مجلة “كراسات السينما” الفرنسية تواجه أزمة جديدة

فرانسوا تروفو فرانسوا تروفو

صحيفة “الجارديان” البريطانية (بتاريخ 28 فبراير) نشرت مقالا تفصيليا حول المشكلة المعقدة التي تعرضت لها المجلة وقالت إن خمسة عشر عضوا من أعضاء هيئة التحرير والكتاب في المجلة المرموقة، قدموا استقالتهم قائلين إنهم يعتقدون أن المالكين الجدد للمجلة يشكلون تهديدًا لاستقلاليتها.

وقال الصحفيون: “بين المساهمين الجدد ثمانية منتجين للأفلام مما يخلق تضاربًا في المصالح داخل مجلة للنقد السينمائي”. و”بغض النظر عن المقالات المنشورة، ستكون هناك شبهة في التدخل”.

وكان قد تم بيع المجلة الشهر الماضي إلى مجموعة مكونة من 20 مساهمًا، بعد عام تقريبًا من طرحها لأول مرة في السوق من قبل مالكها السابق ريتشارد شلاجمان. ويقود المالكين الجدد جريجوار شيرتوك، الشريك الإداري لبنك روتشيلد للاستثمار وعضو مجلس بلدية باريس.

ويتزعم شيرتوك الملقب بـ”مصرفي السينما”، مجموعة تضم زافييه نيل، مؤسس شركة الإنترنت Free والمالك المشارك لمجموعة Le Monde، التي تدير الصحيفة التي تحمل الاسم نفسه؛ ومارك سيمونسيني، مؤسس موقع التعارف عن طريق الانترنت  Meetic ؛ بينما يغطي هوغو روبيني، رئيس شركة التأمين على السينما التي تحمل الاسم نفسه، 40٪ من الإنتاج الفرنسي. وألان ويل، مؤسس القناة الإخبارية الفرنسية BFM TV، رئيس مجلس إدارة شركة الاتصالات SFR Group ومديرها التنفيذي، وصاحب صحيفة LExpress.

تضم المجموعة أيضًا ثمانية منتجين للأفلام، من بينهم باسكال كوشيتو، مؤسس Why Not Productions، وتوفيق عيادي وكريستوف بارال (اللذان أنتجا فيلم “البؤساء”- 2018)، وفريديريك جوف وماري ليكوك من شركة الإنتاج Les Films Velve ؛ Réginald de Guillebon؛ ومارك دو بونتافيس (منتج فيلم “أنا فقدت جسدي” لجيريمي كلابين).

ويقول العاملون إن وجود هؤلاء الرجال في مجلس الإدارة يعني أنه “بغض النظر عن المقالات المنشورة حول أفلام هؤلاء المنتجين، فإنهم سيظلون غير راضين”.

كما غضب الصحفيون مما اعتبروه هجمات على مصداقية المجلة، خاصة بعد ما أدلى به رئيس التحرير الجديد إريك لينوار، الى مجلة الفيلم الفرنسي وصحيفة لوموند ومجلة تيليراما، عن الإجراءات الجديدة التي يعتزم تنفيذها، وقال إنه يهدف الى جعل المجلة “أكثر أناقة وجاذبية”.

وفي بيان رفض الكتاب والمحررون فكرة أن المجلة كانت أنيقة أو ودودة في الماضي، وقالوا: “كانت “الكاييه دي سينما” منبرا سياسيًا، تتخذ مواقف واضحة”. وأشاروا إلى أن أحد أشهر مقالات المجلة وهو “نزعة ما في السينما الفرنسية” الذي كتبه فرانسوا تروفو عام 1954 كان نقدًا شرسًا موجها للسينما الفرنسية البرجوازية.

وقد استنكر البيان أيضًا تعيين جولي ليتيشو، الرئيس التنفيذي الحالي لجمعية منتجي الأفلام (SRF)، كمدير تنفيذي للمجلة، وهو ما يقولون أنه يزيد من مخاوف “تأثير صناعة السينما الفرنسية” على استقلالية المجلة. وفي تصريحات لينوار الى مجلة “الفيلم الفرنسي”، أوضح أن المجموعة ستفكر في إنشاء “شراكات جديدة وتعاون جديد مع مهرجان كان السينمائي ومع مؤسسات ومدارس السينما”.
وكان قد تم حُظر دخول فرانسوا تروفو، وهو أحد نقاد الكاييه الأصليين والأكثر شهرة ، إلى مهرجان كان عام 1958 بسبب انتقاده لبرمجة المهرجان في العام السابق، وقد داوم ستيفان ديلورم، رئيس تحرير المجلة منذ عام 2009، على توجيه النقد الى المهرجان. وكتب في عام 2017 أن برنامج المسابقة الرسمية “شجع نوعًا من السينما البغيضة الجوفاء والمتمثلة التي أصبحت للأسف سينما عصرنا”.


وذكرت “الجارديان” أيضا أن الكثير من الملاك الجدد للمجلة قريبون أيضًا من الحكومة الفرنسية ومن أنصار الرئيس ايمانويل ماكرون، ويعمل شيرتوك في الحكومة الحالية ، أما سيومنشيني فدعم علانية ماكرون خلال الانتخابات الأخيرة. ولفتت هيئة التحرير الانتباه عندما عبرت افتتاحيات المجلة في الأشهر القليلة الماضية عن موقف المجلة ضد المعالجة الإعلامية لاحتجاجات ذوي السترات الصفراء والجامعة المقترحة والإصلاحات الثقافية، وشككت في شرعية وزير الثقافة الفرنسي عندما تم تعيينه”.

Visited 156 times, 1 visit(s) today