدون تنقيه الجداول وهوما يعنى انتخابات معيبة من وجهه نظر لجنه تسيير الاعمال.. وقد قمت سيادتكم بإرسال خطاب الى السيد ممدوح الليثى لتأجيل الانتخابات ورد عليكم بأن الوزاره ليست ذات صفة فى هذا الامر؟
* اذا كان اتحاد النقابات يرى أننى لست ذات صفة فلماذا أبلغنى من الأساس وأنا تلقيت عددا من الشكاوى تفيد بوجود شبه مخالفات فى العضوية تقتضى مراجعة الجداول قبل الانتخابات، والوزارة لاتستطيع ان تلعب دورا فى هذا المأزق أكثر مما لعبته، لكن هناك قضاء يمكن اللجوء اليه. واتمنى الا يسوء الوضع اكثر بالطعن فى الانتخابات، يمنهي بفرض حراسة على النقابة كما حدث مع نقابة المهندسين. اتمنى الا تصل إلى هذا الحد، ولن الجأ الى هذا لأنىي مع استقلال عمل النقابات والحرية النقابية.
** النشاط الفني يلقى اهتماما من جانب جمعيات المجتمع المدنى.. هل يحظى هذا النشاط التنويرى الذى يقدم نفسه فى فترة شديدة الحساسية وفى ظل تيارات فكرية تتصارع على عقل المواطن المصرى، بأى نوع من أنواع الدعم من جانب الوزارة؟
* الفن ميدان نشاط لائتلاف الثقافة المستقلة، وهو نشاط ايجابى اكثر من رائع اتمنى ان يستمر، ونشاطه يتسع فى ميادين مصر، أما دور الوزارة فهو دور معنوى. لقد طلب المنظمون فقط الموافقة على النشاط، والقوات المسلحة تدعم نشاطه فى الميادين المختلفة، وقدمنا احيانا دعوات لحضور العروض المسرحية كنوع من الدعم فى نفس الوقت الوزارة تقوم بتنظم قوافل الثورة الثقافيه للمحافظات من خلال شباب الوزارة، إلى مناطق مثل السويس والمنيا والاسكندرية وشمال سيناء، ونحن ندعم مشروعا آخر للفنانين المستقلين للقيام بزيارات اخرى ونحاول ضم مجموعات من المجتمع المدنى.
** هذا النشاط الذي يمكننا وصفه بالشعبى ونجاحه، الا يغرى وزارة الثقافة على أن تحاول جعل السينما جزءا من الممارسة الثقافية بعمل شكل ما من اشكال التعاون بين وزارة الثقافة وووزارة التربية والتعليم لتربية النشء على فهم وتذوق واستيعاب السينما؟
* هذا جزء من مشروع حقيقى سأقدمه لمجلس الوزراء من اجل تشكيل الثقافه فى المجتمع..ربما كانت معظم المشاريع المقدمة خاصة بالمسرح لكن المشروع الاكبر الذي سيحتاج للاهتمام هو الخاص بالسينما والتعليم بالفعل.
فضائح المهرجانات
** اسمح لى بالانتقال إلى شق آخر وهو المهرجانات.. ذكرت سيادتك ان قضية مهرجان القاهره قتلت بحثا خاصة وأن هذا الموضوع ذكر كثيرا ونوقش على صفحات المجلات والصحف.. اريد الحديث عن المهرجانات المصرية بشكل عام وليس مهرجان القاهرة فقط لأن هناك من يرى ان المهرجانات السينمائية فى مصر بأسلوب ادارتها اساءت إلى سمعة مصر وانها سلسلة فضائح متكررة، وفساد فى التنظيم، بينما المثقف والسينمائى الحقيقى بعيد عن هذا المضمار؟
* لا تعليق…
بشكل عام توقف بعض هذه المهرجانات بسبب الظرف السياسى يعطينا فرصة لالتقاط الانفاس والنظر فى أمر هذه المهرجانات، وفى نفس الوقت نعد أيضا لأحداث ومهرجانات جديدة للسينما والفنون، بتكلفة أقل وتوجهات أخرى، ومنها مهرجان السينما الافريقية فى الاقصر، ومهرجان فنون البحر الأحمر وهو ليس احلال واستبدال بل انعاش لمهرجانات كانت مخططة، وهى مهرجانات تقام بفكر جديد يركز على البعد الثقافى والفنى والمردود الثقافى على المجتمع وعلى علاقتنا بالآخر. ولدينا رؤية فى هذا وسنرى مع طرح المهرجان، مدى النجاح الذى سنحققه وسيتم ضخ اسماء جديدة فى مجال المهرجانات من خلال دراسة للمركز القومى تطرح شكل دعم الوزارة للمهرجانات الشكل الامثل لادارتها والاسماء المطروحه للقيام بذلك.
** هناك اصرار من جانب بعض السينمائيين على اقامه دورة مهرجان القاهرة بعيدا عن مشاركة الوزارة، وكذلك مهرجان الاسكندرية، ماذا عن حماس السينمائييين لاقامه مهرجانهم؟
* مهرجان القاهره مصنف دوليا تبعا للاتحاد الدولى والاتحاد ابلغ بارجاء المهرجان ورحب بالقرار واحتفاظ المهرجان بموعده للعام القادم.
** هناك مشكلات تخص تبعية مهرجان القاهره للوزارة من الأساس؟
* المهرجان لايتبع وزارة الثقافة. الوزارة دخلت كداعم فقط، وتصدر قرارا بمن يرأس المهرجان وتمويله لكنه يظل كيانا خارج الوزارة، حتى العاملين فيه ليسوا من العاملين فى الوزارة، فله وضع خاص وهو أمر يجب حسمه ومراجعته ويتم العمل عليه الآن ومن يرغب فى اقامه مهرجان من الفنانيين فليتفضل.
** د. عماد ابو غازى: هل انت متفائل بحال الثقافه المصرية والسينما بوجه خاص؟
* متفائل بشكل عام ولدى امل فى انطلاقة جديدة بتكاتف السينمائيين لان السينما تمر بمنعطف حاد لكني أعتقد أن الشعب المصرى الذى صنع هذه الثورة بمثقفيه وبكل ابنائه لديه القدرة على تجاوز المزيد.
** سؤال اخير.. ما هو آخر فيلم شاهدته؟
* (صمت) …أعتقد كان .. فيلم “بنتين من مصر” … انا أعمل حوالى 20 ساعة فى اليوم، لهذا الذهاب الى السينما يعتبر مشكلة كبيرة.